ورقة بيد بوتين.. لهذا قد يشعل غزو روسيا لأوكرانيا حربا بين أذربيجان وأرمينيا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أشار موقع "إيل سوسيداريوا" الإيطالي إلى احتمالية أن يعيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إشعال القتال في إقليم قره باغ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، وذلك من أجل حسم الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وذكر الموقع أنه بإمكان بوتين الذي لم يسيطر بعد على أوكرانيا، سحب قواته التي تحفظ السلام في قره باغ وتفصل بين المقاتلين الأرمينيين والأذربيجانيين، لإلحاقها بجيشه، قبل بدء معركة الحسم في كييف.

وعقب الحرب الأخيرة التي انتصرت فيها أذربيجان واستعادت أجزاء كبيرة من أراضي الإقليم الذي احتلته أرمينيا في تسعينيات القرن العشرين، وقع الجانبان اتفاقا لوقف إطلاق النار بوساطة روسية في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، لكن لا تزال خلافات كثيرة بينهما بشأن ترسيم الحدود.

سيناريو محتمل

وأوضح الموقع الإيطالي أن توسيع الهجوم الروسي على أوكرانيا نحو غرب البلاد من شأنه أن يعيد فتح الصراع بين أرمينيا وأذربيجان.

كما أن القصف الصاروخي بعيد المدى على مطاري لوتسك وإيفانو فرانكيفسك، ومطارات أخرى ليست بعيدة عن الحدود مع بولندا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر يؤدي أيضا إلى توسع الصراع أكثر.

وأشار إلى أنه في الأثناء باتت كييف محاطة ومحاصرة بالكامل تقريبا بالقوات الروسية، والتي لا تفصلها في بعض الأماكن سوى مسافة خمسة كيلومترات.

ونقل الموقع عن مصادر لم يسمها فرار العديد من الشباب الروس إلى دول مثل كازاخستان وأوزبكستان وجورجيا وأرمينيا، خوفا من أن يتم القبض عليهم أو إرسالهم لواجب الخدمة العسكرية لينتهي بهم الأمر إلى القتال في أوكرانيا.

وألمح في هذا الإطار إلى ما ذكرته العديد من المواقع العسكرية بأن الكرملين يعتزم نقل قوات حفظ السلام الموجودة على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان إلى أوكرانيا.

وهذا يعني الانسحاب من منطقة حرب وقد تنتهز أذربيجان أو أرمينيا الفرصة لاستعادة إقليم قرة باغ بشكل نهائي وبالتالي فتح جبهة حرب جديدة.

ونشرت روسيا قوات حفظ السلام في مرتفعات قرة باغ قوامها قرابة ألفي جندي في أعقاب النزاع المتجدد، الذي اندلع في سبتمبر/أيلول 2020 بين أرمينيا وأذربيجان.

وساعدت قوات حفظ السلام الروسية،اللجنة الدولية للصليب الأحمر  في العثور على جثث القتلى من الجانبين وتبادلها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، ثم قامت لاحقا بعمليات إزالة الألغام في المنطقة.

الوضع الميداني

في الأثناء، كشفت صور للأقمار الصناعية في 12 من مارس/ آذار 2022، تحرك وزحف الرتل العسكري الضخم، الذي أطلقت عليه وسائل إعلام غربية تسمية "قافلة الموت" نظرا لأن طوله يزيد على 60 كيلومترا، باتجاه كييف.

في غضون ذلك، كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن وجود قرابة 16  ألف متطوع في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع القوات المدعومة من روسيا شرقي أوكرانيا.

وأعطى بوتين أوامر بتعزيز الانتشار العسكري على الحدود مع الدول الأعضاء في الناتو، بولندا ورومانيا وسلوفاكيا ودول البلطيق.

وبدأت قواته تقصف مناطق تبعد مئة كيلومتر من الحدود البولندية وغرب أوكرانيا لأول مرة لزيادة الضغط على الاتحاد الأوروبي.

ووفقا للجنرال الإيطالي جوزيبي مورابيتو، العضو المؤسس لمعهد الأمن العالمي وشؤون الدفاع، عضو مجلس إدارة كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، فإن الروس يقصفون المطارات والمراكز التجارية بالقرب من الحدود لمنع وصول المساعدات العسكرية التي ترسلها الدول المجاورة إلى أوكرانيا.

وتابع بأنها "خطوة لمنع وصول إمدادات تقوم بها أي دولة في حالة حرب لا سيما وأنه بهذه الطريقة سيكون من الصعب جدا على الأوكرانيين استلام الأسلحة التي تصلهم عبر الحدود البولندية".

ولفت إلى أن استعداد 16 ألف متطوع من الشرق الأوسط معظمهم من السوريين، للقتال في دونباس، في ظل حاجة الجيش الروسي إلى تعزيزات، بعدما تبين أن معظم الجنود الروس مجندون صغار السن وعديمو الخبرة.

وأضاف أنه "إذا تم تأكيد هذه المعلومات، فهذا لا يعني أن بوتين يريد إرسال مرتزقة متعطشين للدماء، بل ما يعنيه أنه يحتاج إلى جنود ماهرين في القتال داخل المدن و هذا ما يستطيع السوريون فعله".

ولفت إلى "أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن السوريين ليسوا معتادين على القتال في المناطق الباردة التي يتساقط فيها الثلج، بل اعتادوا على الصحراء والمناخ الحار للغاية، لكن يعرفون كيف يقاتلون داخل الشوارع والمنازل".

ولا يستبعد الخبير العسكري الإيطالي أن موسكو على وشك شن هجومها الأخير لاحتلال المدن الأوكرانية وخاصة العاصمة كييف.

واعتبر أن الهجوم على كييف بات مسألة وقت موضحا بأنه من الناحية العسكرية، يتم تقسيم الرتل الكبير الذي ظهر منذ أسبوعين على صور الأقمار الصناعية إلى مجموعات وذلك لتجنب سهولة استهدافه بهجمات.

وأضاف "كما رأينا، المركبات التي تصطف في صف واحد يعد استهدافها بالطائرات بدون طيار وبقية الأسلحة الدفاعية الأوكرانية أسهل من محاولة استهداف مجموعات و أرتال صغيرة".