للمرة الثانية خلال 31 عاما.. صحيفة روسية: أوكرانيا تحيي "مثلث فايمار" من جديد

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية أن محاولة أوروبا تشكيل موقف موحد ضد موسكو بخصوص أزمة أوكرانيا، هو السبب الرئيس وراء إعادة إحياء مجموعة "مثلث فايمار" التي تأسست قبل 31 عاما.

وقالت الصحيفة في مقال للكاتب "فلاديمير كولاجين" إن قمة "مثلث فايمار" بين فرنسا وبولندا وألمانيا التي انعقدت بالأخيرة في 9 فبراير/ شباط 2022، هدفت إلى إيجاد سبل لمنع تصعيد الوضع في أوكرانيا وتحوله إلى صراع عسكري واسع النطاق.

وتشكل "مثلث فايمار" في 1991 في مدينة "فايمار" الألمانية بمبادرة من وزراء خارجية الدول الثلاث لمساعدة بولندا ما بعد الشيوعية على الاندماج بسرعة أكبر في الهياكل الأوروبية الأطلسية.

هدف واحد

وذكرت أن رؤساء فرنسا وألمانيا وبولندا بحثوا في القمة الوضع في أوكرانيا ودعوا روسيا مرة أخرى إلى الدخول في حوار موضوعي حول القضايا الأمنية.

وكانت آخر مرة اجتمع هذا المثلث في فبراير 2014، لبحث الأوضاع في أوكرانيا، وأقنع وزراء خارجيتها حينئذ الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، بتوقيع اتفاقية مع المعارضة، لكن بعد يومين وقع انقلاب في أوكرانيا، وفق الصحيفة.

وذهب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد محادثات في كييف مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى برلين في 8 فبراير، حيث كان في انتظاره الرئيس البولندي أندريه دودا والمستشار الألماني أولاف شولتز.

ولفتت الصحيفة إلى أن فرنسا تترأس حاليا "مجلس الاتحاد الأوروبي"، وبولندا تترأس "منظمة الأمن والتعاون" في أوروبا، فيما تترأس ألمانيا "مجموعة الدول الصناعية السبع".

وقال الرئيس البولندي بالقمة إن الدول المشاركة في القمة لا تفهم ما يمكن توقعه من إعادة انتشار القوات الروسية واسعة النطاق، وهو ما لم يشهده العالم وأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وأضاف: "نحن جميعا متحدون من أجل هدف واحد وهو الحفاظ على السلام في أوروبا وذلك من خلال الدبلوماسية والصراحة والاستعداد للعمل معا".

وأوضحت الصحيفة أن القمة طالبت في البيان الختامي روسيا بتخفيف التوتر على الحدود مع أوكرانيا والدخول في "حوار هادف" حول الأمن في أوروبا، وحذرت موسكو إذا اتخذت أي "عدوان عسكري" فستدفع ثمنا باهظا.

ويعتقد قادة "مثلث فايمار" أنه إذا تدهور الوضع الأمني فإن حلف شمال الأطلسي "ناتو" بحاجة إلى تعديل إستراتيجيته مع روسيا بشكل دوري.

واتخاذ مبادرة "الوجود الأمامي المعزز" لعام 2016 على سبيل المثال، التي تنص على زيادة عدد قوات الناتو في أوروبا الشرقية.

محاولة للوحدة

وفي الواقع، هذه محاولة لتحديد موقف واحد للاتحاد الأوروبي بشكل رسمي، وفق الصحيفة.

لكن من غير المرجح أن يغير البيان موقف القيادة الروسية، التي تعتبر الولايات المتحدة طرفا ذا أولوية في المفاوضات بشأن الأمن الأوروبي.

ورغم القمة، أكدت الصحيفة نقلا عن "أرتيم سوكولوف" الباحث في مركز الدراسات الأوروبية بمعهد الدراسات الدولية الروسي أن لدى فرنسا وألمانيا وبولندا مناهج مختلفة لحل الأزمة في جنوب شرق أوكرانيا.

وأضافت أن النية لتحديث تنسيق مثلث فايمار قد تم توضيحها على مستوى وثيقة تشكيل الائتلاف الحكومي الألماني الحالي بقيادة أولاف شولتز، الذي خلف المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.

ويعد هذا الشكل أحد الأدوات لتعزيز التكامل داخل الاتحاد الأوروبي بالنسبة للحكومة الألمانية الجديدة.

ويمكن اعتبار "مثلث فايمار" إلى حد ما استمرارا للاتفاق الفرنسي الألماني ومعاهدة "آخن" بينهما التي أبرمت في عام 2019.

من جانبه رأى "يوري روبنسكي" رئيس مركز الدراسات الفرنسية بأكاديمية العلوم الروسية أن سبب اجتماع قادة مثلث فايمار الوحيد هو الأحداث الأخيرة في أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عنه أن بولندا ليست مدرجة في "رباعية نورماندي"، وهي مثل سائر دول البلطيق من الأكثر حذرا من المشاكل مع روسيا.

وبالتالي حاليا وبعد زيارة الرئيس الفرنسي إلى موسكو وكييف، يتضح أن ماكرون يقوم بتوسيع الحوار بمشاركة دول أوروبا الشرقية، حيث يبرز الهدف الأول منع الصراع في أوكرانيا من التصعيد حتى لا يتحول صراع واسع النطاق.