الجارديان: رسالة سليماني للمليشيات بالعراق تثير مخاوف واشنطن

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرا عن الأزمة الإيرانية الحالية في الشرق الأوسط بعد انفجارات الفجيرة في الإمارات وضرب الحوثيين لمصافي نفط بالسعودية، مشيرة إلى رسالة وجهتها طهران للمليشيات الموالية لها بالمنطقة في ظل تصعيد  أمريكي.

وقالت "الجارديان" في تقريرها، إنها علمت أن أبرز قائد عسكري إيراني، قد قابل مؤخرا المليشيات العراقية في بغداد وطلب منهم "الاستعداد للحرب بالوكالة"، مؤكدة أن الاجتماع كان له تداعيات على البعثات الدبلوماسية في العراق.

سليماني ببغداد

ونقلت الصحيفة عن مصدرين رفيعي المستوى في الاستخبارات، أن "قاسم سليماني، قائد فيلق القدس القوي في إيران، استدعى المليشيات التي تدين بالولاء لطهران قبل ثلاثة أسابيع، وسط حالة من التوتر الشديد في المنطقة، وأنه بات  من المفهوم أن التحرك لتعبئة حلفاء إيران الإقليميين أثار مخاوف في الولايات المتحدة من أن مصالح واشنطن في الشرق الأوسط تواجه تهديدا ملحا، في حين رفعت المملكة المتحدة مستويات تهديدها للقوات البريطانية في العراق يوم الخميس".

وأكدت "الجارديان" في تقريرها، أنه بينما التقى سليماني بانتظام مع زعماء الجماعات الشيعية العراقية التي لا تعد ولا تحصى على مدى السنوات الخمس الماضية، كانت طبيعة ونبرة هذا التجمع مختلفة. وقال أحد المصادر: "لم تكن دعوة سلاح، لكنها لم تكن بعيدة".

وأضافت الصحيفة، أن الاجتماع المذكور أدى إلى موجة من النشاط الدبلوماسي بين المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين والعراقيين الذين يحاولون إبعاد شبح المواجهات بين طهران وواشنطن والذين يخشون الآن من أن يصبح العراق ساحة للصراع.

وأشارت إلى أن الاجتماع نتج عنه قرار أمريكي بإجلاء الموظفين الدبلوماسيين غير الضروريين من السفارة الأمريكية في بغداد وأربيل ورفع درجة التهديد في القواعد الأمريكية في العراق، وتزامنت أيضا مع خطر منفصل محسوس على مصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائها في الخليج العربي، وأدى إلى تهديد متزايد بأن أكثر من عقد من الصراعات بالوكالة قد تمتد إلى صِدام مباشر بين واشنطن وطهران.

في الوقت نفسه زعمت مصادر المخابرات، أن جميع قادة المليشيات التي تندرج تحت مظلة وحدات الحشد الشعبي في العراق حضروا الاجتماع الذي دعا إليه سليماني، ومنذ ذلك الحين التقى أحد كبار الشخصيات الذين علموا بالاجتماع مع المسؤولين الغربيين للتعبير عن مخاوفهم.

وأكدت الصحيفة، أن" سليماني، كرئيس لقوة القدس النخبة، يلعب دورا هاما في التوجهات الإستراتيجية للمليشيات والعمليات الرئيسية، وأنه على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، كان أكثر الشركاء نفوذا في إيران وسوريا، حيث قاد جهود طهران لتعزيز وجودها في كلا البلدين ومحاولة إعادة تشكيل المنطقة لصالحها".

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أصبحت مهتمة بالجماعات الوكيلة عن إيران، ورد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الجولة الأخيرة من المواجهات بين غزة وإسرائيل، باتهام حركة الجهاد الإسلامي التي تمولها إيران وحزب الله اللبناني بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

ولفتت "الجارديان" إلى أنه في يوم الأحد، تم تخريب أربع سفن -اثنتان منها ناقلات نفط سعودية- قبالة ساحل الإمارات العربية المتحدة. في اليوم التالي، هاجمت طائرات بدون طيار شنها الحوثيون الموالون لإيران في اليمن خطي أنابيب سعوديين، في الوقت الذي  دعت فيه وسائل الإعلام السعودية، إلى "ضربات محدودة" ضد الأهداف الإيرانية ردا على ذلك.

صواريخ إلى دمشق

وبحسب التقرير، فإن ما يزيد المخاوف هو الاعتقاد بأن قافلة من الصواريخ الإيرانية تم نقلها بنجاح في الأسبوع الماضي، عبر محافظة الأنبار العراقية إلى سوريا، حيث تم نقلها بأمان إلى دمشق، كما قال دبلوماسيون إقليميون لصحيفة "الجارديان"، وتمكنت القافلة تجنب المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، على الرغم من اعتراض الأخيرة لعشرات من عمليات تسليم الصواريخ المزعومة في السنوات الثلاث الماضية التي تم نقلها إلى مختلف القواعد الجوية السورية عبر جسر جوي.

بينما كانت المخاوف من وجود ممر بري تديره إيران الذي نتج عبر الحرب ضد تنظيم الدولة، والتي لعبت فيها المليشيات الشيعية دورا بارزا في هزيمته، وهي المخاوف التي أدت بدفع صقور إدارة ترامب كل من مستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو، لفرض برنامج قاس من العقوبات لمنع إيران من استثمار مشاركتها في قتال تنظيم الدولة.

وأوضحت الصحيفة، أن إدارة ترامب ظلت حذرة من المليشيات العراقية، على الرغم من أنها قادت بشكل مشترك الحرب ضد تنظيم الدولة، فقد تم دمج هذه الجماعات في هيكل الدولة العراقية، وتمت مقارنتها مع الحرس الثوري الإيراني،  مشيرة إلى أنها مع ضمها لمليشيات سنية ومسيحية وأيزيديّة، إلا أنها تهيمن عليها الجماعات الشيعية برعاية إيرانية.

وذكرت، أن وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت عبر عن المخاوف الأمريكية ذاتها يوم الخميس، عندما قال إن وضع التهديد الإيراني قد تغير، وكتب على "تويتر"، قائلا: "نشارك الولايات المتحدة زعمها عن تغير وضع التهديد الإيراني.. كما هو الحال نعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة".

في وقت سابق من هذا الأسبوع، تحدى جنرال بريطاني ادعاءات إدارة ترامب بأن تهديدا وشيكا قد نشأ من إيران، مما تسبب بانشقاق علني نادر بين البلدين اللذين تم اختبار تحالفهما في بعض الأحيان بسبب الطبيعة الخاطئة لسياسة ترامب الإقليمية.

وأكدت الصحيفة أنه مع ذلك، من المفهوم أن المملكة المتحدة كانت مركزية في المخاوف التي أثيرت مؤخرا، والجهود المبذولة لتهدئة الأزمة التي فرضت فيها الولايات المتحدة إستراتيجية "أقصى ضغط" على إيران وتعهد المسؤولون الإيرانيون بالدفاع عن مصالحهم، في مواجهة العقوبات المتشددة والحصار النفطي الذي يعض في خزائن طهران.

وقال سفير طهران لدى الأمم المتحدة، ماجد تخت رافانشي، لمحطة الإذاعة الأمريكية "إن بي آر": إن إيران ليست مهتمة بتصعيد التوترات الإقليمية ولكن لها "الحق في الدفاع عن أنفسنا".

وأمرت الولايات المتحدة مجموعة قتال بحرية وسِرب من قاذفات "بي 52" في المنطقة، ردا على التهديد المتزايد المتصوَّر، وفقا للصحيفة البريطانية.