علاقات معقدة.. إعلام إيراني يرصد عمق الصراع بين طهران وباكو

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت وكالة إيرانية الضوء على الطبيعة الجغرافية لإيران وأذربيجان وتأثيرها على الخلافات الأمنية والسياسة بينهما.

وقالت وكالة "خبر أونلاين"، في مقال للصحفي سجاد عابدي، إن "أزمة مرتفعات إقليم قره باغ بين طهران وباكو بدأت منذ عام 1988، واشتدت بين عامي 1991-1992، وكانت التهديدات الخاصة بهذا النزاع بالنسبة لإيران سبيلا للجوء إلى الحرب وإثارة مشاعر القومية، وخطرا لتدخل القوات الأخرى في هذه الأزمة".

وأفاد عابدي بأن "استمرار هذا النزاع تسبب في وجود القوى الأميركية والناتو بجوار الحدود الإيرانية، بحجة إقرار السلام والاستقرار، ومن هذا المنطلق فإن إقليم قره باغ يمكن أن يمثل تهديدا بالنسبة لإيران، كونه لا ينفصل عن أمر (أرمينيا) من ناحية، ويثير مشاعر الأذريين الإيرانيين نحو مصلحة أذربيجان من ناحية أخرى".

اتهامات بالتجسس

وقال عابدي: "أدى سوء ظن مسؤولي أذربيجان بإيران إلى دخول الاتهامات المبنية على التجسس من باكو لطهران".

وأوضح أن "أذربيجان تتهم إيران بتشكيل اضطرابات في المجتمع الشيعي لديها، وكذلك دعم العناصر المتطرفة في قرى نارداران الأذرية، لدرجة أن تم اعتقال مجموعة من الشباب تعرف باسم (جماعة سعيد) لاتهامهم بالتجسس لصالح إيران في 25 مايو/أيار 1996".

وأشار عابدي إلى أن "السلطات ووسائل الإعلام الأذرية اتهمت إيران بمحاولتها قلب نظام الحكم في أذربيجان، كما اتهمت باكو طهران بإخفاء ماهيار جوادف، المطلوب للمحاكمة من قبل الحكومة الأذرية لتشكيله جماعة مسلحة على الأراضي الإيرانية لتحرير أذربيجان وقره باغ".

واعتبر الكاتب الإيراني أن "العلاقات بين باكو وتل أبيب اتسعت إلى حد كبير منذ أوائل العقد الأخير من القرن السابق، واشتمل هذا التوسع على التعاون التجاري-الاقتصادي، الأمني، والثقافي".

وذكر أن "إسرائيل اعترفت رسميا باستقلال أذربيجان في ديسمبر/كانون الأول 1991، وأقرت العلاقات الدبلوماسية معها في أبريل/نيسان 1992، وتوسعت هذه العلاقة بعد لقاء رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو عام 1997 وتعهده بتعليم خدمات الأمن والتجسس لأذربيجان".

وتابع عابدي: "كما أقدمت إسرائيل على تثبيت أجهزة تنصت على طول الحدود المشتركة بين إيران وأذربيجان، وتعتبر تل أبيب أهم موفر للأسلحة الحربية لباكو".

وقال إن "العلاقات بين باكو وتل أبيب هيأت مجال الوجود والنفوذ الأكبر لإسرائيل في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز من وجهة نظر إيران، وذلك بافتتاح السفارة الإسرائيلية في أذربيجان، وكذلك في كازاخستان".

علاقات معقدة

وأفاد عابدي بأن "مستشار رئيس أذربيجان وقتها، وفا قلي زاده، قال إن بلاده يجب أن تنظم مثلث باكو-أنقرة-تل أبيب في مقابل مثلث طهران-يريفان-موسكو؛ للدفاع عن نفسها".

واستطرد أن "الحافز الأساسي لباكو من القرب من إسرائيل، كان يتجلى في التوظيف السياسي وجلب الدعم الأميركي للتعامل مع أزمة قره باغ"، وفقا لما ذكره الكاتب.

ولفت عابدي إلى أنه "على أساس المعاهدات المبرمة بين إسرائيل ووزارة دفاع أذربيجان، بدأت أوائل عام 2010 بإنتاج الطائرات بدون طيار على الأراضي الأذربيجانية، كما أن القطع المطلوبة تأتي من إسرائيل ويتم تجسيمها في مصنع الطائرات ومركز دراسات الجامعة العلمية لوزارة الصناعة الدفاعية لأذربيجان".

وأردف أن "العلاقات بين باكو وواشنطن معقدة إلى حد ما، لوجود لوبي أرمني قوي في الكونغرس الأميركي، لكن هذه العلاقات مهمة بالنسبة لأميركا من جهة، لأنها تمكن واشنطن بنفوذها في باكو أن تتحول إلى ضغط على إيران وروسيا في المنطقة".

وفيما يتعلق بالشأن نفسه، في عام 1997، اعتبرت أميركا منطقة بحر قزوين مصلحة قصوى لها، وفي أواخر العقد الأخير من القرن العشرين، عقدت واشنطن مباحثات مع باكو بشأن استقرار قواعدها العسكرية على أراضيها.

واختتم الكاتب حديثه قائلا: "أذربيجان بسبب مشاكل جمة، أبرزها الجفاف، وتهديد روسيا لها، واحتلال 20 بالمئة من أراضيها من قبل أرمينيا، وبالتالي للحفاظ على أراضيها والهروب من انعزالها الجيوسياسي للاستمرارية، أصبحت تتقرب من قوى المنطقة، أميركا وإسرائيل".

وتابع: "كلما استمرت أذربيجان في هذه السياسة، ستظل تواجه حدود إيران عوامل غير آمنة".