حتى العلاج ممنوع.. تنديد يمني بتجاهل الحكومة والعالم حصار الحوثي للعبدية

مأرب - اليمن | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

استنكر ناشطون على تويتر، تجاهل الحكومة الشرعية اليمنية المقيمة في الرياض، الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيات "الحوثي" المسلحة المدعومة من إيران على مديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب (شمال شرق)، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.

وأشار الناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #العبدية_تحت_الحصار، #أنقذو_العبدية، #العبدية، إلى أن مليشيا الحوثي تمنع وصول الاحتياجات الإنسانية الضرورية لآلاف المواطنين، وتواصل هجماتها وقصفها المستمر للمديرية.

ونددوا بصمت ما وصفوها بـ"شرعية الفنادق" عما تعانيه العبدية من استهداف حوثي ممنهج، ساخرين من توجيه الرئيس عبد ربه منصور هادي، لفتح تحقيق في استهداف موكب محافظ عدن أحمد حامد لملس في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وعدم إرسال سلاح وغذاء ودواء لأهالي العبدية.

تخاذل كبير

وحمل ناشطون هادي مسؤولية ما يجري في العبدية لأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي لم يحرك كل الجبهات في مواجهة "الحوثي"، مشيرين إلى وجود مناطق عسكرية بكامل عدتها وعتادها في حضرموت والمهرة لم يأمر بتحريكها نحو مأرب.

وحذروا من أن التخاذل الكبير من قبل الشرعية لفك حصار العبدية وعدم تحريك باقي الجبهات لتخفيف الضغط يمكن الحوثي من إسقاط كثير من المناطق المحررة، ملمحين إلى تآمر قيادات الشرعية والتحالف لاستمرار الحرب وتعزيز الحوثي لمكانته العسكرية.

واستهجن ناشطون الصمت العالمي عن جرائم الحوثي وما يحدث في اليمن من انتهاكات إنسانية وتنكيل باليمنيين، وعدم تدخل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لفك الحصار عن العبدية.

مصدر مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة مأرب، قال في تصريحات صحفية، إن "35 ألف شخص يعيشون تحت الحصار، والمخاطر والأوضاع الإنسانية الصعبة منذ ما يزيد عن 20 يوما، حيث تم منع دخول الاحتياجات الأساسية، وقصف منازلهم ومزارعهم بشكل هستيري، وهو ما يندرج ضمن جرائم الحرب والإبادة الجماعية".

وأضاف: "خاطبنا المنظمات الأممية والصليب الأحمر للقيام بواجبهم الإنساني في توفير ممر آمن للاحتياجات الإنسانية الضرورية من غذاء ودواء وإنقاذ الجرحى وآخرها في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إلا أنها لم تقم حتى هذه اللحظة بمهامها وواجباتها ومسؤولياتها المهنية والأخلاقية".

وناشد المصدر "الأمم المتحدة والمبعوث الأممي إلى اليمن ومجلس الأمن الدولي للقيام بالواجب الأخلاقي والقانوني"، مؤكدا "على أهمية الاستجابة العاجلة والإسراع في تلبية الاحتياجات الضرورية للمحاصرين في العبدية حيث ينذر الوضع بكارثة إنسانية في كافة المجالات".

واقع العبدية

الناشطون رصدوا الواقع الذي تعيشه العبدية جراء انتهاكات الحوثي وخذلان الشرعية والتحالف لهم، لافتين إلى أن "المعارك لم تتوقف والشهداء في تزايد، والجرحى في معاناة لا مثيل لها".

مسؤول العمليات بالمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنس الجرجاوي، أوضح أن "أكثر من 35 ألف يمني تحاصرهم جماعة الحوثي في مديرية العبدية جنوب مأرب، وتمنع عنهم جميع الإمدادات الحيوية وسط أنباء عن وفاة عدد من المرضى نتيجة توقف الخدمات الصحية". 

وأشار إلى أن ذلك يتزامن مع خذلان المجتمع الدولي لليمنيين بعدم تجديد ولاية فريق الخبراء البارزين في اليمن.

الصحفي محمد الصالحي، قال إن "العبدية التي أنجبت الأبطال وعلى رأسهم الشهيد القائد عبدالرب الشدادي تحت حصار وقصف حوثي متواصل، والجميع خذلها"، لافتا إلى أن "أبناء العبدية تعاهدوا أن يموتوا وهم واقفين ولن يخضعوا". ولفت المغرد محمد الفقيه، إلى أن العبدية تحت الحصار الخانق من قبل قوات المليشيات الحوثية وتضرب بالأسلحة الخفيفة والثقيلة على مساكن المواطنين، وسط صمت مخز من قبل الحكومة الشرعية"، مؤكدا أن "قبائل العبدية تحتاج إلى الدعم والمساندة لا تحتاج إلى التنديد والاستنكار من بعيد".   وأشارت مغردة بحساب "صنعانية حرة"، إلى أن "الحوثي عرض على أهل العبدية إسعاف جرحاهم إلى صنعاء، مستغلا خذلان الشرعية للعبدية، لكنهم رفضوا ذلك العرض لأنهم يحملون قضية وطن وليست قضية شخصية".

خيانة هادي

وصب ناشطون غضبهم على الرئيس اليمني وحكومته المقيمة في الرياض، والتحالف العربي وباقي الأطراف الفاعلة في اليمن، معتبرين تجاهل العبدية وعدم إمدادها بالسلاح والغذاء والدواء طعنة لمأرب بأكملها.

وسخر الناشط عبدالشافي النبهاني من مطالبة هادي بإجراء تحقيقات شاملة في محاولة اغتيال محافظ عدن أحمد حامد لملس، قائلا: "هادي نطق يا ناس ويطالب بلجنة تحقيق في حادث (محاولة) اغتيال لملس.. سبحان من أنطقه وكنا نظنه أبكم، يا هادي العبدية تحت الحصار".

ورأى المغرد عبدالله باراس، أن "ما يحصل للعبدية من خذلان عار على حكومة هادي ووزارة المقدشي وأركان بن عزيز وسلطة العرادة"، لافتا إلى أن "ثلة طاهرة تقاوم بإمكانيات محدودة في ظل حصار خانق وتوقيف للجبهات وكأنه انتظار للحوثي حتى يتخلص من العبدية ويتفرغ لغيرها". وأكد عبدالجليل محمد الخزاعي، أن "هادي والمنبطحين التابعين له وتحالف الغدر والخيانة الذين خانوا حجور وعتمة لن يساعدوا العبدية"، متسائلا: "ماذا تنتظرون من المعسكر الذي يقوده التحالف الذي خان وسلم 3 مديريات في شبوة للالتفاف عليها ومعين الخائن من أوقف شبوة عن تحرير بيحان هم من تآمر عليها وعلى مأرب؟".

صمت مستنكر

وندد ناشطون بتجاهل الأمم المتحدة لما يحدث في العبدية، مستنكرين صمت العالم على جرائم الحوثي.

الناشط الحقوقي السياسي المستقل عبدالواحد اليمني، استنكر "استمرار الجرائم الإيرانية الإماراتية العظمى في اليمن، أمام صمت وعدم تحرك الخائن هادي ومعه الخونة المنفيون الذين يطالب الشعب باجتثاثهم، وأمام صمت الأمم المتحدة ودول العالم المشتركين بالجرائم".

اليمنية بنت هيمر، تساءلت: "أين سار المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ ولا سمعنا له حس؟ ما دوره وما هي مهمته بالضبط؟ لماذا يصمت على حصار العبدية وهجمات مليشيات الحوثي على مأرب وقصفها على المدنيين في الحديده؟"، ساخرة: "على الأقل المبعوثين السابقين كانوا يعبروا عن قلقهم لكن هذا لا قلق ولا إحساس". كما تساءلت المغردة سحر: "أين الأمم المتحدة وتقارير مندوبيها أصحاب الدفع المسبق والأجندات المشبوهة مما يحصل في العبدية؟ أليس هناك وضع إنساني كما في الحديدة أم أن أهلنا هناك لايعنون لكم شيئا؟"، قائلة: "اللعنه عليكم أينما حللتم وظللتم.. أصبحتم دعاة حرب لا دعاة سلام قتلة.. يدكم قبل يد الحوثي وهيا تحاصر وتجوع وتقتل الأبرياء".