الائتلاف الوطني السوري: الثورة لم تنته ولن يستفيد العرب من التطبيع مع الأسد (خاص)

منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

أكد الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض هيثم رحمة، عدم وجود فائدة تعود على النظام العربي من التحاق نظام بشار الأسد به بعد تسليمه مقعد سوريا في الجامعة العربية من جديد.

وأضاف رحمة (64 عاما) في حوار مع "الاستقلال" أن إيران وروسيا- حليفتي نظام الأسد الأساسيتين- لا تريدان حلا سياسيا حقيقيا يحقق تطلعات الشعب السوري بل ترقيعيا وهذا صار من الماضي.

ورأى أن حضور الثورة السورية التي دخلت عامها الـ13، متجسد باستمرار الجماهير بالعمل الجاد من أجل الخلاص من نظام الاستبداد وحلفائه عبر العمل السياسي والعسكري والاجتماعي رغم كل المصاعب والقوى المضادة.

الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض لفت أيضا إلى أنه إذا تم تفعيل قانوني "قيصر" و"مناهضة التطبيع مع نظام الأسد" بشكل أكبر فسيكون لذلك أثر حاسم في الوصول إلى حل سياسي بسوريا.

وتحل الذكرى الثالثة عشرة للثورة السورية التي انطلقت في 18 مارس/ آذار 2011، ضد بشار الأسد، وقدمت نصف مليون شهيد على مذبح الحرية، وسط تمسك جمهورها بإسقاط النظام ورفض كل محاولات إعادة تطبيع العلاقات معه عربيا وإقليميا ودوليا.

وهيثم رحمة من مواليد مدينة حمص وسط سوريا عام 1960، ونشط كمعارض لنظام الأسد منذ عام 1984، حيث غادر سوريا بشكل نهائي، وهو عضو في اللجنة الدستورية السورية المصغرة، وعضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

الثورة مستمرة

  • في ذكراها الثالثة عشرة ضد نظام الأسد.. من أين تستمد الثورة ديمومتها وحضورها وفاعليتها إلى الآن؟

انتفض شعبنا السوري العظيم ضد نظام الإجرام والاستبداد والقتل والاستعباد بعد معاناة وضغط هائلين وانتهاكات لحقوق الشعب بكل فئاته على كل المستويات لعشرات السنين.

وماتزال الثورة مستمرة وتستمد ديمومتها من إصرار الشعب السوري على إنهاء نظام الأسد الأب والابن وبداية مرحلة تليق بسوريا وشعبها وتاريخها. 

وحضور الثورة متجسد باستمرار الجماهير على العمل الجاد والدؤوب من أجل الخلاص من نظام الاستبداد وحلفائه.

وذلك عبر العمل السياسي والعسكري والاجتماعي رغم كل المصاعب والقوى المضادة.  

خطوة غير موفقة

  • جرى منتصف عام 2023 إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية لنظام الأسد.. ما تأثير ذلك على العملية السياسية؟

بلا شك كانت خطوة الإعادة للجامعة غير موفقة وليست ذات جدوى سواء على المدى القريب أم البعيد.

ومع العلم أن الشعب السوري ثار على النظام وكانت سفارات دول العالم ومنظماته موجودة في دمشق أو لها فيها تمثيل كالجامعة العربية والمنظمات الأممية، وهذا لم يمنع الشعب السوري من الثورة على النظام مطالبا بالحرية والكرامة.

نحن لا نتوقع أي فائدة على النظام العربي من التحاق النظام به وكلنا يقين بأن أول من سيفشل أي نجاح مرجو من العودة للجامعة هو نظام الأسد ذاته بغطرسته وغبائه وسوء تعامله مع العرب.

وكذلك لعدم التزام هذا النظام بالعهود والمواثيق مع ضعفه وفقدانه سيادته وارتهانه للإيرانيين بالدرجة الأولى والروس بطبيعة الحال.

وكذلك مع وجود تأثير عوامل أخرى خارجية وداخلية تعمق الفشل، ولهذا هناك تساؤلات كثيرة في هذا الصدد وأبرزها ما الذي ستفعله الجامعة العربية بنظام اختار الحضن الإيراني والأجنبي منذ نشأته وحتى يومنا هذا؟

  • لماذا مايزال نظام الأسد يضع العراقيل أمام الحل السياسي في سوريا؟ وما دور حليفتيه إيران وروسيا في ذلك؟

إيران وأذنابها وروسيا ومعسكرها أطراف في المشكلة السورية وكلاهما لا يريد حلا سياسيا حقيقيا بل ترقيعيا وهذا صار من الماضي.

إذ لا يمكن لهذه القوى التي شاركت في قتل وتهجير وإذلال السوريين أن تصنع حلا سياسيا يحقق تطلعات الشعب السوري.

مع الإشارة إلى أن الحل لا بد من أن يكون بمشاركة روسية بشكل ما مع الولايات المتحدة وحلفائها كما صنعا معا القرار في مجلس الأمن 2254 الممهد للحل السياسي في سوريا واختلفا على تفسيره وتركا معا السوريين يعانون لفترة أطول، ولكن لا بد أن تنتهي هذه المعاناة بوضع نهاية تلبي مطالب السوريين بالخلاص من الاستبداد. 

قوانين حاسمة

  • ما تأثير قانون "مناهضة التطبيع مع نظام الأسد" الأميركي على مسار الحل السياسي بسوريا؟

إذا تم تفعيل قانون قيصر الأميركي بشكل أكبر وقانون "مناهضة التطبيع" فسيكون لذلك أثر حاسم في الحل السياسي المنشود في سوريا بلا شك.

وهذا الأمر مرهون بمدى رغبة الأميركيين أنفسهم بإظهار تشدد أكبر تجاه نظام الأسد، والضغط بشكل مستمر لتنفيذ وتطبيق القانونين المذكورين على أرض الواقع. 

  • ما إمكانية أن تدفع الضغوط العربية والدولية إلى استئناف أعمال اللجنة الدستورية السورية؟

بلا شك هناك تأثير للدفع الدولي نحو استئناف أعمال اللجنة الدستورية المكلفة بصياغة دستور جديد لسوريا برعاية أممية والتي توقفت أعمالها عند آخر جولة لها منتصف 2022 في جنيف.

ولن تستأنف اللجنة الدستورية عملها إذا ما ترك النظام السوري لخياره وتعنته، إذ أظهرت الوقائع أن نظام الأسد لا يريد تمرير الدستور الجديد، ولن يفعل ذلك إلا مكرها. 

  • هل ترى أن جمهور الثورة مايزال قادرا على قلب المعادلة أمام محاولات إعادة تعويم نظام الأسد بشكل كامل؟

بالمطلق نعم.. الكلمة للشعب السوري العظيم، ولا نزال نرى إصراره على الخلاص من نظام الإجرام والاستبداد.

وما احتفالات شعبنا بذكرى الثورة السورية إلا واحدة من الأدلة الصارخة على إرادته المستمرة والهادرة نحو تحقيق أهدافه بالحرية والكرامة.

وما الحراك الجماهيري في محافظة السويداء جنوب سوريا إلا تأكيد على انحياز شعبنا السوري العظيم إلى خيار الثورة التي بدأها في العام 2011.

والتي ستطوي الصفحة الأشد سوادا من تاريخ سوريا الحديث وتفتح صفحة ثورة البناء والنهوض والانطلاق نحو مستقبل أفضل لكل السوريين بعون الله تعالى.