هوية مختلفة.. ما يميز سياسات وزير الخارجية التركي الحالي عن سلفه صويلو؟

منذ ٦ أشهر

12

طباعة

مشاركة

سلط إعلام تركي الضوء على وزير الداخلية الحالي علي يرلي كايا الذي أعاد ترتيب الأوراق داخل الوزارة محاولا رسم مسار مختلف عن سلفه سليمان صويلو.

وقالت صحيفتا "ملييت" وميديا سكوب" إن "بعض المعلومات من وراء الكواليس تفيد بأن بعض المجموعات لم يرق لها يرلي كايا".

وأشارت إلى أنه "منذ توليه منصبه، وجه يرلي كايا ضربات خطيرة للأنشطة الإرهابية، وفي البيانات التي أدلى بها، وُجهت رسائل وتصريحات قوية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب".

الهجوم الإرهابي 

واستيقظت العاصمة التركية أنقرة، صباح مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على أصوات القنابل والأعيرة النارية.

وفي هذا الهجوم، الذي وقع أمام مبنى وزارة الداخلية حوالي الساعة التاسعة والنصف، فجر أحد الإرهابيين نفسه بينما تم تحييد الآخر.

ثم كُشف عن كواليس هذا الهجوم، والذي كانت وزارة الداخلية وشرطة أنقرة في حالة تأهب بسببه. 

وتبين أن الإرهابيين، الذين قتلوا الطبيب البيطري ميكائيل بوزلوجان في ولاية قيصري، توجهوا إلى أنقرة بالمركبة التي اختطفوها ونفذوا الهجوم الغادر.

وسُمع دوي انفجار أمام بوابة مدخل المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية في حي كيزيلاي بالعاصمة أنقرة، ثم أعقبه إطلاق نار.

وصرح وزير الداخلية يرلي كايا بأن "إرهابيين اثنين جاءا بمركبة تجارية أمام بوابة مدخل المديرية العامة للأمن حوالي الساعة 09.30 بالتوقيت المحلي، ونفذا هجوما أصيب فيه اثنان من ضباط الشرطة بجروح طفيفة".

ولعدة أيام، تناقش الجميع حول "ما هو الرد المتوقع على هذا الهجوم الإرهابي؟"

وأعلن الوزير يرلي كايا أنه "في نطاق (عملية الأبطال)، قُبض على 2554 هاربا لهم سجلات بحث/تفتيش في 81 ولاية".

وذكر أن "12 منهم مطلوبون منذ أكثر من 10 سنوات و91 مطلوبا منذ 5 إلى 10 سنوات"، مهنئا فرق الشرطة والدرك التي نظمت العمليات.

وقال يرلي كايا: "لن نسمح للمجرمين الهاربين بالتجول في شوارعنا، نحن مصممون على القبض عليهم وتقديمهم للعدالة".

من ناحية أخرى، دُمرت عصابة "شاهينلار" بعمليات متزامنة في 7 مدن مركزها إسطنبول، وهذه العصابة تمثل مجموعة منتشرة على مساحة واسعة جدا في تركيا.

وفي نطاق العملية، قُبض على 41 مشتبها بهم، بمن فيهم زعيم العصابة محمد شاهين.

وفي نطاق العملية التي نفذتها مديرية فرع الجريمة المنظمة بإسطنبول، نُظمت عملية متزامنة ضد 54 عنوانا في ولايات إسطنبول وإزمير وموغلا وأنقرة وأوردو وبارتين وسامسون.

وتفيد التقارير بأنه "قُبض على 41 شخصا مشتبها نتيجة للعملية".

وخلال العملية، ضُبط 16 مسدسا غير مرخص و660 خرطوشا وبندقيتا صيد و3 سترات فولاذية وكميات مختلفة من المخدرات والأموال النقدية.

أكثر هدوءا

في سياق منفصل عن مكافحة الإرهاب، أُعيد رؤساء الشرطة من الدرجة الأولى، الذين أقالهم وزير الداخلية السابق صويلو، إلى مناصبهم.

جدير بالذكر أنه في عهد صويلو، بُدئ تنفيذ قرارات "الإعادة" التي اتخذتها السلطة القضائية بشأن الموظفين الذين فُصلوا أو خضعوا لتحقيق إداري أو أُحيلوا إلى التقاعد قسرا.

وبتعليمات من الوزير يرلي كايا بتنفيذ الأحكام القضائية، أُعيد 14 قائد شرطة من الدرجة الأولى إلى الخدمة، حيث بدأوا العمل كرؤساء لهيئة الإستراتيجية والإشراف على الأمن الخاص والتفتيش.

وبناء على ذلك، ذُكر أنه تم تعيين أوميت عثمان ونورباي سانجاك وأغور جول وبيلساي تشيتين وغوركان أتيشلي ومصطفى أكداغ وديندار إلهان في مديرية الأمن والرقابة الخاصة. 

كما أُعيد متين شينول ونجم الدين بيك وجلال الدين مارتن وحنيفي سامبور وهداي ساين إلى رئاسة إدارة تطوير الإستراتيجية، إضافة إلى عودة مراد تشتينر وحيدر كارسافورانوغلو إلى هيئة التفتيش.

وبدأ 24 قائد شرطة من الدرجة الأولى العمل في مناطق الوسط وأضنة وأنطاليا وبورصة وإسطنبول وإزمير، كما أُعيد رئيس شرطة مقاطعة كارابوك سرحات تسيفير، الذي أُحيل للتقاعد الإجباري، إلى منصبه السابق.

وقال إعلام ومحللون أتراك: "يمكننا أن نرى أن هناك اختلافا في الهوية بين صويلو ويرلي كايا". 

وذكرو أنه "بينما استخدم صويلو لهجة أكثر قسوة ومختلفة أثناء إدارة العمليات، يمكننا أن نرى أن يرلي كايا أكثر هدوءا".

وأشاروا إلى أنه "كانت هناك مزاعم بوجود علاقات بين صويلو والمافيا، وقد تسبب هذا في انتقادات لحكومة حزب العدالة والتنمية".

واستطردوا: "لكن لم يُسمع قط أن الوزير الحالي واجه انتقادات في هذا الصدد".

وحسب رصد أولي، يمكن القول إن أجواء إيجابية جديدة قد نشأت بين الرأي العام، ولم يكن هناك أي رد فعل سلبي من قبل المواطنين حول مواقف يرلي كايا وسلوكياته، على الأقل حتى الآن.