سوريا وأوكرانيا بالمقدمة.. تعرف على عدد النازحين حول العالم خلال 2022

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

بلغ عدد النازحين حول العالم خلال 2022 ما يقرب من 90 مليون إنسان، تركوا مواطنهم الأصلية وانتقلوا إلى بلاد جديدة.

صحيفة "إي ريفيرانسيا" البرتغالية سلطت الضوء على ملف النازحين حول العالم، لا سيما في البلدان الأكثر تأثرا بالحروب والصراعات والاضطهادات، ومن بينها سوريا وأوكرانيا وإثيوبيا وميانمار.

ونقلت الصحيفة عن رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، تصريحاته في مايو/أيار 2022، والتي قال فيها إن 90 مليونا يعد "رقما قياسيا لم يكن ينبغي الوصول إليه على الإطلاق".

وبحسب ما أعلنته مفوضية الأمم المتحدة، أُجبر هؤلاء، خلال عام 2022، على هجر منازلهم، منهم الفارون من الصراع والعنف، وآخرون هاربون من انتهاكات حقوق الإنسان والاضطهاد.

وبينت الصحيفة أن الشعور العام الذي يطغى على حال الكثير من المهاجرين هو "اليأس"، إذ وضعوا حياتهم في أيدي مهربي البشر، منطلقين إلى أوروبا في رحلات محفوفة بالمخاطر، غالبا ما تنتهي بمأساة إنسانية.

اليمن وسوريا

وتحدثت عن الصراع الممتد في اليمن لأكثر من سبع سنوات، بين تحالف مؤيد للحكومة، بقيادة المملكة العربية السعودية، وبين المتمردين الحوثيين وحلفائهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النزاع "تسبب  في كارثة إنسانية، أجبرت أكثر من 4.3 ملايين شخص على ترك منازلهم".

وفي هذا السياق، أعلنت المنظمة الدولية للهجر ة وجناح المساعدات الإنسانية التابع للاتحاد الأوروبي، في مايو 2022، أنهما يكثفان جهودهما لتلبية احتياجات أكثر من 325 ألف يمني نزحوا بسبب النزاع. 

كما حذرت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، كريستا روتنشتاينر، من أن "الوضع يزداد سوءا بالنسبة للمهاجرين في البلاد، لا سيما للنساء المهاجرات، واللائي يعشن في ظروف مزرية سلبت منهن القدرة على تولي معظم أمور حياتهن وفق إرادتهن".

وبالرغم من الوضع المزري، ترى الصحيفة أن "اليمن لا يزال يعد محطة عبور للمهاجرين الذين يغادرون بلدان القرن الإفريقي، متجهين شمالا إلى دول الخليج العربي بحثا عن العمل".

وعلى جانب آخر، أودت الحرب في سوريا بحياة ملايين السوريين على مدار 11 عاما. وحسب الصحيفة، وُلد 5 ملايين طفل في ذلك البلد "دون أن يعرفوا معنى السلام أبدا".

كما أشارت الصحيفة البرتغالية إلى وضع اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري في الأردن، والذي اتخذه النازحون موطنا لهم بعد تركهم الموطن الأصلي، سوريا.

وتحدثت عما ذكره ممثل مفوضية اللاجئين في الأردن، دومينيك بارتش، في يوليو/تموز 2022، حينما قال إن سوريا ليست بيئة مواتية للعودة الآن.

ولذلك فإن آمالهم في إعادة النازحين إلى موطنهم لن تتحقق في الوقت الحالي، كما قال. 

ويستضيف الأردن حوالي 675 ألف لاجئ مسجل من سوريا، يعيش معظمهم في مدنها وقراها وسط المجتمعات المحلية، و17 بالمئة فقط يعيشون في المخيمين الرئيسين، الزعتري والأزرق. 

ميانمار وإثيوبيا 

وفي زاوية أخرى من العالم، فإنه منذ أكثر من خمس سنوات، فر مئات الآلاف من الروهينغا من ديارهم في ميانمار، بعد حملة اضطهاد عسكرية. 

وذكرت الصحيفة أن ما يقرب من مليون شخص يعيشون في مخيم كوكس بازار عبر الحدود في بنغلاديش المجاورة.

وفي مارس/آذار 2022، أصدرت الأمم المتحدة خطة استجابة، سعت فيها للحصول على أكثر من 881 مليون دولار لأكثر من 1.4 مليون لاجئ، بما في ذلك لاجئي الروهينغا، وأكثر من مليون بنغالي في المجتمعات المجاورة.

ووفقا لـ "إي ريفيرانسيا"، استمر الروهينغا في مغادرة ميانمار طوال عام 2022، وقد حاول الكثير منهم عبور بحر أندامان، الذي يعد من أكثر المعابر البحرية دموية في العالم. 

ففي مايو 2022، سلب البحر المقابل لسواحل ميانمار حياة العشرات من المهاجرين، من بينهم أطفال. 

ونقلت الصحيفة عن إندريكا راتوات، مديرة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في آسيا والمحيط الهادئ، قولها حينئذ "إن هذه المأساة أظهرت للعالم مقدار اليأس الذي يعيشه الروهينغا في البلاد".

أما بالنسبة للوضع في إثيوبيا، فلا يزال الملايين يهاجرون بلادهم بسبب النزاع المسلح في إقليم تيغراي، والذي بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

وقد نقلت الصحيفة البرتغالية تحذيرا شديد اللهجة أطلقته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بخصوص الوضع المتدهور الذي آل إليه اللاجئون.

وأشارت إلى أن "اللاجئين يعانون للحصول على ما يكفيهم من الغذاء والدواء والمياه النظيفة، وأنهم معرضون لخطر الموت ما لم يتحسن الوضع". 

وقال المتحدث باسم المفوضية، بوريس تشيشيركوف، إن "الوضع اليائس في هذه المخيمات مثال صريح على نقص المساعدات والإمدادات، والتي يجب أن تُقدم لملايين النازحين وغيرهم من المدنيين في جميع أنحاء المنطقة". 

وفي أغسطس/آب 2022، أطلقت وكالات الأمم المتحدة نداء عاجلا للحصول على تمويل بهدف مساعدة أكثر من 750 ألف شخص من طالبي اللجوء في إثيوبيا. 

الأزمة الأوكرانية 

وبعد ما يقرب من عشرة أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط 2022، والمستمر خلال عام 2023، اضطر أكثر من 7.8 ملايين أوكراني لمغادرة البلاد، واللجوء إلى الكثير من دول العالم، لا سيما دول الاتحاد الأوروبي.

وبعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حشدت الأمم المتحدة قواها لتقديم الدعم لأوكرانيا.

وقدمت المفوضية خطة استجابة لأزمة اللاجئين الأوكرانيين، بالاشتراك مع المفوضيات الأخرى التابعة للأمم المتحدة.

فعلى سبيل المثال، أسهمت المفوضية في خدمات الحماية والمساعدات النقدية وإمدادات الطوارئ والاستقبال، للاجئين الأوكرانيين في بولندا المجاورة.

ونقلت الصحيفة عن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إشادته بالدول الأوروبية لاستعدادها لاستقبال الأوكرانيين. 

لكنه أعرب عن حزنه على ما حدث لأوكرانيا ومواطنيها، قائلا: "لقد رأيت على الحدود نزوحا جماعيا للمواطنين، وكان معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى كبار السن وذوي الإعاقة".

وأضاف غراندي: "كانوا مصدومين بشدة عند وصولهم، فقد تأثروا بالحرب، ومن ثم برحلتهم الشاقة إلى بر الأمان".

واستدرك أن "العائلات تتشتت عن بعضها بلا معنى وبشكل مأساوي للغاية، وسيعيش الكثيرون هذا الوضع ما لم تتوقف الحرب قريبا". كما تحدث غراندي أيضا عن التمييز والعنصرية والعنف الذي واجهه أفراد الأقليات. 

وقال: "لم يتلقَّ بعض السود الفارين من حرب أوكرانيا، وحروب أخرى حول العالم، القدر نفسه من الدعم والمساعدة التي تلقاها اللاجئون الأوكرانيون من ذوي البشرة البيضاء". 

وقد أكد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان للمهاجرين غونزاليس موراليس، على الفكرة ذاتها.

ولفت إلى وجود معايير مزدوجة في معاملة اللاجئين في بولندا وبيلاروسيا، لا سيما عندما يتعلق الأمر باللاجئين المنحدرين من أصل إفريقي، أو من أقليات عرقية الأخرى. 

كيف يكون المستقبل؟

وبشكل عام، فُقِد أكثر من 3000 شخص أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر القوارب بين عامي 2021 و2022، وفقا لبيانات أصدرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أبريل/نيسان 2022.

وحسب شابيا مانتو، المتحدثة باسم المفوضية، فإن "معظم الهجرات البحرية جرت في قوارب مطاطية غير صالحة للإبحار".

وأضافت أن الازدحام الشديد على متنها، تسبب في انقلاب الكثير منها، ما أدى إلى خسائر بالغة في الأرواح.

ففي مارس/آذار 2022، قُتل وفُقد ما لا يقل عن 70 مهاجرا قبالة الساحل الليبي، الذي يعد بوابة العبور الجديدة للعديد من المهاجرين إلى أوروبا.

وفي أغسطس 2022، جرى الإبلاغ عن عشرات الوفيات، حيث غرق قارب قبالة جزيرة كارباثوس اليونانية.

وفي سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، انتشلت أكثر من 70 جثة بعد غرق سفينة قبالة السواحل السورية، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

لكن الصحيفة تحدثت عن بصيص أمل وسط كل هذه المآسي والصعاب التي يواجهها اللاجئون في أنحاء المعمورة.

وذكرت مفوضية الأمم المتحدة أن الحكومات في جميع أنحاء العالم تعهدت بحوالي 1.13 مليار دولار أميركي، لإنعاش شريان الحياة للنازحين مرة أخرى.

واختتمت الصحيفة البرتغالية تقريرها بتصريحات رئيس المفوضية غراندي، التي أكد فيها مواصلة الدعم السخي للاجئين في هذه الأوقات الصعبة، راجيا أن يكون ذلك سببا في "خلق الأمل لمستقبل أفضل".