تركيا 2023.. هذه مخططات أردوغان المتوقعة في المئوية الثانية للجمهورية

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة تركية الضوء على المخططات المتوقع أن ينجزها الرئيس رجب طيب أردوغان في بداية المئوية الثانية للجمهورية حال فوزه بولاية ثانية في الانتخابات المصيرية منتصف يونيو/ حزيران 2023.

وأوضحت صحيفة "أكشام" أن أردوغان كان قد أكد أن القرن الثاني للجمهورية الذي يبدأ عام 2023، سيكون "قرن تركيا"، ويتوقع أن يشهد عددا من الإنجازات بعد العقدين الأخيرين المتباينين في الأولويات.

مخطط جديد

وذكرت الصحيفة التركية أنه تحت عنوان "قرن تركيا"، أعد حزب العدالة والتنمية الحاكم الأهداف وخريطة الطريق لسياسات العقد المقبل.

وسيعلن أردوغان عن مخطط "الرؤية السياسة لرئاسة الجمهورية التركية" في 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، قبل يوم واحد من عيد الجمهورية.

وسيجرى الإعلان عن ذلك في اجتماع يحضره عدد كبير من الرموز الاجتماعية والدينية والاقتصادية والثقافية في المجتمع والمنظمات غير الحكومية والمثقفين وقادة الرأي والأكاديميين.

وهذا ليس جزءا من حملة الانتخابات الرئاسية، إذ سيبدأ أردوغان حملته الانتخابية في 22 يناير/ كانون الثاني 2023 كمرشح لتحالف الشعب الذي يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية.

وعن الأهداف التي يخطط أردوغان إلى تحقيقها في قرن تركيا، أوضحت الصحيفة أنه يسعى لتعزيز السلام الاجتماعي والاقتصاد وقدرات الإنتاج الحديثة الموجهة نحو التكنولوجيا والمؤسسات الأمنية وصناعة الدفاع.

فضلا عن ضمان أمن إمدادات الطاقة والمواد الخام، وتعزيز أسواق التصدير، وجعل تركيا قادرة على عكس نموها الاقتصادي لصالح رفاهية الشعب وعدم التخبط في مشاكلها الداخلية.

كما يهدف لأن تكون تركيا قادرة على التعامل مع التهديدات القادمة من الخارج، والتي تحافظ على روابط قوية مع تحالفاتها العالمية ولكن يمكنها أيضًا تطوير سياسات وطنية.

تركيا التي يجرى الحديث عنها تبدو بشكل أكبر على الصعيد العالمي من خلال دورها كوسيط وصانع سلام في النزاعات في منطقتها ودائرة نفوذها.

ففي السنوات العشر الأولى من حكم العدالة والتنمية، برزت تركيا على صعيد الديمقراطية والإصلاحات والتوسع الاقتصادي والسياسي نحو أوروبا وآسيا وإفريقيا.

أما في سنواتها العشر الثانية، كان عليها أن تصارع محاولات الانقلاب و"الإرهاب" والهجرة غير النظامية والدعاية السوداء، وخلال هذه الفترة، واجهت تركيا انتقادات لا تستحقها في العالم.

أجندة إيجابية

ومع ذلك، نجحت تركيا من الخروج من هذا الضغط من خلال إنهاء "الإرهاب" داخل الحدود وعبرها، ووقف الهجرة غير النظامية، وتطوير التكنولوجيا الوطنية المحلية، وتعزيز صناعتها الدفاعية، والحفاظ على استقرارها السياسي والاقتصادي. 

وبناءً على هذا النجاح، حمت تركيا مصالحها الوطنية في بحر إيجة والبحر المتوسط​​، وحقوق الشعب القبرصي التركي؛ ومكنت الحكومة الشرعية من حماية بلدها في ليبيا.

واستعادت لأذربيجان أراضي قره باغ التي احتلتها أرمينيا، ومع هذا تعرضت تركيا لانتقادات من الغرب بشأن هذه القضايا باستثناء الهجرة غير النظامية، ومع ذلك، لم تتوقف تركيا لأنهم كانوا "ينتقدون".

وعلى الرغم من الجهود المضادة التي بذلها حلفاؤها وجيرانها والمعارضة الداخلية، حققت تركيا نتائج ناجحة تتماشى مع مصالحها الوطنية وبدأت في إنشاء "أجندة إيجابية" بهذه النتائج.

وعلى سبيل المثال استأصلت تركيا "الإرهاب" في سوريا في محله، وأوقفت الهجرة غير النظامية، ثم بدأت عملية إعادة المهاجرين، وقامت بتسهيل الانتقال إلى وضع اللا حرب في ليبيا وقره باغ، ومهدت الطريق لتطبيع العلاقات مع الإمارات والسعودية وإسرائيل.

وفي الحرب الروسية الأوكرانية، بينما وقفت تركيا إلى جانب أوكرانيا، حافظت أيضا على هويتها كوسيطة، وبهذا مكنت من فتح "ممر الحبوب ''، وهو ممر آمن لنقل الحبوب من أوكرانيا إلى العالم بوساطة ورعاية تركية وأممية، بعد عرقلة سيرها بسبب الحرب. 

وفي الوقت نفسه، فتحت تركيا أيضا نوافذ لمصر وسوريا اللتين بقيتا خارج نطاق التطبيع. وهما من سيحددان إذا ما كانت "النوافذ" التي تفتح عليهما ستتحول إلى "أبواب".

واستدركت الصحيفة قائلة: أما تعليقات "لقد تراجعنا خطوة إلى الوراء" هي هراء سياسي ضحل".

في القرن الجديد الذي سيبدأ مع حلول 2023، ستجري تركيا المزيد من "الأعمال التي يمكن الحديث عنها" في مجالات الأمن، والصحة، والعلوم، والتكنولوجيا، والصناعة، والتجارة، وريادة الأعمال من الجيل الجديد.

فضلا عن الدبلوماسية الدولية، ومجالات الفن والرياضة طبعا لتصبح موضوعا لـ"جدول أعمال إيجابي" ذات صدى على المستوى المحلي والعالمي.

ولذلك فإن "الرؤية السياسة لرئاسة الجمهورية التركية" لها أهمية تاريخية.

فرق شاسع

على الصعيد الآخر ذهب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، المرشح الأبرز لمنافسة أردوغان كمال كليتشدار أوغلو في زيارة إلى الولايات المتحدة قبل أيام.

وصرح أنه، "سيناقش مع ألمع العقول في العالم، مهارات الجيل الجديد وقضايا التمويل والتقنيات الجديدة، وسيعبر عن الضمير المشترك واعتراضه الإنساني على الظلم المستمر في العالم وفي بلادنا".

وأعربت الصحيفة عن تفاؤلها بشأن لقاء كليتشدار أوغلو بعلماء أتراك وأجانب في الجامعات الأميركية، لأن الأسماء الموجودة في البرنامج هم ممن يشاركون معرفتهم في تركيا.

وكانوا قد حضروا بالفعل اجتماعات مختلفة وألقوا ندوات في تركيا أثناء حكم حزب العدالة والتنمية، ولديهم بالفعل قدم في تركيا، ويعملون بشكل وثيق مع الجامعات والدوائر الحكومية ذات الصلة.

وهناك أيضًا العديد من الطلاب الأتراك في جامعات هارفارد و "إم آي تي" ممن تم قبولهم هناك نتيجة التعليم الذي تلقوه في تركيا.

ويستفيد معظمهم من دعم التعليم الخارجي الذي تقدمه تركيا من خلال المنح الدراسية للطلاب الجامعيين والخريجين وباحثي الدكتوراه.

ويواصل عدد كبير منهم أبحاثهم أو دراساتهم العلمية أو مبادرات تطوير التكنولوجيا في تركيا. وبإمكان كليتشدار أوغلو التعلم منهم بشأن موقف تركيا والفرص والجهود المبذولة لاغتنام الفرص.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بالطبع، كان بإمكان كليتشدار أوغلو معرفة كل هذه الأمور في تركيا، وإذا كان مراده هو "التمرد على النظام الرأسمالي الهمجي". 

فقد سبق وحدث ذلك بالفعل. ويوجد في بلاده، رئيس أكثر صراحة وانتقادا للنظام في الساحة الدولية من الديمقراطي الاجتماعي الأميركي بيرني ساندرز.

وكان يكفي أن يشاهد خطب أردوغان في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

أما لو كانت القضية تتعلق بالعلم و"تكنولوجيا الجيل الجديد"، لكان من الممكن أن يتابع محاضرات وزير العلوم والصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى فارانك.

ويقوم الوزير بزيارة أكثر من شركة تكنولوجيا وبرمجيات أو جامعة أو مركز بحث وتطوير أو تكنوبارك كل يوم. أو يشرح مشروعا حكوميا، إما دعما جديدا للباحثين، أو نجاحا جديدا تحقق مع هذه الدعم.

أولئك الذين سجلوا في هذه الدراسات هم من الطلاب وعلماء الجيل الجديد والباحثين ورجال الأعمال الذين تخرجوا من نفس الجامعات التي زارها كليتشدار أوغلو.