بين أوكرانيا وفلسطين.. نائب إيرلندي يفضح ازدواجية الغرب في دعم ضحايا الحروب

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

لاقى مقطع فيديو نشرته صفحة "العرب في بريطانيا"، لـ"ريتشارد بويت" النائب الأيرلندي الذي ينتمي إلى حزب "People before profit"، يفضح خلاله ازدواجية معايير الغرب في التعامل مع الحروب في المنطقة، ترحيبا وتداولا واسعا بين الناشطين على تويتر.

النائب الأيرلندي استنكر في كلمته أمام البرلمان خلال جلسة لمناقشة الأزمة الأوكرانية صمت العالم على احتلال الكيان الإسرائيلي للشعب الفلسطيني وحربه المستمرة عليه منذ 70 عاما في مقابل فرض عقوبات على روسيا بعد 5 أيام من الحرب التي يشنها على أوكرانيا.

وأشار بويت إلى معاملة الشعب العربي ككل وخاصة الفلسطيني كعرق أدنى، منددا بالترحيب باستخدام أقوى وأصلب لغة بشكل صحيح لوصف جرائم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد الإنسانية، في حين لا تستخدم اللغة الحازمة ذاتها لوصف معاملة إسرائيل للفلسطينيين.

توثيق الجرائم

ولفت إلى توثيق وتفصيل جرائم الاحتلال الإسرائيلي من قبل أهم مؤسسات حقوق الإنسان في العالم، مشيرا إلى تعرض الفلسطينيين للاضطهاد الوحشي واللا إنساني والاعتداء على غزة وضم الأراضي وتطبيق قواعد الفصل العنصري.

واستهجن بويت، امتناع الغرب عن استخدام كلمة "فصل عنصري" في وصف جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين، لافتا إلى دعوة منظمة العفو الدولي لإحالة إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائمها ضد الإنسانية.

وتساءل: "هل ستدعمون ذلك؟"، موضحا أن المنظمة دعت إلى فرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين الذين يطبقون نظام الفصل العنصري، وهي بالضبط نفس أنواع العقوبات التي اتخذت للتو ضد بوتين.

كلمة النائب الأيرلندي تداولها ناشطون بقوة على حساباتهم بتويتر، وأعادوا نشرها مع التعليق عليها عبر مشاركتهم في وسم يحمل اسم النائب #ريتشارد_بويت، مشيدين بموقفه وجرأته وفضحه لازدواجية معايير الغرب في التعامل مع أزمات المنطقة.

ووصف ناشطون بويت، بالرجل الشجاع والإنسان الذي يستحق رفع القبعة له، والذي تحدث بلسان كل حر بكلمات واضحة ودقيقة وكاشفة، مشيرين إلى أن قلة قليلة من العالم القادرة على الصدع بكلمة الحق التي قالها في محيط يملؤه الباطل.

واستنكروا على بعض زعماء العرب تطبيعهم مع الكيان الإسرائيلي، وعدم قدرة الباقين على قول ما قاله بويت في كلمته التي رصد فيها الواقع بشكل تفصيلي، متحدين قادة الأمة العربية والإسلامية والممانعين الصارخين بالشعارات الرنانة على انتقاد ازدواجية معايير الغرب. 

ولفت ناشطون إلى أنه عرى المجتمع الدولي بالكامل دون استثناء، وكشف استخدام الولايات المتحدة والغرب الديمقراطية وحقوق الإنسان لمصلحتهم، وفضح نفاقهم وعنصريتهم في تطبيق المعايير المزدوجة في الديمقراطيات الغربية.

وأعلنت عدة دول غربية حزمة من العقوبات ضد شخصيات ومؤسسات روسية على خلفية الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا منذ فجر 24 فبراير/شباط 2022، بهدف الإضرار باقتصادها ومواردها المالية، وقادتها السياسيين لردع تدخلها العسكري في أوكرانيا.

وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات متنوعة، أهمها كانت على البنك المركزي الروسي وصندوق الثروة السيادي، بالإضافة إلى إزالة بعض البنوك الروسية من نظام "سويفت" للتحويلات المالية العالمية.

وشملت العقوبات تجميد أصول الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، بالإضافة إلى إدراج وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، ورئيس جهاز الأمن الروسي ألكسندر بورتنيكوف، في قائمة حظر السفر وتجميد الأصول في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

إحياء القضية الفلسطينية

وأكد ناشطون أن الفلسطينيين ليسوا إرهابيين ولن يكونوا إرهابيين أبدا، بل هم أبطال يدافعون عن أرضهم وحقهم، مشيرين إلى أن حتى الأوروبيين يمكنهم ملاحظة معايير الغرب المزدوجة عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا وفلسطين.

ونشر قنصل سفارة الصين في لبنان أبو وسيم، صورة تبرز ازدواجية تعامل وسائل الإعلام الرئيسة الغربية مع تغطية الحروب.

إذ تصف الفلسطينيين المدافعين عن أرضهم باستخدام قنابل المولوتوف بالإرهابيين، بينما وصفت الأوكرانيين الذين استخدموا نفس الآلية في الدفاع عن أنفسهم بالأبطال، مبينا أن ذلك "كيل بعشرين مكيال".

ونشر د. حسين الزايدي، تعليق بويت، متسائلا: "رأينا ذلك وسمعناه فهل تستحق #أميركا والغرب الاحترام؟".

وأعرب آخر عن احترامه لشجاعة بويت، مشيرا إلى أن العالم انتفض ضد بوتين لأنه يقصف الشعب الأوروبي، وصمت من ناحية أخرى على مجازر إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، والمجازر بحق الشعب السوري.

الصحفي العماني عبدالوهاب بن علي المجيني، قال: "لعل #الحرب_الروسية_الأوكرانية تعيد لفلسطين حقوقها.. ولعلها بداية النهاية لأزمة فارقة بالتاريخ الحديث شوهت معنى الإنسانية وتفاصيلها".

إشادة وثناء

وأشاد ناشطون بموقف النائب بويت، وصدقه وموضوعية رأيه وكلماته ودفاعه عن القضية الفلسطينية واستنكاره لازدواجية معايير الغرب.

وأثنى عضو مجلس الأمة الكويتي أسامة الشاهين، على استنكار النائب بويت "الإدانة الفورية والقوية لاحتلال أوكرانيا، والصمت المتواصل عن احتلال فلسطين!"، وشكره على "خطابه الشجاع والصادق".

ووصف الكاتب أحمد السعيد ما قاله بويت بأنه أقوى تعليق منذ بداية الحرب الأوكرانية الروسية على ازدواجية الغرب وعنصريتهم وتحليل القوانين لمصلحتهم فقط.

وأكد المغرد غمدان، أن هناك أحرارا في العالم الغربي يستحقون الشكر وأن ترفع لهم القبعة.

ووجه مغرد آخر، التحية لكل إنسان منصف يسعي للعدل في هذا العالم الظالم.

ورأى خالد السعدوني، أن ما قدمه النائب بويت وصف للعالم اليوم وأمس وغدا.

وقال العز بن عبدالسلام، إن الغرب لا يزن إلا حين يكون الوزن في صالحه؛ لأن موازينهم مائلة رغم أنهم يدعون دقتهم في الوزن.

وأشار مصطفى عاشور، إلى أن ما قاله بويت هو الحقيقة المرة.

رعونة حكام العرب

وندد ناشطون بصمت حكام وقادة العالم العربي في حين يأتي إنصاف القضايا العربية من الغرب، إذ حث محمد جودة على إرسال مقطع الفيديو الذي يستنكر فيه النائب الأيرلندي موقف العالم الغربي من القضية الفلسطينية للراقصين العرب وأهل التطبيل.

وأشارت إيمي حمدي، إلى أن الموقف الإنساني للنائب الأيرلندي، رغم أنه لن يغير ما يحدث، لكن سيبقى، ولن يمحه التاريخ، ويكفيه أنه قال ما يميل إليه ضميره وتحدث عندما سكت جميع القادة العرب، وفق تعبيرها.

وأكدت أميرة اليتيم، أن بويت قال كلمة حق عند سلطان جائر، وهو غير مسلم وليس عربيا، لكنه دافع بقوة عن القضية الفلسطينية وعن غزة العزة، قائلة: "أجيبوني بربكم ماذا عن المطبعين الذين هم من بني جلدتنا ويتحدثون بلساننا بماذا نصفهم وماذا نسميهم؟".

ونشر محمد عادل كلمة بويت، معلقا عليها بالقول: "عندما صمت العرب".

وتساءل عبدالله الأنصاري: "أين العرب أنفسهم لاستغلال هذا الظرف الذي 100 بالمئة يمثل فرصة نادرة لإحياء القضية المركزية وإدانة العدو باتخاذ مثل هذه الإجراءات؟ أين الناشطون؟ أين المتنفذون؟ بل أين الحكام النائمون أو الخائفون؟".

وكتب صالح عزام: "هذا النائب الأيرلندي يمثلني بشدة، حذاؤه أشرف من كل حكام العرب بدون استثناء".