انتهاكات مشينة.. صحيفة إسبانية: ابن راشد يكرم المرأة في "إكسبو دبي" ويذل نساء عائلته

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحفية إسبانية الضوء على "معرض إكسبو 2020 دبي" وسعي حاكم الإمارة، نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم، لتبييض صورته من خلاله، حيث يعول على تمجيد المرأة، بينما يسحب تاريخ الإذلال لنساء عائلته، من زوجته السابقة هيا، إلى بناته لطيفة وشمسة. 

وقالت صحيفة "إل إندبندينتي" إن "معرض إكسبو في دبي يفتخر بأنه أول معرض عالمي يخصص جناحا للنساء، وعموما، هي ليست إلا مفارقة أخرى في حدود دبي، الإمارة التي يديرها ابن راشد بقبضة من حديد".

وأضافت أنه "في الواقع، يظهر سجله عكس ما تروج له هذه الشعارات، حيث إنه يُبقي ابنتيه لطيفة وشمسة مخطوفتين، وهدد زوجته السابقة، الأميرة الأردنية هيا، التي انتهى بها الأمر بالفرار مع أطفالها إلى العاصمة البريطانية لندن، بالقتل".

انتهاكات مشينة

وأشارت الصحيفة إلى أنه على "إحدى اللافتات التي علقت في جناح المرأة في إكسبو دبي، تظهر العبارات التالية: يدعوك جناح النساء إلى التعرف على مبدأ أساسي: عندما تزدهر المرأة تزدهر الإنسانية".

ويحتل الجناح ركنا ملونا من معرض دبي، الذي تم بناؤه على مشارف الإمارة التي تركز على الحياة الليلية لاتحاد ست عائلات ملكية في الخليج العربي، توضح "إل إندبندينتي".

ومن خلال عرض مسرحي مذهل، يقدم المبنى رحلة خاصة من خلال مساهمة النساء، مع تسليط الضوء على "تأثيرهن على المجتمع". 

وأوضحت الصحيفة أنه "عندما ينتهي العرض، يفتح الباب تلقائيا".

أما الغرفة التالية فهي عبارة عن سلسلة متتالية من الصور والنصوص التي تذكر ببعض المآثر وروادها.

وجاء في بعض اللافتات، "ألم يحن الوقت لعالم أكثر مساواة؟"، وتستعرض لافتات أخرى كلمات من قبيل: "لقد لعبت النساء دورا حاسما في تشكيل العالم ولكن لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه".

ونوهت الصحيفة بأن "منظمات حقوق الإنسان التي ترصد قائمة الانتهاكات المشينة في الإمارات، تعتبر أن الجناح هو المحاولة الألف لتبييض الوضع الحقيقي للمرأة في الإمارات".

وأضافت "على وجه الخصوص، تشير سيرة ابن راشد، البالغ من العمر 72 عاما، الذي يبيع نفسه على أنه معلم السعادة، إلى عكس ذلك تماما".

وذكرت الصحيفة أن "حاكم دبي الذي كان له لقاء مع رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز في 2 فبراير/شباط 2022، يحتجز ابنته، الأميرة لطيفة البالغة من العمر 36، لمدة أربع سنوات تقريبا".

وتابعت: "في الواقع، أرادت الأميرة قطع طريق شقيقتها شمسة، التي حاولت أيضا الهروب دون جدوى قبل سنوات، وبعد أن تمكنت الشابة من الفرار بمساعدة صديق وجاسوس فرنسي، ألقي القبض عليها من قبل القوات الخاصة الإماراتية في أعالي البحار".

وأوردت الصحيفة أن "أحد الأسباب التي زعمتها الأميرة هيا، في ذلك الوقت الزوجة السادسة للحاكم، هو سوء المعاملة، لذلك، قررت وضع حد لإهانتها والفرار من دبي مع طفليها".

بالإضافة إلى ذلك، في الأشهر التي سبقت قرارها، تلقت تهديدات مباشرة من ابن راشد، وفي المحاكمة، اعتبر القاضي البريطاني أنه ثبت أنها تعرضت لحملة "ترهيب" على يد حاكم دبي.

حملة تبييض

ونقلت الصحيفة عن الباحثة في هيومن رايتس ووتش بدول الخليج، هبة زيادين، قولها إن "الإمارات أنفقت وقتا ومالا كبيرين لتصوير نفسها على أنها جهة تنتصر لحقوق المرأة وتسعى لتمكينها".

واعتبرت زيادين أن "جناح النساء في المعرض هو مجرد مثال آخر على محاولات تبييض صورة الإمارات، رغم أنه لا يزال خطابيا أكثر من كونه واقعا".

وتابعت: "عموما، كان التقدم في مجال المساواة الذي وقعته الإمارات، أحد الجوانب التي أشادت بها الحكومة الإسبانية في الأيام التي سبقت الزيارة الرسمية لسانشيز إلى دبي وأبوظبي".

وأشارت زيادين إلى أن "الإمارات حققت إصلاحات في مجال حقوق المرأة والعمل خلال السنوات الأخيرة، ولكن ما يزال الطريق طويلا حتى يُنظر إلى النساء على أنهن متساويات في القانون وفي الممارسة العملية".

كما تحتاج البلاد إلى "فترة أطول حتى يعيش المهاجرون في بيئة كريمة وحيوية ويعاملون بطريقة غير تمييزية".

وذكرت الصحيفة أن "هيومن رايتس ووتش ترى أن الإمارات تستخدم المعرض العالمي للترويج وتعزيز الصورة العامة للانفتاح التي تندرج ضمن الجهود التي تضاعفها الحكومة، بهدف تجنب أي تدقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المتفشية والمنهجية". 

وعلقت الصحيفة أن "هذا التكتيك ليس جديدا، ففي الماضي، استخدمت البلاد بالفعل أحداثا أخرى على غرار الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس لتدافع البلاد عن (تسامحها الديني)".

وكذلك الأحداث الرياضية، أو إنشاء فروع لمتحف اللوفر والسوربون أو مغامرة الفضاء؛ لإظهار صورة ودية ومنفتحة للبلد الذي أجج الصراعات في المنطقة أكثر من غيرها، من ليبيا إلى مصر أو اليمن أو سوريا، خلال العقد الأخير الذي ميزته الاضطرابات الجيوسياسية.

وترى الصحيفة أن إكسبو دبي ليس إلا تمرينا دعائيا أدرجته الإمارات في إستراتيجية القوة الناعمة لعام 2017، والتي سعت إلى إخفاء القائمة الطويلة لتجاوزات البلاد، من بينها اعتقال عشرات المعارضين المحليين وتوجيه تهم ملفقة ضدهم، فقط بسبب التعبير عن آرائهم في مناخ المراقبة الكاملة والمطلقة على وسائل الإعلام". 

وفي السياق، قال نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، مايكل بيج: "إكسبو دبي هو فرصة أخرى للإمارات لتقدم نفسها زورا للعالم على أنها منفتحة ومتسامحة ومحترمة للحقوق، بينما تحتكر العائلة الحاكمة مجال السياسة والخطاب العام وتكتم أفواه النشطاء".

ومنذ عام 2015، ترفض السلطات الإماراتية طلبات دخول خبراء الأمم المتحدة ومحققي حقوق الإنسان إلى البلاد".

وذكرت الصحيفة أن استخدام وتطويع الأحداث العامة لصالح الحكومة، التي صاحبها إصدار تشريعات قمعية واعتقال المفكرين أو الصحفيين أو المحامين أو القضاة، دفع البرلمان الأوروبي في سبتمبر/أيلول 2021 إلى التوصية بعدم مشاركة الدول الأعضاء في المعرض.

وأشار البرلمان الأوروبي إلى "انتهاكات حقوق الإنسان، وسجن النشطاء واستخدام جهات تابعة لهم لمهاجمة المعارضين". 

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن "جولة جناح السيدات انتهت بالتذكير بأن 22 دولة فقط من أصل 193 على هذا الكوكب تقودها نساء، وبالطبع، لا تحتسب الإمارات التي يهيمن عليها الذكور بينهم".