اختبار للحكومة الانتقالية.. هل ينجح حمدوك في حماية سكان نيرتتي؟

12

طباعة

مشاركة

دفع اعتصام أهالي مدينة "نيرتتي" بولاية وسط دارفور (غرب السودان) المستمر منذ قرابة الأسبوع في خضم تأييد واسع من المدن المجاورة، الحكومة الانتقالية بالسودان، لإعلان تضامنها مع المعتصمين وتأكيد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في 3 يوليو/تموز 2020 أن مطالبهم عادلة ومستحقة.

وجاء اعتصام أهالي نيرتتي المستمر منذ الأحد 28 يونيو/حزيران 2020، بعد وقوع حوادث قتل ونهب لمزارعين أثناء عملهم في مزارعهم القريبة من البلدة، مما دفعهم للمطالبة بحفظ الأمن وسلامة المواطن، وحماية البساتين والموسم الزراعي، وإبعاد بعض شاغلي الوظائف بالخدمة المدنية والنظامية بسبب سوء أدائهم.

ويعتزم المعتصمون تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر مجلس الوزراء غدا الأحد، لتقديم مذكرة للحكومة التنفيذية للإسراع في تنفيذ مطالبهم، فيما وجه رئيس الوزراء السوداني وفدا حكوميا لزيارتهم، والعمل على تحقيق مطالبهم لضمان أمن واستقرار المنطقة -بحسب ما كتبه على صفحته في فيسبوك.

وتتمثل المطالب في توفير الأمن للمواطن، وإجراء تعديلات في القيادات الرسمية المحلية، ونزع سلاح المليشيات، وتأمين الموسم الزراعي، والقبض على مرتكبي الجرائم وتقديمهم للعدالة، وحماية الموسم الزراعي واسترداد المواشي التي نُهبت بواسطة المليشيات المسلحة، وفتح المسارات لتجاوز الاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين.

وأثنى ناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #اعتصام_نيرتتي، #كلنا_نيرتتي، على سلمية الاعتصام، وقدرة المعتصمين على إدارته وإيصال صوتهم إلى السلطة، مؤكدين أن المطالب واضحة وتحتاج إلى إرادة سياسية لتنفيذها.

وتداول ناشطون صورا تظهر وعي المعتصمين بمطالبهم وتنظيمهم ومشاركة الوفود، منها صور للصفوف الصباحية في عيادة الاعتصام، وأخرى لمواكب الاستقبال المهيب لأهالي المناطق المجاورة، وغيرها للمعتصمين يرفعون علم السودان على رؤسهم بطول مسيرتهم.

ومدينة نيرتتي هي أحد أكبر مدن محلية غرب الجبل التابعة لولاية وسط دارفور التي تقع في غرب السودان ضمن ولايات دارفور الخمس، ويحدها شمالا ولاية شمال دارفور، وشرقا ولاية جنوب دارفور، وفي الشمال الغربي ولاية غرب دارفور.

مطالب مشروعة

ورأى ناشطون أن حديث الحكومة عن اعتصام نيرتتي، وزيادة أعداد الوفود المتضامنة من خارج المدينة يحمل دلالات كافية على شرعية المطالب وعدالتها.

وقال أشرف: إن الاعتصام هو تجسيد لجميع معاني الثورة في الحرية والسلام والعدالة ونزع فتيل الحرب من جذوره باستخدام قوة سلمية.

وجزم موسى بأن حل قضايا أهالي نيرتتي هو أول الخطوات الفعلية لعملية السلام، قائلا: "لازم تكون نيرتتي شرارة السلام الشامل ونبدأ شعار أرضا سلاح ونمشي في طريق التنمية".

وكتب أحمد علي عبد القادر: "نعيد ونكرر مطالب أهالي #نيرتتي.. من صميم دور الحكومة الانتقالية كان يجب ألا تحوجهم للاعتصام من الأساس".

وعي المعتصمين

وأثنى ناشطون على وعي المعتصمين وتنظيمهم وقدرتهم على خروج اعتصامهم بشكل لائق، إذ مدح أحمد محمد إبراهيم آدم اعتصام نيرتتي، مؤكدا أن شكل المعتصمين الحضاري يتجسد فيه الوعي بحقوقهم وطريقة المطالبة بها.

وقال مغرد آخر: إن "صوت المواطن مسموع.. ولا عزاء للساسه عبيد المناصب..نحن أثبتنا وبنثبت أنه المسؤول مجبور يوطي راسو لي موجه مطالب الشعب".

وأكد أحمد محمد بابكر أن "كافة الأساليب السلمية للتعبير عن المطالب أقوى من صوت الرصاص وآلات الحرب".

ونشر ناشط آخر صورا تظهر تنظيم الاعتصام، في حين أكد الباهر حسن أن اعتصام نيرتتي يمثل الثورة والثوار.

وأكد منعم عمر أن #اعتصام_نيرتتي يُجسِّد بوضوح #السودان_الأزمات_والحلول التي لا بد من طرحها ومناقشتها بجدية كبيرة حتى يتم حل جذور تلك الأزمات التي تعاني منها بلادنا.