3000 صحفي تابعوها.. ما سر الاهتمام بقمة التعاون الصيني الإفريقي في بكين؟

a month ago

12

طباعة

مشاركة

في 4 سبتمبر/ أيلول 2024، افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ النسخة التاسعة من قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي؛ حيث تعهّد بتمويل مشاريع بالقارة بقيمة 50 مليار دولار، ووعد بتعميق التعاون في مجال البنية التحتية والتجارة.

وانطلق المنتدى الذي استمر يومين ويعقد كل 3 سنوات بعشاء ترحيبي للدول الإفريقية الـ50 المشاركة، وسط حضور لافت لكثير من زعماء القارة.

وفي هذا السياق، سلط موقع "الصين اليوم" الضوء على مسيرة التعاون المتصاعدة بين بكين وإفريقيا، وتحدث كذلك عن موقف الدول الغربية من هذا التطور.

مستقبل مشترك

يقول الموقع في مستهل مقاله إن يوم الرابع من سبتمبر 2024، "شهد حدثا تاريخيا آخر، يطور مجتمعا صينيا إفريقيا ذا مستقبل مشترك في العصر الجديد".

ويتمثل هذا الحدث، في "قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي"، حيث أقام الرئيس شي جين بينغ وقرينته بنغ لي يوان، مأدبة في قاعة الشعب الكبرى في بكين، للترحيب بالشخصيات الإفريقية والدولية التي جاءت إلى الصين لحضور القمة.

كما التقط المشاركون صورة جماعية معا، في ظل تأكيد الرئيس الصيني أكثر من مرة على المصير المشترك للمجتمع الصيني الإفريقي.

إذ صرح شي جين بينغ قائلا: "إن بناء مجتمع صيني- إفريقي ذي مستقبل مشترك، له أساس متين ونقطة انطلاق عالية وآفاق واسعة".

وأضاف أن "هذا المجتمع، يضرب مثالا ساطعا لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".

وشهد المنتدى زخما فريدا من نوعه هذا العام، إذ يشير الموقع إلى “مشاركة أكثر من 50 رئيس دولة ورئيس حكومة”.

فضلا عن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، والأمين العام للأمم المتحدة، ورؤساء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في المنتدى".

"حيث يدل وجود العديد من المنظمات الدولية في بكين، على حجم وقوة السياسة الخارجية الصينية"، وفق الموقع الصيني.

وهذا الحدث "لم يكن فقط الأكبر من حيث حجم الدبلوماسية الصينية في السنوات الأخيرة ومن حيث عدد القادة الحاضرين، ولكنه أيضا كان حدثا مهما في تاريخ التفاعل بين الصين وإفريقيا".

وتدل الإحصاءات على استمرار ارتفاع شعبية قمة بكين 2024 لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، إلى مستويات عدة، بحسب الموقع.

حيث تشير الأرقام إلى "اجتذاب القمة أكثر من 3000 صحفي صيني وأجنبي للتسجيل، ما يمثل رقما قياسيا جديدا لجميع المنتديات الصينية الإفريقية السابقة".

وقد اشتركت جميع الأطراف من الصين وإفريقيا بحماس، وتجاوز عدد المتقدمين التوقعات بكثير؛ حيث بلغ 408 ممثلين من 48 دولة إفريقية.

فصل جديد 

ويؤكد الموقع على أن هذه الزيادة في الاهتمام المشترك بين الجانبين، تتماشى مع التطورات الجديدة في العلاقات بين الصين وإفريقيا، التي تشهد "تنمية مستمرة".

ويرى أن هذه القمة حققت ثلاثة أشياء جديدة، حيث تعد نقطة انطلاق لرحلة جديدة، لبناء "مجتمع المصير المشترك بين الصين وإفريقيا على مستوى عال".

أما الأمر الثاني فيتعلق بـ"جمع زخم جديد، لتعميق التعاون بين الصين وإفريقيا في مختلف المجالات"، ليسهم ذلك في "كتابة فصل جديد من الصداقة بين شعبي الصين وإفريقيا"، وفق تعبير الموقع.

ويشير إلى أن التعاون بين بكين وإفريقيا يشمل مجالات عديدة؛ مثل الزراعة والبنية التحتية والصناعات التحويلية التقليدية، بالإضافة إلى التعاون في مجالات جديدة مثل التنمية الخضراء والصحة والمالية والابتكار الرقمي. 

كما "يركز ممثلو الشركات في مؤتمر رجال الأعمال الصينيين والأفارقة بشكل أساسي، على موضوعين: تعزيز اندماج سلاسل التوريد الصناعية ودفع تطوير الصناعات الناشئة".

حيث "ستكون التعاونات في مجال السيارات الكهربائية من أبرز النقاط في هذه القمة"، بحسب الموقع.

ولذلك رأى الموقع أن "التكامل بين الصين وإفريقيا، والقدرة الإنتاجية الهائلة للصين، وتوقعات إفريقيا الكبيرة من التعاون مع الصين؛ جميعها أشياء تدعم بقوة تقدم الجهود المشتركة لتطوير العلاقة".

ويرى الموقع أن “(خصائص المصير المشترك) بين الصين وإفريقيا، تعد أحد الأسباب المهمة التي تجعل التعاون بين الجانبين يمكن أن يستمر في التعمق”.

ويفسر لماذا أصبحت روح التعاون الودي بين الصين وإفريقيا أقوى بمرور الوقت"، بالقول "إن كل مرحلة من مراحل تطور العلاقات الصينية-الإفريقية، تعكس بشكل عميق هذا القدر المشترك".

“إذ يخبرنا التاريخ أنه بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، دشن الجيل الأول من القادة الصينيين والجيل الأقدم من السياسيين الأفارقة عصرا جديدا من العلاقات الصينية الإفريقية”.

وتابع: "ومع دخول القرن الحادي والعشرين، وخاصة منذ العصر الجديد، استمرت علاقات التعاون الشاملة ومتعددة المستويات بين الصين وإفريقيا في مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والرعاية الطبية في التعزيز والنمو، ما أسفر عن نتائج مثمرة".

وتدل الأرقام على تنامي التجارة والشراكة الاقتصادية بين الجانبين، ففي عام 2023، وصل حجم التجارة بين الصين وإفريقيا إلى 282.1 مليار دولار، كما حافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري لإفريقيا لمدة 15 عاما متتالية".

ومن وجهة نظر الموقع، فإن تلك التطورات في العلاقات الصينية الإفريقية، يمكن أن توصف بأنها "القتال جنبا إلى جنب في النضال ضد الإمبريالية والاستعمار والهيمنة، والسير يدا بيد على طريق التنمية والتنشيط والسعي إلى التحديث".

وعرض الموقع بعض الصور الإيجابية بشأن تطور العلاقة بين الصين وإفريقيا، ففي السنوات الأخيرة، بفضل مبادرة "الحزام والطريق"، شهدت إفريقيا "تحسنا في مستويات التصنيع وقدراتها الأساسية".

"فلطالما ما تؤكد خطط منتدى التعاون الصيني الإفريقي على التكامل الصناعي والتصنيع، وحتى الآن، وقعت 52 دولة إفريقية ومفوضية الاتحاد الإفريقي اتفاقيات تعاون مع الصين في إطار (الحزام والطريق)".

وأضاف: "كما ستوقع الصين مع بعض الدول الإفريقية، خطط تعاون جديدة لتعميق التعاون في هذا المجال".

فخلال السنوات الأخيرة، شهد التعاون الصيني الإفريقي بناء وتحديث ما يقرب من 100 ألف كيلومتر من الطرق، وأكثر من 10 آلاف كيلومتر من السكك الحديدية، وما يقرب من 1000 جسر، ونحو 100 ميناء.

مما أدى إلى تحسين شبكة النقل الإفريقية بشكل كبير وتعزيز كفاءة اللوجستيات والوصول إلى الأسواق، وهو ما أسهم في دعم التنمية الاقتصادية للدول الإفريقية بشكل كبير.

تغير الموقف الغربي

ولفت الموقع الصيني أن هناك تغيرا ملحوظا إيجابيا شهده المنتدى هذا العام، "ففي تغطية قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، حتى وسائل الإعلام الغربية، التي كانت دائما تنتقد التعاون الصيني الإفريقي، وتشكك في دوافعه، غيرت هذه المرة موقفها".

فيبدو أن وسائل الإعلام الغربية أدركت أخيرا أسباب قوة الصين في اجتذاب إفريقيا، كما اعترفت بمدى الاستفادة التي حصلت عليها الدول الإفريقية جراء تعاونها مع بكين.

يقول الموقع: "باستثناء تكرار العبارات المبالغ فيها مثل "فخ الديون" التي دحضتها الحقائق عدة مرات، توجهت الكثير من هذه الوسائل الإعلامية لاستكشاف أسباب القوة الجاذبة للصين في إفريقيا، وكيف حصلت الصين على دعم الدول الإفريقية".

بل إن بعض وسائل الإعلام التي كانت تروج للتشاؤم حول التعاون الصيني الإفريقي، اضطرت أيضا للإقرار بأن الدول الإفريقية استفادت بشكل كبير من التعاون مع الصين.

ويبرر الموقع الصيني هذا الاتجاه الإفريقي المتنامي نحو الصين بسبب "أزمة ثقة" عالمية، دفعت الصين لتقديم نموذجها البديل، الذي اجتذب الدول الإفريقية.

فبحسب الموقع، "بينما تواجه العولمة الاقتصادية أزمة ثقة حادة، يقدم التعاون الصيني الإفريقي نموذجا وإلهاما في كيفية تعزيز نمو الاقتصاد العالمي".

وأضاف أن "الصين وإفريقيا يواصلان السعي لتحقيق عولمة اقتصادية شاملة ومنصفة من خلال أفعالهما وسياساتهما الواقعية".

ويختتم الموقع مقاله بالعودة والتأكيد على أهمية وتطور الوحدة المشتركة والتعاون البنّاء بين الصين وإفريقيا، مشددا على الأثر الإيجابي لهذا التعاون بين الجانبين على العالم أجمع.

فيقول: “في إفريقيا توجد مقولة مفادها أنه لا يمكنك أبدا عقد عقدة بيد واحدة، وفي الصين أيضا توجد مقولة مفادها الخيط الواحد لا يشكل خطا، ويد واحدة لا تصفق”.

ويتابع: "وفي مسيرة التنمية والازدهار، حقق التعاون بين الصين وإفريقيا نتائج مثمرة على جميع الأصعدة، وفي المستقبل، سيسهم تعزيز الوحدة بين شعبي الصين وإفريقيا البالغ عددهم 2.8 مليار نسمة، في ضخ طاقة جديدة وفتح آفاق جديدة لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية".