"بدأت تدفع الثمن".. ناشطون يرصدون المستفيدين من حريق ضخم بميناء إماراتي

دبي- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تباينت ردود فعل رواد موقع "تويتر"، على حادث حريق حاوية في سفينة بميناء "جبل علي" الذي يبعد "30 كم" عن وسط مدينة دبي، إثر انفجار وقع مساء 7 يوليو/ تموز 2021.

ناشطون شاركوا في وسمي "#جبل_علي"، و"#حريق_جبل_علي"، اعتبروا الحادث حلقة جديدة من سلسلة حرب السفن بين إيران وإسرائيل، مشيرين إلى أن الإمارات أصبحت ساحة أو ميدانا للصراع بين الطرفين.

فريق من الناشطين، ذهب إلى أن الحادث مؤشر لتطور الخلاف بين الإمارات والسعودية، ملمحين إلى اتهام الرياض بالوقوف وراء الحادث، مستدلين بحديث الإعلام العربي والعالمي عن حرب اقتصادية باردة وتنافس بين الرياض وأبو ظبي، على جذب الاستثمارات الأجنبية.

فيما اتهم آخرون، الإمارات، بافتعال الحادث لإلصاق تهمة الإرهاب بالرياض، أمام المجتمع الدولي.

وأبدى ناشطون عدم تعاطفهم مع أبوظبي، بدعوى أنه سواء كانت الجهة المسؤولة عن الحادث هي إيران أو إسرائيل فإن السلطات الإماراتية هي من أدخلتهما إلى عقر دار الخليج.

بحسب المكتب الإعلامي لحكومة دبي، الحريق اندلع في حاوية على متن سفينة تستعد للرسو على أحد أرصفة ميناء جبل علي، بعيدا عن الخط الملاحي الرئيس للميناء.

وأفاد قائد شرطة دبي الفريق عبدالله المري، بأن الحريق نجم عن مواد قابلة للاشتعال في عدد من حاويات سفينة، كانت تستعد للرسو قرب أحد أرصفة الميناء، بحسب تصريحاته لفضائية "دبي".

حرب السفن

وبرز حديث الناشطين عن وصول حرب السفن الإيرانية الإسرائيلية إلى الساحة الإماراتية.

أستاذ الفكر السياسي الموريتاني محمد المختار الشنقيطي، أشار إلى أن السفينة التي انفجرت في جبل علي رغم أنها تحمل (شكليا) علم جزر القمر، إلا أنها تدار من شركة في دبي، طبقا لصحيفة "الغارديان".

وأضاف أن هذا يعني أن السفينة قد تكون استهدفت عمدا ضمن حرب السفن التي بدأت بين إيران وإسرائيل بسواحل الإمارات منذ عامين متسائلا: "هل بدأت الإمارات تدفع ثمن تحالف قادتها مع الصهاينة؟".

 

المحامي المصري الدولي محمود رفعت، نشر مقطع فيديو للحظة الانفجار، وقال: يتضح من المشهد أنه بفعل مقذوف أصاب السفينة"، مضيفا: "والكل يعرف بحرب السفن الدائرة منذ فترة بين إيران وإسرائيل، ويبدو أنها وصلت الإمارات".

 

ولفت صاحب حساب "رؤى سياسية"، إلى أن الانفجار قيل إنه بسبب مقذوف أصاب الناقلة، ما يقوي احتمال أن يكون الانفجار جزءا من الحرب غير المعلنة بين إيران وإسرائيل التي يبدو أن ساحتها ستشمل الإمارات، لتكون الدولة التالية ضحية هذا الصراع الذي يدفع فيه العرب دماءهم وكرامتهم.

 

رئيس "مركز القرن العربي للدراسات" السعودي، سعد بن عمر، اعتبر أن ما حدث استمرار للحرب عن بعد بين إسرائيل وإيران، مشيرا إلى أن الاتهامات الأولية تشير إلى إيران.

ورأى أن هذا يعني أن طهران لا يهمها صديق مثل أبوظبي، لافتا إلى أن اليوم دبي، وقبلها الفجيرة، لأن أيدي إيران قصيرة لا تصل إلا إلى القريب.

 

حادث مفتعل

ناشطون، ربطوا بين الحادث، ووقوعه عقب الأزمة بين السعودية والإمارات حول النفط، فيما توقع آخرون أن يكون مدبرا لتعزيز الخلاف بين الدولتين الحليفتين.

برز الحديث عن الخلافات السعودية الإماراتية بعد مواقف عدة تصدرت المشهد أخيرا، أبرزها انتقاد وزير النفط السعودي عبدالعزيز بن سلمان، الإمارات في اجتماع "أوبك +"، بعد رفض‎ الأخيرة خطة تمديد إستراتيجية خفض إنتاج النفط الحالية.

وسبق الخلاف، توتر واضح في العلاقات، إذ أوقفت السعودية السفر من وإلى الإمارات، واستضافت قناة "العربية" السعودية، رئيس حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في الخارج خالد مشعل، وكذلك إنهاء السعودية الحصار المفروض على قطر وتطبيع العلاقة معها، وتقاربها مع تركيا.

المغردة سارة حسن، أشارت إلى أن الانفجار جاء بعد خلاف سعودي إماراتي وإعطاء الضوء الأخضر السعودي لطرد أنصار الإمارات من مدينة عدن في اليمن.

 

وألمح الإعلامي محمد الوجيهي، إلى أن السعودية لها علاقة بالانفجار، بعد الخلاف العلني السعودي الإماراتي في أوبك، وإفشال الإمارات للاتفاق، وبعد منع السفر بين البلدين، وفرض السعودية ضرائب على المواد القادمة من الإمارات.

 

ولفت المغرد حسين ناصر، إلى أن الخلاف كان قائما بين السعودية والإمارات، مؤكدا أن كل الدلائل تشير إلى أن السعودية وراء انفجار ميناء جبل علي دبي.

 

لا تعاطف

ورفض ناشطون التعاطف مع الإمارات، مذكرين بجرائمها في اليمن، وتحريض إعلامها على المقاومة الفلسطينية، وتطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي، وفتح أرضها للإيرانيين، والإسرائيليين.

الإمارات طبعت علاقتها رسميا مع الاحتلال الإسرائيلي في أغسطس/آب 2021، وعدلت بعدها قوانين منح الجنسية، وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن النظام الحاكم في الإمارات استهدف الإسرائيليين بتعديل تلك القوانين.

وقالت الصحيفة: إن الحصول على جنسية الإمارات “فرصة للإسرائيليين، ليس فقط للعمل في أبوظبي، بل للحصول على جنسية ستمكنهم من زيارة دول محظور عليهم زيارتها”.

صاحب حساب الصندوق الأسود، قال: إن دبي عاصمة "العهر"، والتطبيع، وقتل الأبرياء، وعاصمة تدمير بلاد عربية وإسلامية، تحترق.

 

وتساءلت الإعلامية القطرية إلهام بدر: "ما جنسية السفينة التي انفجرت أو تعرضت لهجوم كبير على حد تعبير قناة العربية؟".

وأضافت: "تخيل لو أنها محملة بالبضائع الإسرائيلية التي وجد أصحابها أن إتلافها أوفر من إعادتها إلى بلد المنشأ بعد قرار منع إدخالها إلى أكبر سوق خليجي"، مستطردة: "يسويها الخلبوص الإسرائيلي".

 

وأشار المغرد عبيد الصنهات، إلى أن من المبكر تحديد أسباب انفجار جبل علي في دبي، قائلا: إن السؤال الذي يطرح نفسه في هذه اللحظات: "هل تستطيع شرطة دبي أو حكومة دبي إعلان السبب إذا اتضح لها أنه عمل تخريب ومن تدبير إيران أو إسرائيل اللتين أصبحتا تتصارعان على أرضها؟".

الكلمات المفتاحية