صحيفة إيرلندية: ابن سلمان يستقطب رياضيي العالم لتلميع سجله الحقوقي

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة "إيريش تايمز Irish Times" إن المملكة العربية السعودية تواصل إستراتيجية "الغسيل الرياضي"، لصرف الاهتمام الدولي بسجلها الحقوقي السيء وانتهاكها لحقوق الإنسان.

وقالت الصحيفة الإيرلندية، في تقرير لها، إن ذلك يظهر في المليارات التي تنفقها السعودية لتنظيم بطولات دولية في مختلف الرياضات ومشاركة أبرز النجوم فيها.

وانتقد لاعب الجولف الإيرلندي روري ماكلروي إقامة جولة من بطولة دوري الغولف الممتاز في السعودية، بعد أن تقدمت المملكة  بعرض ضخم لتنظيم هذا الحدث على أراضيها.

ودعم موقف ماكلوري تهديد الجولة الأوروبية للغولف بحظر اللاعبين الذين يسجلون  ويشاركون في البطولة التي ستستضيفها السعودية. 

شيكات على بياض

ونقلت الصحيفة، عن شبكة بي بي سي البريطانية أن 11 لاعبا بما في ذلك المصنف الأول عالميا داستن جونسون والبطل الأولمبي جاستن روز تحصلوا على عقود تتراوح قيمتها بين 30 و50 مليون دولار للعب في السعودية.

يأتي ذلك في ظل انتقادات دولية متواصلة للسجل الحقوقي للمملكة العربية السعودية، خاصة بعد حادثة قتل وتقطيع جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي في السفارة السعودية في إسطنبول عام 2018.

وكان تقرير استخباراتي أميركي رفعت عنه السرية، قد اتهم ولي العهد السعودي الأمير  محمد بن سلمان بأنه المسؤول الأول عن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.

ولإبعاد الاهتمام الدولي عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم ضد الناشطين والمعارضين، استثمرت السعودية المليارات في الأحداث الرياضية في جميع أنحاء العالم وفي الداخل وفق منظمة حقوق الإنسان جرانت ليبرتي.

وذكرت هذه المنظمة بالتفصيل في تقرير صدر في أبريل/نيسان 2021 سخاء المملكة في عروضها لتنظيم أحداث رياضية بما في ذلك صفقة بقيمة 650 مليون دولار لمدة 10 سنوات مع الفورمولا1.

ولأول مرة، ستستضيف مدينة جدة الساحلية سباقا للفورمولا1،  في شهر ديسمبر/كانون الأول 2021، لأن "آل سعود يعرفون جيدا أنه إذا كان هناك خيار بين مشاهدة اليمن وهو يحترق أو سيارات مرسيدس وفيراري تدور حول الانحناءات القاسية، فإن الناس سينظرون إلى السيارات" وفق التقرير.

وقال تقرير الصحيفة الإيرلندية: أنفقت السعودية بسخاء على تنظيم البطولات الدولية في مختلف الرياضات بما في ذلك سباق فورمولا 1، ونزال الوزن الثقيل في الملاكمة بين أنتوني جوشوا وتايسون فيوري، وصفقة بقيمة 145 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم.

وأيضا صفقة أخرى بقيمة 33 مليون دولار لاستضافة حدث السنوكر العربي للماسترز . وكذلك صفقة بقيمة 500 مليون دولار لمدة 10 سنوات مع World Wrestling Entertainment. 

وتنفق السعودية كل هذه الأموال على الرياضة لإخفاء وتبييض سجلها الأسود في قمع وملاحقة المعارضين والناشطين، وفق الصحيفة.

واستمرارا في مساعيها للاستثمار في تنظيم الأحداث الرياضية  تمني المملكة النفس برؤية  البطل العالمي جونسون ، حاملا الكأس السعودية في نادي رويال جرينز للجولف الذي يتميز بإطلالات بانورامية على ساحل البحر الأحمر، في بطولة ستكلف خزينة البلاد  350 مليون دولار.

الغسيل الرياضي

ويشير تقرير الصحيفة إلى أن الغسيل الرياضي أصبح إستراتيجية قائمة، وبالذات في السعودية التي ترغب في صرف اهتمام العالم بعيدا عن انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة وجرائم الحرب ضد المدنيين اليمنيين.

ويعد الإنفاق والاستثمار في الرياضة، جزءا من رؤية السعودية 2030 التي أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان  قبل خمس سنوات، بهدف  تقليل اعتماد اقتصاد المملكة  على النفط.

لكن منظمة  "جرانت ليبرتي"، تؤكد بأن هذه الخطة التي من شأنها تغيير المملكة اجتماعيا واقتصاديا، تلتها حملة قمع ضد المعارضة واعتقال الناشطات النسويات ورجال الدين.

وأضافت المنظمة أن حرب اليمن قتلت أكثر من 100 ألف شخص فيما يقدر المراقبون أن ثلثي القتلى ماتوا بسبب "الضربات الجوية السعودية العدوانية". 

وتشير التقارير إلى أن بطولة الجولف التي من المنتظر أن تستضيفها السعودية يمكن أن تتكون من أربعة فرق تتنافس ضد بعضها البعض على مبلغ 30 مليون دولار أو أكثر. 

وتم وضع قائمة من أفضل وأشهر اللاعبين لإغرائهم بالمشاركة في هذه البطولة ومن بينهم جاستن روز وبريسون ديشامبو وداستن جونسون وفيل ميكلسون. 

وبحسب ما ورد، عرض ميكلسون 100 مليون دولار القبول بالمشاركة في البطولة. 

برر لاعب الجولف روز مشاركته  في حدث سعودي مماثل في عام 2019 قائلا "أنا لست سياسيا، أنا لاعب جولف".  

ويلقي هذا التبرير الضوء على غياب قواعد أخلاقية ملزمة في الجولف تحدد كيف يتصرف اللاعبون.

ويشير التقرير إلى أن ما يخفى على روز هو أن المملكة العربية السعودية تشتري صورته النظيفة وابتسامته السهلة وميداليته الذهبية الأولمبية من أولمبياد ريو دي جنيرو.