Tuesday 19 March, 2024

صحيفة الاستقلال

صحيفة إيطالية تقدم “الحل الأمثل” للتهدئة بين تركيا والإمارات

منذ 2021/03/23 08:03:00 | ترجمات الإیطالیة
"هناك حاجة إلى إستراتيجية أوروبية تفصل العلاقات مع أنقرة عن المسائل المتعلقة بالإمارات"
حجم الخط

"أعداء مفيدون" بهذا العنوان، تُعرف الباحثتان بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أصلي أيدين تاشباش، وتشينزيا بيانكو، العلاقات بين الإمارات وتركيا في ورقة سياسية نشرها المجلس.

ويقترح تحليل الباحثتان "تطوير إستراتيجية أوروبية خاصة للتعامل مع الديناميكيات التي تحدث بين هذين البلدين لانعكاساتها على الملفات الأوروبية والمتوسطية بهدف تهدئة العلاقات المتوترة بينهما".

فراغ جيوسياسي

وفي حديثها لمجلة "فورميكي" الإيطالية، أكدت الباحثة بيانكو، أن "العداء بين البلدين والديناميكيات الحاصلة بينهما كانا نتيجة تنافس متنامي على مدى السنوات العشر الماضية، وذلك على إثر وقوع فراغ جيوسياسي ناتج عن الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة من المنطقة".

وفي مواجهة التراجع الأميركي، "تفكر أبو ظبي في إستراتيجية القيادة المشتركة، أي أنها حاولت بناء علاقات جديدة مع دول أخرى، مثل فرنسا وروسيا، وأيضا مع الولايات المتحدة"، توضح بيانكو.

وأضافت أنها "عرضت الاهتمام السياسي والموارد المالية وتحسين الروابط مع الجهات الفاعلة المحلية، والقيام بجهود عسكرية كلما اقتضت الحاجة؛ وهي إستراتيجية طبقتها بعد ذلك على السعودية أيضا، وهو ما حفزها كثيرا".

وتشرح المجلة أن "أسبرطة الصغيرة" (تعريف أطلقه عام 2014 وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، على الإمارات) حددت خصمين: الأول هو إيران، "عدو جيوسياسي إيديولوجي، ودولة منبوذة ولكنها تثير قلقا طفيفا إلى حد ما لأبو ظبي". 

في حين تشتد المنافسة ضد خصمها الآخر وهو أنقرة، من أجل التأثير الإقليمي وبسط النفوذ، لا سيما وأن تركيا تتفوق إقليميا بامتلاكها لقدرات هائلة يمكن للقوى العالمية أن تستغلها لتعزيز قوتها مع الاستمرار في عدم الانخراط بالمنطقة.

وفي نفس السياق، تشرح الباحثة الإيطالية أن "هذه المنافسة تستند في البداية على نهج تواصلي إستراتيجي وممارسة أنشطة الضغط ضد الأتراك والقطريين للترويج عالميا للادعاء الذي يتهم أنقرة وحليفتها الدوحة بالوقوف على رأس شبكة من الجمعيات الإسلامية التي تروج للفكر الظلامي". 

على الجانب الآخر، لجأت تركيا وقطر (التي قطع معها الخليج، تحت تأثير الإمارات، العلاقات عام 2017) إلى "استخدام خطابهما المضاد، بالتعويل على وسائل إعلام إستراتيجية مثل شبكة الجزيرة"، وفق المجلة الإيطالية. 

وأشارت بيانكو إلى أن أبو ظبي"استخدمت مؤخرا حدث إطلاق مسبار الأمل لاستكشاف المريخ للدعاية أنها تدعم التقدم وتنظر إلى المستقبل، بينما تتشبث تركيا بالدعوة إلى الرجوع إلى الماضي، وبذلك تندرج المسألة الاتصالية بوضوح ضمن المنافسات في المجال الجيوسياسي، التي انتهى بها المطاف إلى التصادم في البحر الأبيض المتوسط​​".

استراحة إستراتيجية

وأكدت المجلة أن "هذا ما يحدث في ليبيا، حيث يقف البلدان على جبهات متصارعة، أو أيضا شرق المتوسط، على إثر دعم الإمارات لمبادرات اليونان وقبرص ضد المطالبات الإقليمية التركية، كما شاركت أيضا في مناورات عسكرية إلى جانب اليونان وفرنسا".

وأفادت بيانكو بأن هذا أدى إلى"شعور تركيا بالذعر نتيجة الموقف الأوروبي المعادي، كما شعرت بالعزلة وانحصرت ردود فعلها في القيام باستعراض للقوة والعضلات".

ولفتت إلى "مسألة الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي بوجود قسم من بلدان مثل إيطاليا وألمانيا وإسبانيا التي لا توافق على نهج المواجهة ضد تركيا المقترح من قبل باريس، أثينا ونيقوسيا، رغم أنها تعتقد أنه يجب احتواء أنقرة". 

وبينت الكاتبة بيانكو أن "هذه الانقسامات أدت إلى إضعاف القدرة على  الحشد ضد تركيا، علاوة على ذلك، تشهد الجغرافيا السياسية الأوروبية على المتوسط ​​أوجه تشابه مقلقة مع الشرق الأوسط بإطلاق ديناميكيات محصلتها صفر ".

ووفقا لتحليل المجلس الأوروبي، يعيق هذا "كل العملية البناءة التي كان يمكن القيام بها فيما يتعلق بالعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا والعلاقات مع الإمارات". 

وأوضحت بيانكو أن ذلك يؤثر أيضا على "سياسة حلف شمال الأطلسي الناتو، خصوصا وأن أبو ظبي أحرزت تقدما كبيرا بشأن العمليات المرتبطة بمبادرة إسطنبول للتعاون، لكن من الصعب جدا حاليا المضي قدما في هذا المسار لأن تركيا تستخدم حق النقض دائما ضد المشاركة الإماراتية".

وفي سؤال للمجلة عن مدى تأثير وصول بايدن على العلاقات التركية الإماراتية، كما حدث في ملفات مهمة أخرى، أجابت الباحثة الإيطالية أن "بايدن شجع إعلان العلا للمصالحة الخليجية (في يناير/كانون الثاني 2021) وله تأثير إيجابي إلى حد ما على الحوار التركي المصري".

وأضافت أن "بايدن بإمكانه أيضا أن يؤثر أكثر فيما يتعلق باستئناف العلاقات بين الرياض وأنقرة، لكن في وضع تركيا والإمارات، أعتقد أن الخطر يكمن في توقف البلدين لأخذ استراحة إستراتيجية قبل العودة إلى التنافس".

وحول كيفية تجنب أوروبا لتداعيات هذا الخطر، قالت بيانكو: "أعتقد أن هناك حاجة إلى إستراتيجية أوروبية تفصل العلاقات مع أنقرة عن المسائل المتعلقة بالإمارات، أي التوصل إلى إجماع أوروبي، يراعي تقديم ضمانات أمنية حقيقية إلى أثينا، وعدم قطع العلاقات مع تركيا".


تحميل

المصادر:

1

Emirati-Turchia, così l’Ue può stabilizzare la crisi. Parla Bianco (Ecfr)

كلمات مفتاحية :

أوروبا الإمارات الشرق الأوسط تركيا تركيا والإمارات تركيا والخليج ليبيا