الإندبندنت: دونالد ترامب يخلف وراءه 5 تحديات لإدارة جو بايدن

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة الإندبندنت البريطانية، عن 5 تحديات واجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأخرى مثلها قد يواجهها خلفه جو بايدن في رئاسة البيت الأبيض.

وقالت النسخة الفارسية للصحيفة، في مقال للصحفي والمؤرخ آرش عزيزي، إن فترة ترامب التي كانت بمثابة 4 سنوات من العاصفة شملت عدة تحديات، مبينا أن الديمقراطي بايدن سيصطدم أيضا بالعديد منها. 

تحديات ترامب

أولاً: الدبلوماسية النووية من إيران حتى كوريا الشمالية

إيران وكوريا الشمالية جزء من الدول التي كانت ضمن أولوية سياسة ترامب الخارجية، واستطاع أن ينجح في الاعتراض على الاتفاق النووي بذكاء باعتباره أحد الإنجازات الرئيسة لحكومة باراك أوباما.

وبذلك أطاح بثلاث عصافير بحجر واحد وهي: مخالفة أوباما والحكومات الديمقراطية، وجلب دعم مثير للاهتمام من الأجهزة العسكرية والدبلوماسية الأميركية والتي تريد أن تصطدم بالجمهورية الإسلامية صدمة قوية، بحسب الكاتب.

سياسة الضغط لأقصى حد التي اتبعها ترامب عام 2018 عن طريق الخروج من الاتفاق النووي، نجحت في جعل الاتفاق بلا معنى ووجهت ضربات اقتصادية شديدة لإيران.

تابع الكاتب قائلًا: السلاح النووي الخاص بكوريا الشمالية كذلك كان ضمن أهم الموضوعات الخاصة بالسياسة الخارجية لترامب. 

وذهب ترامب لمقابلة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون لدرجة أنه يعد أول رئيس للجمهورية الأميركية الذي يطأ الأرض الكورية بقدمه. 

وهدد ترامب كيم مرارًا وتكرارًا من خلال تويتر، وقام بتمجيده مرة باعتباره القائد الأعظم كما قال أن لديهم علاقة خاصة لدرجة أنه قال ذات مرة أنهم صارا يحبان بعضهما البعض. 

وتسببت هذه السياسة في تراجع البرنامج النووي. ويرى مؤيدو ترامب أنه أيضا نجح على الأقل في تقليل التوتر بين البلدين.

ثانياً: فيروس كورونا

يعد من أبرز التحديات المهمة لفترة ترامب في العام الأخير منها. وقال الكاتب: "الولايات المتحدة كان بها أعلى معدل للإصابات والوفيات بهذا الفيروس". 

وبلا شك إذا قمنا بحساب المعدل على أساس الكثافة السكانية، سنجد أميركا في المقام الثاني عشر، ووضعها أفضل من العديد من الدول الأوروبية كإيطاليا، بريطانيا، وبلغاريا، لكنها تعد أسوأ دولة خارج أوروبا. 

وعلى كل حال، فاقت الوفيات 405 آلاف شخص متأثرًا بهذا الفيروس (حتى كتابة هذا المقال)، وستظل سحابة سوداء على العام الأخير لعهد دونالد ترامب في رئاسة الجمهورية. 

إذ تباحث ترامب مع مسؤولي الصحة في الدولة، ومن ضمنهم أنتوني فاوتشي الأكثر شهرة في الوقت الحالي. لدرجة أنه ذات مرة اقترح استخدام حبوب فايتكس من أجل علاج فيروس كورونا ثم قال أنه كان يمزح.

 أصيب كذلك في أواخر عهده في رئاسة الجمهورية بفيروس كورونا، وفي النهاية أصيب كذلك ما يقرب من خمسين شخصا من المحيطين به من ضمنهم السيدة الأولى، ميلانيا ترامب، حيث اعتبرهم البعض نموذجا لعدم الاهتمام الجاد في البيت الأبيض، وفقًا لما ذكر الكاتب.

وتابع الكاتب: إن كورونا بأي شكل كانت وستكون تحديًا صعبًا لأي رئيس جمهورية، وأسلوب مواجهة ترامب لها، كان من العوامل الرئيسة لهزيمته في الانتخابات.

ثالثا: "حياة السود مهمة"

وأردف الكاتب: في نفس العام المليء بالعواصف، قامت حركة حياة السود مهمة والتي كان محورها الأصلي الاعتراض على اعتداء الشرطة على المواطنين الأميركيين ذوى الأصل الإفريقي.

وخرجت مظاهرات بعد حادثة قتل جورج فلويد في ولاية مينيسوتا، وانطلقت حركة واسعة في الشارع أدت إلى زيادة التوتر في المجتمع والاشتباكات مع الشرطة في أقصى مناطق الدولة. والجدير بالذكر أن ترامب لم يعارض هذه الحركة فقط، بل هددها بشكل علني باستخدام القوة العسكرية ضدهم.

رابعاً: القضية الفلسطينية

من الإنجازات المستمرة لسياسة ترامب الخارجية احتمالية استقرار العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وأربع دول عربية (الإمارات العربية المتحدة، البحرين، السودان، المغرب) والتي سميت باتفاقيات أبراهام للتطبيع.

 جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره الخاص، هو المحقق الأصلي لهذا الإنجاز الدبلوماسي (موضع تأييد من قبل بايدن أيضًا).

وبلا شك، يقول الكاتب إن هذا يتزامن مع "الفشل في المسألة الرئيسة وهي السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فتحدي القضية الفلسطينية يحدث بأشكال عدة مع كل رؤساء الجمهورية في التاريخ الأميركي وترامب غير مستثنى منهم".

خامساً: استجوابان

استكمل الكاتب مقالته قائلًا: "في موقف وحيد لم يمر على أي رئيس جمهورية، استجوب ترامب مرتين من قبل الكونغرس الأميركي. المرة الأولى بسبب اتهامه بالاتصال برئيس أوكرانيا يطلب منه أن يجد مستندًا يتعلق بالفساد الاقتصادي لهانتر بايدن، نجل منافسه الانتخابي (الرئيس الحالي) جو بايدن".

 والمرة الثانية بسبب دوره الذي أدى إلى فاجعة 6 يناير/كانون الثاني عندم اقتحم مؤيدي ترامب مبنى الكونغرس الأميركي بهدف إحداث اختلال في عملية التأكيد على رئاسة بايدن. 

وبدأت محاكمة ترامب بسبب الاتهام الثاني في مجلس الشيوخ الأميركي وسيتم استكمالها بعد انتهاء فترة رئاسته. وبذلك يعتبر ترامب نادرًا من وجهة نظر أخرى حيث لن تنتهي تحدياته الشخصية التي دامت أربع سنوات في يوم 20 يناير/كانون الثاني (تاريخ تنصيب بايدن).

تحديات بايدن

وتطرق الكاتب أيضا إلى 5 تحديات قد تواجه جو بايدن في في الأربع سنوات المقبلة كالتالي:

أولاً: مسألة إيران

ذكر الكاتب أن هذه المسألة من أصعب التحديات التي ستعوق طريق بايدن، فطلبه للعودة إلى الاتفاق النووي، ومن ثم المباحثات مع الجمهورية الإسلامية بخصوص ثلاث موضوعات أخرى كانت موضع اعتراض من قبل أميركا وهي: البرنامج الصاروخي، أعمال إيران في المنطقة، ووضع حقوق الإنسان.

ولكن كيف سيحدث هذا الأمر؟ كيف سيصطدم مع النظام المتضرر المنعزل؟ هل خطوات بايدن بإمكانها أن تؤثر على نتيجة الانتخابات الرئاسية للجمهورية الإسلامية؟ هل سيستطيع الضغط على الحكم القومي والوقوف ضد التدخلات الإيرانية في العراق؟، يتساءل الكاتب.

ثانياً: كورونا واللقاح

يجب أن يقبل بايدن وجود هذه المشكلة حتى استلام عمله، حيث قام بأخذ لقاح فيروس كورونا ملايين الأميركان. 

ولكن بلا شك سيصطدم استكمال اللقاح بالعديد من المشاكل، والتحقيق في العواقب المختلفة لهذه الأزمة الكبيرة ستكون جزءًا من تحدياته الأساسية، وفقًا للكاتب.

ثالثا: الأزمة الاقتصادية

وتابع الكاتب: فيروس كورونا أثر بشكل كبير على الاقتصاد الأميركي وتسبب بانتشار البطالة.

ويتوقع الكاتب أن بايدن من أجل زيادة الحد الأدني للأجور ليصل إلى خمسة عشر دولارًا في الساعة والعفو عن قروض الطلاب. 

كما قد يلجأ للتحقيق في الأزمة الاقتصادية ليس فقط من أجل اقتصاد الدولة بل يرتبط الموضوع بمستقبل الحزب الديمقراطي والمؤسسات الاجتماعية الحكومية أيضًا.

رابعاً: الصين

كان من المقرر أن تتحول جمهورية الصين الشعبية قبل جائحة فيروس كورونا إلى أعظم اقتصاد في العالم حوالي عام 2038. 

ولكن انتشار الوباء أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في الغرب وغير الموازين، حيث من المتوقع في الوقت الراهن أن تصل الصين إلى هذا الأمر قبل انتهاء العقد الحالي. 

سيكون النمو العملاق لهذه الدولة وتواجدها في كل العالم جزءًا من تحديات كل رئيس أميركي قادم خلال البضع عقود المقبلة. ولكن بايدن سيرث العلاقات المتوترة لأربع سنوات بين بكين وواشنطن من ترامب. 

ولكن نيته فيما يخص هذا الموضوع لا تلزم تواجد علاقات جيدة مع الصين. ويريد بايدن ضمنًا أن يكون هناك تحالف من الدول الديمقراطية ووعد مرات عدة أنه سيقف في وجه الصين. 

سيؤثر كيفية الصدام مع الغول العملاق تأثيرًا عميقًا ليس فقط على استكمال رئاسة بايدن، بل أيضًا على تاريخ العالم، وفقًا لما ذكره الكاتب.

خامساً: المصالحة الوطنية

واختتم الكاتب مقالته قائلًا: أكد بايدن أنه يريد أن يصبح رئيسًا لسائر الأميركيين ومن ضمنهم أربعة وسبعين مليون صوتوا لصالح ترامب، حيث تحدث عن وجوب الاتحاد. 

ولقيت حادثة الهجوم المشينة على مبنى الكونغرس أهمية غير عادية. وتبين هذه الواقعة أن الأقلية الذين صوتوا لصالح ترامب، يؤيدون الحكومة الحادة، حيث يصعبون تحقيق المصالحة الوطنية من أجل المستقبل.

بايدن في عمر الثامنة والسبعين حيث يعد الأكبر سنًا في تاريخ رؤساء أميركا، قال بنفسه إنه يعتبر نفسه وجهًا انتقاليًا. وبهذا سيواجه العديد من التحديات خلال هذه الفترة الانتقالية، وسيرسم تاريخ أميركا القادم، يخلص الكاتب.