إيران تستعد.. موقع عبري يتوقع الانتقام لسليماني عشية مغادرة ترامب

12

طباعة

مشاركة

توقع إعلام عبري، أن إيران ستحاول الانتقام لاغتيال "قائد فيلق" القدس، "قاسم سليماني" والعالم النووي "محسن فخري زاده"، قبل مغادرة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" البيت الأبيض، وذلك وسط ترقب خليجي.

وفي 19 يناير/كانون الثاني 2021، سيصل التوتر إلى ذروته، في اليوم التالي، حيث من المفترض أن "ينزل ترامب من مرحلة الأحداث وربما حتى من مرحلة التاريخ، لكن إيران باقية"، وفق موقع عبري.

ضرب مبرح

ووصف موقع "ماكور ريشون" العبري أن "قادة إيران عانوا من الضرب المبرح من ترامب خلال فترة ولايته، لكن الأسوأ من ذلك كله أنه أهانهم أمام العالم كله، وجثى عليهم رغم كل شيء نجوا منه، إلا أنه داس على شرفهم، ولهذا لا مغفرة ولا رحمة حيال ذلك".

وأشار الموقع، إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، "يصادف الثالث من يناير/كانون الثاني الذكرى السنوية لاغتيال سليماني، الرجل والأسطورة الذي منح القيادة الإيرانية القدرة على السيطرة بفعالية على الدول العربية وترك إقصاؤه فراغا في هذه الصفة ووجد خلفاؤه صعوبة في ملء ما كان عليه سليماني".

وأضاف: "لا يمكن لقادة إيران تمرير إقصاء سليماني إلى جدول الأعمال دون الانتقام المناسب على نطاق يزينها ذات أهمية بالنسبة لهم".

ولفت الموقع، إلى أنه "قبل نحو شهر اغتيل رئيس البرنامج النووي فخري زاده، وتزعم إيران أن يدا إسرائيلية ارتكبت هذه الجريمة التي لم تشهد بعد عملا انتقاميا لا خيار أمام النظام الإيراني سوى أن يرتكبه".

وقال الباحث الإسرائيلي في الثقافة العربية، مردخاي كيدار: "ليس لدي معلومات داخلية لكن قلبي يخبرني أن قادة إيران يخططون لتنفيذ عملية عسكرية مثيرة في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، باسم سليماني وربما أيضا فخري زاده".

وأضاف: أن "هذا الرد سيعيد لهم الشرف ويعيدهم إلى الوضع المتنمر الذي اعتادوا عليه في المناطق الصحراوية المهجورة بلطف، فالإمارات والسعودية وإسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة، خائفون ويرتجفون حيال ذلك".

ويرى "كيدار" أن "عملية الانتقام لن تنفذ من إيران بل من اثنين وربما ثلاثة، من جاراتها، اليمن والعراق وسوريا، حتى لا تدان إيران مباشرة وبالتأكيد في نظر الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وأيضا لإثبات السيطرة الإيرانية على هذه الدول رغم سنوات من المحاولات الأميركية والإسرائيلية لوقف السيطرة الإيرانية عليهم". 

وتساءل الباحث "من سينفذ العمل وكيف سيكون؟" زاعما أن "قوات التحرير المحلية" تعني الميليشيات الشيعية التابعة لفيلق القدس، وهي الأسلحة التي استخدمها "سليماني" ومن المرجح أن يكون "مستشارون" إيرانيون حاضرين ونشطين في مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار التي سيتم إطلاقها في العملية المخطط لها.

وتكهن "كيدار" أن "العمل الإيراني سيكون مرة أخرى ضد السفارة الأميركية في بغداد، ربما ضد قواعد "جيش الاحتلال الفخور" أي الولايات المتحدة والعراق وسوريا وربما حتى ضد المنشآت النفطية السعودية كما في سبتمبر/أيلول 2019. والبحرين والإمارات لإظهار قوة وبطولة مجتمعهم الجديد وإسرائيل الحقيرة والخائنة التي لن تحرك ساكنا لإنقاذهم من جارهم القوي".

وتساءل "لماذا 19 يناير؟" زاعما أنه "سيمر يوم واحد فقط قبل مغادرة ترامب البيت الأبيض ولن يكون قادرا على اتخاذ رد جاد ضد إيران".

ويرى الباحث أنه إذا "كان لدى قادة إيران نية لتنفيذ مثل هذه العملية، فمن المحتمل أن تكون وكالات المخابرات الأميركية والسعودية وإسرائيل قد استوعبتها، وهذا ما زاد القوات الأميركية في الخليج في الأسابيع الأخيرة".

زيادة التوتر

وأشار "كيدار" إلى أنه "في شهر واحد فقط، أرسلت الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، 3 قاذفات من طراز (B-52) وغواصة نووية من نوع "جورجيا" وسفينتين حربيتين محملتين بالصواريخ، إضافة إلى غواصة إسرائيلية، وفي 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي".

وأضاف: "قام رئيس الأركان الأميركي، الجنرال ميلي، بزيارة إسرائيل والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي". 

وعقب الاجتماع، قال غانتس: "سنعمل بشراكة في مواجهة أي سيناريو على الجبهة الإيرانية، وسنعمل معا للتعامل مع تهديداتنا المشتركة من أجل الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط مع حلفائنا".

وفي 20 ديسمبر، تم قصف السفارة الأميركية في بغداد، واتهمت الإدارة الأميركية "طهران" بالوقوف وراء الهجوم باستخدام صواريخ إيرانية الصنع.

وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، أفادت الأنباء أن قوات الأمن الأميركية "ستقدم قريبا إلى ترامب عددا من الخيارات للتعامل مع إيران، أي خيارات لإيذاء إيران بطريقة لا تشعل الحرب".

بعدها بيوم، أصدر "ترامب" تحذيرا شديد اللهجة لإيران، مفاده: أنه في حالة إصابة مدني أو جندي أميركي فإن إيران ستتحمل المسؤولية حتى لو كان الهجوم بأيدي بعض الميليشيات الشيعية، ودعا القادة الإيرانيين إلى التفكير في خطواتهم.

وفي 25 ديسمبر/كانون الأول، ورد أن الجيش الإسرائيلي كان في حالة تأهب لاحتمال أن الولايات المتحدة ستضرب "إيران" قبل مغادرة "ترامب" البيت الأبيض، وتخشى إسرائيل من تضرر منشآت البنية التحتية على غرار الهجوم على منشآت "أرامكو" في السعودية في سبتمبر/أيلول 2019.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد "هيدي زيلبرمان"، لموقع "إيلاف" السعودي: إن "إسرائيل تراقب عن كثب التحركات الإيرانية في العراق واليمن ولدينا معلومات عن صواريخ وطائرات بدون طيار تقوم إيران بتطويرها سرا في هذه الدول".

نقطة الغليان

وأشار "كيدار" إلى أن "دول الخليج تنقسم إلى 3 مجموعات: اليمن وقطر -يقاتلون من أجل إيران ويخدمونها بكل طريقة ممكنة؛ السعودية والبحرين والإمارات -مرتجفة من أي تدهور يضعها في مركز هدف الصواريخ الإيرانية الدقيقة والخطيرة-".

فيما سلطنة عمان والكويت -جالستان على السياج- يحاولان ربط ومصالحة الولايات المتحدة وإيران لإنقاذ منطقة الخليج المشتعلة والمتفجرة من حرب لا رابح فيها بل خاسرون فقط، بحسب "كيدار".

ولفت إلى أن "السعودية والبحرين والإمارات يعانوا من أخطر الأوضاع وأكثرها تعقيدا, فمن ناحية، تخشى هذه الدول بشدة من الإجراءات الأميركية أو الإيرانية التي يمكن أن تلحق أضرارا جسيمة بصناعة النفط والسياحة والاستقرار الاقتصادي الذي بنته على مدى العقود الماضية".

ومن ناحية أخرى، فإن هذه الدول مترددة للغاية في عودة "إيران" إلى السلطة التي كانت تتمتع بها حتى قبل 4 سنوات، حيث ستترجم هذه القوة إلى ضغط سياسي وعسكري من جانب "إيران" يحولها إلى دمى في يد نظام "آيات الله" ويجبرها على الاستسلام لإملاءات إيران السياسية.

ورأى "كيدار" أنه "لا يوجد حماس في إسرائيل لاحتمال اندلاع اشتعال في الخليج، إذ يمكن أن يمتد هذا التصعيد إلى إسرائيل من خلال هجوم صاروخي عليها من لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن".

وخلص إلى القول: إنه "من المرجح ألا تشن واشنطن ضربة عسكرية ضد إيران، وإذا شنت، فلن تطلقها من أي دولة في المنطقة, بل ستقلع طائرة (52-B) القاذفة الإستراتيجية الأميركية لمهمتها في إيران، من قواعد الولايات المتحدة أو من جزيرة "دييغو غارسيا" في المحيط الهندي".

وأضاف: "للولايات المتحدة في المنطقة سفن حربية وغواصات وطائرات مقاتلة وقاذفات، ويمكنها أن تضرب إيران أو المنظمات التي تمثلها في أي وقت دون التدخل مع حلفائها وربما حتى دون أخذ مواقفهم بعين الاعتبار".

وختم "كيدار" مقاله بالقول: "رغم فصل الشتاء، ترتفع درجات الحرارة في منطقة الخليج وقد تصل إلى نقطة الغليان مع نهاية ولاية ترامب في غضون 3 أسابيع".