رفض تطبيع السودان.. ناشطون يرصدون "المواقف المشرفة" للصادق المهدي

12

طباعة

مشاركة

نعى ناشطون على تويتر، زعيم حزب الأمة السوداني، الصادق المهدي، الذي توفي مساء الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني، عن عمر ناهز الـ85 عاما.

وتوفي المهدي في الإمارات التي نقل إليها مطلع ذات الشهر للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا ما أدى إلى تدهور حالته الصحية.

وذكر ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #الصادق_المهدي، مآثره وتاريخه، وتحدثوا عن دفاعه عن الحرية والديمقراطية، ومواقفه الداعمة للشعوب العربية وكرامتها، ورفضه لمشاركة القوات السودانية في حرب اليمن.

الصادق الصديق محمد أحمد المهدي، ولد في ديسمبر/كانون الأول 1935 في مدينة أم درمان، كبرى مدن العاصمة السودانية الخرطوم، ومعقل الأنصار، إحدى أكبر الطوائف الدينية في السودان، وحصل على الماجستير في الاقتصاد من جامعة أوكسفورد 1957.

وكان السياسي والمفكر الصادق المهدي آخر رئيس وزراء منتخب في السودان قبل الانقلاب العسكري الذي قام به الرئيس السابق، عمر البشير في 1989، وانتخب في 1964 لرئاسة حزب الأمة القومي، أكبر الأحزاب السودانية.

وأعلن الحزب أن جثمان زعيمه حفيد مؤسس حزب الأمة عبد الرحمن المهدي، ونجل الإمام محمد أحمد المهدي الذي قاد بين 1881 و1885 الثورة ضد الهيمنة المصرية-البريطانية على السودان، سيصل الخرطوم صباح الجمعة وسيوارى الثرى في اليوم نفسه.

وكانت أبرز مواقف الحزب الذي يترأسه "المهدي" ولاقت أصداء واسعة في الفترة الأخيرة، مهاجمته مؤسسات الحكم الانتقالي في السودان، على خلفية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتهديده بسحب تأييدهم، وتأكيده أنها غير مؤهلة لاتخاذ أية قرارات في القضايا الخلافية. 

رفض التطبيع

وأثنى ناشطون على موقف "المهدي" الذي اعتبر تطبيع السلطة الانتقالية مع إسرائيل مناقضا للمصلحة الوطنية العليا، والموقف الشعبي، إذ يعد السودان الدولة العربية الخامسة التي تبرم اتفاقية تطبيع مع الكيان، بعد مصر 1979، والأردن 1994، والإمارات والبحرين 2020. 

وذكر الكاتب ياسر أبو هلالة بأن آخر ما سطره المهدي من مواقف رفضه لدخول السودان في التحالف الصهيوني الذي ترعاه الإمارات، قائلا: إنه إرث يليق بإمام الأنصار وسليل المهدي إمام الجهاد ومقاومة الاستعمار وزعيم حزب الأمة ، وآخر رئيس وزراء منتخب. 

وأشار محمد الصغير وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب المصري السابق، إلى أن "المهدي" ختم تاريخه بموقفه الثابت من رفض هرولة النظام الحالي إلى الصهاينة، والتأكيد على أن #التطبيع_خيانة، لافتا إلى أنه تولى رئاسة الوزراء مرتين الأولى بعد ثورة 1964 وكان في الثلاثين من عمره.

ولفت عامر الكبيسي الباحث في العلاقات السياسية والإعلام، إلى أن المهدي ختم حياته بموقف مشرف من أجل القضية الفلسطينية.

اتهامات بتصفيته

واتهم ناشطون الإمارات بتصفية المهدي، لمناهضته لإسرائيل ورفضه التطبيع الذي بداته أبوظبي في أغسطس/آب 2020، لتصبح أول دولة خليجية تعلن التطبيع، وتبعتها المنامة، ثم أعلنته الخرطوم في أكتوبر/تشرين الأول، مدفوعة من الإمارات التي قدمت مساعدات اقتصادية للمجلس السيادة الانتقالي. 

وكان حزب الصادق المهدي من أبرز القوى السياسية السودانية التي أعلنت رفضها القاطع للتطبيع.

وتساءل د. سعد الدوسري: "هل قام شيطان العرب محمد بن زايد بتصفية الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني وإمام الأنصار  بعد اعتراضه على التطبيع مع الكيان الصهيوني ".! 

وذكر أحمد أن المهدي وحزبه وقفا ضد ما يسمى بتطبيع المجلس العسكري السوداني المدعوم إماراتيا مع الصهاينة، متسائلا: "يا ترى ما هو سر موت الصادق المهدي في الإمارات..؟ وهل هي مصادفة!". 

وأكد مغرد آخر أن الإمارات دأبت مع شلة العساكر في محاربة الصادق المهدي الذي وقف ضدهم ومعه الشعب السوداني لذلك وللتخلص منه تم استدعاؤه لإمارات الشر وهناك تم التخلص منه وتلزيق مقتله بلحية كورونا ويا دار ما دخلك شر.

رجل سياسي

تحدث ناشطون عن انخراط "المهدي" في العمل السياسي، ودفاعه عن الديمقراطية والتنمية والتأصيل الإسلامي في السودان، ومقاومته ورفضه لاستبداد العسكر، ومعارضته لتدخل قوات بلاده في حرب اليمن المشتعلة منذ مارس/آذار 2015.

الرئيس الراحل لحزب الأمة المعارض، اعتقلته السلطات الأمنية السودانية، في مايو/أيار 2014، لانتقاده قوات التدخل السريع التابعة للأمن، وكشفه جرائمها، واتهامها بارتكاب انتهاكات كبيرة خلال قتالها في دارفور وكردفان، وتأكيده أن معظم عناصرها منفلتون وقبليون.

وقال المحاضر في جامعة قطر محمد المختار الشنقيطي: "رحل بعد عمر سياسي مديد يغطي عمر #السودان المعاصر، وظل طيلة حياته من عناصر المناعة الاجتماعية المدنية ضد الاستبداد العسكري، كما ظل وفيا لقضية الأقصى والقدس حتى النفَس الأخير، رغم ضغوط الداخل والخارج.

ووصف محمد المرتضى الصادق المهدي بالرجل الحر والسياسي السوداني ذي الثقل الوازن، والمعارض لتدخل السودان في اليمن لصالح تحالف العدوان، مشيرا إلى أن وفاته خسارة كبيرة للسودان وفرحة للعسكر الخونة المحتمل تورطهم في وفاته بعذر كورونا، وفق تعبيره.

ولفت علوي الباشا عضو مجلس الشورى اليمني، إلى أن اللقاء الوحيد الذي تحدث فيه مع الصادق المهدي كان في سياق مهمة الوفد لتقريب وجهات النظر بين فرقاء السودان.

وقال: "تحدث باستفاضة وكان واقعيا بشكل ملفت وحريصا على سودان موحد مهما كان الثمن وزاهدا في حصته من السلطة وكان شديد الاهتمام بأزمة اليمن وأزمات عربية أخرى كرجل سلام من طراز رفيع".