"فيلم مخابراتي لتشويه الإسلام".. هكذا وصف ناشطون هجوم فيينا

12

طباعة

مشاركة

استنكر ناشطون على تويتر، سلسلة الهجمات التي وقعت وسط العاصمة النمساوية فيينا، في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، وأسفرت عن مقتل 4 مدنيين وأحد المهاجمين، وعدد من المصابين، منددين بوصف شخصيات بارزة للحادث بأنه "إرهاب إسلامي"، على خطى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ووصف وزير الداخلية النمساوي، كارل نيهامر، المهاجم الذي قتلته الشرطة بأنه "إرهابي إسلامي"، فيما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في بيان نشره المتحدث باسمها على "تويتر": إن ألمانيا تقف إلى جانب النمسا في حربها ضد "الإرهاب الإسلامي"، وفق وصفهما.

ورأى ناشطون عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم #هجوم_فيينا، #فيينا، #النمسا، أن أي شخص يتهم الإسلام بالإرهاب، مشوه فكريا وعقليا، مؤكدين أن الإسلام بريء من هذه الأفعال، حتى إن نسب المنفذون أنفسهم إليه.

وأشاروا إلى أن الهجوم عملية مدبرة لتضليل وإخفاء الإرهاب الفكري الأوروبي ضد الإسلام وحرية الأديان، مستهجنين مساعي الحكومات الغربية لشيطنة المسلمين، من خلال افتعال العمليات الإرهابية الإجرامية أو تسهيل تنفيذها وتمريرها استخباراتيا.

الهجوم استهدف أماكن وسط العاصمة فيينا، ونفذه عدد من المسلحين، قتل أحدهم واعتقل آخر، في حين لاذ الباقون بالفرار.

وقال قائد شرطة فيينا في مؤتمر صحفي: إن رجلين وامرأة قتلوا في الهجوم الذي وقع في قلب فيينا، وألقى وزير الداخلية بالمسؤولية فيه على متعاطف مع تنظيم الدولة.

وأفادت تقارير صحفية بأن منفذ الهجمات المقتول يدعى كارتين. إس، من أصل ألباني ووالديه من مقدونيا الشمالية. يبلغ من العمر 20 عاما، ولد ونشأ في العاصمة فيينا، وكان معروفا لدى المخابرات المحلية لأنه كان بين 90 إسلاميا نمساويا أرادوا السفر إلى سوريا. 

حادث مفتعل

وذهب ناشطون إلى أن الهجوم من تدبير المخابرات الأوروبية لتحجيم انتشار الإسلام واختلاق الذرائع للتضيق على المسلمين المهاجرين، بعدما انتشر الإسلام في أوروبا بشكل أقلق مضاجع الساسة، ورأوا أن الحل الوحيد لضربه هو نشر القتل ووصمه بالإرهاب. 

وقال عبد الله معروف ‎الباحث المتخصص في علوم القدس والمسجد الأقصى: إن هجوم ڤيينا حلقة مقززة في سلسلة خراب يريد المجرمون إلصاقها بديننا، لاعنا الفاعل والمخطط والراضي‎.‎

وأشار عبد الرحمن المطيري إلى أن هجوم فيينا قد يكون عملا استخباراتيا لإشغال المسلمين عن مقاطعة المنتجات الفرنسية، وتشتيت الضغط على فرنسا، مؤكدا أن الهجوم مستنكر ومستهجن من الأمة الإسلامية.

وقال أحد المغردين: "من أراد أن يعرف من وراء هجوم فيينا فليقرأ الكتب الموثقة التي تحدثت عن طرق وأساليب المخابرات الفرنسية القذرة في تمرير سياساتها وألاعيبها".

ووصف خالد بطيحان بن حنيان هجوم فيينا بأنه "فيلم من أفلام المخابرات الغربية وكالعادة يتم اتهام مسلم وأنه متعاطف مع داعش وأنه متطرف لكن الإسلام إن حاربوه اشتد وإن تركوه امتد وبأسه عن المجرمين لا يرد".

وأكد أستاذ الفقه المقارن بالطائف سعيد الغامدي، أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي لا يسمح بقتل بعض أتباعه لتحقيق مصالح اقتصادية ولا حتى من غير أتباعه، بينما كثير من الدول الغربية والشرقية لا تبالي بموت مواطنيها ولو بأعداد مهولة لتحقيق مصالح مادية، وهذا واقع لا يمكن إنكاره، متسائلا: "فهل ترى أن حادث هجوم فيينا مفتعل ؟!!!".

دوافع الافتعال

وقدم ناشطون بعض الأسباب التي قد تدفع الغرب لافتعال الهجمات الإرهابية وتدبيرها.

إذ قال الباحث العربي المستقل مهنا الحبيل: "كما يدرك كل عاقل ننظر اليوم لآثار الهجوم الذي يقطع الطريق لحركة احتجاج مشروعة ضد التطرف الغربي السياسي واليميني وخلق ثقافة صراع بين المسلمين وغيرهم، وبالتالي يعزز حصار مسلمي الغرب ويهدد الأبرياء منهم ومن غيرهم وترفع من جديد منابر تحشيد الكراهية".

ولا يشك مغرد آخر بأن "هناك خطة غربية جديدة ماكرة ضد المسلمين، لافتعال أعمال إرهابية ونسبها للمسلمين، للتخلص من المواطنين والمهاجرين الموجودين على الأراضي الأوروبية"، مشيرا إلى أنها شبيهة بافتعال تفجير برجي التجارة العالمية في أميركا، وفق قوله.

وقال سلطان الفراج: إن هجوم فيينا وكأنه طوق نجاة للمنافقين من أمة العرب! الذين صمتوا أو برروا صنيع فرنسا إزاء الرسوم المسيئة.

وأوضحت الإعلامية فرح البرقاوي أن منفذي هجوم فيينا ونيس ومن يقفون وراءهم ويؤيدونهم، يتحالفون ‏موضوعيا مع اليمين العنصري المتطرف في الغرب، ويساعدونه على ترويج رؤاه الاستشراقية ‏المتجددة عن الإسلام والمسلمين بوصفهم عنوانا للعنف الدموي ومصدر تهديد للحضارة ‏الغربية، قائلة: "لا بد من الرد عليهم وإخضاعهم"‎.‎

تنديد واستنكار

وندد ناشطون بالهجمات، ووصفوها بأنها جرائم ضد الإنسانية، مستنكرين وصم بعض القيادات الغربية للإسلام بالإرهاب واعتبروها تصرفات غير مسؤولة.

وقال عزمي بشارة المفكر والأكاديمي الفلسطيني: إن استهداف المدينيين في مطعم أو مقهى في فيينا وفي شارع في نيس وفي جامعة كابول وأسواقها جرائم شنيعة مدانة دون ولكن ودون تبريرات. 

وأضاف: "التحليل شيء والإدانة الأخلاقية شيء آخر، كل شخص يمكنه أن يضع نفسه في مقهى أو جامعة أو سوق مكان الضحايا الذين استهدفوا، إنها جرائم ضد الإنسانية".

واستنكر أحمد عبد الله رئيس حزب المؤتمر الشعب الصومالي، العملية الإرهابية، واعتبرها اعتداء غاشما ضد اليهود ومقدساتهم، مؤكدا رفضه أي اعتداء ضد أي دين أو طائفة أو مذهب، وأي إساءة للرموز الدينية لكل الأديان، ودعا إلى التعايش السلمي بين جميع الشعوب في العالم.

واستغربت الكاتبة أميرة أبو الفتوح تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الهجوم الدامي قائلة: "إنها الحرب العالمية على الإسلام".

وأشار جراح الشمري إلى أنه "بعد تصريحات ماكرون صارت مذبحة الكنيسة بفرنسا وقالوا مسلم وطلع ليس مسلم، والآن هجوم بفيينا على 6 مواقع بنفس الوقت"، قائلا: "العملية واضحه جدا عشان يخففون الضغط على فرنسا. كلهم متعاونون".

أما عبد العزيز التويجري المدير العام السابق للإيسيسكو، فأوضح أن كثيرا من السياسيين الغربيين  يفترون على الإسلام وينسبون أي جريمة يرتكبها مسلم إلى الإسلام فيقولون: "إلارهاب الإسلامي"، لكنهم لا يفعلون ذلك مع غير المسلمين، فلا نسمع عن الإرهاب المسيحي ولا الإرهاب اليهودي ولا الإرهاب البوذي ولا الإرهاب الهندوسي.

وقال محمد الهاشمي الحامد: "لا يوجد إرهاب إسلامي ومسيحي ويهودي وبوذي وهندوسي.. يوجد إرهاب وإجرام، سجون العالم ممتلئة بالمجرمين من كل ملة ودين.. وإصرار بعض الساسة الغربيين، ومنهم ماكرون، على استخدام عبارة الإرهاب الإسلامي، تصرف غير مسؤول، وراءه نية سيئة، ونشر للكراهية تجاه المسلمين في العالم".