صحف تركية: بهذه الطريقة فقط يمكن انتشال القدس من بطش إسرائيل

12

طباعة

مشاركة

تطرق 3 كتاب أتراك إلى قضية القدس المحتلة التي سلبتها إسرائيل بمباركة أمريكية، مؤكدين أن ذلك يحدث في وقت تكتفي الأمة الإسلامية والعربية قادة وشعوبا بكيل سيل من الشعارات الرنانة والخطب.

ووصف الكاتب عمر لطفي إيرسوز القدس بأنها "خط أحمر"، قائلا: إنه "على الرغم من أن المؤمنين سيوقفون هذا الغزو عاجلا أو آجلا، إلا أنه لسوء الحظ لا يوجد رد فعل كاف، حيث يواصل غالبية مسلمي العالم نومهم العميق وخيانتهم".

وبين أن بعض الدول مثل السعودية ومصر والإمارات، تقف إلى جانب أمريكا وإسرائيل بدلا من مساندة أمتهم والدفاع عن مقدساتهم، "ومع ذلك، لا يمكن أن يدوم الظلم طويلا، بل سيسقط طال الزمان أم قصر". 

صفقة القرن

وفي الأثناء رأى الكاتب موسى باجيكي أوغلو أن ما حدث بشأن منح القدس لإسرائيل، يأتي لإنقاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من العزل، وتحفيز رئيس وزراء إسرائيل المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو على الفوز في الانتخابات المقبلة (مارس/آذار) القادم.

وبين أن ما حدث ويحدث هو تأكيد للأمر الواقع الذي لم يتغير لا بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ولا بالكشف عن ما تسمى "صفقة القرن" وعرابها ترامب.

وتتضمن الخطة التي لاقت رفضا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة غير مقسمة لإسرائيل، كما تسمح لتل أبيب بسلب ماسحات واسعة من الضفة الغربية وغور الأردن وشمالي البحر الميت.

وأضاف أوغلو: أنه "على الرغم من ذلك، يتوجب على المسلمين رفض هذه الخطة والوقوف في وجهها والحيلولة دون تنفيذ أي بند منها".

لكن الكاتب زكريا كوروشون قال في مقالة له بصحيفة "يني شفق": إن القدس سقطت منذ زمن طويل، بفعل كثير من العوامل، فيما يكتفي العرب والمسلمون بترديد الشعارات والعبارات الرنانة.

وتابع: أن صفقة القرن التي أطلق عليها ترامب "خطة السلام" لم تسقط قبلة المسلمين الأولى، القدس؛ وذلك لأنها سقطت قبل ذلك بكثير، وعزز ذلك سقوط الأصدقاء الذين سقطوا أيضا وتساقطوا، مبينا أن "الجهود التي يجب أن تبذل الآن ليس لإنقاذ القدس من السقوط، ولكن إنقاذها من الزحف نحوها".

ورأى الكاتب أن "ردود فعل تركيا القوية، وحتى صراخ الجامعة العربية الضعيفة، ودموع التماسيح التي تذرفها الأطراف المختلفة لا يمكن أن يكون سوى رثاء لا يسمن ولا يغني من الجوع، وليس له أي قيمة أو فائدة".

فلسطين وتحولها

وتعرض إلى ما كتبه عام 2015، حيث سافر شخص يدعى إلسورث هنتنغتون إلى فلسطين من أمريكا، كما كتب كتابا من 443 صفحة بعنوان "فلسطين وتحولها". وتم نشر هذا الكتاب في بوسطن ونيويورك في عام 1912 وهذا يعني أنهم كانوا لا يزالون يرون القدس دولة عثمانية، لكن هذه المسألة تختلف الآن. 

ونقل الكاتب عن هنتنغتون، ما قاله: "بالإضافة إلى الاهتمام العام الذي سيشعر به كل شخص يفكر بعقله، بالنسبة لفلسطين، هناك سببان محددان أديا إلى كتابة هذا الكتاب".

السبب الأول، أن قراءة الكتاب الرائع لجورج آدم سميث (الجغرافيا التاريخية للمدينة المقدسة) هو إحياء لحقيقة أن فلسطين هي مكان فريد تماما من حيث الجغرافيا الحديثة.

وأضاف الكاتب أنه لا داعي لذكر السبب الثاني، سيما أنه وبعد كتابة هذا الكتاب بـ5 سنوات سقطت القدس، وبعدها واصلوا أبحاثهم عن المدينة المقدسة لقرن من الزمان، في وقت واصل العالم الإسلامي ترديد الشعارات ليس أكثر. 

واستطرد: "حين نقول إن القدس للمسلمين، فهذا الأمر صحيح تماما، ولكن السؤال أي مسلمين، هل الذين يصدرون ردة فعل خجولة قبل أن يعودوا من حيث أتوا وكأن أمرا لم يكن؟!". وأضاف: "دعونا ننظر إلى منظمة التعاون الإسلامي وموقفها مما يدور، وننظر إلى تركيا كذلك في ذات الوقت".

عالميا، جرى إنشاء مؤسسات تدعم الأبحاث الفلسطينية خاصة بعد سبعينيات القرن التاسع عشر، وبدأت الجامعات في تقديم الدعم لأولئك الذين يعملون في هذه القضية ومنهم هنتنغتون الذي نال دعما كبيرا من جامعة ييل، حيث قال بكل جرأة: إن القدس حق لليهود ولم يوجه للصهاينة نقدا يذكر.

ولكن - تابع الكاتب- لنترك الأمور التي لم نفعلها والتي فعلناها في القرن الماضي، "ترامب أعلن عن القدس عاصمة لفلسطين، في ذكرى مرور 100 عام بالفعل على سقوطها في يد اليهود، دعونا نلقي نظرة على عدد الأطروحات التي تنتجها جامعاتنا فيما يتعلق بالقدس، والتي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، حتى أن منفذيها أجانب وليسوا من أصحاب المراكز". 

بحسب الكاتب، ثمة الكثير مما يقال في هذه المسألة لكن لا يمكن إنقاذ القدس بالشعارات والكلمات الرنانة، بل عبر العمل الجاد والبحث الحقيقي الذي يوصلنا بالفعل للإجابة عن التساؤل القائم "كيف يمكن أن ننقذ القدس؟!".