موقع أمريكي: هذا هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع مع إيران في العراق

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع "ذي فيدراليست" الأمريكي أن الصراع بين واشنطن وطهران في العراق، والذي تصاعد بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، لن ينتهي حتى تنسحب القوات الأمريكية تماما من هناك.

بحسب مقال لـ "ويليس كروهولز"، الزميل في مركز ديفينس بيريورتيز Defense Priorities، فقد حان الوقت بالنسبة لواشنطن كي تدرك أن المخاطرة بأرواح القوات الأمريكية في مقامرة لتقليص النفوذ الإيراني بالعراق لا تستحق وأنها قد تكون هزيمة للذات.  

وتابع "تلقت إيران ضربة قاسية مع مقتل قاسم سليماني، ولكن بسبب المصالح الجوهرية لإيران، فإن الخطر على الجنود الأميريكيين في العراق لم ينته بعد. انظروا فقط إلى تاريخ واشنطن وطهران".

تاريخ الصراع

ومضى يقول: "يرى الكثير من الأمريكيين أن هذا التاريخ يبدأ في عام 1979 عندما اقتحم متطرفون السفارة الأمريكية في إيران واحتجزوا أكثر من 50 أمريكيا كرهائن لأكثر من عام، وذلك أثناء الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه".

وأضاف "مع ذلك، بالنسبة للإيرانيين، فإن مشاركة أمريكا تعود إلى أبعد من ذلك بكثير، على الأقل إلى عام 1953 عندما أطيح برئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا محمد مصدق لصالح الشاه". 

وأردف "رعت كل من أمريكا وبريطانيا الانقلاب، على الرغم من أن أحد الدوافع كان منع إيران من بيع النفط للسوفييت، إلا أن الدافع الآخر كان تأميم المصالح النفطية البريطانية من قبل حكومة مصدق".

وتابع "كان الشاه محمد رضا بهلوي، حليفا في الحرب الباردة، لكنه كان وحشيا، وكانت الشرطة السرية (سافاك) سيئة السمعة". وتضمنت أساليب التعذيب كل من "الصدمة الكهربائية والجلد والضرب والتعذيب بالزجاج المكسور وسكب الماء المغلي، وربط الأوزان في الخصيتين، ونزع الأسنان والأظافر". 

ولفت الكاتب إلى أن "النظام الحالي في إيران يرتكب مجموعة من انتهاكات حقوق الإنسان، لكن على الأقل بعض التأييد لثورة 1979 نابع من رد الفعل العنيف على وحشية الشاه".

واستدرك "الدافع الرئيسي للثورة بالطبع كان دينيا. أصبحت إيران الآن الدولة الدينية الشيعية الوحيدة في العالم". والشيعة هم الأغلبية في إيران، لكنهم يشكلون حوالي 15 % فقط من مسلمي العالم، بينما يشكل السنة حوالي 85 %.

وتابع "في عام 1980، غزا الدكتاتور العراقي السني صدام حسين إيران طامعا في أراضيها، في خضم حالة من عدم الشعور بالأمان انتابته إزاء النظام الشيعي الإيراني". 

وأردف يقول: "استمرت الحرب بين إيران والعراق حتى عام 1988 وأسفرت عن مقتل نصف مليون جندي عراقي وإيراني، ونصف مليون جريح أو مشوه، غير المدنيين". وأصبحت القاعدة الأساسية تتمثل بوجود جنود من الأطفال وأسلحة كيميائية، وكانت الهجمات تذكر بحرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى.

ومولت واشنطن والقوى الأوروبية جهود صدام، واعتمدت القوات العراقية على الدعم الأمريكي طوال الحرب، حتى أصبحت الولايات المتحدة منخرطة بشكل أكثر صراحة في الخليج حتى نهاية الحرب بعد أن اصطدمت سفينة أمريكية تساعد العراقيين، بلغم إيراني، مما أدى إلى توجه القوات الأمريكية نحو إغراق نصف البحرية الإيرانية.

السنة والشيعة

وتابع "في عام 2003، عندما غزت أمريكا العراق وأطاحت بصدام، عدو طهران دون معارضة إيرانية وحتى مع بعض الدعم السري، فإن الإيرانيين سرعان ما توتروا لأن القوات الأمريكية كانت متاخمة لغرب إيران في العراق وشرق إيران في أفغانستان".

ومع الإطاحة بصدام، كان من الممكن لإيران أن تسعى بسهولة إلى التوسع في العراق. وأردف "اليوم، تعتبر إيران أن السيطرة على العراق أمر حتمي، لأنه الدولة الكبيرة الأخرى ذات الأغلبية الشيعية في الشرق الأوسط". 

وتابع "بشكل عام، تفسر الفجوة التي استمرت 1400 عام بين السنة والشيعة الكثير مما نراه في الشرق الأوسط"، مضيفا "تتدخل إيران في المناطق التي يقاتل فيها الشيعة السنة: سوريا والعراق واليمن، بينما تتدخل الدول السنية مثل السعودية لمحاربة غير السنة، حتى لو كان ذلك يعني مساعدة المتطرفين مثل تنظيمي الدولة والقاعدة".

ومضى يقول: "مع ذلك، فإن الدين لا يفسر كل شيء وهو ما يعطي بعض الأمل للعراق، فكثير من العراقيين - حتى الشيعة منهم- يكرهون النفوذ الإيراني".

وأضاف "بعد أن ردت إيران على مقتل قاسم سليماني بهجوم ينقذ ماء الوجه وخال من الإصابات، فإن الكثيرين في واشنطن يقومون بحركة استعراضية".

فبالنسبة لهم، استعرضت أمريكا عضلاتها وفازت في العراق، ولكن بالنظر إلى اهتمام طهران ببغداد وحملة العقوبات التي تفرضها واشنطن وتعرف باسم "أقصى ضغط" التي فشلت في منح إيران أي مخرج، فمن المحتمل أن يكون هناك المزيد من التصعيد. 

وبتقدير الكاتب، لن يتخذ هذا شكل حرب مفتوحة، "لكن إيران ستواصل مساعدة المليشيات الشيعية في مهاجمة القوات الأمريكية بالعراق، وهذا يعرض حياة الأميريكيين للخطر دون سبب وجيه".

وأوضح أن مواجهة المحاولات الإيرانية لخلق نفوذ ومصلحة في العراق لأسباب جغرافية وديموغرافية، لا تمثل مصلحة أمريكية حيوية، مضيفا "إذا كان لها مصلحة، فكانت ستدعو إلى تثبيت رجل سني قوي آخر مثل صدام في بغداد".

وأضاف أن "كثير من العراقيين يشعرون بالاستياء من التدخل الإيراني والأمريكي على حد سواء".  وتابع "يحتاج العراق إلى جرعة من القومية للتغلب على الانقسام الطائفي. إذا أراد أن يبقى دولة موحدة، فسيتعين على السنة العراقيين الانضمام إلى نظرائهم من الشيعة لرفض المتطرفين مثل تنظيم الدولة".

كما سيتعين على الشيعة العراقيين الانضمام إلى السنة في رفض النفوذ الإيراني. ويقول: "ليس من واجب أمريكا أن تجلس في العراق حتى يحدث هذا، خاصة إذا كان ذلك يعرض قواتنا للخطر".

ومضى يقول: "الأسوأ من ذلك أن الوجود الأمريكي يوفر ذريعة لنفوذ إيران بين الشيعة العراقيين وقد يتأخر اليوم الذي يتحد فيه الشيعة والسنة في العراق لطرد طهران".