مقره القاهرة وتديره دبي.. قصة استحواذ الإمارات على الإعلام المصري

أحمد يحيى | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

منذ ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، والإمارات تسعى بقوة إلى تعظيم حجم استثماراتها في مجال الإعلام المصري، مبرمة صفقات بهدف السيطرة الكاملة على الفضائيات والصحف والمراكز البحثية والإعلامية.

لم تأل خزانة أبوظبي جهدا في إغداق أموالها على صحفيين وإعلاميين باعوا ضمائرهم المهنية في سوق النخاسة، وأبرموا عهود الولاء لمحمد ابن زايد، لوأد التجربة الديمقراطية الوليدة، التي هبت نسماتها من رحم الثورة في مصر. 

ملامح التجربة الإماراتية، في بسط شباكها العنكبوتية على وسائل الإعلام في مصر، واستقطاب مراكز القوى، وإنشاء بؤر تحكم، وتغيير كامل لمفردات السياسة الإعلامية، والهوية القومية، تطرح العديد من التساؤلات أبرزها، كيف بدأت؟ وماذا أنتجت؟.

زيارة دحلان

في 30 أغسطس/ آب 2015، نشرت صحيفة اليوم السابع المصرية، المحسوبة على نظام السيسي، مقطعا مصورا على صفحتها بموقع "يوتيوب" بعنوان "محمد دحلان يزور اليوم السابع".

ظهر في المقطع دحلان وهو قيادي فلسطيني مفصول من حركة فتح، ويعمل مستشارا لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وهو يتجول في أقسام الصحيفة ومكاتبها، برفقة رئيس التحرير خالد صلاح، وبدت الحفاوة البالغة بزيارة الرجل، بادية في طريقة الاستقبال، واللقاءات التي واكبتها. 

تلك الزيارة أثارت الحفيظة حول علاقته بالإعلام المصري، وخاصة بعد العديد من التسريبات، والأخبار التي أكدت ارتباط عدد من وسائل الإعلام المصرية بمصادر تمويل إماراتية غير معلنة. 

 

وفي 12 ديسمبر/ كانون الأول 2018، كشفت تقارير إعلامية عن استحواذ دحلان على فضائية "TeN" المصرية، قائلة: "الصفقة التي تمت سرا قبل أشهر، ممولة من قبل الإمارات، وبلغت قيمتها 73 مليون دولار".

وذكرت التقارير، أن الصفقة، "جاءت في إطار تنامي النفوذ الإماراتي على الساحة المصرية، عبر السيطرة على أذرع إعلامية، تتبنى أجندة أبوظبي في المنطقة، وتدعم حليف الإمارات عبدالفتاح السيسي".

كانت قناة "TeN"، في الأصل هي قناة "التحرير" التي انطلقت بعد الثورة وأسسها الصحفيان إبراهيم عيسى وبلال فضل وآخرون، وتم تغيير ملكيتها أكثر من مرة.

رئيس تحرير قناة "TeN" نشأت الديهي، أجرى على شاشة القناة، في فبراير/ شباط 2019، مقابلة متلفزة مع دحلان، ووصفه بأنه "الرجل الذي يستحوذ على اهتمام الجميع".

الديهي يقدم برنامجا بعنوان "بالورقة والقلم"، ويخصصه لمهاجمة قطر وتركيا وجماعة الإخوان وكافة القوى المعارضة لنظام السيسي، وكثيرا ما يظهر دحلان في برنامجه، كما تهتم القناة بشكل لافت بتغطيات ترويجية لفعاليات ومناسبات إماراتية، مثل بثها تقريرا دعائيا عن اليوم الوطني الإماراتي.

يدافع الديهي عن نظام السيسي بشراسة عبر شاشة القناة، لدرجة جعلته يهاجم بضراوة بعض المنصات الدولية التى لم تدعم نظام السيسي مثل بي بي سي، نيويورك تايمز، والواشنطن بوست.

نفوذ دحلان وزياراته لم تقتصر على صحيفة اليوم السابع وقناة "TeN"، بل أجرى زيارات مماثلة ومعلنة إلى فضائيات "CBC" و"الحياة" و"القاهرة والناس" و"ON TV" و"النهار"، إضافة إلى بعض المراكز البحثية كالمركز العربي للدراسات والبحوث، ومركز الدراسات الإقليمية والسياسية، وبعض المواقع الإخبارية الأخرى، مثل "البوابة" و"الفجر" و"دوت مصر" و"التحرير".

"الغد العربي"

في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، دشنت قناة "الغد العربي" الإخبارية، حفل انطلاق القناة بأحد فنادق القاهرة، بحضور عدد من رموز الإعلام العربي والغربي، بالإضافة إلى عدد كبير من رجال الأعمال والسياسة.

من أبرز الحضور توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق، وكل الإعلاميين المصريين المؤيدين لنظام السيسي، بالإضافة إلى "أحمد قذاف الدم"، ابن عم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وعدد من السفراء.

القناة الممولة إماراتيا، كانت تعد اللسان الرسمي لأبوظبي في القاهرة، ورئيس تحريرها الإعلامي الموالي للسيسي، عبداللطيف المناوي، وكان مكتب القاهرة هو المتحكم في سير الأمور والراسم الأول للخريطة البرامجية للقناة.

قبل افتتاح القناة كشفت تقارير إعلامية عن زيارة أجراها المناوي رئيس قناة "الغد العربي"، في 18 أبريل/ نيسان 2015، للإمارات التقى خلالها محمد دحلان، والشيخ طحنون بن زايد من العائلة الحاكمة بالإمارات، وملاك القناة.

وكشفت المصادر، أن "المناوي" في ذلك اللقاء، طلب ميزانية العام، وقدرها 45 مليون دولار، لتطوير البرامج ومحتوى القناة.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، في إطار عملية السيطرة الإماراتية على الإعلام المصري، وقعت مجموعة قنوات "DMC"، وثيقة الصلة بالمخابرات الحربية، بروتوكول تعاون مع مؤسسة قنوات "الفجيرة الإعلامية" بالإمارات، لتعزيز التعاون في المجال الإخباري.

ووفقا لصحيفة "الأهرام" الحكومية، فإن بروتوكول التعاون الموقع بين المؤسستين، يقضي بأن تكون جميع قنوات التعاون مفتوحة إخباريا وبرامجيا.

ويكليكس 2015

في 2015، كشف موقع "ويكليكس" عن أسماء المسيطرين على منافذ الإعلام في مصر، وخص الموقع أن أحد الإعلاميين وهو مصطفى بكري، الذي زار سفراء السعودية والإمارات في القاهرة ليطلب منهما التمويل لجريدته الأسبوعية، وإنشاء قناة تليفزيونية.

الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، كتب في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2017، مقالا بعنوان "صفقات إعلامية غامضة"، قال فيها: "الإنفاق الإماراتي في مصر كان سخيا بصورة لا تصدق، وكان الهلع من توابع الربيع العربي، وخاصة بعد وصول الإخوان لمنصب الرئاسة دافعا لفعل أي شيء من أجل وقف كل هذا المسار السياسي". 

وأضاف سلطان: "ولتقريب المعنى للقارئ، فإن صحيفة (مصرية) خاصة من تلك الصحف التي أسستها الإمارات كان يتقاضى رئيس تحريرها، فقط رئيس التحرير، راتبا شهريا أكبر من مجموع رواتب جميع العاملين في صحيفة المصريون من أول رئيس تحريرها وحتى عامل البوفيه".

وأكد الصحفي المصري أنه "تم توزيع الأدوار من خلال القنوات الفضائية الجديدة، حيث كان يتم تسكين كوادرها الرئيسية من نفس شبكة الصحف التي تتبعها، سواء كمذيعين أو معدين برامج أو رؤساء تحرير للشبكات". 

وتابع سلطان: "بعض المكاتب الإعلامية التي أسستها الإمارات عمل فيها بعض كبار المسؤولين المصريين الحاليين في مناصب لها حساسية، وهذا يشمل شخصيات رفيعة للغاية في قطاعات عديدة، إعلامية، وقانونية، وغيرها، كما تحولت أبوظبي إلى (الكعبة) التي يحج إليها إعلاميون ومثقفون مصريون بانتظام شبه أسبوعي ولأسباب غير مفهومة ولا معلنة". 

وفد دبي

في 17 سبتمبر/ أيلول 2019، زار وفد إعلامي إماراتي برئاسة منى غانم المري، رئيسة نادي دبي للصحافة، مقر نقابة الصحفيين المصرية، بحضور رؤساء تحرير الصحف المصرية وبعض الإعلاميين. 

ضم الوفد ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، وأحمد الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، وميثاء أبو حميد، مديرة نادي دبي للصحافة، والكاتبة والإعلامية الدكتورة حصة لوتاه، ومنى أبوسمرة، رئيس تحرير البيان الإماراتية، وعدد من رؤساء تحرير الصحف المحلية.

وحسب موقع (إمارات ليكس) المعارض، فأن الهدف من الزيارة "المغلقة" هو استغلال الطابقين الخامس والسادس بمبنى النقابة (المصرية)، المكون من 8 أدوار، لا سيما أن الدورين ما زالا بدون تشطيب، منذ بناء القوات المسلحة المبنى عام 2002.

وبطبيعة الحال، كانت هذه الخطوات واجهات لبناء وتوطيد العلاقات بين أبوظبي والإعلاميين والصحفيين المصريين بهدف توظيفهم في مشروعات إعلامية إماراتية تهدف لتنفيذ سياسة أبوظبي، المعادية للثورة والتحول الديمقراطي في مصر.

وصل النفوذ الإماراتي فى الأوساط الإعلامية المصرية لدرجة أن الإمارات أسست مركزا للتدريب بالطابق السابع لنقابة الصحفيين المصريين نفسها، بعد تشطيبه وافتتاحه العام الماضي في عهد النقيب الأسبق عبد المحسن سلامة، تحت واجهة تنظيم دورات لتدريب الصحفيين من خلال مختصين بعد تجهيزه بالمعدات.

ويضم المركز أستوديو للتدريب على الإعلام المسموع والمرئي، وتفقده الشيخ سلطان القاسمي، حاكم إمارة الشارقة، عقب افتتاحه في فبراير/شباط 2019.

وخلال زيارة الوفد الإعلامي الإماراتي، قال رئيس مجلس إدارة "أخبار اليوم"، الصحفي المقرب من السيسي، وصاحب الزيارات المتكررة للإمارات ياسر رزق: "بات من الضروري توحيد المصطلحات"، وما يقصده "رزق هنا بطبيعة الحال هو أن يكون الإعلام المصري متبنيا لخط واحد ولمصطلحات واحدة، وهو الأمر الذي يتم تطبيقه بالفعل، في كافة وسائل الإعلام المصرية المرتبطة بالإمارات.

عاصمة الفلول

الباحث الإعلامي المصري محمد ماهر قال لـ "الاستقلال": "الدور الذي لعبته الإمارات، في دعم وسائل الإعلام المصرية المحسوبة على النظام، ساهم بقوة في إسقاط التجربة الديمقراطية في مصر، يوم 3 يوليو/ تموز 2013، وتتحمل أبوظبي دماء المصريين التي سالت في الميادين، نتيجة دعمها لعبد الفتاح السيسي، ونظامه، وإعلامه". 

وأضاف ماهر: "بعد ثورة يناير، كانت الإمارات عاصمة الثورة المضادة، وكان يذهب إليها كبار الإعلاميين والصحفيين المصريين، وهناك نسجت المؤامرة الكاملة، لإدارة المرحلة الانتقالية، وحاولوا في البداية دعم الفلول، ورجال نظام مبارك البائد، وظهر ذلك خلال الانتخابات الرئاسية، ومحاولتهم إنجاح الفريق أحمد شفيق، لكن مخططهم فشل، وبدأت الموجة الثانية مع نجاح الرئيس محمد مرسي، الذي حاربته الإمارات بكل إمكانياتها، حتى ساهمت في إسقاطه، وإسقاط الدولة المصرية الجديدة".

وأردف ماهر: "كان لا بد من الوعي الكامل بمخططات الإمارات منذ البداية، وتتبع الجهات والأذرع التي تدعمها الدولة الخليجية، ووقف ذلك الدعم، وقطع يد أبوظبي عن العبث في البلاد، ومحاسبة كل من يبت تلقيه أموالا، أو ذهب إلى هناك بدوافع خفية خبيثة، وقد رأينا كيف ظهر عبدالله ابن زايد وزير خارجية الإمارات، في صور مع أعضاء حركة تمرد".

واختتم الباحث المصري حديثه: "أما المساعدات الإماراتية التي يتشدق محمد بن زايد، بإعطائها إلى مصر، فقد ذهبت إلى نظام السيسي، وإلى الأيدي التي تدمر البلاد، وتضرب أمنها، ولم تنفع الشعب المصري، على العكس أضرته، وأهدرت دمه، وما زالت مستمرة في تحطيم أحلامه، وتطلعاته". 

مراكز إعلامية

من أبرز الأنشطة التي دعمتها الإمارات بعد الانقلاب في مصر، تلك المتعلقة بإنشاء بعض المراكز البحثية والإعلامية التي تخدم توجهاتها مثل "المركز العربي للدراسات والبحوث"، الذي يديره البرلماني، والإعلامي عبدالرحيم علي، المقرب من الإمارات ودوائر صنع القرار المصري.

تتعلق أنشطة المركز بدراسة خريطة حركات وجماعات الإسلام السياسي، وتوجيه وسائل الإعلام لمناهضتها، وتورط المركز في شن حملة شديدة على السعودية إبان بعض الخلافات مع الإمارات عام 2016، بعد وفاة العاهل السعودي السابق الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.

وسبق وأن أعلن عبدالرحيم علي في 29 أغسطس/ آب 2014، معلقا على فترة اختفائه، والشائعات التي طالته بالذهاب إلى الإمارات، قائلا: "أنا مش بتاع عمرة الإمارات"، في إشارة إلى شخصيات، وجهات أخرى ذهبت إلى الإمارات، وتلقت أموالا ودعما من الدولة الخليجية، فى موسم اصطلح بين الإعلاميين المصريين فى تلك الفترة على تسميته "موسم الحج إلى الإمارات" للإشارة إلى التمويل الإماراتي الغزير للإعلام المصري في تلك الفترة.

كما دعمت الإمارات مركز "السياسات والإستراتيجيات الإعلامية"، الذي يتغلغل في نسيج الإعلام المصري ويدعم نوافذ إعلامية كـ "البوابة نيوز" وصحيفة "الفجر" و"اليوم السابع".

كما يسعى المركز للتأثير على صحف حكومية، حيث وقع مؤخرا مع جريدة الأهرام، بروتوكول تعاون حضر توقيعه سعد الدين إبراهيم ومساعديه ممثلين لمركز "ابن خلدون للدراسات الإنمائية" الذي بدأت الإمارات تقدم معونات له لتحويل اتجاهه من معارضة الحكومة خلال عهد مبارك إلى دعم نظام السيسي.

وحسب تصريحات وزيرة التنمية والتعاون الدولي الإماراتية، لبنى بنت خالد القاسمي، قدمت الإمارات لمصر خلال عام 2013 فقط، مساعدات ومنح بلغت 16.99 مليار درهم إماراتي (أكثر من 4 مليار دولار)، بعضها تعلق بتمويل أنشطة إعلامية، وثقافية. 

شراء "الحياة"

في 14 يوليو/ تموز 2016، نقلت وكالة "أونا" المصرية، عن مصادر، أن المسؤول الإماراتي الشيخ "منصور بن زايد"، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة، اشترى حصة بقناة "الحياة" المصرية (55% من أسهمها)، تمكنه من إدارتها والتحكم في سياستها.

برز اسم منصور بن زايد، كواجهة استثمارية للعائلة الحاكمة في أبوظبي، خاصة في مجال الإعلام، جعلته أشبه بالأخطبوط الذي  يسعى لشراء أذرع إعلامية في مناطق مختلفة من العالم العربي، وتحديدا مصر. 

وابن زايد هو شريك رئيسي كذلك في قناة سكاي نيوز عربية، إذ تجسدت الشراكة، بين شركتي "أبوظبي للاستثمار الإعلامي"، المملوكة له، وبين مؤسسة "بي سكاي" البريطانية، مالكة قناة سكاي نيوز الإنجليزية.

وأبوظبي للاستثمار الإعلامي هي شركة استثمارية خاصة، مملوكة لمنصور، تأسست عام 2007، لتحقق نموا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، بملكيتها وشغلها لـ25 علامة تجارية في قطاعات التلفاز والراديو والنشر والإعلام الرقمي، إلى جانب كونها شريكا بـ50% لقناة "سكاي نيوز عربية".

ودلالة على قوة نفوذ منصور بن زايد، ففي 28 فبراير/ شباط 2018، قام باستقبال رئيس مجلس النواب المصري علي عبدالعال، عند زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي.

تسريبات صوتية

مطلع مارس/ آذار 2015، تم الكشف عن تسريب بعنوان (70 دقيقة تسريبات) أذاعته قناة مكملين الفضائية، عن دور الإمارات ماليا وإعلاميا، في تمويل حركة تمرد التي قادت التحريض شعبيا ومنحت الغطاء الشعبي للانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز 2013.

وهو ما أكده مختبر "جيه بي فرينش أسوشييتس" الفرنسي، بنشره تقريرا أثبت فيه صحة هذه التسريبات الصوتية.

وعن طريق أذرع موالية للجيش والمخابرات العامة، وبتمهيد من الأذرع الإعلامية المصرية، المدعومة إماراتيا، تحركت حملة تمرد، ودعت لانتخابات رئاسية مبكرة.

تلقفت وسائل الإعلام، ورحبت بتلك الدعوات وفتحت لها المجال للترويج، والدعاية، وهو ما كان مرتبا من قبل الإمارات، ووزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسي ليعطي مسحة شعبية لانقلابه العسكري.


المصادر