هذه توقعات صحيفة تركية لمستقبل ترامب في البيت الأبيض

12

طباعة

مشاركة

توقعت صحيفة تركية أن يُقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاستقالة، بدلا من أن يتم عزله، في خضم مساءلة تجري معه بشأن مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وطلب منه خلالها إجراء تحقيق قد يؤثر على جو بايدن، خصمه الديمقراطي ومنافسه في الانتخابات المقبلة 2020.

ويشكل هانتر الابن الثاني لجو بايدن نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لب المشكلة بين واشنطن وكييف التي تفاقمت مع نشر مضمون المكالمة بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني، إذ يشتبه ترامب في تورط هانتر بقضايا فساد في أوكرانيا ويتهم جو بايدن بأنه طلب إقالة نائب عام أوكراني لحمايته.

وأدى طلب ترامب للتحقيق مع جو بايدن وابنه هانتر في مقابل الإفراج عن 391 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، إلى حرب بين الطرفين، حيث ردت الجبهة الديمقراطية على تحرك ترامب في محاولة لعزله.

وقالت الكاتبة "فيردا أوزير" في مقالة نشرتها صحيفة "ميلييت" التركية: إن ترامب له حظ في مجلس الشيوخ الأمريكي، وحزبه يشكل الأغلبية هناك، وعلى الرغم من أن عملية عزله قد لا تتم بالشكل الذي يرغب فيه الديمقراطيون، إلا أن ترامب قد يأخذ قرارا بالاستقالة في وقت تشي فيه الاستطلاعات الأمريكية بارتفاع نسبة المؤيدين لفتح تحقيق معه وعزله. 

زلزال أمريكي

وتساءلت الكاتبة عن إمكانية إسقاط ترامب، بعد التحقيقات التي تجري معه وسعي الديمقراطيين لعزله من منصبه، ووصفت ما حدث بأنه: "زلزال بسيط".

ونقلت عن أحد الأكاديميين الأكثر تخصصا في السياسة الأمريكية وهو محمد يجين قوله: "حتى الآن، كانت المطالبات ضد ترامب مثل زلزال بقوة 3-4" ومع ذلك، فإن تدمير المنزل يتطلب زلزالا بقوة لا تقل عن 7-8"، في إشارة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة مع ترامب. 

الكاتبة تشير إلى أن مقولة الخبير كانت أثناء تحقيق مولر، الذي شكك في علاقات الرئيس الأمريكي المشبوهة مع روسيا في ذلك الوقت. 

وتجري وزارة العدل الأميركية تحقيقا حول مصادر التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر بشأن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية في العام 2016، والذي وصفه ترامب مرارا بأنّه "حملة اضطهاد سياسي".

وأوردت الصحيفة أن ترامب طلب المساعدة من رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، في مراجعة تجريها وزارة العدل حول مصادر تحقيق مولر، وطلب منه التحدث إلى وزير العدل الأميركي بيل بار.

ولفتت إلى أن الزلزال المنتظر بقوة 8 قد حدث، متسائلة: هل ستنهي عملية العزل التي بدأت الأسبوع الماضي ترامب؟ أم أنه سيتحمل زلزالا بقوة 8 درجات؟ في الحقيقة قد يصاب ترامب وإمبراطوريته بالضرر لكن الزلزال لن يعزله من منصبه. 

وكان ترامب قال عبر حسابه في تويتر: إن ما يحدث في الآونة الأخيرة ليس مساءلة برلمانية بهدف عزله، بل هو انقلاب يسعى للاستيلاء على سلطة الشعب وأصواته وحرياته وحقوقه التي وهبها الله له.

يأتي ذلك بعد يومين من نشر ترامب اقتباسا من رجل دين أميركي يحذر من احتمال حدوث شرخ في الولايات المتحدة أشبه "بالحرب الأهلية" إذا نجح الديمقراطيون في عزله من منصبه.

تحقيقات العزل

وترجح تحليلات الصحافة الأمريكية والخبراء أن يتم عزل ترامب هذه المرة، وهناك قلة ممن يتوقعون تنحيه، كما فعل الرئيس ريتشارد نيكسون بعد فضيحة ووترغيت.

ومن المعروف أن التقرير، الذي نُشر في أبريل/نيسان الماضي بعد تحقيق مولر الذي استمر 22 شهرا، لم ينته بعد ولم يفض لنتيجة يكون فيها ترامب مذنبا من عدمه، لذلك، فإن النقاش بين الديمقراطيين لم ينته بأي شكل من الأشكال.

ولاحقا اندلعت الأزمة الأوكرانية الأسبوع الماضي - خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حضرها زعماء العالم، بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. 

ويبدو أن حراك ترامب ضد خصمه كانت ضربة تحت الحزام، لكن إدراكا منه لخطورة هذه الادعاءات، تحرك البيت الأبيض بسرعة ونشر نص المكالمة، وما يثير القلق أكثر حقيقة هو أن 12 شخصا رفيع المستوى قد شارك في هذه المحادثة، ومن بين هؤلاء نائب الرئيس مايك بينس ووزير العدل ويليام بار، ووزير الخارجية مايك بومبيو.

واعتبر الديمقراطيون أن ما قام به ترامب إخلال بالقسم الرئاسي، فضلا عن كونه يقوّض الأمن الوطني ونزاهة الانتخابات التي تعد ركيزة أساسية لديمقراطية البلاد.

وبحسب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي آدم شيف، فإن المجلس عازم على الحصول على نصوص المحادثات الهاتفية بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وقادة دول أخرى. وذكّر شيف بالمخاوف من أن يكون ترامب قد عرّض الأمن القومي الأميركي للخطر، بطريقة يعتقد أنها قد تفيده شخصيا في حملته الانتخابية.

أبرز الاحتمالات

وعن الاحتمالات المتوقعة، رأت الكاتبة أنها تنحصر بين التصويت لعزله أو أن يقيل ترامب نفسه بنفسه.

ومضت: "سيقوم مجلس النواب، وهو في أغلبيته من الديمقراطيين الذين بدأوا عملية العزل، بالاتصال والاستماع إلى هذه الأسماء رفيعة المستوى وإلى المخبر (لم يكشف عن هويته) ، الذي يُقال إنه عميل لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والذي سرّب المكالمة ونشر الحدث".

وتابعت الكاتبة "فيردا أوزير": "بعدها، سيكون هناك تصويت. من شبه المؤكد أن أكثر من نصف الأصوات سيتم تمريرها من مجلس النواب، الأمر الذي يتطلب التصويت للمرحلة المقبلة، وهنا يهيمن الجمهوريون على ثلثي الأصوات في مجلس الشيوخ. في هذه المرحلة، يبدو من المستحيل تقريبا تسجيل هذا الرقم وبالتالي إمكانية أن ينجح الديمقراطيون في التصويت لصالح عملية العزل أمر مستحيل نظرا لأن الأغلبية ليست في صالحهم".

ولكن، على الرغم من أن هذا هو السيناريو الأكثر احتمالا، هناك احتمال آخر وهو أن يصوت الجمهوريون (أنصار ترامب) ضد الرئيس وهذا أمر ممكن وحدث ذلك مرارا.

فوفقا لاستطلاع للرأي العام تم إجراؤه مؤخرا من شركات (NPR / PBS Newshour /Marist)، ارتفع أنصار الناخبين الديمقراطيين من 66 بالمائة إلى 79 %، بينما ارتفع هذا المعدل من 33 إلى 39 في المستقلين ومن 10 إلى 5 بالمائة في الجمهوريين.

في غضون ذلك، كشف استطلاع رأي جديد أجرته شبكة "سي إن إن" عن ارتفاع نسبة الأميركيين المؤيدين لمحاكمة ترامب برلمانيا بهدف عزله إلى 47%، مقابل 41% في مايو/أيار الماضي.

كما كشف الاستطلاع أن 75% من الديمقراطيين و46% من المستقلين و14% من الجمهوريين يؤيدون عزل ترامب.

وأظهر الاستطلاع تأييد 60% من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما للمحاكمة، بينما يرى 48% من الأميركيين أن ترامب استغل سلطته التنفيذية ضد غريمه المحتمل الديمقراطي جو بايدن، بشأن الاتصال مع الرئيس الأوكراني ووقف المساعدات لكييف.

وختمت الكاتبة مقالها بالقول: "بالتالي قد تكون النتيجة هي أن يستقيل الرئيس نفسه من تلقاء نفسه، وبالتالي يمنع عزله وهذا هو الرأي الأكثر رجاحة".