Sunday 10 December, 2023

صحيفة الاستقلال

بعد مدينة غزة وشمالها.. هكذا يمهد الاحتلال لاجتياح مناطق بجنوب القطاع

منذ 2023/11/16 15:11:00 | هاشتاغ
تواصل طائرات الاحتلال قصف عدة أماكن في خانيونس
حجم الخط

بعد حملة استمرت أكثر من شهر ضد الأهالي في مدينة غزة وشمالها، بدأ جيش الاحتلال إلقاء منشورات تحذيرية تطلب من سكان المناطق الشرقية بمحافظة خانيونس جنوب القطاع إخلاء منازلهم.

وهو ما رأى فيه ناشطون مؤشرا خطيرا ضمن مسلسل إجبار السكان على النزوح من منازلهم، في ظل عجزه عن تحقيق أي إنجاز عسكري على الأرض، ضمن العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وألقت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي في 15 نوفمبر/تشرين الثاني على أهالي خانيونس والنازحين إليها منشورات دعا فيها سكان عدد من الأحياء الشرقية وهي "القرارة، خزاعة، بني سهيلة وعبسان" إلى إخلاء منازلهم.

وتزامنا مع ذلك، واصلت طائرات الاحتلال قصف عدة أماكن في خانيونس بينها مسجدان، مع مواصلة استهداف محيط المستشفيات والبنايات والأبراج والمنازل في عموم قطاع غزة.

وجاء قصف خانيونس في أعقاب اقتحام جيش الاحتلال مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة بدعوى أنه يملك أدلة قوية على أنه مقر لقادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وهي الرواية التي تبنتها الولايات المتحدة، مدعية أن لديها معلومات استخباراتية تؤكدها.

وعقب الاقتحام، ادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي أن القوات الإسرائيلية "وجدت في مستشفى الشفاء أسلحة ومواد استخبارية"، مضيفا: "قواتنا تواصل التمشيط بمستشفى الشفاء بحثا عن مواد وأسلحة أخرى".

وسخر ناشطون من التصريحات التي أدلى بها المتحدث  والصور التي عرضها لما زعم أنها مضبوطات وأسلحة لحماس، وجدها داخل المشفى، واستهزأوا بالكيان الإسرائيلي واتهموه بالتضليل واستغفال العالم والبحث عن انتصارات وهمية.

وفي أعقاب ذلك، وافق مجلس الأمن على مشروع قرار يطالب بـ"هُدن إنسانية عاجلة وممتدة" تسمح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بعدما صوّتت 12 دولة لصالحه، فيما امتنعت الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا عن التصويت.

وبدورها، رفضت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي فكرة السماح بـ"فترات توقف إنسانية ممتدة" في القطاع، قائلة إنه "لا مجال لها طالما أن 239 رهينة لا يزالون في أيدي حماس".

وتحدث ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #خان_يونس، #مجلس_الأمن، #مستشفى_الشفاء، عن دلالات قرار مجلس الأمن، وأعربوا عن عدم ثقتهم في امتلاكه القدرة على إلزام الاحتلال الإسرائيلي بالانصياع لقراراته.

منشورات جديدة

وتفاعلا مع الأحداث، بث الصحفي محمد قنبكلي، مقطع فيديو لفنانين صهاينة يقيمون حفلا موسيقيا للواءات الإسرائيلية على تخوم غزة، مشيرا إلى أن مثل هذه الحفلات كانوا يقيمونها قبل دخول المنطقة الشمالية. ورجح أن الاحتلال يخطط لدخول جنوب غزة عبر خط خانيونس.

وكتبت صبرين صبرين: "حسبنا الله ونعم الوكيل ضحايا وجرحي في قصف اسرائيلي لمحطه وقود لجأ اليها نازحون وسط غزة، وانفجار قوي الآن يهز خانيونس استرها يارب عليهم".

وعرض سيد طلعت، مقطع فيديو لرضيعة تتألم ويبدو أنها ارتقت، قائلا: "أهداف الاحتلال في غزة طفلة شهيدة من بين شهداء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال باستهداف منزل لعائلة النجار في بني سهيلا شرق خانيونس جنوب القطاع".

وتساءلت المغردة ليليان: "هل سيفتحون معبر رفح أم سيقتحمون ويقصفون الجزء الجنوبي من القطاع مع السكان المدنيين؟ الإخلاء من الجنوب إلى أين؟ الشمال مرة أخرى؟ وأين يجب عليهم الإخلاء؟ إلى تل أبيب؟".

وبث محمد فتحي، مقطع فيديو يوثق لحظة قصف الاحتلال لمسجد خالد بن الوليد في بني سهيلا شرق خانيونس.

أكاذيب الاحتلال

وسخر ناشطون من سذاجة المقاطع التي يوردها الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي على أساس أنها دليل لوجود أسلحة داخل مستشفى الشفاء، وعدوها دليلا على إجرام الكيان واتخاذه المستشفيات نقاطا عسكرية والمدنيين والمرضى دروعا بشرية.

وقال الكاتب رضوان الأخرس، إن الاحتلال يفشل فشلا ذريعا في مستشفى الشفاء أمام الرأي العام ويعجز عن تقديم أي رواية أو أدلة مقنعة حول أكاذيبه التي روّجها حول المشفى.

وأضاف أن الصهاينة كانوا يعرفون بأنهم كاذبون منذ البداية وما فعلوه عمل إجرامي ليس أكثر، بهدف التنكيل قدر الإمكان بالأهالي، إنهم عصابات نجسة خسيسة.

واستنكر الكاتب إبراهيم المدهون، نشر جيش الاحتلال فيديو هزيلا يثبت كذبه حول مستشفى الشفاء، يظهر فيه أسلحة خفيفة وجعبة وأربع رصاصات واشياء تافه، بافتراض أن هذه أدلة حول وجود إدارة عسكرية لكتائب القسام في المستشفى.

وأكد أن غزوة مستشفى الشفاء أثبتت أن إسرائيل كيان هش ضعيف استخباراتيا وعسكريا وإعلاميا وهناك تراجع واضح في أدائه.

وأردف: "ليست هذه إسرائيل التي كانت تحبك كل شيء وتخرجه باحتراف، ولا تقوم إلا بعمليات مركزة، هذا جيش عشوائي بتفكيره وسلوكه وإعلامه، كأنه أحد جيوش العالم الثالث، فمؤتمر الناطق باسم الجيش أضحوكة الإعلام الآن".

وسخر الصحفي مصطفى عاشور، من الانتصارات الوهمية للاحتلال قائلا: "أخيرا انتصرت إسرائيل ورفعت خرقتها البالية بعد كسر كرامتهم في غلاف غزة يوم 7 أكتوبر وقتل جنودهم وهروبهم".

وأضاف: "أخيرا انتصروا ورفعوا العلم فوق مستشفى الشفاء الذي يضم مرضى وأطفالا خدجا وأطقما طبية وجثث شهداء، بينما يتم ذل جنودهم وتحويلهم إلى أشلاء وتدمير أكثر من 200 آليه ودبابة في أحياء غزة".

وكتب المفكر عزمي بشارة: "من عجائب الكذب الإسرائيلي: لو فرضنا جدلا (في الرد على ما يقال دجلا) أن حماس تحتفظ بمقر قيادة تحت مستشفى الشفاء، وتسمع إسرائيل مذ ما قبل 2014 وهي تردد هذا الادعاء، فهل ستنتظرها حتى تقتحم المستشفى؟"

وتساءل: "إذا غادر قادة غرفة القيادة المزعومة هل سيتركون خلفهم بنادق لكي تصورها إسرائيل؟"، موضحا أن الدول تجد أمورا كهذه حين تداهم مقرات على نحو مفاجئ، لا بعد أن تكرر ادعاءات بوجودها (كذبا) طوال سنوات.

وتابع: "لا يحتاج المرء إلى نسبة ذكاء مرتفعة، بل فقط إلى نسبة منخفضة من الغباء لكي يستهجن تساوق قنوات تلفزيوينة رئيسة في الإعلام الغربي مع الكذب الإسرائيلي الغبي والمفضوح، وكل هذا إبان ارتكاب إسرائيل الجريمة المتواصلة ضد الإنسانية (وضد الطفولة خصوصا)".

وقال المدير العام السابق للإيسيسكو عبدالعزيز التويجري: "لم نر قوات الاحتلال الصهيوني المدعومة من أميركا ومن معها، تعتقل مقاومين، ولا تستولي على أسلحة، ولا تحرّر مأسورين، رأيناها تدمر المباني السكنية وتقتل الأطفال والنساء، وتقصف المستشفيات وتقتحمها وتفبرك الأكاذيب.. يا لقبح وخسة وهمجية أفعالهم".

هزيمة للاحتلال

وعد الكاتب أحمد منصور، نتائج الاقتحام الإسرائيلي لمجمع الشفاء هزيمة جديدة استخباراتية وعسكرية لإسرائيل وأميركا.

وقال: "بعدما أعلنوا أمس أن قيادة حماس تتخذ من مجمع الشفاء الطبي مقرا لها فهاجموه واستولوا عليه يوما كاملا وفشلوا في ايجاد أي دليل أو صناعة أكذوبة جديدة خرجوا يجرون ذيول الخيبة".

وأشار الصحفي القطري جابر الحرمي، إلى أن الكيان الإسرائيلي لم يتمكن بكل ما يملك من قوة ردع وأنه رابع أقوى جيش كما يدّعي من تقديم عنصر واحد من كتائب القسام استطاع اعتقاله أو أسره.

وقال: "بينما القسام في ساعات معدودة في يوم 7 اكتوبر استطاعت اقتحام قواعد عسكرية صهيونية والسيطرة عليها وقتل أعداد منهم واعتقال عدد آخر بضباط ورتب عالية وجلبهم لمسافات إلى غزة.. ومرّغت أنوف جيش الاحتلال"، مؤكدا أن هذه هي البطولة.

ولفت الحرمي إلى أن الاحتلال حاول تحسين صورته باقتحام مستشفى الشفاء وهو مرفق صحي به مصابون وكادر طبي ونازحون احتموا فيه، مستنكرا أن بطولات الصهاينة على الأبرياء المدنيين والخانعين والجبناء، أما أمام الأبطال فهم جبناء، يفرون كما تفر الجرذان.

وتحت عنوان "أجل.. انتصرتْ غزة وهُزم نتنياهو"، قال مدير مركز لندن لإستراتيجيات الإعلام أحمد رمضان: "بعد خيبته الكبرى في الشفاء سينزل من الشجرة صاغرا وقدماه مكسورتان، لم يستعد أسيرا، ولم يعتقل مقاوما، وقَتلَ مرضى وأطفالا، واستباح على مرأى العالم مشفى عُمره ٧٧ عاما، وارتكب جرائم حرب ستلاحقه، ومن سانده في إدارة بايدن".

وأوضح أن خلال 40 يوما رُصدتْ 100 كذبة روَّج لها الاحتلال، وانقلبت عليه سخطا وغضبا، واليوم سنشاهد كذبة جديدة لن تنطلي على أحد، فمستوى الوعي في أنحاء العالم غير مسبوق، وملاحقة المجرمين ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية لن تتأخر.

وأكد الأكاديمي العماني حمود النوفلي، أنه حاشا لأبطال القسام يتركون أغراضهم خلفهم وهم يعلمون أن الهجوم قادم منذ 10 أيام، لافتا إلى أن الكاميرات المحيطة بالمستشفى فضحت الصهاينة، إذ بعد تحكمهم بالمستشفى بدأوا بإدخال الأسلحة والمعدات التي وضعوها ثم صوروها.

مجلس الأمن

وتفاعل ناشطون مع قرارات مجلس الأمن بهدن إنسانية ممتدة في غزة، إذ رأى الكاتب ياسر أبو هلالة، أن صمود غزة وبسالة المقاومة والشوارع التي غصت بالمتظاهرين والنشاط الذي لا يتوقف على المنصات والجهود الدبلوماسية للدول العربية والإسلامية وغيرها، هي التي أدت إلى القرار الأخير.

وعد القرار "خطوة صغيرة مهمة، أقل مما نطمح لكنها فوق ما تخيلت إسرائيل التي توقعت من العالم أن يساندها في جرائمها"، ناصحا بعدم الاستهانة بأي جهد، لأن قطرات الماء تصنع سيلا جارفا. 

وعد الكاتب سعد بن طفلة العجمي، قرار مجلس الأمن "لا يسر ولا يضر" لأنه لم يصدر وفق البند السابع الذي يخوّل الدول الأعضاء بفرضه بالقوة، وبالتالي فلن تلتزم به إسرائيل ولن توقف عدوانها الوحشي على غزة.

وتساءل السياسي والحقوقي أسامة رشدي: "هل سيلتزم الكيان الصهيوني بقرار مجلس الأمن وتتوقف الحرب؟!".

وأشار علي العامري إلى أنه في الوقت الذي يعتمد مجلس الأمن قرارا بـ "هدن" إنسانية لإيصال المساعدات وحماية الأطفال والمنشآت الطبية، تقتحم قوات الاحتلال مستشفى الشفاء للمرة الثانية لإيصال رسالة للعالم مفادها أنها غير آبهة بالقوانين الدولية ولا يوجد على هذا الكون عائق بمقدوره أن يقف أمام جنونهم.

وكتبت ماجدة محمد رفعت: "الاحتلال الإسرائيلي يرفض قرار مجلس الأمن لوقف القتال، وعلى (الأخير) أن يردعه ويجبره على ذلك بالقوة الجبرية، لنشر الأمن والسلام فى المنطقة كما حدث فى حرب الصرب مع البوسنة والهرسك".


تحميل

كلمات مفتاحية :

إسرائيل النزوح حرب خانيونس طوفان الأقصى غزة مستشفى الشفاء