موجة الحقد والكراهية العميقة بحق المسلمين الموجودين في أوروبا، ارتفعت من جديد، وتجدد التحريض عليهم بشكل علني وفج مرات عديدة.
وأجرت صحيفة "أتلانتيكو" الفرنسية حوارا مع البرلمانية البلجيكية المتطرفة ذات الأصول الإيرانية، داريا صفائي، التي تعد أحد أبرز المحرضين على المسلمين في الغرب.
وفي الحوار، اتهمت البرلمانية البلجيكية المتطرفة ذات الأصول الإيرانية، المسلمين بـ"الإرهاب" و”معاداة السامية” وأسهمت في الافتراء والكذب عليهم بشكل خطير.
وقالت صفائي: "أنا من أصل إيراني، زجت بي سلطات طهران في السجن، ثم أتيت إلى أوروبا قبل 23 عاما، لقد نشأت في دولة إسلامية، وأعرف كيف تسير الأمور وكيف يمكن أن تنجح أيديولوجيتهم".
وتابعت: "قبل ذلك لم يكن هناك إسلاميون في إيران، لكن سذاجة الشيوعيين واليسار المتطرف سمحت لهم بالوصول إلى السلطة"، زاعمة أن "الأيديولوجية اليسارية هي من ساعدت آية الله الخميني على النجاح (في الثورة)".
واستطردت: "أرى أن نفس الشيء يحدث اليوم في بلجيكا وأوروبا وجميع الدول الغربية، حيث تساعد الأيديولوجية اليسارية الإسلاميين على تطوير أيديولوجيتهم وتعزيز قوتها، باستخدام كلمات التعددية الثقافية والنسبية والليبرالية".
وأفادت صفائي: "من خلال تجربتي في إيران، أستطيع القول إننا مهددون اليوم في أوروبا".
وأردفت: "يمكننا اليوم أن نرى دعما للإسلاميين وأيديولوجياتهم بشكل علني في أوروبا، حتى من الأوساط السياسية، حيث يدعم بعض اليساريين حركة حماس في تفسيرها لعملية القتل التي وقعت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".
وضربت صفائي المثل بما قالته وزيرة البيئة في بلجيكا، زكية الخطابي، التي صرحت بأنها "لا تستطيع تصنيف حماس كمنظمة إرهابية".
وعلقت: "كيف لا تصنفها إرهابية في حين أن حماس مدرجة بالفعل في قائمة المنظمات الإرهابية في أوروبا؟"
وأكملت: "تنتشر الأيديولوجيا العنيفة في أوروبا ببطء ولطف، وهو ما يعد شيئا خطيرا على المجتمع، لقد رأينا كيف خرج العديد من اليساريين في الشوارع لدعم حماس بعد 7 أكتوبر 2023 (طوفان الأقصى)".
وتابعت: "إنه لأمر فظيع حقا أن نرى كيف يتقدم هذا الخطر، وكيف يتمزق مجتمعنا بين المتطرفين وأعداء اليهود وأعداء السامية، كيف يمكننا حماية مواطنينا هنا في أوروبا؟".
وأبدت صفائي "عدم فهمها لوجود المسلمين في الأراضي الأوروبية، في الوقت الذي يرفعون فيه أعلام طالبان أو القاعدة أو المنظمات الأخرى مثل حماس"، حسب زعمها، متسائلة: "لماذا أتوا إلى هنا؟".
وزعمت أن "بعض المسلمين الحاملين للجنسيات الأوروبية يعبرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل علني وصريح أنهم يريدون إقامة دولة إسلامية في كل مكان في العالم".
ومن ثم بدأت بالتحريض عليهم، بقولها: "هذا عمل إرهابي، أتساءل عما إذا كان هؤلاء مراقبين ومتابعين من قبل السلطات، نحن بحاجة للرد بسرعة أكبر بكثير، وهو ما يتطلب قرارا قويا للغاية، ولا أرى ذلك في سياسيينا اليوم".
وعارضت النائبة البلجيكية زملاءها في البرلمان الذين يتحدثون عن الإسلاموفوبيا ويحذرون من خطرها، ويقارنوها بالعنصرية والفاشية، حيث قالت: "الإسلاموفوبيا غير موجودة".
كما أن صفائي بررت الهجوم على الإسلام والمسلمين بادعائها التالي: "الإسلام دين وأيديولوجية، لماذا لا نستطيع انتقاد الأيديولوجيا بدعوى الإسلاموفوبيا؟".
وأردفت: "هنا في بلجيكا، يوجد أشخاص يريدون تجريم الإسلاموفوبيا، يريدون وضعنا في السجن إذا انتقدنا الإسلام، تماما كما وضعتني إيران في السجن قبل عقود، واليوم في أوروبا، هل يُعقل أن يزج بي في السجن لذات الأسباب؟ إن هذه كارثة".
وادعت: "بالفعل يوجد كثيرون لم يعودوا يجرؤون اليوم على انتقاد الإسلام، إن التطور الذي نشهده في أوروبا لا يبشر بأي شيء جيد".
وحين سئلت: "ماذا كان رد فعلك عند سماع شعارات (الله أكبر) التي ترددت في المظاهرات في لندن وباريس وبرلين مع أعلام مؤيدة لحماس؟".
أجابت صفائي: "لا أتفاجأ برؤية هذا العدد الكبير من المسلمين يدافعون عن قضية فلسطين، لا يعتقد المسلمون حقا أن لإسرائيل الحق في الحياة أو الحق في الوجود. لماذا؟ لأنهم يعتقدون أن إسرائيل واليهود قد سرقوا الأرض والبيت المقدس للمسلمين".
وتابعت: "بالنسبة لهم، المسجد الأقصى قابع تحت الاحتلال الإسرائيلي، ويهدفون إلى تحريره، ما يعرفه المسلمون في كل مكان هو أنه يجب عليهم دائما دعم فلسطين، إنهم لا يبحثون عن حل بين إسرائيل وفلسطين".
وأردفت: "بالنسبة لهم، لا ينبغي لإسرائيل أن تكون موجودة من الأساس، إنهم يريدون محو إسرائيل، وهي ذات عقلية الإسلاميين في إيران".
كذلك هاجمت البرلمانية البلجيكية المتطرفة ذات الأصول الإيرانية، مشاهد الصلاة في شوارع لندن وتورنتو وغيرها.
ورأت أن مشاهدة آلاف المسلمين في الشوارع يصلون "يبعث برسالة سياسية، تهدف إلى تخويف الأوروبيين وترهيبهم، وإظهار مدى قوة الإسلاميين".
وعبرت صفائي عن صدمتها حين رأت البعض في الصحف والتلفزيونات الغربية يعلنون دعمهم لحركة "حماس".
وكررت تحريضها: "لا ينبغي أن نقبل الإسلاموية ومعاداة السامية في وسائل الإعلام والمظاهرات، حرية التعبير لا تعني أنه بإمكانك أن تقول كل شيء".
وتساءلت محرضة: "لماذا لا نحظر أعلام الإسلاميين المتطرفين في أوروبا؟"
وادعت صفائي أن "الإسلاميين جاءوا إلى أوروبا بأعداد كبيرة وفي ذهنهم هدف واحد، وهو تدمير الغرب وفرض أيديولوجيتهم الخطيرة".
وهنا سألتها الصحيفة: "في رأيك، هل يمكن أن يؤدي ذلك إلى اختفاء أوروبا".
فأجابت: "كل شيء ممكن، وهذا يتطلب منا أيضا الشجاعة، يجب علينا أن نناضل من أجل هويتنا وقيمنا، إذا لم نبذل الجهد من أجل مستقبلنا، فمن سيفعل ذلك من أجلنا؟".
وزعمت: "يريد الإسلاميون إبراز حجاب المرأة ليظهروا أنهم مختلفون عن الآخرين، كما أنهم يريدون أن يصبح الجميع مسلمين، فإما أن يقبل العالم ذلك، وإلا فإنهم سيستمرون في الجهاد والهجمات الإرهابية، يجب ألا نقلل من شأن هذه الأيديولوجية الخطيرة".
وختمت صفائي كلامها بالقول: "لهذا السبب، فإن أيديولوجية اليسار الغربي خطيرة، فالمسلمون أشخاص يكرهون الغرب والرأسمالية، ويجب ألا نسمح لهم باللعب في معسكرنا، فذلك خطير للغاية، وإذا خسرت الحضارة الغربية، فلن يتبقى لنا شيء"، وفق ادعاءاتها الكاذبة.
1 |
Darya Safai : « Pourquoi l’Europe accorde-t-elle des passeports à des islamistes qui ont pour seul projet de détruire l’Occident ? » |
---|