Sunday 10 December, 2023

صحيفة الاستقلال

خذلان ومهانة.. استنكار واسع لإقامة مصر حفلاتها بالتزامن مع إبادة غزة

منذ 2023/11/09 15:11:00 | هاشتاغ
واصلت الضفة الغربية تصعيدها منذ مساء 8 نوفمبر
حجم الخط

بينما يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ34 على التوالي مخلفا أكثر من 10500 شهيد وما يزيد على 25 ألف جريح، يفشل النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي في إدخال المساعدات الإغاثية عبر معبر رفح الحدودي.

ويتجاهل النظام المصري الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ويمعن في إظهار الطابع الاحتفالي وإقامة المهرجانات والحفلات والسماح للفنانين والممثلين بالمشاركة في موسم الرياض المقام في السعودية، والذي حظي بانتقاد واسع.

وفي أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أقيمت في الفترة من السادس والعشرين من نفس الشهر وحتى 3 نوفمبر/تشرين الثاني فعاليات الدورة الـ15 لمهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز، وشارك فيه فنانون غربيون.

وتجاهلا لدماء الفلسطينيين وغضبة الشعوب العربية، أقيمت في القاهرة بمشاركة متسابقات من مختلف أنحاء الوطن العربي حفل مسابقة ملكة جمال العرب 2024 في دورتها السابعة عشرة.

وإعرابا عن الغضب من إقامة مثل هذه الفعاليات، دشن ناشطون على منصة إكس وسوما عدة منددة بخذلان النظام المصري للفلسطينيين وتضييعه للقضية الفلسطينية وعدم احترامه لآلام أهل غزة، منها #غزه_تباد_ومصر_تحتفل، #افتحوا_معبر_رفح، #غزه_تباد_بدعم_مصري، #معبر_رفح، وغيرها من الوسوم الأخرى.

واستنكروا عبر مشاركتهم في هذه الوسوم وتغريداتهم على حساباتهم الشخصية، إقامة فعاليات ترفيهية بينما يقصف الشعب الفلسطيني بصواريخ الاحتلال التي دمرت البنية التحتية لغزة وساوت مناطق واسعة بالأرض واستهدفت المساجد والمستشفيات والمدارس. 

وذكر ناشطون بموقف الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي، تجاه غزة وأهلها وإعلانه تضامن بلاده معها، وأعادوا نشر خطاباته التي ناصرهم فيها، وقارنوا موقفه بموقف رئيس النظام الحالي.

وتتواصل الاشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال على أطراف مدينة غزة، وتتركز في تخوم مخيم الشاطئ وحيّ تل الهوا غربيّ المدينة، وكذلك في محور شمال غربيّ المدينة من جهة بيت لاهيا، إضافة إلى محاور أخرى.

وبدوره، أكد أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء 8 نوفمبر، أن المقاومة وثّقت تدمير 136 آلية عسكرية إسرائيلية كليا أو جزئيا منذ بدء العملية البرية على القطاع، مشيرا إلى إيقاع إصابات بالجملة في صفوف قوات الاحتلال المتوغّلة في غزة.

وتوعد أبو عبيدة في خطاب مسجل إسرائيل بمرحلة قادمة من الغضب والمقاومة في غزة والضفة والقدس، وفي كل الجبهات والساحات، مؤكدا أن المقاتلين مستمرين في مواجهة الجيش الإسرائيلي على المحاور كافة.

واستجابة لذلك، واصلت الضفة تصعيدها منذ مساء 8 نوفمبر، وسط تقديرات حكومية إسرائيلية عن انفجار محتمل للأوضاع هناك، وتحذيرات من الإعلام الغربي من أنها تقترب من نقطة الغليان.

وأصيب مستوطنان إسرائيليان بإطلاق نار في نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بينما استشهد فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينتي الخليل وبيت لحم، في ظل اشتباكات عنيفة بين مقاومين وقوات الاحتلال.

وأفادت مصادر إسرائيلية، بأن فلسطينيين أطلقوا النار من مسافة قريبة تجاه مركبة تقل مستوطنين قرب مستوطنة إيتمار جنوب شرق مدينة نابلس، وتمكنوا من الانسحاب من مكان الحادث، في حين شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات تفتيش واسعة قرب نابلس بحثا عنهم.

وخصص ناشطون تغريداتهم لتسليط الضوء على مستجدات الانتفاضة في الضفة والقدس، واحتفوا بالاستجابة لدعوة الملثم، وتحدثوا عن دلالات ذلك، وأعربوا عن ثقتهم في المقاومة الفلسطينية وقدرتها على إدارة الحرب وتكبيد العدو خسائر فادحة.

خذلان مصري

وتفاعلا مع الأحداث، قال المجلس الثوري المصري، إن النظام المصري الحالي يعادي المقاومة منذ تفريغ الشريط الحدودي وإغلاق الأنفاق، ويتمنى سقوط المقاومة في غزة لأنها نموذج مدمر على الاحتلال والاستبداد، وامتداد هذا النموذج المقاوم قادر على تدمير النظم الاستبدادية.

ودعا إلى فتح معبر رفح بواسطة الجماهير باستخدام الوسائل المتاحة كافة بما فيها القوة، وذلك ضد كل من يصر على حصار الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن من يمنع فتح المعبر هو حليف للصهاينة وعدو للمصريين وخائن للوطن والعروبة والإسلام.

 وترحم ناشطون على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي، وذكروا بمواقفه وكلماته المناصرة لغزة، مستنكرين فشل الجانب المصري في إيصال المساعدات لغزة وفتح معبر رفح لتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني.

وخصص الصحفي أحمد عطوان تغريدة مطولة للدعاء على النظام المصري، قائلا: "اللهم من أغلق في وجه غزّة الباب، ومنع عنها الطعام والشراب والدواء ونجدة الملهوفين وشارك الصهاينة في حصارها وإبادة أهلها، فامنع عنه الهواء واحبسه في جسدِه وزلزل عرشه، وانزع ملكه، وأنزل بهِ داءً لا علاجَ له، وضيقاً لا مخرجَ منه".

وعلق أحد المغردين على إعلان المكتب الحكومي بغزة أن مصر والصليب الأحمر لم يستطيعا إعادة سيارات الإسعاف إلى غزة، متسائلا: "هل بعد هذا الذل ذل وهل بعد هذه المهانة مهانه يا شعب مصر العظيم؟

وواصل تساؤلاته: "هل يعقل معبر بينكم وبين غزة، وليس بينكم وبين الصهاينة ولكن المتحكم الرئيس فيه بنو صهيون؟ هل نجد لهذا الذل تفسيرا أم أن هذا يرضي مليون مصري؟ هل لأجل هذا عزلتم مرسي وأتيتم بمن هو أدنى وأذل لكم ولامتكم؟"، قائلا: "صمتكم يقتل غزة".

وعرض أحد المغردين خطاب الرئيس الراحل محمد مرسي الذي قال فيه "لن يكون لهم سلطان علينا ولا على أهل غزة، لن نترك غزة وحدها".

وأكد أن لذلك تآمر عليه خونة العالم الصهاينة ومرجعياتهم عبدالفتاح السيسي، وابن زايد رئيس دويلة الإمارات وحكام السعودية سلمان وابنه محمد، تنفيذا لأوامر الصهاينة وأميركا والغرب خوفا من مواقفه الثابتة مع فلسطين.

  وقالت إسراء كامل: "عار على الحكام العرب أن يموت الشعب الفلسطيني من نقص الماء والدواء والغذاء وهم لا يفعلون أي شيء لهم لن يرحمكم التاريخ".

أبو عبيدة

واحتفى ناشطون بحطاب الناطق باسم كتائب القسام وبرز الحديث عن مكانة أبو عبيدة في قلوب الشعوب العربية والإسلامية والفلسطينيين خصوصا، وقدموا قراءات لرسائله التي يزلزل بها الكيان ويحرك بها الجبهات.

وأوضح الكاتب إبراهيم المدهون، أن خطاب أبو عبيدة حمل ثلاث رسائل أساسية، الأولى تأكيد مشهد الالتحام والتحدي وقدرة المقاومة على الاستمرار بتكبيد العدو خسائر فادحة غير مسبوقة تهز كيانه، وكشف زيف العدو بإخفاء خسائره، وألمح ما بين السطور أن القسام يدخر أسلحة وقوة لم تستخدم بعد،  ستفعل بالمرحلة القادمة.

وأضاف أن الرسالة الثانية في ملف الأسرى انفتاح المقاومة على مقترحات الوسطاء المختلفة، واستعداد القسام لتبادل جزئي أو شامل، ولا طريق إلا بصفقة تبادل فئة بفئة ومقاتل بمقاتل، ونبه العالم لوجود معتقلين من النساء والمدنيين والمرضى والشيوخ في سجون الاحتلال، في ظل إزدواجية المعايير المقيتة.

وأكد المدهون، أن رسالة أبو عبيدة الثالثة والأهم نحن في مرحلة جديدة عنوانها الندية وهزيمة الجيش الإسرائيلي أكيدة فلا عودة للوراء، لهذا ما حكم المعادلة قبل الطوفان تغير بالكلية ، المقاومة لن تقبل بالتفوق الإسرائيلي وستعمل على تدمير قدراته في غزة.

وأشار إلى أن أبو عبيدة يتوعد الاحتلال بمرحلة قادمة من الغضب في الضفة الغربية وغزة، موضحا أن هذا يعني أنه مازال في جعبة القسام والمقاومة المزيد والمزيد.

وقالت الكاتبة والباحثة في الشؤون الأميركية والمشرق العربي عبير كايد: "كلما  طلع علينا الملثم المتحدث الرسمي باسم الجيش الفلسطيني في غزة علمنا بدقة موثقة حجم الدمار الذي أصاب العدو الصهيوني النازي الذي يتقهقر وينكسر يوما بعد يوما".

وأكدت أن لا أحد يصدق الرواية الصهيونية التي تبثها وسائل الكذب الممنهج والتضليل المتواصل الصهيوني الإرهابي قاتل الأطفال، فكلها مبنية على الكوى بنار الهزيمة والانكسار والغضب أمام بسالة ورجولة الفلسطيني أصحاب الأرض الأصليين. 

وأضافت أن المقاومة الفلسطينية بجيشها النظامي الذي يرتدي بزته العسكرية وعلى أكتافه علم فلسطين تقول للعالم بأسره ولكل متخاذل عميل إننا على العهد باقين، مشيرة إلى أن الجيش الفلسطيني في غرة يتمتع بلياقة بدنية مذهلة، تنسيق لوجستي يفوق الجيوش الأميركية والصهيونية التي يقال إنها لا تهزم.

وعرض أحد المغردين، مقطع فيديو لطفل يجسد شخصية المتحدث باسم كتائب القسام، متسائلا: "ماذا بينك وبين الله يا أبو عبيدة حتى قلوب الأطفال أصبحت معلقةً بك، أصبح العالم كله يتمنى أن يكون مثلك.

وأكد أن حديث العالم في مواقع التواصل والمجالس أصبح عن المثلم الذي لا يعرفه أحد، قائلا: "لا يمكن لشخص عادي أن يكتسح قلوب البشر بهذه البساطة إلا إذا كان هناك سر عظيم بينه وبين الله.

ونشر مغرد آخر المقطع ذاته، وقال إن أبوعبيدة يقدم درسا عظيما وكبيرا عن العقيدة والمبادئ للأجيال القادمة لأجيال المستقبل في جميع البلدان العربية والإسلامية، ويحتل قلوب الأطفال وغرس فيهم عقيدة يصعب استبدالها، مشيرا إلى أن كل ذلك خلال شهر.

وعرض الإعلامي والناشط السياسي عزام حنشل، صورة لأطفال يتجمعون أمام شاشة التلفزيون لمتابعة خطاب أبو عبيدة، قائلا: "التعليم عن بعد، والأستاذ ابو عبيدة، والمدرسة فلسطين، وعنوان الدرس (الكرامة)".

الضفة تنتفض

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بانتفاضة الضفة الغربية واستجابتها لوعيد القسام. وتحت عنوان أول الغيث، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، إن بعد لقاء صالح العاروري (نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) وكلمة أبو عبيدة - عملية استهدفت مستوطنين شرقي نابلس، قرب بلدة عقربا.

وصباح 9 نوفمبر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة 6 آخرين، برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين، ما يرفع عدد الشهداء بالضفة الغربية المحتلة منذ الفجر إلى 7.

وأضاف أن الإعلام الصهيوني كان أعلن بعد لقاء العاروري أن "المؤسسة الأمنية حذرت الحكومة من تصعيد كبير ستشهده الضفة الغربية، وطبعا هم أغبياء ومساطيل ولا يملكون معلومات خاصة، كل ما في الأمر أنهم يعرفون أن بعد كل لقاء للعاروري سيكون هنالك عمليات".

وأوضح الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق، أن وراء دعوة الناطق باسم القسام أبناء الأمة والضفة والداخل المحتل للالتحام في المعركة رسالة أنه كما أن حرب الإبادة الجارية الآن هي حرب غير تقليدية فإن ردود أبناء الأمة والضفة والداخل المحتل وفلسطينيي الشتات يجب أن تكون غير تقليدية. 

ورأى أن دعوة أبو عبيدة تشير إلى عدم رضا قيادة المقاومة عن ردود الفعل الشعبية التي مازالت في أفضلها باهتة ومقتصرة على التظاهر عند نقاط التماس، ولم تحدث الإرباك المطلوب والمتوقع.

وأشار أبو رزق إلى أن رسالة المقاومة تؤكد أن أي إشغال للاحتلال في ساحات أخرى يعني تخفيفا عن جبهة غزة والتي أشار فيها إلى أن أعداد الدبابات المشاركة في الحرب تكفي لاحتلال دولة مترامية الأطراف.

وأعرب الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، عن سعادته بالعملية، ونقل في تغريدة أخرى عن مصادر في المقاومة قولها إنها جاءت ردا على ما قام به جيش الارهاب الصهيوني من اعتداء على أخواتنا في الضفة، ومحاولات التحرش الجنسي التي تعرضوا لها.

وعرض عبداللطيف، مقطع فيديو يوثق انتفاضة الضفة، قائلا: "الله أكبر استجابة لدعوة الملثم أبو عبيدة الضفة والقدس تنتفض وتهتف احنا رجال محمد ضيف.. هولاء غدا سوف يحملون السلاح في وجه أميركا والكيان الصهيوني.. سلموا على الذي جالس منتظر انتهاء حماس من أجل يحكم غزة..".


تحميل

كلمات مفتاحية :

أبو عبيدة إسرائيل الضفة الغربية انتهاكات الاحتلال حماس غزة فلسطين