مع بدء عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، هزّت المخاوف الكثير من الشركات على نطاق عالمي، وتنامت هذه المخاوف بالتزامن مع تزايد الحظر التجاري بين القوى العالمية، ومخاطر العدوى العالمية للحرب؛ مما دفع الشركات إلى إعادة التفكير في استثماراتها.
وأطلقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
وقالت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية، إن "التوترات الجيوسياسية التي ظهرت منذ تفشي جائحة كورونا لم تكن هينة بتاتا، وشيئا فشيئا، أصبحت التهديدات التي يتعرض لها النظام العالمي واضحة".
ورأت أن "هذه الاضطرابات أعلنت عن انتهاء القيلولة الجيوإستراتيجية التي بدأت مع سقوط جدار برلين في 9 سبتمبر/ أيلول 1989، والتي أيقظت الكوكب، على وقع الهجمات ضد مركز التجارة العالمي والبنتاغون في 11 سبتمبر 2001".
ورأت أن "هذه الحرب الباردة الجديدة أدت إلى إثارة حفيظة العديد من خبراء السوق، ومن هنا تحديدا، تظهر علامات الإنذار الأولى التي تبدأ عادة بهروب رأس المال بسبب نفوره من المخاطرة".
وفي هذا السياق، يحذر البعض من أن "تلاشي توازن القوى والتعددية والعولمة، ومن نشأة تسونامي جيوسياسي له عواقب غير مؤكدة ويائسة".
ومن بين الأصوات التي برزت أخيرا للتحذير من خطورة الوضع الراهن، يبرز راي داليو، الملياردير ومؤسس "بريدجووتر"، أكبر صندوق استثماري على هذا الكوكب، وربما الوسيط الوحيد للسوق.
وحذر داليو بلهجة مثيرة للقلق من أن "العالم يخطو خطوة أخرى نحو حرب دولية".
وبحسبه، فإن بداية الأعمال العدائية بين إسرائيل وحماس "يزيد من مخاطر" انتشار الصراع إلى جبهات أخرى، التي قد تتحول إلى معارك من مختلف الأنواع، يذكر من بينها الإرهاب السيبراني، وفي أماكن ومناطق مختلفة من العالم.
وأكد أن "هناك احتمالا بنسبة 50 بالمئة أن ينتشر الصراع وتتدخل القوى العالمية في المعركة التي كانت منذ عدة سنوات على وشك إطلاق العنان لصراع ساخن"، في إشارة إلى الولايات المتحدة والصين ومواجهة مسلحة محتملة بين البلدين.
وبحسب رأيه، فإن "الحرب في أوكرانيا والصراع العربي الإسرائيلي قد انحدر إلى إستراتيجية الوحشية، المتمثلة في الاستمرار حتى يكون هناك (فائز واضح)، مما حوّلها إلى نزاعات مشابهة للصراعات الساخنة التي سبقت الحرب العالمية الثانية الوحشية".
لهذا السبب دعا داليو الولايات المتحدة والصين إلى "البحث عن حلول لنزاعاتهم، والتوصل إلى حلول سلمية مشتركة" تقلل من "حجم العنف الحالي".
وأوضحت صحيفة "بوبليكو" أن داليو ليس الوحيد الذي يعتقد أن "الأوضاع الحالية يمكن أن تعجل بحدوث مأساة عالمية وتهدد سوق الأوراق المالية وإستراتيجيات الشركات".
أيضا يصرّ الخبير المخضرم في سوق الأسهم الأميركية، إد يارديني، على أن استئناف الصراع في الشرق الأوسط قد خلّف "سلسلة من المخاوف في الشركات، التي تتساءل عن إمكانية تواصل الصراع لفترة قصير الأجل أو لفترة أكول بسبب الاحتكاكات المستقبلية بين إسرائيل وإيران".
في هذا المعنى، نصح الخبير في المجال الاقتصادي، أليكس كوكشاروف، بـ"اعتماد خطط طوارئ متقدمة مع أنظمة التنبيه الوقائية وتحليلات البيانات ودمجها في الأقسام الأساسية لشركتك الأجنبية".
ووصف أندرو جرانت وأنكي روفوس، من شركة ماكينزي، هذه الإستراتيجية بطريقة أكثر تصويرية.
ومن هنا، يتحدثون عن "البجعات السوداء" أو "الأحداث غير المتوقعة" التي تجبرنا على التفكير في سيناريوهات مختلفة، والتي ظهرت في مختلف أنحاء العالم بسبب "الانفجار الداخلي" للضغوط الجيوسياسية والاقتصادية منذ كورونا.
من جانبه، حدد مؤشر "بلاك روك" للمخاطر الجيوسياسية التابع لأكبر صندوق استثماري، والذي يديره لاري فينك، قبل أسابيع قليلة من عملية "طوفان الأقصى"، المخاطر العشرة الأكثر إلحاحا بالنسبة للشركات.
وبترتيب تنازلي، سلط محللو الشركة الضوء على التوتر الجيوستراتيجي والتنافسي بين الولايات المتحدة والصين، مع احتمال اتخاذ إجراءات عسكرية ضد تايوان.
وفي مرحلة موالية، الأعمال العدائية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب التصعيد في أوكرانيا بالتزامن مع عقوبات مالية وتكنولوجية وطاقية جديدة وأكثر قوة.
ويأتي بعد ذلك، الهجمات السيبرانية، الأكثر تواترا وشدة على البنى التحتية المادية أو الرقمية الحيوية، والمواجهة في الشرق الأوسط بسبب السباق النووي الإيراني أو محاولة البيت الأبيض تعزيز العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب وإمارات الخليج.
وختمت بوبليكو تقريرها بالقول: "في هذه الظروف، ليس من المستغرب أن يحذر رئيس الاقتصاد في دويتشه بنك، هنري ألين، من أن الركود التضخمي الذي حدث في السبعينيات والذي سببته حرب السادس من أكتوبر (1973) والسحب الهائل للنفط من قبل أوبك لن يتكرر فحسب، بل سيستمر، طوال هذا العقد".
1 |
Las empresas, preocupadas por la escalada y propagación del conflicto entre Israel y Hamás |
---|