أكد عضو حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج، هشام قاسم، أن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته كانت سببا رئيسيا في إطلاق الجناح العسكري للحركة "كتائب القسام" عملية "طوفان الأقصى" فجر الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وشدد قاسم في حوار مع "الاستقلال" على أن المقاومة بادرت بهذه العملية لأنها أرادت أن يتوقف الاحتلال عن كل هذه الجرائم، لأنه لا يمكن أن تسمح باستمرار "هذا الطغيان".
ولفت إلى أن الفشل الذريع الذي منيت به دولة الاحتلال في "طوفان الأقصى"، كان غير مسبوق، وهو قطعا يفوق فشله في "حرب أكتوبر 73".
وقال قاسم إن الدول العربية التي طبعت أو التي تسعى نحو التطبيع، تعيش "حالة من الانهزام أمام المشروع الصهيوني"، أو تسعى لتحقيق مصالح ضيقة على حساب قضايا الأمة.
وفي ملف الأسرى الإسرائيليين، أوضح عضو "حماس" في الخارج، أن "هؤلاء سيكونون هم الفرصة التي نبيِّض بها سجون الاحتلال من أسرانا الأبطال، وهذا ما أعلنته الكتائب وأعلنته قيادة الحركة، ولا أظن أن ما يتحدثون عنه بالإفراج بدون شروط أو قيد أمر وارد",
ورأى قاسم أن "القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى، لها مستقبل بإذن الله تعالى قائم على إزالة الاحتلال، واليوم طوفان الأقصى مرحلة متقدمة من مراحل التحرير، أثبتنا أن الجيش الاحتلال جيش من ورق، وأن هزيمته ممكنة، بل إن هزيمته قد بدأت".
وفجر 7 أكتوبر 2023، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
بداية، لماذا أقدمت حركة "حماس" على عملية "طوفان الأقصى" في هذا الوقت تحديدا وما أهداف العملية؟
العملية هي استمرار لجهادنا ومقاومتنا المستمرة منذ عقود طويلة، فمقاومة شعبنا الفلسطيني مستمرة منذ ما يقرب من 100 عام.
أما عملية "طوفان الأقصى" فقد قال عنها قائد المقاومة في كتائب القسام، أبو خالد الضيف، جراء ما يتعرض له المسجد الأقصى من تدنيس من قبل قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال ومنع الفلسطينيين من دخوله.
وأيضا ما يتعرض له إخواننا من أبناء شعبنا في الضفة الغربية من توحش الاستيطان وسلب الأراضي وهدم البيوت وقتلهم، وما يتعرض له إخواننا الأسرى الذين بلغ عددهم ما يقرب من 5500 أسير.
هذا بخلاف التغول عليهم وسلب الكثير من حقوقهم التي اكتسبوها بمعاناتهم وإضرابهم، ومحاولة إعدام الأسرى عن طريق إصدار أحكام جديدة أو تغليظ العقوبات عليهم.
أما إذا تحدثنا عن قطاع غزة وما يتعرض له من عدوان وحصار خانق وتضييق وعدم توفر أبسط مقومات الحياة، وأيضا مع ما يتعرض له أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة في الـ48 من طمس لهويتهم ونشر الجريمة والقتل عمدا في مجتمعاتهم.. فكل هذه العوامل والأسباب كانت بلا شك هي قضايا بالنسبة لنا ملحة يجب أن يتم حلها، وكل حلول المجتمع الدولي من قبل لم تؤت نفعا، فكان من الواضح أنه ليس أمام الشعب الفلسطيني سوى أخذ المبادرة، وقد أخذت "كتائب القسام" المبادرة.
ولا شك أن سعينا نحو هذا يطرح السؤال الرئيسي ماذا بعد وما هو المخرج، ولذلك كان يجب تسليط الضوء على الاحتلال الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، لتعود القضية الفلسطينية قضية تشغل العالم، ويجب أن ينتهي الاحتلال وأن يأخذ الشعب حريته.
بحسب استطلاع للرأي داخل دولة الاحتلال فإن 56 بالمئة يرون أن الفشل في مواجهة عملية "طوفان الأقصى" يفوق فشلها في "حرب أكتوبر 1973"، ما رأيكم في هذه القناعة؟
لا شك أن الفشل الذريع الذي منيت به دولة الاحتلال في "طوفان الأقصى"، كان غير مسبوق، وهو قطعا يفوق فشله في "حرب أكتوبر 73"، لأنه في حرب العاشر من رمضان كان الاحتلال يواجه أكبر دولتين عربيتين مصر وسوريا، ومن خلفهما الدول العربية التي ساعدتهم.
ولكن اليوم وبعد حديث رئيس مجلس الأمن القومي للعدو، تساحي هنغبي، وقوله إنه لا يمكن أن تفكر "حماس" في القيام بشن عملية مسلحة، وأنه تم ردع الحركة، هذه العملية أثبتت فشل المنظومة الاستخبارية الصهيونية ومنظومتها الأمنية، وأظهرت هشاشة الجندي الإسرائيلي المحترف في وجه أبناء "كتائب القسام".
ولذلك، هذه القناعة التي ظهرت في استطلاعات الرأي الصهيونية، مبنية على وقائع حقيقية صنعتها المقاومة في طوفان للأقصى، بل وتطرح السؤال المصيري حول مستقبل الكيان الإسرائيلي، لأن هذا الكيان عندما يفقد نقطة تفوقه المزعومة، فقطعا لن يكون له وجود في أرض فلسطين.
يقول الغرب إن طهران هي التي تقف وراء هذه العملية العسكرية، ما حقيقة ذلك؟
إيران دعمت الشعب الفلسطيني ودعمت المقاومة كما دعمتها الكثير من الشعوب العربية والدول العربية، لكن صحيح تتميز إيران بأنها دعمتنا سياسيا وعسكريا وهذا شيء مشكور.
ولكن قرار المعركة هو قرار فلسطيني، قرار اتخذته قيادة الكتائب للحيثيات التي ذكرتها سابقا، وليس صحيحا أن إيران هي من طلبت منا القيام بهذه العملية.
وبوضوح قرار المقاومة زمنا ومكانا نحن من نتخذه ونحدده منذ تأسيس الحركة، وكما نحكي بالفلسطيني "شورنا من راسنا" بما يحقق مصالح الشعب.
مع حديث الاحتلال بطول أمد الحرب عن الحروب السابقة على قطاع غزة، ما هي القدرات والإمكانات التي مازالت تمتلكها المقاومة؟
أظن أن ما أثبتته المقاومة في 7 أكتوبر 2023 يدل بما لا يدع مجالا للشك القدرة الكبيرة للمقاومة بأسلحتها المختلفة، فنحن فاجأنا العدو في البر، فاجأناهم في البحر، فاجأناهم بالجو.
ولا شك أنه حتى مع طول أمد المعركة، ظهر للجميع أن العدو المجرم "يستشرس" في قتل المدنيين وهدم المنازل و"يستأسد" على المدنيين من الجو.
ولكن مازال لدى المقاومة الكثير والكثير من المفاجآت، ومن فضل الله تعالى أن الضرر الواقع في إمكاناتنا محدود، والمقاومة بإذن الله دائما جاهزة، وكما أبهرنا العالم في طوفان الأقصى، فسنبهرهم إذا أقدم الاحتلال عن الاجتياح البري للقطاع.
بعد قطع الماء والكهرباء والوقود وإغلاق كل المعابر وقصف معبر رفح أكثر من مرة، هل سيصمد أكثر من مليوني إنسان على الحصار الخانق؟ وهل لدى حماس سيناريوهات أو خطط للتعامل مع الوضع؟
صحيح ما يتعرض له أبناء شعبنا اليوم من هذا العدوان المجرم بقطع الماء والكهرباء والوقود، وكل أسباب الحياة هو شيء مؤلم، وسيكون له بالغ الأثر على كل الخدمات التي تُقدم لأبناء شعبنا، ولكن أعتقد وهي تجربتنا بشعبنا العظيم في قطاع غزة، الذي صمد دائما مع المقاومة لأنه مقتنع ويرى أنه "لا سبيل لنا إلا بالمقاومة".
لأنه أدرك أن كل المشاريع السياسية التي تبنتها منظمة التحرير الفلسطينية في إطار التسوية، وفي إطار محاولة السلام الموهوم، لم تُحقق لهم شيئا.
كما أن شعبنا في قطاع غزة يتعرض لهذه النكبة ولهذا الحصار والضيق والشح في كل شيء من المنع من العلاج ومن السفر، لمنعهم من الكهرباء، فمنذ سنوات وأبناء شعبنا في غزة أحيانا تأتيهم الكهرباء من 3 إلى 4 ساعات فقط في اليوم، لأن العدو يتحكم بكل مواردنا.
ولا شك أن هذا الثمن سندفعه ويدفعه الشعب الفلسطيني، ولكنه من أجل تحقيق شيء أعلى وأثمن، وهو الحرية والتخلص من الاحتلال مرة وإلى الأبد.
واليوم العالم بدأ يتحرك لأنه ظهر للعيان ولكل صاحب ضمير حي أن الشعب الفلسطيني يتعرض لما يشبه الإبادة الجماعية التي لا يمكن إلا أن يتحرك لها الضمائر الحية.
واليوم شعوبنا العربية وشعوبنا المسلمة، ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية، بدأت تتحرك للضغط على الاحتلال من أجل وقف هذه الجريمة بالقتل الجماعي والعقاب الجماعي وفتح الممرات الآمنة لدخول المواد الغذائية.
وبدورنا نحاول كحركة بكل جهدنا من خلال علاقاتنا، ومن خلال الضغط على المؤسسات الحقوقية والإنسانية والدولية، أن تفعل دورها وتقوم بالمطلوب منها.
يقول البعض إن المقاومة هي من دفعت الاحتلال للقيام بالمجازر التي نراها اليوم والتي أودت بحياة الآلاف من المدنيين في القطاع، ما رأيك في هذه الاتهامات؟
هذا الاتهام فيه تجاهل للتاريخ، نعيش مع هذا الاحتلال منذ 75 عاما، والاحتلال لا يحتاج إلى سبب كي يمارس هذه المجازر البشعة.
نحن منذ بداية عام 2023 لدينا ما يربو على 250 شهيدا، ولم يكن بيننا وبين الاحتلال تصعيد في هذه الفترة.
في الضفة الغربية مثلا هناك مستوطنات تتكاثر، واستيلاء على الأراضي، وتوحش للمستوطنين.
إذن المقاومة بادرت بهذه العملية لأنها أرادت أن يتوقف الاحتلال عن كل هذه الجرائم ويجب أن تتوقف، لأنه لا يمكن أن تسمح المقاومة باستمرار هذا الطغيان.
بعد أيام من "طوفان الأقصى" اجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وخرجوا ببيان حول "الوقف الفوري للحرب ودعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس"، كيف تقييم الموقف العربي؟
لا شك أن الموقف العربي فيه جانبان، أولا الجانب الشعبي وهو محل تقدير واحترام، ونأمل أن يتصاعد وأن يتفجر الغضب في كل عواصم العالم العربي ومدنه المختلفة، وذلك لكي يكون له أثر على الضغط باتجاه الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والضغط على حكوماتهم وأنظمتهم للوقوف في وجه هذا العدوان الصارخ.
أما الجانب الرسمي فنحن كفلسطينيين للأسف تعودنا على الخذلان من الأنظمة العربية، ولكن بإمكاننا أن نقول إننا مازلنا نأمل أن يكون الموقف العربي الرسمي أكثر تماسكا وأكثر قوة، وإن كان ما سمعه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في زيارته للعواصم العربية، كان معقولا.
حيث رفضت معظم العواصم العربية العدوان على الشعب الفلسطيني وجرائم الإبادة، كما رفضت فكرة تهجير الشعب الفلسطيني وإخلائه لأرضه، وهذا شيء مقبول مبدئيا ويمكن البناء عليه واستثماره والضغط من أجل وقف هذا العدوان إلى الأبد.
الدول العربية التي طبعت حديثا مع إسرائيل تقول إنها أقدمت على هذه الخطوة من أجل القضية الفلسطينية، ما توقعاتك لمستقبل التطبيع؟
الدول العربية التي طبعت أو التي تسعى نحو التطبيع، للأسف تعيش حالة من الانهزام أمام المشروع الصهيوني، أو هي تسعى لتحقيق مصالح ضيقة على حساب قضايا الأمة.
ولكن أظن أن دماء الشعب الفلسطيني وهذه البطولات التي يُسطرها أبناء الشعب الفلسطيني اليوم، قطعا سيكون لها أثر مهم على إفشال أي خطوات أخرى في اتجاه التطبيع.
كما نأمل أن تُحيي ضمائر الأنظمة العربية وقادتها ورؤسائها لكي يعرفوا أنه لا يمكن أن يستمروا في التطبيع ما لم ينته الاحتلال، ويستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة على الأقل، وهذا ما كان يتغنى به كل القادة العرب والرؤساء، بأنه لا يمكن أن يكون هناك تطبيع ما لم يستعد شعبنا حقوقه المسلوبة.
أول مرة في شرق البحر المتوسط ومن أجل دعم الاحتلال، يتسابق العالم الغربي في إرسال السفن الحربية والإمدادات التي لا تتوقف، كيف ستتعاملون مع خطوط الإمداد وشرايين الدعم التي لا تتوقف؟
نقول لهم هذا الموقف مخالف لكل الأعراف والمعاهدات والقوانين الدولية.
هذه الدول تتغنى بدعم حقوق الإنسان، والحق في الدفاع عن النفس والمقاومة ضد المحتل، وتزود أوكرانيا كنموذج بكل ما تحتاجه وتدفع لها عشرات المليارات من الدولارات إن لم يكن أكثر، ولكن عندما يصل الأمر إلى فلسطين يحدث العكس، فتجدهم يقفون مع المحتل ومع المعتدي، ومع الذي يتجاوز حقوق الإنسان.
نحن منذ البداية أعلنا أننا ليس لنا عداء إلا مع من يحتل أرضنا، فكل من يحتل أرضنا سنقاتله، وهذا الأمر ينطبق على الجميع.
تبث وسائل الإعلام الصهيونية والغربية والأميركية أكاذيب يتبناها الساسة في الغرب، ومن نماذج هذه الدعاية "قتل الأطفال، قطع الرؤوس" وهناك محاولات لتشبيه المقاومة بـ"تنظيم الدولة"، هل أثرت هذه الادعاءات على صورة عملية "طوفان الأقصى"؟
لا شك أن وسائل الإعلام الصهيونية والغربية والأميركية تبنت الكثير من الأكاذيب في محاولة منها لشيطنة الحركة و"دعشنتها" كما يقولون.
حتى وصل الأمر بالرئيس الأميركي جو بايدن أن يتبنى الرواية التي قدمها المجرم الصهيوني رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مما اضطر إدارة البيت الأبيض لتقديم توضيحات تنفي فيها أن بايدن شاهد شيئا عن "قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء".
ثم صدرت الشهادات تباعا حتى من بعض مواطني دولة الاحتلال الذين تحدثوا عن كيف عاملهم أبناء "القسام" بإنسانية عالية، وكيف ساعدوهم على الرعاية بأطفالهم، وكيف عندما دخلوا بيوتهم طمأنوهم وقالوا لهم إننا مسلمون، وإننا لا نعتدي على الأبرياء، ولا نعتدي على المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ.
ولا شك أن هذه الدعاية كان لها في البداية حضور قوي، أما الآن فهي تتراجع إلى الحد الذي دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش ومنظمات حقوق الإنسان، وبعض الدول والحكومات الأوروبية إلى الحديث عن أهمية توقف استهداف المدنيين وفتح الممرات الآمنة ودخول المساعدات.
ولذلك أظن أن أثرها في البداية كان كبيرا، ولكنه اليوم يتلاشى لأنه قائم على الزيف والكذب والخداع.
ذكر عدد من الساسة الغربيين وعلى رأسهم بايدن أن "حماس" تهدف إلى قتل اليهود بخلاف الحديث عن حرب دينية، كيف ترد على هذا الاتهام؟
هذا الادعاء يأتي في نفس سياق الحرب الإعلامية، نحن في ميثاقنا وفي وثيقتنا السياسية لدينا موقف واضح جدا، فنحن لا نقاتل أحدا بناء على دينه، والله سبحانه وتعالى قال "لا إكراه في الدين" وقال أيضا "لكم دينكم ولي دين".
نقاتل من يحتل أرضنا يهوديا كان أو نصرانيا أو وثنيا، نقاتل "قوات الاحتلال" ولا نقاتل أحدا على دينه، هذا ما كرره كل قيادات الحركة دائما، وهذا مثبت في ميثاقنا وفي وثيقتنا السياسية التي نقدمها للعالم.
هناك مطالبات غربية بإطلاق سراح جميع الأسرى ودون أي شروط، وحماس ترفض إجراء أي صفقات بشأن إطلاق الأسرى، ما الذي تخططون للقيام بهؤلاء؟ وكم عددهم؟
الاحتلال اليوم يعترف بحوالي 200 جندي ويقول إنه أخبر أهلهم أنهم إما مفقودون وإما أسرى في يد المقاومة.
وأظن أن الحديث عن إطلاق سراح الأسرى بدون شروط، هذا الكلام فارغ لا قيمة له، لدينا آلاف الأسرى من أبناء شعبنا، منهم من قضى ما يربو على الـ40 عاما خلف القضبان.
ولا شك أن هؤلاء الأسرى سيكونون هم الفرصة التي نبيِّض بها سجون الاحتلال من أسرانا الأبطال، وهذا ما أعلنته الكتائب وأعلنته قيادة الحركة، ولا أظن أن ما يتحدثون عنه بالإفراج بدون شروط أو قيد أمرا واردا.
الاحتلال يتحدث حاليا عن "إبادة" حماس نهائيا من القطاع، ما هو مستقبل القضية الفلسطينية بعد "طوفان الأقصى"؟
هذه أضغاث أحلام لهؤلاء المجرمين، الذين يبدو أن هذه الأحلام ناتجة من الضربة التي تعرضوا لها في 7 أكتوبر 2023.
أما الحديث عن مستقبل القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى، فهو مستقبل بإذن الله تعالى قائم على إزالة الاحتلال، واليوم طوفان الأقصى مرحلة متقدمة من مراحل التحرير، أثبتنا أن هذا الجيش جيش من ورق، وأن هزيمته ممكنة، بل إن هزيمته قد بدأت.
فهي فعلا مرحلة فارقة في حياة الشعب الفلسطيني ونضاله، ونأمل إن شاء الله تعالى أن يكون التخلص من الاحتلال قريبا.