كيف تحولت البحرين إلى "ممر" لسياسات واشنطن في المنطقة؟

شدوى الصلاح | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

"سنقيم علاقة طويلة الأجل جدا.. وأتطلع بشدة إلى هذا.. فهناك الكثير من القواسم المشتركة" وعد جاء من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لملك البحرين، أثناء لقائهما في الرياض مايو/آيار 2017، مضيفاً: "العلاقات بين بلدينا رائعة وإن كان قد شابها بعض التوتر.. لكن لن يكون هناك توتر مع هذه الإدارة".

ما أعلنه ترامب مهّد له ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة خلال استقباله وزراء خارجية دول الخليج العربي في اختتام اجتماعهم للتحضير للقمة الخليجية 2016، حين أعرب عن ثقته في أن تسير العلاقات الخليجية الأمريكية "نحو آفاق أرحب من التعاون المشترك، من خلال الإدارة الجديدة برئاسة ترامب".

وبناء على التصريحات المتبادلة بين الطرفين اتخذت العلاقات الأمريكية البحرينية مسارا يخدم مصالح واشنطن وتل أبيب في المنطقة، فبعد أن فشلت ورشة البحرين التي عقدت مؤخراً لتمرير صفقة القرن وحضر فيها التطبيع بقوة، تستضيف المنامة اجتماعا دوليا يبحث متطلبات تأمين الملاحة البحرية في منطقة الخليج ومواجهة التهديدات الإيرانية، في فبراير/ شباط القادم.

المبعوث الأمريكي الخاص لإيران براين هوك، أكد في تصريح لصحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، أن الدول التي شاركت في "مؤتمر وارسو" ستدعى إلى مؤتمر في البحرين، لافتاً إلى أن "الدعوات لم ترسل بعد".

فشل وارسو

مؤتمر وارسو المعروف باسم مؤتمر الشرق الأوسط، عقد بقيادة الولايات المتحدة في العاصمة البولندية وارسو، يومي 13 و14 فبراير/شباط الماضي، للتحشيد ضد إيران وحصارها اقتصاديا وسياسيا في مقابل تعزيز دعم إسرائيل، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه المتعلقة بإيران.

فأمريكا تصر على سيناريو العقوبات وفرض الحصار الاقتصادي ضد روسيا وإيران وسوريا وفنزويلا، من أجل إخضاع هذه الدول لسياستها وتدميرها اقتصاديا.

روسيا رفضت حضور مؤتمر وارسو واعتبرته خطوة عدائية ضد إيران، وليس من أجل مناقشة حلول قضايا الشرق الأوسط، فيما شاركت دول أخرى بتمثيل باهت، ما أفقد المؤتمر الطابع الدولي الجامع.

مؤتمر وارسو نجح فقط في تحقيق اعتراف بالاحتلال الإسرائيلي دولة طبيعية، يحق لها المشاركة المباشرة في قضايا المنطقة وأزماتها، ويبدو أن هذا ما تحاول أمريكا التأكيد عليه وتمريره مجدداً عبر المؤتمر الدولي المرتقب في البحرين، والذي يروّج له على أنه لمواجهة الخطر الإيراني.

أعلنت أمريكا أن إسرائيل ستشارك في المؤتمر الذي دعت إليه، كما نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" عن المبعوث الأمريكي لشؤون إيران برايان هوك، أن الدول التي شاركت في مؤتمر "وارسو" قبل 6 أشهر، ستشارك في مؤتمر البحرين الثاني، وضمنها إسرائيل، منوّها إلى أنه لم يتم بعد إرسال الدعوات لهذه الدول.

ملاحة مهددة

وتفاقم التوتر في منطقة الخليج، في الشهرين الماضيين، مع اتهام الولايات المتحدة إيران بالمسؤولية عن هجمات على ناقلات نفط في المنطقة، وهو ما تنفيه طهران، فيما تؤكد الولايات المتحدة والبنتاغون على أن هذه التهديدات تتطلب إجراء دوليا عاجلا للتصدي لها.

وقعت سلسلة اعتداءات استهدفت الملاحة البحرية في منطقة الخليج، بدأت في مايو/آيار الماضي، بعد أن تعرضت 4 سفن تجارية بينهن سفينتان سعوديتان وإماراتية ونرويجية لعمليات تخريبية قبالة ساحل الفجيرة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، وقع اعتداء آخر استهدف ناقلتي نفط في خليج عمان إحداهما كانت تابعة لليابان.

وتتهم أمريكا إيران بالتسبب في إشعال الأزمات، إلا أن طهران تنفي علاقاتها باستهداف الناقلات، لكنها اعترفت باستهدافها طائرة أمريكية مسيّرة، قالت إنها اخترقت مجالها الجوي، لتعلن واشنطن أنها تراجعت عن عملية عسكرية كانت سترد بها على الاستهداف الإيراني لطائرتها.

لتصل التوترات إلى أزمة ناقلة النفط الإيرانية التي احتجزتها بريطانيا في 4 يوليو/تموز الجاري، في مياه مضيق جبل طارق، وأعقبت ذلك تهديدات إيرانية بالرد بالمثل على ذلك من خلال احتجاز ناقلة بريطانية.  

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وجّه أصابع الاتهام إلى مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، ويتهمه بالتسبب في إشعال أزمة الناقلات بين طهران ولندن، والسعي إلى جر الأخيرة إلى حرب مع إيران.

ونفذت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني تلك التهديدات بعد توقيفها ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" في مضيق هرمز.

صفقة القرن

وفي أعقاب تلك الأحداث، عقدت أمريكا ورشة عمل في العاصمة ‏البحرينية، المنامة، في الفترة 25 - 26 يونيو/ حزيران الماضي‏، لتمرير "صفقة القرن" التي تتضمن سلب مدينة القدس المحتلة ومنحها لـ"إسرائيل"، في تصفية علنية للقضية الفلسطينية ‏وشرعنة للاحتلال، وذريعة لتمييع حق العودة، وتهويد القدس وإعطاء الاحتلال الحق في ضم ‏أجزاء من الضفة الغربية، في مقابل وعود بإصلاحات اقتصادية ودولة فلسطينية منزوعة ‏السلاح.‏

صحيفة "ذي أتلانتيك" الأمريكية نشرت مقالاً في يونيو/تموز الماضي، كشفت خلاله عن الأسباب التي دفعت ترامب وفريقه لاختيار البحرين لعقد أول لقاء يمهد لـ"صفقة القرن"، مشيرة إلى أن البحرين تضم جالية يهودية لا يزيد عددها على 30 فرداً، جذورهم من العراق وإيران واليمن، وحين اعتلى حمد بن عيسى آل خليفة الحكم في البحرين قبل 17 عاماً، أنشأ تقارباً مع الولايات المتحدة.

وأوضحت أن ملك البحرين اعتمد على هذه الجالية التي تعتبر ورقة رابحة بهذه العلاقة، وأبقى على تمثيل لليهود في برلمان بلاده، ثم عين اليهودية هدى نونو كي سفيرة في واشنطن، والتي بدورها، عملت على توطيد العلاقات بشكل أكبر مع يهود الولايات المتحدة، ومهدت لسبل تواصل خفية بين البحرين وإسرائيل.

وأكدت الصحيفة أن القصر الملكي في البحرين شهد إقامة علاقات سرية مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لكنه عمل كل جهده أن تكون بعيدة عن أي مظهر علني، ولذلك وقع اختيار غاريد كوشنر، مستشار دونالد ترامب وصهره، وعرّاب "صفقة القرن"، على دولة البحرين كمكان لإطلاق هذه الصفقة.

 

جنازة بيريز

أما موقع "جلوبز" الاقتصادي العبري، فأرجع السبب لإقامة المؤتمر الاقتصادي إلى أن المنامة لها علاقات طيبة مع غالبية الدول العربية، كما أن لها صلات مع تل أبيب، سواء فيما يتعلق بالنواحي الأمنية أو الاستخباراتية.

وأشار الموقع إلى مشاركة وفد بحريني في تشييع جثمان شيمون بيريز رئيس الاحتلال الإسرائيلي الأسبق في عام 2016، وبعدها بعام أعلن حاكم البحرين أنه لا مانع لديه من زيارة إسرائيل وأنه ضد مقاطعتها تجارياً.

وذكر الموقع أن ملك البحرين كان أول القادة العرب الذي يعلن عدم معارضته نقل السفارة الأمريكية للقدس، مشيرا إلى أن المنامة مركز مصرفي وتجاري بارز، ومن شأنها أن تعزز الجانب الاقتصادي لصفقة القرن، وتعمل على توجيه وتجميع الاستثمارات الضخمة، المدرجة في نفس الصفقة.

ووجهت انتقادات حادة إلى وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، خاصة بعد تصريحاته في ختام مؤتمر المنامة للصحف الإسرائيلية: "دولة إسرائيل هنا وباقية ونحن نريد السلام معها". 

لم يعلق الوزير البحريني، الذي أجريت معه المقابلة من قبل وسيلة إعلام إسرائيلية داخل غرفته في الفندق الفاخر الذي استضاف أعمال "الورشة"، على تطبيع العلاقات الدبلوماسية في المستقبل القريب مع إسرائيل، لكنه أكد على "حق اسرائيل بالوجود كدولة مع حدود آمنة".

وقال: "حين تم عرض مبادرة السلام العربية، عرضت على دولة اسمها اسرائيل، في المنطقة، لم نعرضها على جزيرة بعيدة أو دولة بعيدة، عرضناها على إسرائيل، لذا نعتقد أن إسرائيل دولة باقية، ونريد علاقات أفضل معها، ونريد السلام معها".

ووجهت انتقادات حادة إلى وزير الخارجية البحريني، خاصة بعد تصريحاته، فلم يترك مقترحا أمريكيا أو قرارا في عهد ترامب، كان مثار جدل أو اعتراض أو لاقى تباينا في ردود الأفعال ووجهات النظر إلا وأثنى عليه، حتى وإن لم يطبق على أرض الوقع، في تطبيل مفضوح للإدارة الأمريكية الحالية، يترك بصمة سوداء في سجل المملكة الخليجية.

تحالف إستراتيجي

الوزير أعلن تأييده انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني، وأكد دعم بلاده لأمريكا في مواجهة ما أسماه "التطرف"، وسبق أن أشاد بمقترح أمريكي بإنشاء تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي بعضوية مصر.

وخلال مشاركته في مؤتمر وارسو وصف دور أمريكا بـ"المحوري في تعزيز السلام"، في الوقت الذي تركز إدارة ترامب هدفها نحو أمان إسرائيل، وتمنحها كافة الضمانات السياسية والأمنية والعسكرية، وتعتبرها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والآن يزعم اتخاذ أمريكا لخطوات حازمة لاستقرار المنطقة.

وفي حين يتفانى الوزير البحريني في مغازلة أمريكا وإسرائيل، ويظهر بلاده مسلوبة الإرادة، موالية لأمريكا وإسرائيل، يصف قطر الشقيقة الخليجية بأنها الأشد خطراً على الخليج.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه أمريكا خطوات للوراء في تعاملها مع إيران وتتجنب التصعيد، يوجه وزير خارجية البحرين تصريحاته العنيفة تجاه إيران، ويمتدح ما اعتبره جهودا أمريكية في مواجهة إرهاب إيران.

ويثير الوزير البحريني الجدل بالصور واللقاءات التي يجريها مع مسؤولين إسرائيلين، كان آخرهم صورة جمعته مع وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" في واشنطن، نشرها مساعد الرئيس الأمريكي ومبعوثه الخاص لـ"صفقة القرن"، "جيسون غرينبلات" عبر حسابه بتويتر.

وكتب "غرينبلات" في تغريدته: "تقدم رائع في واشنطن هذا الأسبوع لصالح إسرائيل والبحرين والمنطقة، يسرائيل كاتس وخالد بن أحمد تبادلا الحديث الودي في الاجتماع الوزاري لتعزيز الحرية الدينية في مبنى وزارة الخارجية الأمريكية".

وأضاف، ناقلا كلاما أدلى به لوزير الخارجية البحريني: "عندما نقول إن إسرائيل جزء من الشرق الأوسط، فهذا ليس بالأمر الجديد.. نحن بحاجة إلى مواصلة جهودنا للوصول إلى الشعب الإسرائيلي.. إنهم يريدون أيضا أن يرتاح بالهم على حياتهم وأجيال المستقبل…".

طعنة في الظهر

بدورها، وصفت حركة حماس، تصريحات وزير خارجية البحرين بـ"الاصطفاف الصارخ إلى جانب إسرائيل، وبالطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني ومقاومته".

وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، عبر حسابه على تويتر "تصريحات آل خليفة التي ادعى فيها أن حماس هي التي تعيق تحقيق السلام في المنطقة، تعارض كل الحقائق والوقائع على الأرض".

وشدد قاسم على أن تصريحات الوزير البحريني هي "محاولة لتقديم صك براءة للاحتلال عن جرائمه ضد الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "كل الهرولة تجاه الاحتلال لن تغيّر الحقائق التاريخية التي تثبت أنه أساس الإجرام والاضطراب في المنطقة".

في سياق آخر، استنكر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، لقاء وزير الخارجية البحريني مع مسؤولين إسرائيليين في واشنطن، والزيارات المتبادلة بين مسؤولي إسرائيل ودولة الإمارات.

كان آخر تصريحات وزير خارجية البحرين المثيرة للجدل، ما قاله لقناة الحرة، بأن واشنطن لن تتحمل وحدها جهد حماية الملاحة في هرمز، في تجاهل للأموال الخليجية المدفوعة لواشنطن مقابل دورها في حماية أمن الخليج.

فالرئيس الأمريكي يتقاضى "ثمن الحماية" ولا يجد حرجاً في أن يطلب المزيد من الأموال من الخليج مقابل ذلك الدور، الذي يعفيه عنه الوزير البحريني، ويحمّله لدول الخليج، حتى وإن كانت جهوداً مشتركة.

فالأحداث المتتابعة على مدار الشهرين الماضيين أثبتت فشل ترامب في تحقيق تلك الحماية وأن كل الأموال المدفوعة له من دول الخليج ذهبت هباء، فالمجال الجوي مكشوف ومهدد والمياه الإقليمية مخترقة.

التقصير الأمريكي واضح في القيام بالمهام المنوطة بها في الخليج، حيث تكتفي بممارسة دور "التحذير" من التحركات الإيرانية وإعلان وصول معلومات استخباراتية تفيد بذلك، وعلى إثرها مررت أمريكا 22 صفقة سلاح للخليج في التفاف معلن على الكونغرس، فضلا عن التحشيد العسكري في مياه الخليج.

وافقت وزارة الخارجية الأمريكية في مايو/آيار الماضي، على مبيعات محتملة لأسلحة تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار للبحرين والإمارات، في 3 صفقات منفصلة، حسبما قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بعد إبلاغ الكونغرس بذلك.

وبموجب إخطار أرسل للكونغرس، أصبح من الممكن للبحرين شراء أنظمة مختلفة من صواريخ باتريوت ومعدات الدعم المتعلقة بها بتكلفة تقدر بنحو 2.48 مليار دولار. 

وتشمل الصفقة البحرينية المحتملة 36 صاروخ باتريوت (إم آي إم-104 جي إم ئي-تي)، وهي نسخة مطورة يمكنها إسقاط طائرات وصواريخ كروز.

وفي إخطار منفصل أرسلته وزارة الخارجية للكونغرس، تم إعطاء موافقة أيضا للبحرين لشراء أسلحة مختلفة لدعم أسطول طائراتها من طراز (إف-16 بلوك 70) و(إف-16 في) بتكلفة تقدر بنحو 750 مليون دولار.

وتشمل هذه الصفقة 32 صاروخ (أيه آي إم-9 إكس) و20 صاروخ (أيه جي إم-84 بلوك 2 هاربون) و100 قنبلة (جي بي يو-39)، وهي قنابل صغيرة القطر تبلغ زنتها 250 رطلا وذخائر أخرى.

برنامج "الحارس"

ويتخذ الأسطول البحرى الخامس الأمريكى من البحرين مقرًا له، لمراقبة المنطقة، وتشمل عملياته، منطقة الخليج وخليج عُمان وخليج عدن وبحر العرب والبحر الأحمر، وأجزاء من المحيط الهندى، ويتمركز فى منطقة الجفير شرق المنامة، ويصفه خبراء أمريكيون بأنه أكثر الأساطيل الأمريكية الإستراتيجية أهمية في منطقة الخليج العربي.

وتُعد مملكة البحرين من أقدم الدول العربية التي أقامت تعاوناً عسكرياً مع الولايات المتحدة. ويوجد الأسطول الأمريكى فى البحرين منذ عام 1984، بحسب تقرير مؤسسة "أمريكان سيكيوريتى بروجيكت".

ويعتبر تأمين منطقة الخليج التى تمر عبر مياهها قرابة حوالى ثلث الإمدادات النفطية للعالم إحدى مهام الأسطول الأمريكى الخامس، الذى يضم حاملة طائرات وعددًا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من 70 مقاتلة، وقاذفات قنابل ومقاتلات تكتيكية وطائرات التزود بالوقود المتمركزة بقاعدة الشيخ عيسى الجوية.

وأنفقت الولايات المتحدة نحو 580 مليون دولار بين 2010 و2017 لتوسعة منشآتها العسكرية، بإجمالى 2 مليار دولار منذ تواجدها، كما توجد فى البحرين قاعدة المحرق الجوية للقوات البحرية الأمريكية.

وتشير تقديرات سابقة إلى أن عدد البحارة الأميركيين المتمركزين في البحرين نحو 3500 بحار، فيما يقدر عدد السفن التابعة لسلاح البحرية الأميركي والراسية في البحرين بسبعة عشرة سفينة. 

وفي نهاية حزيران/يونيو الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو برنامج "الحارس"، وهو خطة لتجنيد شركاء الولايات المتحدة وحلفائها من أجل المساعدة في تعزيز أمن السفن التي تعبر مضيق هرمز وغيره من المعابر، عقب الهجمات على ناقلات في الخليج.

في موازاة ذلك، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، في 17 تموز/يوليو، إن مسؤولين أمريكيين سيطلعون أعضاء من السلك الدبلوماسي في واشنطن على "مبادرة جديدة" لتعزيز حرية الملاحة والأمن البحري في مضيق هرمز.

وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية شككت في فرص نجاح "الحارس" واحتمالات موافقة الحلفاء على الانضمام إليه. ونقلت عن عدد من الخبراء تخوفهم من "جر الجيش الأمريكي إلى مواجهة مباشرة مع إيران"، متوقعين أن ينتهي البرنامج إلى "مشروع أمريكي خالص مع مساهمة محدودة من بعض الحلفاء الأوروبيين".

وفي 9 تموز/يوليو، صرّح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد بأن "الولايات المتحدة تريد تكوين تحالف عسكري في غضون أسبوعين لحماية المياه الإستراتيجية قبالة إيران واليمن".


المصادر