#تجويعي_يخدم_الصفقة.. ناشطون ينتقدون قرارا لبنانيا ضد الفلسطينيين

بيروت - الاستقلال | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثارت خطة وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان، لمكافحة العمالة الأجنبية غير الشرعية، والتي تهدف بحسب وصفه لـ"حماية اليد العاملة اللبنانية وتطبيق القوانين وتعزيز الأمن الاجتماعي"، موجة غضب واسعة بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

إعلان الوزير المنتمي لحزب القوات اللبنانية، (مسيحي يميني) فجّر غضب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذين أطلقوا هاشتاج #تجويعي_يخدم_الصفقة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لتحرّكات ووقفات احتجاجية رفضا للخطّة التي اعتبروها تأتي في سياق "صفقة القرن" المعدّة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصفية الحقوق الفلسطينية.

قانون عنصري

واعتبر الإعلامي والسياسي اللبناني غسان جواد، أن العامل الفلسطيني هو جزء من الدورة الاقتصادية اللبنانية، مطالبا وزارة العمل بعدم ملاحقة العمال الفلسطينيين، حيث قال في تغريدة على حسابه على تويتر: إن "العامل الفلسطيني جزء من الدورة الاقتصادية اللبنانية، يعيش ويصرف في لبنان".

وأضاف: "الفلسطيني ممنوع من العمل في حوالى 70 مهنة كالطب والهندسة ويعمل كسائق أو عامل أو صاحب محل صغير، فلتنتبه وزارة العمل لهذه الوقائع ولتتوقف عن ملاحقة العمال الفلسطينيين حيث يكفيهم الجحيم والحصار في المخيمات". 

من جهته، اعتبر الأديب  أدهم الشرقاوي، أنّ قرار وزارة العمل اللبنانية قرار عنصري يستهدف الفلسطيني، وقال:  "لبنان البلد الوحيد الذي لديه وزارة اسمها وزارة الخارجية والمغتربين، السبب أن 8 ملايين لبناني يعيشون في بلدان أخرى ويحملون جنسياتها، بالإضافة لمليون لبناني يعملون في دول الخليج، ثم تُحارب الحكومة اللبنانية 500 ألف فلسطيني وسوري في لقمة خبزهم، بحجة أنهم ليسوا لبنانيين، العنصرية مقرفة".

وتوجّه العدّاء الفلسطيني محمد القاضي إلى أبناء وطنه بالقول: "إلى الفلسطينين اللاجئين في لبنان سيأتي اليوم الذي تعودون فيه إلى بيوتكم في يافا وعكا واللد والرملة، وترتاحون من عنصرية الحكومات اللبنانية وطوائفها. يا رب العودة تكون قريبة". 

أما أسماء نصر الله، فاقتبست من كلام الأديب الراحل غسان كنفاني قوله: "وإذا فشل مشروع من مشاريعك، فقل إن الفلسطينيين سبب ذلك الفشل، كيف؟ إنه أمر لا يحتاج إلى تفكير طويل، قل أنهم مروا من هناك مثلا، أو أنهم رغبوا في المشاركة، أو أي شيء آخر، إذ ما من أحد سينبري لمحاسبتك".

في خدمة صفقة القرن

ووجّه الناشطون أصابع الاتهام إلى القانون الجديد باعتباره أحد بنود صفقة القرن، حيث إنّه يدفع الفلسطينيين بعد التضييق عليهم في لقمة عيشهم إلى التفريط في قضيّة العودة والقبول بخيار التوطين في دول اللجوء.

ومع تصاعد الغضب الفلسطيني وخروج عدد من المسيرات والوقفات الاحتجاجية من مختلف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، غرّد الوزير اللبناني كميل أبوسليمان نافيا أي علاقة بين قراره وبين صفقة القرن، وقال: "لا تراجع عن تطبيق القانون وردّة الفعل الفلسطينية غير مفهومة ولا معنى لها، فخطة وزارة العمل لا تستهدفهم ولا علاقة لها بصفقة القرن ولا بنظرية المؤامرات، ولم تأت على ذكرهم، والمشكلة عند بعضهم الذي أراد افتعال إشكال".


هذه التغريدة ضاعفت من غضب الفلسطينيين، ومن اتهامهم للوزير وعموم الحكومة اللبنانية بالانخراط في صفقة القرن المشبوهة، حيث غرّد محمد سلام على حسابه في "تويتر" قائلا: "هذا ما يفعلونه مع الشعب الفلسطيني في كل مكان وليس لبنان فقط. اتفق الجميع على الشعب الفلسطيني وبإذن الله مهما فعلتم لن تحصلوا على غاياتكم في صفقة القرن. 70 سنة والشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال والمؤامرات العربية حتى تم تجريده من كل شيء، ولكن باقون بإذن الله".

أما نوال عبد الله، فدعت بتغريدتها المسؤولين في لبنان إلى التعامل الإنساني مع الفلسطينيين وعدم خدمة الأجندة الصهيونية والأمريكية، بالقول: إن "خصوصية الشعب الفلسطيني بالتحديد اللاجئين الفلسطينين في لبنان تحتّم على الحكومة اللبنانية تطبيق قانون العمل بمحتواه الإنساني وليس السياسي.. مؤشر خطير يوحي بتنفيذ المشروع الصهيوني -الأمريكي (صفقة القرن)".

وبنبرة غاضبة، اعتبر فارس أن القانون الجديد يخدم بشكل مباشر المحتل الإسرائيلي، موجها التحية والدعم لأبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، قائلا: "بكل دناءة وحقارة يخدمون المحتل بالتضييق عليهم حتى في طلبهم الرزق بكرامة وعزة، المجد لأبطال المخيمات الفلسطينين في لبنان الصامدين على ظلم المحتل والصابرين على استبداد السلطات اللبنانية بتلك القرارات الجائرة في حقهم".

كما اعتبرت زينب، أنه لا خيار أمام الحكومة اللبنانية، فإما أن تكون في صف الفلسطيني أو في صف الاحتلال الإسرائيلي، وقالت: "إما أن تكون مع اللاجىء ابن المخيم، وإما أن تكون مع جيش الاحتلال تأتي على دباباته، تجويع الفلسطيني في لبنان يخدم صفقة القرن".

توتّر في الشارع 

ولليوم الثالث على التوالي لا تزال التحرّكات الفلسطينية في لبنان مستمرّة رفضا لقرار وزارة العمل، حيث شهدت جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مسيرات ووقفات احتجاجية، تطورت في بعض المناطق إلى قطع طرق وحرق الإطارات المطاطية.

وتداول عدد من الناشطين مقاطع مصوّرة لهذه الاحتجاجات والشعارات المرفوعة فيها.
 


ونشرت سماح صورة لشبان فلسطينيين يحملون لافتة كتب عليها: "الجيش اللبناني خط أحمر " داعين إلى التمسك بحقوقه دون الوقوع في مواجهة مع الجيش اللبناني أو قوات الأمن.


وهو ما دعا له علاء في تغريدته التي قال فيها: "الاعتراض على القرار اللبناني لا يجب أن يلتجأ فيه للسب أو التحقير، ولا تخوين أي شخص بالشعب اللبناني، أو الجمع بأي كلمة، كما الفلسطيني مظلوم، فاللبنانيون مظلومون جدا، لا يجب أن نسيئ لفئة واقفة معنا قلبا وقالبا، ضد القرار ومع قضيتنا بشكل عام".