مخطط وممول ومستضيف ووسيط.. كيف مهدت دول خليجية لـ"صفقة القرن"؟

شدوى الصلاح | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

"صفقة القرن" التي صاغها جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أسقطت الأقنعة عن قادة دول بالخليج حملوا على كتفهم محاولة تمرير الصفقة وفرضها على الفلسطينيين كأمر واقع.

قسموا الأدوار فيما بينهم، حاولوا تمهيد الطريق للصفقة المشبوهة، أعلنوا عدم الممانعة في تطبيع علاقاتهم مع إسرائيل، تحدثوا عن حق تل أبيب في أن يكون لها دولة تقام معها العلاقات الدبلوماسية والتجارية.

الصفقة تتضمن سلب مدينة القدس المحتلة ومنحها لـ"إسرائيل"، في تصفية علنية للقضية الفلسطينية وشرعنة للاحتلال، وذريعة لتمييع حق العودة، وتهويد القدس وإعطاء الاحتلال الحق في ضم أجزاء من الضفة الغربية، في مقابل وعود بإصلاحات اقتصادية ودولة فلسطينية منزوعة السلاح.

من أجل تمرير تلك الصفقة رعت الولايات المتحدة الأمريكية ورشة عمل في العاصمة البحرينية، المنامة، في الفترة 25 - 26 يونيو/ حزيران الماضي. وتباينت المواقف العربية بين مؤيد ورافض بشدة، ومتحفظ.

وبعد انتهاء ورشة المنامة التي حملت عنوان: "السلام من أجل الازدهار، الخطة الاقتصادية: رؤية جديدة للشعب الفلسطيني"، بات الحديث عن "الفشل" مرافقاً لذكر "صفقة القرن"، بعدما وصم قادة الدول الخليجية التي استضافت وروجت ودفعت نحوها، بـ"الخيانة".

تلك الدول لم تعط اهتماماً للتسجيل الصوتي الذي سربته صحيفة "واشنطن بوست" لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي شكك خلاله في جدوى "صفقة القرن"، قائلاً: "يمكن القول إن الخطة غير قابلة للتحقيق، وقد لا تحقق النتائج".

ذلك التسجيل كان في اجتماع مغلق له مع رؤساء أكبر المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، الذي انعقد في 28 مايو/آيار الماضي، وتم تسريبه مطلع يونيو/حزيران الماضي، وهو ما كان بمثابة فرصة أخيرة لدول الخليج لتتراجع عن موقفها وتشبثها بعقد المؤتمر المروّج لتلك الصفقة.

إلا أن هذا لم يحدث رغم إقرار وزير الخارجية الأمريكي علنا بصحة الرأي القائل إن الخطة يمكن أن تفيد الحكومة الإسرائيلية فقط، فحتى تلك الفرصة لم يستثمروها، في تأكيد على خيانتهم للقضية الفلسطينية وموقفهم الداعم للاحتلال الإسرائيلي، فالإمارات والسعودية خططتا للصفقة ومولتاها، فيما توسطت سلطنة عمان لتمريرها، واستضافتها البحرين.

الإمارات المخطط

دور الإمارات في تمرير "الصفقة" أكبر بكثير مما يتصوره البعض، فتكشف أن الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، هو مهندس تلك الصفقة، كما تكشف أيضا تسخيره للإعلام لتمريرها، فضلا عن دعم الإمارات لشراء عقارات من فلسطينيين في القدس وبيعها لإسرائيليين، بالإضافة إلى دوره في توجيه "بن سلمان" نحو تلك الصفقة.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كشفت أن "بن زايد" هو أول من قدّم رؤية لتسوية من الخارج للقضية الفلسطينية، وتبنتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضافت الصحيفة في تحقيق رئيس قسم الشرق الأوسط ديفيد كيرك باتريك، أن مقترحات ولي عهد أبو ظبي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي جوهر خطة مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر للسلام، المعروفة إعلاميا بـ "صفقة القرن" وهي المقترحات ذاتها التي رفضتها إدارة أوباما من قبل.

وأوضح التحقيق أن النهج الذي يدافع عنه كوشنر في التعامل مع تسوية القضية الفلسطينية، يشبه بطريقة ما النهج الذي سعى إليه بن زايد منذ نهاية إدارة أوباما.

تأييد الإمارات لصفقة القرن كان واضحاً في نشاط الإعلام واستضافة شخصيات بارزة للترويج لها، طول مدة الإعداد لإعلانها والتي بدأت منذ 2017، عبد الخالق عبد الله، الأكاديمي الإماراتي والمستشار السابق لحاكم أبوظبي، شنَّ في مارس 2018، هجوماً على السلطة الفلسطينية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، بسبب الموقف من "صفقة القرن"، وتحدث عما سيجري للضفة في حال رفضها.

وقال في تغريدة نشرها على تويتر: "صفقة القرن ستحوّل الضفة الغربية لقطاع إداري، تحت حكم وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، شبيه بوضع هونغ كونغ، في علاقتها مع الصين".

وحملت تغريدته تهديداً للسلطة الفلسطينية بأنها في حال لم تقبل بالصفقة فيمكن لإسرائيل سن تشريع بضمها كلياً ونهائياً، مضيفاً: "مع الأسف عنتريات عريقات لن تفيد القضية. هذا ما تبقَّى من فلسطين".

حسب ما جاء في صحيفة "ميدل إيست مونيتور"، في يونيو/حزيران 2018، حذّر كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين، من محاولة رجل أعمال إماراتي مقرّب من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، شراء منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم في مدينة القدس القديمة، لا سيما المناطق القريبة من المسجد الأقصى.

وأضاف أن الشراء يتم عن طريق محمد دحلان، الذي قدّم 5 ملايين دولار إلى فلسطيني مقابل شراء منزله المتاخم للمسجد الأقصى.

ورأى الخطيب أن هذه الجهود مماثلة لتلك التي حدثت في 2014، حينما اشترى نظام محمد بن زايد منازل بمنطقة سلوان، ووادي حلوة بالقدس الشرقية المحتلة، وباعها لمستوطنين إسرائيليين، ناصحاً جميع مالكي البيوت في القدس بألا يتقبّلوا محاولات بيع المنازل لأي شخص تحت أيّ غطاء.

السعودية الممول

أما المملكة السعودية، ففي الوقت الذي نددت فيه بخطوة الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، تكشف أن تلك الصفقة تم تسويقها بأموال سعودية، حيث أوضح المعلق الإسرائيلي البارز، بن كاسبيت، أن "ترامب" يحاول ‏تسويق خطته عبر الأموال التي يبدي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، استعدادا لدفعها في مسعاه لإغراء ‏الفلسطينيين بقبول الصفقة.  ‏

بن سلمان أسند أيضا لمستشاره السابق سعود القحطاني مهمة خاصة تمثلت في تجميل صورة ‏إسرائيل لدى الرأي العام السعودي، بينما هو بتصريحاته العلنية حمل تلك المهمة على عاتقه، و‏عمل على تعزيز العلاقات بين إسرائيل والمملكة بدعوى أن له مصالح مع إسرائيل، ومن حق تل أبيب ‏الاحتلال الحق في أن يكون له دولة.‏

كما فضح مسؤولون عرب مشاركة بن سلمان في كواليس صفقة القرن، ومحاولته الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقبول بالصفقة.

تلك التفاصيل تكشفت في ظل تحسن كبير في العلاقات بين ترامب وبن سلمان، وهو ما كان يسعى له الأخير بقوة حين كان وليا لولي العهد، ونصحه بن زايد بفتح قناة اتصال مع إسرائيل إذا أراد أن يكون المرشح المفضل لأمريكا في الجلوس على عرش المملكة، وهو ما تفانى الأمير السعودي في تنفيذه. 

اتجهت السعودية في إطار سعيها وتحركها المستمر للتقرب أكثر من إسرائيل، وإزالة أي عقبات أو مبادرات تعرقل هذا النهج، إلى اتخاذ خطوة جوهرية في تاريخ الصراع العربي مع تل أبيب.

مصادر فلسطينية كشفت في فبراير/شباط الماضي، أن المسؤولين في السعودية وعلى رأسهم الملك سلمان، وولي العهد، بدأوا يفكرون جدياً في اتخاذ خطوة من شأنها أن تغير مفاهيم العلاقات العربية مع دولة الاحتلال بشكل جذري.

وأشاروا إلى أن السعودية وقبلها الإمارات نجحتا في قيادة باقي الدول العربية للتطبيع العلني، وهو ما ظهر مؤخراً مع عدد من الدول العربية والإسلامية، وشجعت تلك الدول على الخطوة التي كانت مُحرّمة في السابق.

وقبل عقد مؤتمر المنامة بأيام قليلة، نقلت صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية الاقتصادية، عن دبلوماسي سعودي رفيع المستوى، لم تعلن عن اسمه، إشادته بصفقة القرن ومزايا تطبيع العلاقات، وافتخاره بامتلاك إسرائيل تكنولوجيا متقدمة ينظر إليها العالم بإعجاب.  

وأضاف: "لقد جلب التاريخ والله فرصة حقيقية. لقد استمر الصراع الدموي لفترة طويلة. نحن السعوديين وجميع دول الخليج بالإضافة إلى مصر والأردن ندرك أن عصر الحرب مع إسرائيل قد انتهى".

واستمر الدور السعودي الداعم لصفقة القرن إلى أن ترأس وزير المالية محمد بن عبد الله الجدعان الوفد الذي شارك في المؤتمر الاقتصادي بالمنامة.

ريتشارد فولك، المقرر السابق للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين، أكد أن "صفقة القرن"، محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، معرباً عن اعتقاده أن السعودية تقدم العون في هذا المسعى.

وأضاف: "السعودية تمارس دوراً سلبياً في صفقة القرن بتعاملها السلبي مع القضية الفلسطينية، وتقديمها العون للولايات المتحدة وإسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين" بحسب موقع الخليج أونلاين.

البحرين المستضيفة

أما البحرين والتي استضافت المؤتمر الاقتصادي الذي أعلن عنه البيت الأبيض لطرح الصفقة، فزعمت بعد أن تصاعد الجدل حول المؤتمر واتهمتها دوائر إقليمية بأنها تشارك في التمهيد لتمرير الصفقة على حساب القضية الفلسطينية، أن استضافتها للمؤتمر يأتي في إطار جهودها الداعمة للفلسطينيين.

تلك المزاعم قوبلت بحملة انتقاد أوسع داخليا وخارجيا، حيث أعلن البحرينيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي رفضهم لإقامة المؤتمر وعمليات التطبيع.

وتحت عنوان "علاقات في الكواليس.. تل أبيب والمنامة"، قال موقع "جلوبز" الاقتصادي العبري، إن السبب وراء إقامة المؤتمر الاقتصادي في البحرين هو أن المنامة لها علاقات طيبة مع غالبية الدول العربية، كما أن لها صلات مع تل أبيب، سواء فيما يتعلق بالنواحي الأمنية أو الاستخباراتية.

وأشار الموقع إلى مشاركة وفد بحريني في تشييع جثمان شيمون بيريز رئيس الاحتلال الإسرائيلي الأسبق في عام 2016، وبعدها بعام أعلن حاكم البحرين أنه لا مانع لديه من زيارة إسرائيل وأنه ضد مقاطعتها تجارياً.

وذكر الموقع أن ملك البحرين كان أول القادة العرب الذي يعلن عدم معارضته نقل السفارة الأمريكية للقدس، مشيرا إلى أن المنامة مركز مصرفي وتجاري بارز، ومن شأنها أن تعزز الجانب الاقتصادي لصفقة القرن، وتعمل على توجيه وتجميع الاستثمارات الضخمة، المدرجة في نفس الصفقة.

ووجهت انتقادات حادة إلى وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، خاصة بعد تصريحاته في ختام مؤتمر المنامة للصحف الإسرائيلية: "دولة إسرائيل هنا وباقية ونحن نريد السلام معها". 

لم يعلق الوزير البحريني، الذي أجريت معه المقابلة من قبل وسيلة إعلام إسرائيلية داخل غرفته في الفندق الفاخر الذي استضاف أعمال "الورشة"، على تطبيع العلاقات الدبلوماسية في المستقبل القريب مع إسرائيل، لكنه أكد على "حق اسرائيل بالوجود كدولة مع حدود آمنة".

وقال: "حين تم عرض مبادرة السلام العربية، عرضت ،وفق قوله، على "دولة اسمها اسرائيل، في المنطقة، لم نعرضها على جزيرة بعيدة أو دولة بعيدة. عرضناها على إسرائيل، لذا نعتقد أن إسرائيل دولة باقية، ونريد علاقات أفضل معها، ونريد السلام معها".

عمان الوسيط

وفيما يتعلق بسلطنة عمان، فقد اعتبرها مراقبون أنها دخلت كوسيط جديد في صفقة القرن، بعد أن قام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكتوبر/تشرين الأول 2018 بزيارة رسمية لم يعلن عنها مسبقاً إلى سلطنة عُمان التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل والتقى بالسلطان قابوس بن سعيد.

وكانت هذه الزيارة هي الأولى لزعيم إسرائيلي بهذا المستوى منذ زيارة شيمون بيريز عام 1996 عندما كان يشغل منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء.

وكان "قابوس" قد وجّه دعوة إلى نتانياهو وزوجته سارة للقيام بهذه الزيارة في ختام اتصالات مطولة بين البلدين.

وبعد أيام من زيارة نتنياهو، وجّه قابوس عدة رسائل إلى السلطة الفلسطينية، وقالت مصادر إن العمانيين يحاولون تقريب وجهات النظر بشأن صفقة القرن، مشيرين إلى أن الحديث يدور حول طلبات عباس من أجل العودة للمفاوضات، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

وأكدت المصادر أن رئيس السلطة الفلسطينية يريد أو يشترط اعترافاً أمريكياً بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، مستطردة: "هذا سيكون تعويضاً كافياً في هذه المرحلة".

وبحسب المصادر، يريد العمانيون لعب دور مهم في تسوية الخلافات بين الفلسطينيين والأمريكيين من جهة، ومع الإسرائيليين من جهة أخرى. لكنهم لن يكونوا رعاة للمفاوضات أو وسطاء، يريدون أن تقوم الولايات المتحدة بهذا الدور.

وكان يوسف بن علوي بن عبد الله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، أكد أن بلاده تطرح أفكارا لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على التقارب، لكنها لا تلعب دور الوسيط.

وقال بن علوي: "إن بلاده تعتمد على الولايات المتحدة، ومساعي رئيسها دونالد ترامب، في العمل باتجاه صفقة القرن"، وأضاف: "إسرائيل دولة موجودة في المنطقة ونحن جميعا ندرك هذا… العالم أيضاً يدرك هذه الحقيقة، وربما حان الوقت لمعاملة إسرائيل بنفس المعاملة (كالدول الأخرى)، وأن تتحمل أيضاً الالتزامات نفسها".

وذكرت تقارير عبرية دور "قابوس" في صفقة القرن، حيث نقل موقع "نيوز وان" العبري عن مصادر إسرائيلية قولها إن السلطان العماني يحاول المساهمة في دفع صفقة القرن الأمريكية الجديدة، وذلك عبر إشراك السلطة الفلسطينية التي تعارضها بكل شراسة.

ولفتت إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكي للعاصمة العمانية في 15 يناير/كانون الثاني 2019، واستمع لأفكار جديدة من قابوس حول الملف كانت تتضمن الحديث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والقدس والمستوطنات واللاجئين".

وأضافت المصادر: "كذلك التقى مسؤولون عمانيون مع نظرائهم الفلسطينيين وحاولوا إقناعهم بخطة السلام الجديدة وأن يوافقوا على دراسة الأفكار الجديدة التي عرضوها من قبل على الأمريكيين، ورغم أن السلطنة لا تريد أن تكون وسيطا بين واشنطن ورام الله إلا أن لها مركزا ومكانة متميزة بالشرق الأوسط، وتحاول عبر طرح أفكارها دعم العملية السياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين ما سيساهم في استقرار المنطقة".  

كانت خطوات السلطنة المتسارعة نحو التطبيع هي السمة السائدة على تحركاتها، إذ أعلنت وزارة الخارجية العمانية في نفس اليوم الذي انطلقت فيه أعمال المؤتمر الاقتصادي في البحرين بمشاركة ممثلين عنها، عن فتح سفارة لها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الأمر الذي استقبله الفلسطينيون بحذر خوفا من أن يخفي اعترافا ضمنيا بإسرائيل، فيما أكد مراقبون أن نية السلطنة فتح سفاراتها في رام الله "غير شريفة" لأنها لو كانت حسنة النية لفتحت السفارة في القدس وليس في رام الله.

ولفتوا إلى أن الطريقة التي تم بها إعلان العلاقات الدبلوماسية مع فلسطين بمثابة "تطبيق لصفقة القرن"، واستمرار لفتح القنوات التطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي.

فيما روّج البعض لفتح السفارة العمانية في رام الله على أنها صفعة قوية لصفقة القرن ومؤتمر المنامة، خاصة بعدما نفت وزارة الخارجية إقامة علاقات دبلوماسية بين السلطنة وإسرائيل، إلا أن الاستخبارات الإسرائيلية سرعان ما فضحت سلطنة عمان بإعلانها فتح مكتب تمثيلي في سلطنة عمان.

وأعلن يوسي كوهين رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) مطلع يوليو/تموز 2019، أن بلاده أعادت إقامة "علاقات رسمية" مع سلطنة عمان، التي تلعب دور الوسيط السري في أزمات إقليمية عدة، معيدة العلاقات مع هذا البلد بعد توقفها عام 2000 على خلفية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وأضاف: إن "استعادة العلاقات بين البلدين هي الجزء المرئي من جهد أوسع بكثير لا يزال سريا".


المصادر