"إرهاب أميركي".. غضب عربي واسع لمحاولات إسقاط تركيا عبر قتل أبرياء

إسطنبول - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

أثار تفجير دموي شهدته منطقة تقسيم السياحية بمدينة إسطنبول التركية، موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، إذ صنفوه "عملا إرهابيا إجراميا وحشيا".

ووقع التفجير عصر 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في شارع الاستقلال الشهير دائم الازدحام، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين، بينهم حالات خطيرة.

وتوعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن "ينال المتورطون في التفجير، العقاب اللازم"، مؤكدا أن "مساعي التحكم بتركيا وشعبها عبر الإرهاب لم ولن تحقق هدفها".

وفجر 14 نوفمبر أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، القبض على السيدة التي وضعت القنبلة والتي تسببت بالتفجير، وتوقيف العشرات، لافتا إلى أن القرائن الأولية تؤكد ضلوع حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" الذي تصنفه أنقرة "إرهابيا".

وقال صويلو إن التعليمات بتنفيذ التفجير صدرت من مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا الواقعة تحت احتلال "بي كا كا"، موضحا أن منفذة التفجير وصلت إلى تركيا بطريقة غير شرعية عبر منطقة عفرين السورية المتاخمة للحدود التركية.

وأعرب وزير الداخلية التركي عن رفضه إدانة واشنطن للتفجير، واصفا رسالتها في هذا الشأن بـ"عودة المجرم إلى مسرح الجريمة".

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على وسم #تفجير_تقسيم وغيره، عن دعمهم للسلطات التركية في توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى أميركا وتسليط الضوء على دورها في زعزعة الأمن الداخلي بدعمها للجماعات الكردية المسلحة، وعلى رأسها "بي كا كا"، ما يعني شراكتها في الجريمة.

وعدوا رفض تركيا لرسالة التعزية من السفارة الأميركية بتركيا "موقفا مستحقا وواجبا"، خاصة بعدما ثبت أن منفذي التفجير جاؤوا من كوباني التي تعد أكبر القواعد الأميركية لرعاية وتدريب "بي كا كا" بالشمال السوري.

وتداولوا مقاطع فيديو وصورا توثق لحظة وضع منفذة عملية التفجير حقيبة الموت بين المدنيين الأبرياء في شارع الاستقلال المزدحم في يوم عطلة رسمية وهروبها من المكان، وأخرى للحظة القبض عليها.

تآمر وعداء

وتفاعلا مع الحادث، كتب السياسي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة: "لأنها تركيا الحضارة والمستقبل والإسلام، فالأعداء كثر، والمتآمرون على مستقبل الشرق ونهوضه كثر".

من جانبها رأت نجوى علي، أن "الهدف من التفجير الإرهابي وسط إسطنبول إسقاط تركيا الإسلامية".

فيما قال فواز حمود السمار، إن تركيا عنوان التنمية الحقيقية، وما أحدثه أردوغان وحزبه العدالة والتنمية لا يقتصر علي تحويل تركيا إلى دولة عظمى فقط، بل ربطها وارتباطها بالثقافة الإسلامية الشمولية، متمنيا للشعب التركي الأمن والسلام ولأردوغان العز والنجاح.

ووصف الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، التفجير بأنه "عمل إجرامي تماما كأي استهداف لمدنيين أبرياء غير محاربين في أي مكان".

فيما أكد الصحفي التركي حمزة تكين، أن "التفجير الإرهابي في شارع الاستقلال فشل بتحقيق أهدافه، والحياة عادت لطبيعتها في المكان، والسياح عادوا مجددا للتجوال هناك".

وأشار إلى أن أردوغان تابع زيارته إلى إندونيسيا للمشاركة بقمة مجموعة الـ20، والتأثير الإعلامي السلبي لم يحصل، وتم اعتقال المنفذة، لافتا إلى أن "التفجير نجح فقط بقتل الأبرياء".

وأكد الكاتب السوري الدكتور أحمد موفق زيدان، أن اليد التي فجرت ميدان تقسيم مجرمة، وأداة من أدوات محور الشر، الذي شارك ضلعه الآخر في تدمير مدن الشام، فاعتقل مئات الآلاف وهجر أضعافهم.

وتابع: "عدونا واحد مهما كان لبوسه، وبإذن الله سيقع القتلة ومشغلوهم بيد العدالة قريبا، عزاؤنا لأهل الضحايا، والشفاء للجرحى".

الدور الأميركي

وصب ناشطون غضبهم على الولايات المتحدة الداعمة لـ"بي كا كا"، مؤكدين أن المنفذة مجرد أداة، بينما العقل الموجه والمدبر هو واشنطن التي ترعى وتدرب وتمول العمليات المسلحة ضد تركيا.

وأشاد ناشطون بموقف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الرافض لتلقي التعزية الأميركية، ووصفه رسالتها بـ"عودة المجرم إلى مسرح الجريمة".

وعد الكاتب التركي إسماعيل ياشا التفجير "إرهابا أميركيا بامتياز"، مشيرا إلى أن "الإرهابية التي وضعت القنبلة في شارع الاستقلال فعلت ذلك بناء على تعليمات واشنطن".

من جهته، قال الكاتب والداعية الكويتي حامد العلي: "إذا كانت المفجرة في تقسيم إسطنبول من حزب العمال الكردستاني، فأكبر داعم لهذا الحزب هو أميركا، وقد دأب أردوغان على توجيه الاتهام لها بدعم هذا الحزب الإرهابي". ورأى الصحفي محمد الدليمي موقف وزير الداخلية التركي بأنه يعني توجيه التهمة بضلوع أميركا في الهجوم الإرهابي الذي استهدف منطقة تقسيم بتركيا. وأشاد الكاتب الفلسطيني إبراهيم المدهون بموقف أنقرة الرافض لتعزية واشنطن، قائلا: "يعجبني بالقيادة التركية عدم مداهنتها بأي قضية تخص أمنها وإستراتيجيتها، وتتحدث بصراحة وحزم من غير تمييع". وأثنت الأكاديمية الأردنية فاطمة الوحش على الموقف التركي، قائلة: "الرجال مواقف، تركيا سلاما في سلامي في سلام".

نجاح أمني

وأشاد ناشطون بقدرة أجهزة الأمن التركية على ضبط المشتبه في تنفيذهم التفجير بعد ساعات قليلة من الحادث، موجهين التحية لهم على سرعة الكشف عنهم وملاحقتهم.

وعد الكاتب والإعلامي أحمد منصور نجاح سلطات الأمن التركية فى القبض على منفذة هجوم إسطنبول خلال ساعات معدودة دليلا على أن تركيا قطعت أشواطا بعيدة فى ضبط أمنها الداخلي، لا سيما وأن الجريمة وقعت فى أحد أكثر الأماكن وأكثر المدن ازدحاما بالناس فى العالم.

وأكد الإعلامي والمحلل السياسي خليل خلاف أن سرعة قبض الأمن التركي  علي منفذي تفجير تقسيم دليل كبير وواضح على مدى الاستقرار الأمني والسيطرة على كل عمل إجرامي من خلال رجال أكفاء ووجود عشرات الآلاف من كاميرات المراقبة السريعة للسيطرة على أمن تركيا. وأثنى الأكاديمي العراقي زيد عبد الوهاب الأعظمي على اعتقال منفذة تفجير إسطنبول ومن معها من المشتبه بهم خلال عشر ساعات من لحظة حدوث الجريمة بدون لجان تحقيق ولا مماطلة ولا تسويف ولا "خيوط"، مؤكدا أن تحقيق الأمن العام يحتاج إلى إرادة نزيهة حقيقية وكفاءات لا يساومها أحد.

ورأى السياسي العراقي طارق الهاشمي أنه لا غرابة في هذا الإنجاز عندما تكون الأجهزة الأمنية حرفية والدولة ناجحة.

وقال أبو الغيث: "كل يوم تزداد ثقتنا بتركيا العظمى، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، ونصرة الإسلام والقضايا الإسلامية"، مضيفا أن القبض على منفذي تفجير تقسيم خلال بضع ساعات شيء يدعو للفخر بقوة هذه الدولة.