الشذوذ يعادي فطرة مونديال قطر.. سجل أسود للغرب في دورات كأس العالم

12

طباعة

مشاركة

مع اقتراب انطلاق مونديال قطر في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بدأت حملة من الضغوطات الغربية للترويج للشذوذ الجنسي الذي تناهضه المجتمعات المحافظة والإسلامية، ومنها الدوحة. 

وتواصلت الحملة الممنهجة، وآخرها هجوم لفظي لمشجع ألماني، في 23 سبتمبر/أيلول 2022، على السفير القطري في برلين، عبد الله بن محمد بن سعود، قائلا: "لا تنصدم أمارس الجنس مع رجال آخرين".

ووجه المشجع للسفير طلبا بشأن السماح للترويج لـ"الشذوذ" في المونديال، رغم أن ذلك تجرمه القوانين القطرية المنطلقة من الشريعة الإسلامية، واحترام طبيعة مجتمعها المحافظ.

شارة "الشذوذ"

وفي 21 سبتمبر 2022، أعلنت 8 منتخبات أوروبية، عبر بيان أنها ستشارك في كأس العالم، ضمن حملة أُطلق عليها اسم "One Love" (حب واحد) لمدة موسم كامل تدعو إلى "الشذوذ ومكافحة رافضيه".

وأشارت منتخبات هولندا وإنجلترا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والنرويج والسويد، إلى أن كل قائد من قادة هذه المنتخبات شارة تحمل عبارة "One Love".

ويحمل القلب الذي سيظهر على شارة قادة المنتخبات، التي ستشارك 8 منها في كأس عالم قطر، ألوانا يرمز إليها أنها معبرة عن "الشذوذ".

واختار المنتخب الهولندي صاحب الفكرة تلك الألوان لأنها تعبر عن "الهويات الجنسية"، وسيتم ارتداء هذه الشارة في قطر التي تعد "الشذوذ" جريمة يعاقب عليها القانون.

بينما عقب الاتحاد الألماني لكرة القدم أن مبادرة "حب واحد" جاءت من مجموعة عمل تابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) مسؤولة عن دراسة "القضايا المتعلقة بحقوق الشواذ حتى نهاية مونديال 2022. 

وتواجه قطر حملة متصاعدة بشأن قوانينها التي تجرم "الشذوذ"، خاصة مع اقتراب انطلاق كأس العالم، لأول مرة على أراضيها وأرض عربية إسلامية، ويستمر حتى 18 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وسبق أن أعلن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في 20 مايو/أيار 2022، ترحيب بلاده بالزوار من مختلف أقطار الدنيا، وأنها لن تمنع أحدا من الحضور لمشاهدة كأس العالم، و"التمتع باستضافة كريمة" في الدوحة.

لكنه طالب "جميع القادمين باحترام ثقافة الشعب القطري وتقاليده"، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شلوتس، في 20 سبتمبر 2022.

قطر تقاوم

وخلال الأشهر السابقة، تعرضت قطر لضغط متواصل من منظمات مجتمع مدني أوروبية، ولاعبين متضامنين مع الشذوذ الجنسي، بسبب قوانين الدوحة المتعلقة برفضه إضافة إلى قضية المشروبات الكحولية في مناطق المشجعين.

ومن أبرز الذين هاجموا قطر، اللاعب الألماني توني كروس، والمدرب الهولندي، لويس فان خال، والمدرب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت.

وسبق أن أعرب اللاعب الأسترالي، جوش كافالو، الذي يعد "شاذا جنسيا" عن خشيته على سلامته خلال مشاركته في المونديال القطري. 

وهو ما دعا الرئيس التنفيذي لمونديال 2022، ناصر الخاطر، إلى التأكيد أن "قطر دولة مضيافة، لكن لدينا عاداتنا وتقاليدنا".

وقال الخاطر لموقع "CNN" الأميركي في 20 مايو 2022، "كما تحترم الدوحة عادات وتقاليد الضيوف من الدول المختلفة أيضا، نعتقد أن من واجب الضيوف أثناء كأس العالم احترام عاداتنا وتقاليدنا في المنطقة".

ولا تعترف قطر بالزواج من نفس الجنس أو بالشراكات المدنية، ولا تسمح للناس بتنفيذ حملات من أجل المطالبة والدعاية للشذوذ الجنسي بأنواعه وأشكاله كافة.

وتنص المادة 296 من قانون العقوبات الحالي (القانون 11/2004) الذي صدر عام 2004، بالسجن لمدة تتراوح ما بين سنة إلى 3 سنوات بتهمة الشذوذ.

وشهد عام 1995، قضية أثارت الرأي العام حينها عندما حكم على أميركي كان في زيارة إلى قطر بالسجن لمدة 6 أشهر مع 420 جلدة، بعد اتهامه بممارسة "الشذوذ".

وفي عام 1990، أبلغت الوزارة الخارجية القطرية، الحكومة الفلبينية بأنه يمنع منعا باتا دخول عمال شواذ إلى قطر بقصد العمل فيها.

بعدها شنت السلطات القطرية حملة اعتقالات ضد الشواذ جنسيا، ورحلت العديد منهم إلى الخارج ومنعتهم من دخول البلاد.

وظل الوضع على ما هو عليه، حتى فازت قطر بحق تنظيم كأس العالم، خلال القرعة التي أجريت في 2 ديسمبر/كانون الأول 2010، متفوقة على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا.

استغلال الرياضة

الناقد الرياضي، حسام زيد، وصف حملة الضغط على قطر للترويج للشذوذ بأنها "أخطر حملة اختراق للهوية الدينية الإسلامية والعربية في السنوات الأخيرة".

وقال زيد لـ"الاستقلال" إنه "في ظل خلط الرياضة وتحديدا كرة القدم بالشذوذ، وأصبحت الملاعب العالمية الكبرى مرتعا لتلك الحملات الموبوءة، فإنه معروف مدى رفض وكراهية الشعوب العربية والإسلامية لذلك السلوك، بل وكثير من دول العالم ترفضه وتنبذه وتحرمه، منها روسيا على سبيل المثال".

وأكد أن "هناك كيلا بمكيالين واضحا ضد قطر، فهم ينتقدونها بسبب الشذوذ والعمال وما أطلقوا عليه انتهاك حقوق الإنسان، وأغفلوا التاريخ الأسود للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في بطولات عديدة على رأسها كأس العالم في الأرجنتين عام 1978، الذي أقيم على جثث المعارضين والمناهضين لانقلاب (الديكتاتور) خورخي فيديلا".

وتابع: "حتى كأس العالم في البرازيل عام 2014 فإنه قد أزيلت أحياء كاملة للفقراء والكادحين من أجل لعب هذه البطولة، وتغافل الاتحاد القومي لكرة القدم، عن كل دعوات إنقاذ البشر في تلك البلد، وأقيمت البطولة المليارية، ولم تراع كل قواميس ومفردات الحقوق والحريات". 

ودعا زيد فيفا إلى "احترام ثقافات وأفكار الشعوب، لا أن تفرض عليهم أفكارها فرضا، وأن تحول الرياضة إلى أداة لاختراق أدبيات الأمم وتدميرها".

وقال الأكاديمي المتخصص في الإدارة الرياضية، محمد عباس، إن "الرياضة والعلم يحدوهما الأخلاق، حتى إن المثل الدارج (الأدب فضل على العلم)، ولذلك فإن محاولة الترويج للإباحية والشذوذ من خلال الرياضة، عامل خطير لتدمير الأمم، وسلخها من هويتها وثقافتها".

واستطرد عباس في حديثه لـ"الاستقلال": "في السنوات الأخيرة عملت دول ومنظمات كبرى على إشاعة (الشذوذ) عبر كرة القدم تحديدا، وأصبح يروج لها في الدوريات الكبرى، مثل الإنجليزي والألماني والإسباني، ومن خلال كبار النجوم واللاعبين في عالم الساحرة المستديرة". 

وأضاف: "لا يمكن أن تكون هذه الرياضة هي الوسيلة لنقل الشذوذ والأعمال غير الأخلاقية، تحت دعاوى الحرية، فهذا أسوأ من الاستغلال السياسي ومن كل استغلال".

وشدد على "من حق المؤسسات التنفيذية والتشريعية في الدول أن تتحرك تحركا مضادا لحماية الهوية الثقافية لشعوبها، ومن حق هيئات رعاية الشباب أن تطلق حملات توعية ضد فيفا والدول الداعمة للشذوذ، قبل أن نرى الأمر مباحا في ملاعبنا، بل وحياتنا اليومية".

وختم عباس حديثه بالقول: "ما كان منبوذا بالأمس، صار ممنوعا فقط اليوم، وربما غدا مكروها، بعد ذلك سيكون مرحبا به، كما حدث في أوروبا وكثير من دول العالم".