الأرض والبحر والجو.. صفقة بايدن مع ابن سلمان والسيسي لصالح إسرائيل

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تجلت مخرجات زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية في إعلانه أن قوات حفظ السلام الدولية في جزيرتي تيران وصنافير اللتين تنازل رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي عن سيادتهما للرياض، ستغادر بحلول نهاية 2022.

وذكر البيت الأبيض في بيان في 15 يوليو/تموز 2022، أن السعودية وافقت على احترام جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في المنطقة والاستمرار فيها، والتي نصت على احتساب جزيرتي تيران وصنافير جزءا من منطقة لا توجد فيها قوات عسكرية.

ولاحقا أفاد بيان صادر عن السعودية والولايات المتحدة، بعد محادثات أجراها بايدن مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بأن القوات ستغادر جزيرة تيران التي تتمركز فيها، وفق اتفاقية تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل في عام 1978.

وقبل وصول بايدن إلى جدة، أعلنت هيئة الطيران المدني السعودي فتح أجواء المملكة أمام "جميع الناقلات الجوية المدنية" التي تستوفي متطلبات العبور، بما فيها الإسرائيلية وتشمل الرحلات من وإلى إسرائيل، وهي الخطوة التي رحب بها بايدن.

القرار السعودي ومبرراته أثار موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، مؤكدين أنه يأتي ضمن صفقة سعودية أميركية إسرائيلية مفادها ضمان عبور طائرات الاحتلال من وإلى الأجواء السعودية مقابل منحها جزيرتي تيران وصنافير بعد معارضتها تسليمها لها وإغلاق الملف.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #تيران_وصنافير_مصرية، و#مليونية_ضد_التطبيع، #بايدن_في_السعودية وغيرها، استنكروا قبول النظام السعودي بمعادلة جديدة في السياسة العالمية فرضتها إسرائيل على المملكة.

وأكد ناشطون أن أهداف زيارة بايدن للسعودية كانت ضمان توفير الطاقة لأميركا، وترويض النظام السعودي على الانتقال بالتطبيع من المرحلة السرية إلى العلن، وهو ما حققه بإعلان فتح أجوائه أمام الكيان الإسرائيلي.

وتبرأ سعوديون من فتح النظام الحاكم أجواء بلادهم لطيران العدو الإسرائيلي الذي قتل الفلسطينيين وشردهم ودنس مقدساتهم واحتل أراضيهم بالقوة وهجرهم من بيوتهم قسرا، معلنين أنهم ضد التطبيع مع الاحتلال والاعتراف أساسا بدولة اسمها "إسرائيل".

خيانة عظمى

وتعليقا على ذلك، أكدت الناشطة الحقوقية الدكتورة حصة الماضي، أن بايدن أرغم  السعودية على فتح الأجواء لطيران المحتل الصهيوني واستجاب محمد بن سلمان حتى يحظى بجلسة مع سيده الأميركي.

وقالت الأكاديمية السعودية المعارضة الدكتورة حنان العتيبي، إن قمة جدة لأمن إسرائيل وتنمية اقتصادها، مضيفة: "لن تجد مثيلا للخزي الذي وصل إليه حكام العرب الخونة في تاريخ البشر". ووصف عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض الدكتور أبو الجوائز المطاميري، تطبيع السعودية علاقاتها مع إسرائيل بفتح أجوائها للطيران الإسرائيلي، بالخيانة العظمى، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يطبع فيه النظام السعودي تسقط صواريخ الاحتلال على غزة.  وقال الباحث المستقل مهنا الحبيل، إن فتح الأجواء السعودية لطيران الاحتلال كان متوقعا ومُهد له بهدوء وصنعت قاعدة عداء لترويجها بين الشعب السعودي ضد أهل فلسطين للوصول لهذه الأرضية للنظام مع تل أبيب.

وأشار إلى أن التوقيت اختير كي يعزز مرحلة التطبيع القادمة بين إدارة بايدن والنظام في الرياض الجديدة، مؤكدا أن الشعب على موقفه لن يضره من خذله شيئا فالقدس إسلامية وفلسطين حرة عربية.

جزر مصرية

وخلص ناشطون إلى أن حضور الرئيس الأميركي إلى المملكة، جاء لإملاء الأوامر على السلطة السعودية، والإشراف على أتباعه بعقد لقاءات مع قادة بعض الدول العربية، مؤكدين مصرية الجزر التي تم تسليمها للسعودية.

الخبير القانوني محمود رفعت، عد إعلان مغادرة قوات حفظ السلام في تيران وصنافير من طرف بايدن، لا محمد بن سلمان أو السيسي، ملخصا لكل شيء وشارحا باختصار من يدير وكيف تدار المنطقة.

وتساءل الباحث السياسي والتاريخي عبد الله الزوبعي الشمري الحنبلي، عن الدليل التاريخي على أن آل سعود حكموا تيران وصنافير؟ موضحا أنهم من اليمامة موطن مسيلمة الكذاب، ولا علاقة تاريخية أو جغرافية قريبة أو بعيدة لهم بتيران وصنافير. وأكد الصحفي المصري صلاح بديوي، أن كارثة بيع تيران وصنافير أكبر ضربة تلقاها الأمن القومي المصري على مدار تاريخه، لأن الخطر هنا لا يكمن في جزيرتين تم بيعهما للأشقاء، إنما يكمن في عملية  خيانة عظمى تمت لتدويل الممر المائي المصري لصالح إسرائيل.

خيانة بن سلمان

وصب ناشطون غضبهم على ولي العهد السعودي، وبرز حديثهم عن صفقة أبرمت تقضي بسماح السعودية لطيران الاحتلال الإسرائيلي بعبور أجواء المملكة مقابل موافقة الكيان على تسليم تيران وصنافير للسعودية.  

وأكد الناشط السياسي والحقوقي محمد العربي زيتوت، أن ما يهم بن سلمان هو أن يوضع رسميا تاج الملك على رأسه، ولقد أفسد أرض الحرمين وخانها من قبل أن يخون فلسطين.

ورأى أن أسرة آل سعود كانت دائما خنجرا مسموما في صدر المستضعفين وستظل كذلك حتى يتهاوى حكمهم، متوقعا أن بن سلمان سيكون آخر ملوكهم.

وقال حزب الأمة الإسلامي السعودي المعارض، إن الحكومة السعودية مجرد حكومة وظيفية غير شرعية وما تقوم به من اتفاقيات مع الكيان الصهيوني لا تعبر عن توجهات الشعب ولا تحقق طموحاته ولذلك يدعو حزب الأمة الإسلامي لتضافر الجهود الصادقة لتغيير النظام السياسي في السعودية لبناء دولة العدل والشورى.  ونقل أنس خضر، عن الصحيفة الفرنسية إنتيلجنس أونلاين، قولها إن صفقة عودة جزيرتي تيران وصنافير، اللتين كانت مصر تديرهما سابقا، إلى السيطرة السعودية تعد من صميم شروط التطبيع المحتمل في المستقبل بين الرياض وتل أبيب. وأشار الإعلامي المصري حسام الغمري، إلى أن الطائرات الصهيونية تستطيع الآن عبور الأجواء السعودية بأمان مقابل موافقة الكيان على نقل سيادة تيران وصنافير للسعودية بصفة نهائية. واتهم أحد المغردين محمد بن سلمان بخيانة الوطن والشعب وطلب الحماية من العم بايدن من جميع التدخلات الخارجية على حساب ثروات الشعب بزيادة إنتاج النفط، والتطبيع مع الكيان الصهيوني في فتح الأجواء له، وجعل تيران وصنافير سعودية تحت الإدارة الإسرائيلية.