"أنا خير منكم".. يمنيون يرصدون أوجه الشبه بين الجماعة الحوثية والحركة النازية

12

طباعة

مشاركة

تواصل مليشيا الحوثيين في اليمن اختراق الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة وتستغلها من أجل الحشد في الجبهات الميدانية، وسط اتهامات لها بارتكاب جرائم وممارسة التمييز العنصري.

وأعلن الجيش اليمني في 17 يونيو/حزيران 2022، ارتكاب الحوثي 288 خرقا للهدنة الأممية مما أسفر عن مقتل 4 من جنوده وإصابة 17 آخرين.

وجرى تمديد الهدنة مطلع يونيو لمدة شهرين إضافيين بعد انطلاقها في أبريل/نيسان، لكنها تشهد خروقات مستمرة دفعت ناشطين لإطلاق وسم #الحوثية_جماعة_عنصرية، عددوا خلاله جرائم المليشيا.

وأوضح المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، أن "الخروقات تنوعت بين إطلاق نار بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وبالطائرات المسيرة المفخخة، على مواقع الجيش في الجبهات كافة".

وتأتي الحملة المناهضة للحوثي، بعد نحو أسبوع من بث قناة دويتشه فيلله الألمانية، فيلما وثائقيا في 12 يونيو 2022 بعنوان "حرب اليمن القذرة"، أثار موجة غضب واسعة لأنه جانب حقيقة ما يجرى في البلاد، وحمل رسائل مضللة ومنحازة للمليشيا.

الناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم الحملة بالإضافة إلى وسم #HouthiIsNaziGroup، اتهموا المليشيا بتطبيق شعارات النازية وارتكاب جرائم بحق الشعب اليمني لم تفعلها منظمات وحركات صنفت إرهابية في أي مكان في العالم.

والنازية حركة سياسية تأسست في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، قادها أدولف هتلر، وحكمت بين عامي 1933 و1945، بأفكار عنصرية متطرفة مبنية على التشدد ضد الأعراق الأخرى وكذلك على علوّ اجناس بشرية معينة على أخرى، وآمنت بقمع وحتى بإبادة الأعراق الدنيا.

وأكد ناشطون أن الحوثي يقتل البشرية ويجند الأطفال ويزرع الألغام ويقصف المدنيين وينتهك الحقوق والحريات ويبدد ثروات البلاد، مشيرين إلى أن أغلب عناصر المليشيا قطاع طرق ولصوص وقتلة ومجرمون يمارسون أبشع الجرائم باسم الدين والإسلام.

جرائم الحوثي

وعدد صحفيون جرائم مليشيا الحوثي وعنصريتها وإرهابها، وحملوها نتيجة ما وصلت إليه البلاد، وتحدثوا عن أسباب الخلاف معها وتداعياته ونتائجه.

وشدد المذيع التلفزيوني اليمني محمد الضيباني، على أن الحوثي سبب كل جريمة وإرهاب ينال اليمنيين شمالا وجنوبا، وأن اليمنيين لم يكن ليصلوا إلى هذه الحالة المأساوية لولا مرتزقة إيران المليشاوية وحربهم.

مدير برامج قناة سهيل صلاح الدين حمزة، أشار إلى أن الحوثي يمارس استقواء على الشعب بعد اغتصابه الدولة بسلوك مناطقي باسم أسرة ترى أن لها الحق في الحكم بأمر من الله بمنطق عنصري بغيض وشعارهم نحن السادة وأنتم العبيد.

ووصف الحوثي بأنها "جماعة فاشية نهجها نهج شيطاني أنا خير منكم خلقتني من نار وخلتهم من طين".

وأوضح كامل الخوذاني، أن الخلاف مع مليشيا الحوثي لم ولن يكن سياسيا أو عداء مصالح وثروة حسب ما يروج، لأن اليمن ليست تورتة حفل تخرج طلابي على مشرفة الحفل تقطيعها وتوزيع قطعها بالتساوي بين التلاميذ.

وأكدت ابتسام أبو دنيا، أن المليشيا لم تجنح للسلام لأنها جماعة عقائدية قائمة على فكرة التميز والاصطفاء الإلهي وأن (زعيمها) عبدالملك الحوثي مرسل من السماء ليحكم الكرة الأرضية، وإلا فسيختل نظام الكون، وفق وصفها.

مليشيا نازية

وأكد ناشطون أن الحوثي والنازية وجهان لعملة واحدة، موضحين أنها تتبنى خرافة نقاء العرق والجذور، وأن الخصائص الفطرية، والموروثة بيولوجيا تحدد مكانة البشر ومن له حق الحكم، بالإضافة إلى تعمدها غسل الأدمغة لسيادة فكرة أنها سلالة من نطفة مميزة.

وكيل وزارة الإعلام اليمنية عبدالباسط القاعدي، رأى أن النازية لا تختلف عن الحوثية، قائلا إن الفكرتين تنطلقان من ادعاء الاصطفاء والاستعلاء العرقي والفكري، وتمارسان قتل الآخر بدعاوى تتعلق بالاختلاف عنهم، وخرافة نقاء العرق والجذور.

وأشار الصحفي والحقوقي اليمني همدان العليي، إلى أن ثمة جماعات عنصرية كثيرة، لكن لا توجد جماعة في هذا العصر تجاهر بفكرها العنصري وأفعالها النازية كالحوثي.

ورأى الصحفي عبدالله المنوفي، أن عنصرية الحوثي وعصابته تفوقت على النازية فكرا وسلوكا.

وكتب الأكاديمي والإعلامي ياسر الشرعبي: "لانتمائك المذهبي أو الجغرافي أو السياسي تختطفك مليشيا الحوثي العنصرية النازية وتنزل بك أبشع صور التعذيب التي لم يعرفها اليمنيون، ثم قد تجد نفسك فاقد الوعي أو مشلولا معاقا مرميا في أي شارع أو واد أو جبل".

وأكد الكاتب هزاع البيل، تطابق الأفكار والأعمال والإجرام بين مليشيا الحوثي الإرهابية وبين النازية التي ظهرت في أوروبا في أربعينيات القرن الماضي وسببت حربا عالمية دمرت العالم ولا تزال تداعيتها حتى اليوم.

تواطؤ أممي

وهاجم ناشطون الأمم المتحدة والمنظمات الدولية واتهموها بالتواطؤ مع المليشيا، مؤكدين علمها ودرايتها بكل جرائم الحوثي، لكنهم يمتصون غضب الشعوب بالمماطلة والتوسط للهدنة.

وأشار عدنان المجيدي، إلى أن الحوثي يتسلح في حربه النازية بدعم من منظمات أممية تقدم له الدعم المالي والغذائي، كما يحظى بدعم سياسي وتغطية لجرائمه.

ورأى الحقوقي عبده علي الحذيفي، أن تأكيدات عمال الإغاثة استمرار الحوثي في تجنيد الأطفال يعطي انطباعاً بعدم تحمل المنظمات العاملة في مناطقه مسؤولياتها.

وأكد مانع المطري، أن الظلم الذي يتعرض له شعب اليمن لا يضاهيه ظلم ولا جور جراء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران بتواطؤ منظمات غربية لديها حنين لماضيها النازي الذي دفعت البشرية ثمنه 40 مليون قتيل ويريدون من الضحية أن تتعايش مع الجلاد وألا تصرخ من الألم.

واستنكرت جهاد حبتور، سقوط الآلاف من أطفال اليمن ضحايا بسبب التعبئة الطائفية والزج بهم في المعارك، فيما تكتفي منظمات حقوق الأطفال بالأمم المتحدة والعالم بالتنديد بالجرائم والمتاجرة بدماء اليمنيين لحشد الدعم باسم الإنسانية.