أسباب عديدة.. موقع أميركي يرصد تنامي ظاهرة التخلي عن الأطفال في سوريا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع "المونيتور" الأميركي، أنه وسط تنامي أعداد الأطفال المهجورين مجهولي النسب في شمال سوريا، ثمة أياد رحيمة قررت كفالتهم ورعايتهم وتلبية احتياجاتهم المادية والمعنوية كافة رغم ظروف الحرب القاسية.

وأرجع الموقع ظاهرة التخلي عن الأطفال التي تضاعف المعاناة الإنسانية في الشمال السوري إلى أسباب عديدة، في مقدمتها الفقر، وانهيار الوضع الاقتصادي، وغياب أي أفق لمستقبل آمن، فضلا عن العلاقات خارج الزواج.

ظاهرة متصاعدة

وذكر الموقع أنه مع ارتفاع معدلات التخلي عن الأطفال في شمال سوريا، يجد عدد متزايد من الأطفال حديثي الولادة أنفسهم يستيقظون على أرضية باردة، إن لم يكن في الهواء الطلق.

وأضاف أنه "في مجتمع محافظ لا يتم فيه التسامح مع العلاقات خارج الزواج، فإن الظروف الاقتصادية المتدهورة هي سبب آخر يدفع معدلات التخلي عن الأطفال إلى التزايد، حيث يترك العديد من الآباء أطفالهم في الشوارع على أمل أن يعتني بهم شخص آخر".

وأدى ذلك إلى ظهور جيل جديد من الأطفال المهجورين مجهولي النسب في شمال غرب سوريا، وفق منظمة “بيت الطفل” المحلية المعنية في تلبية احتياجات الأطفال “اللقطاء”.

ونقل الموقع الأميركي عن المشرف على فريق إدارة الحالات بالمنظمة يونس أبو أمين، أن "بيت الطفل" تأسست منذ أكثر من عام ونصف العام في منطقة سرمدا شمالي سوريا لتلبية احتياجات الأطفال المهجورين وتزويدهم بالأساسيات مثل المأوى والتعليم والدعم النفسي.

وقال إنه بعد أن يتلقى الأطفال الرعاية الأساسية، فإن دور المنظمة يكون محاولة العثور على أسرة لهم.

وأضاف: "نبدأ أولا بالبحث عن الأسرة المولودة وإذا لم نتمكن من العثور على تلك العائلة، نبدأ في البحث عن أخرى، ويفضل أن يكون أقارب الطفل مثل الجد أو العم. وإذا لم نتمكن من العثور على أسرة الطفل، فإننا نلجأ إلى التنسيب مع عائلة أخرى".

وأشار أبو أمين إلى أن "العائلات تنقسم إلى فئات ويتم تقييمها لاحقا لمعرفة الأسرة الأكثر قدرة على توفير الرعاية اللازمة لطفل مهجور".

وأوضح أن منظمة دار الطفل يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 50 طفلا. ومنذ إنشائها، تم تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات إلى 216 طفلا، بما في ذلك المأوى والتعليم والدعم النفسي ولم الشمل وخدمات أخرى.

وقال: "نحن نركز بشكل أساسي على الأطفال المهجورين مع أبوين مجهولين، وخلال الأشهر الماضية وجدنا ما متوسطه ثلاثة إلى أربعة مواليد بالقرب من المساجد والمراكز الصحية أو على الطرق".

أسباب متعددة

وشرح أبو أمين أنه من أهم الأسباب التي تدفع العائلات إلى التخلي عن أطفالها، الفقر المدقع والتهجير أو الزنا، ما قد يؤدي إلى الخلافات والعنف الأسري.

وقال إن عدد الأطفال الذين ليس لديهم أي ترتيبات رعاية مناسبة في شمال سوريا ارتفع مقارنة بما كان عليه قبل خمس سنوات.

وأشار إلى أنه من أجل الحد من انتشار هذه الظاهرة، من الضروري توعية المجتمع لترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية، كما يتضح من زيادة عدد الأسر الراغبة في رعاية الأطفال.

وأضاف أن "هناك عائلات تزور مركزنا من وقت لآخر وتسجل كعائلات كفيلة ترغب في رعاية الأطفال" .

وأردف: "هدفنا الرئيس هو لم شمل العائلات بمجرد أن يتلقى الأطفال جميع الخدمات التي تقدمها المنظمة".

من جانبه، يقول المواطن عمار سليم، وهو كفيل من مدينة سرمدا يبلغ من العمر 55 عامًا ويعمل حارسًا لمخزن في المجلس المحلي لإدلب، إنه سمى الطفلة التي كفلها نور، وهي الآن تبلغ من العمر ستة أشهر.

ويضيف لـ"المونيتور": "ليس لدي أطفال وكنت أحاول منذ فترة طويلة الحصول على طفل. نسمع الكثير عن حالات لأطفال مهجورين مع أبوين مجهولين، والناس يعيشون في مخيمات بسبب الفقر وبسبب الحرب المستمرة".

ظروف صعبة

ويؤكد سليم أن رعاية طفل مهجور هو عمل إنساني، ويأمل أن يكون قادرا على تلبية جميع احتياجات نور.

ويشير إلى أن إرسال هؤلاء الأطفال إلى الشوارع أمر غير قانوني، وأنه يأمل في أن يتم الاعتناء بهم في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة.

ويتساءل سليم: "إذا لم أساعد أنا والآخرون في مثل هذه القضايا، فكيف ستبدو حياة هؤلاء الأطفال؟ ماذا يخبئ لهم وما مصيرهم؟"، ليضيف: "الله وحده يعلم".

ومضى يقول إنه عندما كفل نور، كانت صحتها سيئة للغاية، حيث كان وزنها 600 غرام فقط، ولم يكن لدينا أي معلومات أساسية عن الطفلة، لكننا سمعنا أنها تُركت أمام مستشفى في سرمدا".

ويؤكد أنهم يتمنون كل التوفيق لنور، ويأملون أن يخبئ لها القدر مستقبلا جيدا .

ويعاني أكثر من نصف الأطفال في سوريا من الحرمان من التعليم، وبعضهم لم يتلق أي تعليم منذ 10 سنوات.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، هناك أكثر من 2.4 مليون طفل في سوريا لم يتلقوا أي تعليم، حوالي 40 بالمئة منهم من الفتيات.

ومنذ بداية الحرب السورية، وُلد حوالي 6 ملايين طفل سوري، ولا يعرف هؤلاء الأطفال سوى الحرب والنزوح. ويُقتل طفل واحد في المتوسط كل 10 ساعات بسبب العنف في سوريا.

وتسبب الصراع السوري منذ اندلاعه عام 2011 في مقتل أكثر من 387 ألف شخص، وأحصت الأمم المتحدة نزوح 6.7 ملايين سوري داخل البلاد و5.5 ملايين خارجها.