رغم تفاخر إسرائيل بردعها.. مركز عبري: قوة القسام في الضفة تتصاعد

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلط معهد عبري الضوء على إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مسؤوليتها عن عملية في الضفة الغربية المحتلة.

وفي الثاني من مايو/أيار 2022، أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها الكاملة عن عملية سلفيت التي نفذها مقاتلوها ليل 29 أبريل/نيسان في مستوطنة "أرئيل" المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين. 

وأكدت القسام في بيان أن هذه العملية "تأتي ضمن سلسلة من عمليات الرد على تدنيس المسجد الأقصى والعدوان عليه ولن تكون الأخيرة بعون الله".

وقتل في عملية إطلاق النار مستوطن إسرائيلي. وذكر الناطق بلسان جيش الاحتلال، أن فلسطينيين مسلحين ببنادق رشاشة هاجما نقطة حراسة على مدخل المستوطنة المذكورة وهما يستقلان مركبة "مشطوبة" تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية.

وبعدها ترجلا من المركبة وأجهزا على الحارس بينما لم يجر إطلاق النار صوب حارسة أمن كانت برفقته.

بعد ساعات من البحث والتمشيط، اعتقل الاحتلال الإسرائيل من ادعى أنهما نفذا "عملية سلفيت" وهما يحيى مرعي (20 عاما) ويوسف عاصي (21 عاما)، واعتدوا عليهما بالضرب المبرح أمام عائلتيهما، وأجبروهما على خلع ملابسهما، واقتادوهما مكبلين إلى دورية الاعتقال.

وأشار المركز المقدسي الأورشليمي العبري إلى أن المتحدث باسم حماس "عبد اللطيف القانوع" أصدر بيانا جاء فيه أن إعلان الجناح العسكري مسؤوليته عن تنفيذ العملية "يمثل بداية لمرحلة جديدة في مواجهة الاحتلال بالضفة الغربية".

ويرى المركز أن هذا الإعلان غير معتاد من قبل حماس، ويعد انتقالا من الهجمات الفدائية الفردية إلى تشكيلات مكونة من اثنين أو ثلاثة فلسطينيين لتنفيذ عمليات "نوعية".

إعادة هيكلة

وهذا يشير إلى أن كتائب القسام تنجح، بعد أشهر قليلة، في إعادة هيكلة بنيتها التحتية العسكرية في الضفة الغربية، والتي تلقت ضربة قاسية من جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" عام 2021، وفق قوله.

ولم تختف حماس وهي تتعافى عسكريا على الرغم من الأنشطة الفاشلة لجهاز الأمن العام وأجهزة الأمن التابع للسلطة الفلسطينية، يقول المعهد.

وتؤكد الحركة أن هذه "مرحلة جديدة" لكي تظهر للجميع أنها هي التي تقود الكفاح المسلح ضد إسرائيل وليس أي منظمة أخرى.

ولفت المركز العبري إلى أن نشاطات حماس الناجحة في القدس خلال شهر رمضان تعطيها "دفعة" وتزيد من حافز جيل الشباب للانضمام إليها.

كما تزيد حماس من نشاطاتها الفدائية المستمرة في الضفة الغربية وتتحدى إسرائيل.

وقال مسؤول كبير في الحركة إن استمرار العمليات البطولية سيضغط على الكيان الصهيوني، والاحتلال سيدفع ثمنا باهظا إذا واصل جرائمه بحق المسجد الأقصى المبارك.

وأشار المحلل الأمني في المركز "يوني بن مناحيم" إلى أن المسؤول الأساسي عن استئناف العمليات الفدائية لحماس في مناطق الضفة الغربية هو صالح العاروري، وهو نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.

وبين المعهد أن العاروري هو منسق الاتصال بين حماس وإيران وحزب الله، وهو أيضا من تسبب في "موجة العنف" بالقدس والحرم القدسي خلال شهر رمضان، وفق تعبيره.

وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن العاروري هو القيادي المسؤول عن البنية التحتية العسكرية لحركة حماس في الضفة الغربية.

وبينت أنه عمل على تفعيل خلية من الفدائيين الفلسطينيين الذين خطفوا و"قتلوا 3 أطفال إسرائيليين" -بحسب المصدر- في منطقة الخليل في صيف 2014، مما أدى في النهاية إلى حرب "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة.

وكذلك الخلية التي قتلت الزوجين المستوطنين "من عائلة نعمة" ومعهما المستوطن "هنكين" في نابلس خلال فبراير/شباط 2015.

ويرى المحلّل ابن مناحيم أن اسم العاروري ينضم إلى أسماء شخصيات بارزة أخرى في حماس والقسام مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف وروحي مشتهى وفتحي حماد وعلي الغندور، وهم مدرجين "في قائمة الإرهاب الأميركية" المزعومة.

فصالح العاروري، القيادي في حماس، يتنقل كثيرا في العالم العربي، وهو مشغول بالسفر إلى قطر وإيران ولبنان وتركيا.

وزعم ابن مناحيم أن العاروري يوجه العمليات الفدائية من مدينة إسطنبول إلى الضفة الغربية عبر المقرات التي توظف الأسرى الفلسطينيين الذين أفرج عنهم ضمن "صفقة شاليط".

وإلى جانب العاروري، هناك نائبه "زاهر جبارين" الذي أفرج عنه في الصفقة أيضا عام 2011.

تعزيز البنية

وأفاد مسؤولون أمنيون في إسرائيل بوجود اتجاه لقيادة حماس لتعزيز بنيتها التحتية في الضفة الغربية بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة مايو/أيار 2021.

وتحاول الحركة زعزعة الأمن الإسرائيلي وتقويض استقرار حكم السلطة الفلسطينية في رام الله على حد سواء، كما يزعم المعهد.

وفي هذا السياق، جرى زيادة تحويل الأموال إلى ناشطي التنظيم في الضفة الغربية والقدس.

ونوّه ابن مناحيم إلى أنه في سبتمبر/أيلول 2021، كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي النقاب عن بنية تحتية فدائية كبيرة لحركة حماس شكلت تشكيلها في الضفة الغربية بشكل منهجي لمدة عام تقريبا.

وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن العاروري هو من أقام هذه البنية التحتية وعمل على تنشيط وتفعيل "أحمد زهران" أحد كبار المقاومين الذين قتلوا.

ولفت ابن مناحيم إلى أن عائلة زهران تعتبر من المحاربين القدامى ضد إسرائيل، وكان شقيقه "زهران زهران" متورطا في اختطاف الجندي الإسرائيلي "ناحشون فاكسمان" الذي قتل عام 1998.

واستشهد أيضا جده عام 1948 خلال معركة القلعة في القدس، وجرى تشغيل هذه البنية التحتية من تركيا ولبنان، وفق المعهد.

وكان مسؤولون إسرائيليون كبار، بمن فيهم الجنرال إيتان دانغوت المنسّق السابق للعمليات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قد دعوا في السابق إلى اغتيال صالح العاروري، ووصفوه بأنه "قنبلة موقوتة" يخطّط باستمرار لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.

ولم ترد إسرائيل حتى الآن على عملية القسام في مستوطنة "أرئيل"، ولم تهاجم أهداف حماس في قطاع غزة ولم تفرض عقوبات عليه مثل إغلاق حاجز إيريز أمام دخول العمال، وفق المعهد.

وتعيش حماس بإحساس متنام بالثقة بالنفس، حيث تخشى إسرائيل التصرف ضدها في قطاع غزة ولا تريد الدخول في جولة قتال جديدة.

ويقول مسؤولون أمنيون في إسرائيل إن الجيش يحاول تفادي التصعيد خلال هذه الفترة الحساسة وأن الرد سيأتي في الوقت الذي تختاره "تل أبيب" وفي الوقت الذي يناسبها.

وخلص المحلل ابن مناحيم في نهاية مقالته إلى القول: في المقابل، يزعم أعضاء آخرون في الجيش أن عدم رد إسرائيل الفوري على حماس يقوض ردعها ويعطي الحركة شعورا بالحصانة.