مجلة إيطالية: لهذه الأسباب يتطوع الإثيوبيون للقتال في صفوف روسيا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت مجلة "فورميكي" الإيطالية، الضوء على اصطفاف مئات الإثيوبيين في طوابير أمام السفارة الروسية في العاصمة أديس أبابا، من أجل العمل كمقاتلين مرتزقة بالجيش الروسي في حربه المتواصلة بأوكرانيا.

وأوضحت المجلة أن الظروف الاقتصادية الصعبة والاقتتال الداخلي مع إقليم تيغراي في الشمال دفع الإثيوبيين لليأس من تجربة رئيس الوزراء آبي أحمد، ليغيروا وجهتهم نحو الخلاص في الخارج حتى لو بميادين القتال.

حلم دام

ونقلت المجلة عن وكالة رويترز البريطانية، شهادات بعض المواطنين الإثيوبيين الواقفين في طوابير أمام السفارة الروسية في أديس أبابا للتطوع من أجل القتال في  إقليم دونباس الأوكراني إلى جانب قوات موسكو.

وأكدت أن  الدعاية المعادية للغرب والعلاقات الإثيوبية الروسية وكذلك تغلغل موسكو في القارة السمراء، إلى جانب الأزمة الاقتصادية المحلية  المتفاقمة جراء الصراع الدائر في إقليم تيغراي، تعد أبرز الأسباب وراء الإقدام على مثل هذا الخيار.

ولفتت إلى أنه على الرغم من أنه من غير الواضح كيف يمكن تنظيم نقلهم وكيف يمكن دمجهم في الوحدات العسكرية الروسية، إلا أن ذلك لا يمنع مواطنين من مختلف الأعمار من الوقوف في طوابير لأسابيع أمام السفارة الروسية في أديس أبابا، حاملين شهادات تثبت تعليمهم العسكري.

ويقف عدة مئات من الأشخاص وهم يسجلون أسماءهم لدى حراس الأمن الإثيوبيين خارج السفارة وذلك بعد أن طلبوا  منهم شهادات إثبات الخدمة العسكرية.

ولفتت المجلة الإيطالية إلى أنه لا يوجد دليل أو مؤشر على أن أي شخص من إثيوبيا يقاتل حاليا في أوكرانيا، كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان سيحدث ذلك وبأي شكل.

ورأت أن ما يحدث في أديس أبابا كما في أي مكان آخر لا يعد مثالا على التطورات المحتملة في ساحة المعركة، وإنما على العالم الذي تؤدي الحرب الروسية في أوكرانيا إلى تشكيله.

رواية بديلة

وشرحت "فورميكي" أن وصول الأصداء إلى إفريقيا حدث بسبب الاختراق الروسي للقارة والذي استند على مر السنين إلى القدرة على نشر رواية بديلة للرواية الغربية.

وأوضحت أنه "في صراع النماذج هذا، حاول الاستبداد الروسي أن يتجذر ضد النموذج الديمقراطي الذي نشرته أوروبا والولايات المتحدة، حتى في بلد كان يعد فيه رئيس الوزراء آبي أحمد نموذجا للديمقراطية".

وذكرت بأن رئيس الوزراء الإثيوبي كان قد انتخب في عام 2018،  وتمكن من الحصول على جائزة نوبل للسلام في عام 2019 لمبادرته خاصة  في حل النزاع الحدودي مع إريتريا.

وأدى آبي أحمد اليمين الدستورية لولاية ثانية مدتها خمس سنوات في عام 2021 في خضم الحرب  الدائرة في إقليم تيغراي.

وكشف الصراع الذي اندلع في عام 2020 ضد جبهة تحرير شعب تيغراي وغيرها من الفصائل المناهضة للحكومة، عن عنف كبير مارسته أديس أبابا، كما وضع آبي أحمد في مرمى انتقادات واسعة النطاق من الغرب.

من ناحية أخرى، دأبت موسكو على الدفاع عن الحكومة الإثيوبية وطالبت المجتمع الدولي بفعل الشيء نفسه.

ويذكر أنها دعت في سبتمبر/ أيلول 2021 على لسان سفيرها في أديس أبابا، القوى الغربية والأمم المتحدة، إلى التوقف عن ممارسة الضغوط على إثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة.

وأكدت المجلة أن الصراع في تيغراي وتحرك حكومة أحمد مشبعان بالدعاية التي تتجه نحو انتقاد الغرب المتهم بالانفتاح الشديد على أعداء الحكومة من التيغريين، في المقابل، التعبير عن الامتنان لروسيا لمواقفها المؤيدة.

وهذه العلاقات تؤدي إلى إطلاق ديناميكيات معينة مثل التجنيد الطوعي للقتال في أوكرانيا، والتي تستند أيضا إلى العلاقات بين البلدين التي تعود إلى الحقبة السوفيتية عبر وسيلة الدعاية.

وأشارت المجلة إلى أن إثيوبيا تعد من بين الدول القليلة التي لم تصوت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أدان غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.

دعم مزعوم

ولفتت "فورميكي" إلى إصدار السفارة الروسية في إثيوبيا بيانا نفت فيه وجود حملة تجنيد وزعمت أن الإثيوبيين المصطفين أمام المبنى يقدمون "التضامن والدعم للاتحاد الروسي".

من جهته، أكد السفير الروسي لدى إثيوبيا يفجيني تيريوخين في مقابلة مع محطة روسيا اليوم، أنهم تلقوا بالفعل عددا من المطالب للمشاركة في الحرب ضد القوات الأوكرانية.

من ناحية أخرى، قد يؤدي القيام بمثل هذه الخطوة إلى المخاطرة بالظهور في صورة ضعف خصوصا وأن  فرضية لجوء القوة العظمى التي يمثلها فلاديمير بوتين إلى متطوعين أفارقة غير مستعدين للقتال في دونباس، لا يخدم صورة مثالية للبلاد"، تشرح المجلة الإيطالية.

في نفس السياق، تجدر الإشارة إلى أن الكرملين كان قد أعلن في مارس/ آذار 2022 عن قبول طلب 16 ألف متطوع من الشرق الأوسط بشكل أساسي من سوريا للقتال في صفه في أوكرانيا.

بدورها، اتخذت وزارة الخارجية الإثيوبية موقفا شبيها جدا بموقف موسكو وقالت إن البيان "دحض التقارير التي لا أساس لها من الصحة عن عمليات تجنيد  لصالح القوات المسلحة الروسية".

وتذكر فورميكي بأنه منذ أيام، التهبت شائعة على شبكات التواصل الاجتماعي في إثيوبيا مفادها أن كل من يذهب للقتال في أوكرانيا سيحصل على أجر يقدر بألفي دولار، وبعد ذلك سيمنح فرصة للعمل في روسيا بعد الحرب.

وعلقت بالقول إنه "في بلد يمزقه صراع إقليم التيغراي، حيث يبلغ معدل التضخم السنوي حوالي 30 بالمئة ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ما يقل عن 1000 دولار، ينظر إلى العروض بالقتال بأوكرانيا على أنها فرصة جذابة".

وقال أحد المواطنين الذين التقتهم رويترز خارج السفارة :"أنا على استعداد لدعم الحكومة الروسية وفي المقابل بمجرد أن أغادر سأحصل على مزايا"، مؤكدا تقديمه طلبا للتطوع للقتال في دونباس.

بدوره، علق آخر متقاعد من الجيش الإثيوبي في 2018 بأن "العيش في إثيوبيا أصبح صعبا، ما أحتاجه هو أن أعيش في أوروبا".

وأضاف: "أفضل أن أكون مواطنا في بلد آخر".