"الكاظمي متواطئ".. غضب واسع بعد مقتل أسرة عراقية على يد الأمن واتهام الأب

في أول كلمة لرئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، بمناسبة العام الجديد، قال إن 2022 "هو عام استعادة ثقة الشعب في مؤسسات الدولة"، إلا أن ما يبدو عكس ذلك، إذ وجه ناشطون على تويتر أصابع الاتهام له ولقوات الأمن في مجزرة جبلة بمحافظة بابل.

وقتل 20 شخصا بينهم 7 أطفال من عائلة واحدة في محافظة بابل وسط العراق، أثناء تبادل لإطلاق النار بين مطلوبين، بدعوى تجارة المخدرات، وعناصر من قوات الأمن العراقية، في 30 ديسمبر/كانون الأول 2021، واستعملت قوات الأمن القوة المفرطة.

وأفادت جهات حقوقية بأن ما تبين لاحقا أن القضية حدثت بسبب خلاف عائلي بين الضابط شهاب عليوي طالب الذي تحدث عن معلومات عن تجارة المطلوبين للمخدرات، وبين ابنة رحيم عبده كاظم، المدعى عليه، وأنه لا صحة لتورطه بهذه التهمة.

هيئة علماء المسلمين بالعراق، قالت إن جريمة جبلة المروعة تأتي في إطار حملات العنف والكراهية والاستخفاف بأرواح المواطنين، والفشل الأمني في التعامل مع الوقائع والأحداث اليومية، وغياب وسائل التثبيت والتحقيق، واستهداف الأبرياء، فضلا عن الانقياد للوشايات.

الناشطون أدانوا جريمة جبلة وما خلفته من قتل لأرواح أبرياء وصنفوها مجزرة ضد الإنسانية، مستنكرين تدهور المنظومة الأمنية بالكامل وتورطها في تصفية الشعب العراقي من خلال المجازر المتتالية التي شهدتها العراق في عهد الكاظمي ومنظومته الأمنية.

واتهم ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #مجزرة_جبلة، الكاظمي بالتواطؤ، وعدم إصدار قرارات عاجلة ورادعة بمحاسبة الجناة، والاكتفاء بإعلان تشكيل لجان تحقيق كعادة كل حادثة.

الأرض المحروقة

واستنكروا الروايات الرسمية المتضاربة التي كشفت المنظمات الحقوقية والإسلامية كذبها وتضليلها للرأي العام، ومحاولة التغطية على الفعل الإجرامي ومرتكبيه، مشيرين إلى أن الأحداث أثبتت أن القوات العراقية الأمنية غير مؤهلة للتعامل مع المدنيين.

وطالب الناشطون بمحاسبة القوات النظامية "المتورطة في ارتكاب المجزرة"، والمسؤولين عن تداول الروايات الكاذبة بتهمة تضليل الرأي العام والتغطية على الجناة، مذكرين بمجازر سابقة تورطت فيها القوات الأمنية وانتهت بتصريح حكومي عن تشكيل لجان تحقيق.

واتهم ناشطون الأجهزة الأمنية بارتكاب الجرائم الوحشية بحق الشعب العراقي، وعددوا جرائمهم وتورطهم في جرائم تلو الأخرى، في اتباع لنهج الأرض المحروقة.

الكاتب والصحفي العراقي سنان بن عدنان آل معمار، قال إن وزارة الداخلية العراقية منتسبيها عبارة عن مجرمين فمنهم من يغتصب طفلة بعمر 7 سنوات ومنهم من ينتمي إلى فرق الموت التي تغتال العراقيين لصالح دول أخرى ومنهم إرهابيون يقتلون أطفالا ونساء لغايات شخصية، وفي الآخر يخرج علينا مسؤولوها ينتقدون تنظيم الدولة وجرائمه. 

وأشار علي غاليانو، إلى أن القوات الأمنية اعتادت على سياسة الأرض المحروقة منذ الحرب ضد تنظيم الدولة؛ فهي لا تبذل أدنى جهد لحماية المدنيين أو ممتلكاتهم أثناء الاشتباك، لافتا إلى أن استخدام القوة المفرطة أسهل بكثير من اتباع إستراتيجيات معقدة لحفظ الأرواح.

وعد إقبال الصيدلي مجزرة جبلة جريمة كبيرة بحق الإنسانية والطفولة، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية كلها بحاجة للمراجعة والتدقيق، مخاطبا الكاظمي بالقول: "لا نريد مزيدا من القتلة بأثواب رسمية".

فشل الكاظمي

وصب ناشطون غضبهم على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مذكرين بمجازر سابقة شهدها العراق إبان فترة حكمه وانتهت إلى لا شيء. 

ورصد الإعلامي العراقي حسين دلي، عدم تدوين أي من الرئاسات الثلاث أو رئيس مجلس القضاء الأعلى عن تغريدة واحدة عن #مجزرة_جبلة رغم مرور أكثر من 24 ساعة على الجريمة، متسائلا: "كيف يكون أمثال هؤلاء أعلى منظومة الحكم وهم في واد وشعبهم في واد آخر؟".

وأكد أحمد عياش السامرائي، أن #مجزرة_جبلة فشل آخر يضاف إلى سجل حكومة الكاظمي في استتباب الأمن كما هو الحال في جميع مفاصل الدولة التي نخرها الفساد، قائلا إن أرواح المواطنين الأبرياء لا يؤتمن عليها الضعفاء ومسلوبو الإرادة حتى وإن كانت نواياهم سليمة.

ورأى محمد السهلي، أن #مجزره_جبله كباقي المجازر التي سبقتها في الصقلاوية والگرمة والحويجة وعشرات المجازر في ديالى وصلاح الدين والموصل وجرف الصخر التي راح ضحيتها مواطنون عزل تعرضوا للقتل والتهجير والاعتقال والتغييب القسري أو نتيجة القصف الخاطئ والقتل المتعمد أثناء تحرير المناطق من قبضة تنظيم الدولة.

وقال المغرد فراس، إن #مجزره_جبله وصمة عار أخرى يختتم بها الكاظمي ولايته المشؤومة.

رئيس موقع "بغداد بوست" سفيان السامرائي، عدد المجازر الطائفية والسياسية التي ارتكبت في زمن الكاظمي حتى هذا اليوم.

وهي "#مجزرة_ديالى راح ضحيتها أكثر من عائلة، #مجزرة_جبلة راح ضحيتها 18 طفلا سنيا، #مجزرة_الدجيل راح ضحيتها عائلة سنية كاملة من النازحين، #تشرين مقتل عدد من الثوار في ساحة التحرير وعدد كبير من الناشطين".

روايات متضاربة

وتداول ناشطون ما قالوا إنها الرواية الحقيقية لمجزرة جبلة، ونددوا بتضارب الروايات الحكومية التي تكشف كذبها لاحقا، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عنها. 

الباحث العراقي مجاهد الطائي، أوضح أن في #مجزرة_جبلة كان هناك خلاف عائلي؛ استخدم أحد أطرافه سلطة الدولة للإيقاع بخصمه والانتقام منه بقتله مع عائلته (20 شخصا بينهم 12 طفلا).

وبدلا من أن تحاسب السلطة هؤلاء العابثين؛ ربطت الجريمة بالمجني عليه بكل بساطة بدون تحقيق، واصفا ذلك بأنه استهتار لا يقل عن استهتار المليشيات، وفق قوله.

واستنكرت المديرة الإقليمية لمركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان حنان عبد اللطيف، "الرواية المزورة" التي بثتها قنوات حكومة الكاظمي عن مجزرة جبلة، مشيرة إلى أن القنوات الحكومية تراجعت بعد ذلك ونفتها بسبب افتضاح كذبهم.

ولفتت إلى أن قناة العربية السعودية التي نقلت تلك الروايات لم تعتذر عن التقرير المزور الذي بثته عن رب الأسرة الذي قتلته قوات سوات هو و20 فردا من عائلته.

الإعلامي عمر الجنابي، أشار إلى أن خلية الإعلام الأمني حاولت تضليل الجمهور وطمس الحقائق في قضية #مجزرة_جبلة عبر نشر بيان مضلل ولا علاقة له بالحقائق.

وقال: "هذا يدفعنا إلى المطالبة بالتحقيق مع الخلية قبل التحقيق مع الجناة لمعرفة أسباب هذا الطمس للحقائق والهدف منه، كما أن التحقيق يجب أن يتضمن أحداثا سابقة مشابهة".

الصحفي العراقي عمر الجمال، قال إنه بعدما اتضح من حقائق حول #مجزرة_جبلة #شمال_الحلة، يجب محاسبة الناطقين الرسميين باسم وزارة الدفاع وخلية الإعلام الأمني وقيادة العمليات المشتركة والداخلية.

وأكد أنهم باتوا أشخاصا غير نزيهين ولا دقيقين ولا أمينين ولا أمنيين، وهم مصدر شك وشبهة في كل ما سيقولونه مستقبلا حول أبسط الحوادث.