من تركيا وإسرائيل وأميركا.. صحيفة إسبانية ترصد توسع المغرب في التسليح

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على تدعيم المغرب أسطوله بأنظمة طائرات دون طيار تركية، ومسيرات "كاميكازي" إسرائيلية، وطائرات أميركية شبيهة بـ"بريداتور" الإسبانية، لكنها مسلحة.

وقالت "لاراثون" إن "الحدود البرية الإسبانية معقدة ماديا في سبتة ومليلية، وصعبة دبلوماسيا في إقليم الصحراء الغربية، وهي منطقة إسبانية بحكم القانون، وعلى الجانب الآخر يوجد المغرب، بلد في طور إعادة التسلح، في عملية لم ينفذ مثلها في كامل تاريخه". 

وأضافت "عموما، مرت آخر عملية تحديث للأسطول الحربي المغربي من خلال أسطول كبير وحديث من الطائرات دون طيار القتالية، ومركبات دون طيار مجهزة بأحدث تقنيات المراقبة وبأحدث الأسلحة أو حتى القنابل الطائرة". 

أكبر عملية

وأشارت الصحيفة إلى أن "التوتر بين إسبانيا والمغرب كان دائما في الأقاليم الخاضعة لإسبانيا الواقعة في القارة الإفريقية، وقد كان آخرها تدفق المهاجرين من المغرب نحو المدن المستقلة، سبتة ومليلية".

ولفتت إلى أن "الأهم من ذلك، فإن هذا التوتر يحدث الآن في نفس الوقت الذي يقود فيه المغرب واحدة من أكبر عمليات إعادة التسلح في تاريخ الدولة الواقعة في شمال إفريقيا".

وقالت الصحيفة: "في الواقع، زادت الحكومة المغربية في العام 2020 من قيمة ميزانيتها للدفاع بنسبة 30 بالمئة، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف عن شراء الأسلحة". 

وأوضحت أن "آخر التطورات في هذا الصدد، تتمثل في بدء تركيا في تسليم أول طائرات قتالية دون طيار من طراز (بيرقدار تي بي 2) حصلت عليها الحكومة المغربية كجزء من برنامج إعادة التسلح هذا".

ويشمل العقد، الذي يزيد قليلا عن 59 مليون يورو، 13 وحدة من نظام أثبت بالفعل قيمته في سوريا ضد مدافع الهاوتزر الروسية الصنع، والأنظمة المضادة للطائرات وبإقليم قره باغ في أذربيجان ضد القوات الأرمينية.

وأكدت لاراثون أن "العقد الأخير لا يشمل اقتناء الطائرات فحسب، بل يتضمن أيضا شراء أربع محطات أرضية، ونظام محاكاة، وآخر للمراقبة وتخزين المعلومات، وسيتم أيضا إنشاء مركز لتشغيل الطائرات دون طيار في المغرب، لتدريب الأفراد والدعم اللوجستي والتقني".

وتملك دول مثل أوكرانيا وقطر وبولندا أيضا طائرات "بيرقدار تي بي 2"، وقد أثبتت في الوقت الحالي قدرتها على تجاوز 27 ساعة طيران متواصلة.

وبالنسبة للمغرب، فإن "خيار القتال واضح عبر اقتناء هذا النظام، كما أن المراقبة أمر مفروغ منه"، وفق "لاراثون".

وأوضحت الصحيفة أن "بيرقدار تي بي 2 تعد ثاني عملية شراء كبرى للطائرات دون طيار القتالية بقيادة الرباط، خاصة بعد أن تأكد أن المغرب أرسل بالفعل إلى الكونغرس الأميركي مبلغا بقيمة أكثر من 850 مليون يورو للمصادقة النهائية على عقد بيع أربعة طائرات (إم كيو-9 ريبر) والأسلحة الموجهة بدقة". 

وعلى وجه التحديد، إلى جانب الطائرات دون طيار، التي تصنعها شركة "جنرال أتوميكس"، سيحصل المغرب على ذخائر "هيلفاير" و"بيفواي" دقيقة التوجيه، التي تصنعها "لوكهيد مارتن" و"رايثيون" و"بوينغ".

تسليح كبير

وقالت لاراثون: "عموما، لا ينبغي أن ننسى أن علاقات أميركا مع المغرب ممتازة تاريخيا، كانت الدولة الإفريقية هي أول من اعترف باستقلال الولايات المتحدة".

وأضافت "لذا فإن الإجراءات من هذا النوع كانت دائما أسهل بالنسبة للمغرب مقارنة بحلفاء الولايات المتحدة الآخرين، وبهذا المعنى، يجب أن نتذكر أن البيت الأبيض قد دعم مؤخرا (نهاية 2020) السيادة المغربية على إقليم الصحراء مقابل أن يطبع المغاربة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل".

ونوهت الصحيفة بأن "إعادة التسلح المغربي على يد الولايات المتحدة مهمة في العامين الماضيين، فإلى جانب طائرات إم كيو، اشترت الرباط 24 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز إيه إتش 24 أباتشي ومعدات ذات صلة بحوالي 3.730 ملايين يورو". 

بالإضافة إلى ذلك، حصلت الحكومة المغربية على "2400 صاروخ مضاد للدبابات من طراز تاو 2 إيه، و400 قاذفة أم 220 إيه 2 تاو، و5810 قنبلة أم كا 82ـ 1 وذخيرة متنوعة لمقاتلاتها من طراز إف 16 مقابل 878 مليون يورو".

ثم اشترى المغرب 25 طائرة مقاتلة من طراز إف 16/دي بلوك 72 مقابل 3.330 مليارات يورو، وعمل على تحديث 23 طائرة أخرى يملكها وتطويرها إلى نسخة إف 16 مقابل 840 مليون يورو أخرى. 

وبغض النظر عن هذا، قبل بضع سنوات، سمحت الولايات المتحدة ببيع 220 دبابة أبرامز أم1 ايه1 مقابل 890 مليون يورو. وفي الآونة الأخيرة تمت الموافقة على تحديث 162 دبابة من تلك المجموعة مقابل مليار و100 مليون يورو أخرى.

ونقلت الصحيفة أن "العلاقات الطيبة بين المغرب وإسرائيل، التي ترعاها الولايات المتحدة، قد ترجمت بالفعل إلى اتصالات ملموسة".

وبحسب ما تم نشره في الصحافة الفرنسية، فبالإضافة إلى شراء هذه الطائرات المسيرة، "يبني المغرب على أراضيه، تحت حماية إسرائيل، أنظمة تعرف باسم طائرات كاميكازي دون طيار".

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أنه "رغم أن بقية الطائرات دون طيار التي تقوم بمهام المراقبة حتى لو كانت مسلحة، فإن الهدف النهائي لطائرة كاميكازي هو إصابة هدفها فقط".

وأوضحت أن "هذه الأنظمة تتمتع باستقلالية تبلغ ساعة واحدة، بحيث يمكنها الطيران لمسافة 150 كيلومترا، وستكون تقنيتها من صنع، شركة إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء".

وقالت الصحيفة بأنه "بغض النظر عن الخوف من الجار الذي توجد معه مشاكل ذات عيار ثقيل نوعا ما والذي اكتسب وزنا دفاعيا؛ لا يجب أن ننسى أن مشكلة المغرب كانت تاريخيا متمثلة في الجزائر، رغم أنها امتدت في السنوات الأخيرة إلى الجبهة الجنوبية، حيث تنتشر الجماعات الإرهابية، وعصابات الهجرة".

وختمت "لاراثون" تقريرها بالقول: "عموما، يجدر التذكير بأن أوروبا وعلى رأسها إسبانيا تراجعت عن جزء كبير من تسليح المغرب، لكنه يبقى الجار الذي تموله القارة لمكافحة الإرهاب والتحكم في طرق الهجرة، وفي جميع الأحوال، أصبح المغرب في الوقت الراهن مختلفا عن السابق".