تمزق الرئتين.. صحيفة روسية تحذر: سلالات كورونا الجديدة أكثر خطورة

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

رغم ما وصل إليه العالم من قدرات علمية وتكنولوجية خاصة في مجال الصحة والدواء؛ إلا أنه يظل عاجزا عن اكتشاف علاج ناجع لفيروس"كورونا" رغم مرور أكثر من عامين على الجائحة العالمية، التي تتخذ صورا جديدة ومتحورات أخطر.

صحيفة "لينتيا. رو" الروسية، نشرت لقاء مع أخصائية الأمراض المعدية في جامعة "سان بطرسبرج" أوكسانا ستانفيتش، عن سلالة متحور "دلتا" سريعة الانتشار الآن في العالم، وإحدى صور فيروس كوفيد- 19 "كورونا" الخطيرة.

تناول اللقاء أيضا أعراض المتحور الجديد وتأثيره الشديد على عمل الجهاز التنفسي للمرضى، وكشف عن نقاط اختلاف أعراض "كورونا" عن المتحور الجديد، ولفت إلى خطورة الموقف في ظل عدم استجابة المتحول لأي لقاح عالمي.

وقالت الطبيبة: "إلى جانب ظهور سلالات جديدة من فيروس (كورونا)، تتغير الأعراض التي تدفع بالمواطنين الروس إلى المستشفى".

ونقلت عن بعض الأطباء المعالجين قولهم: إن "كورونا أصبح أكثر خطورة من ذي قبل، وأن الإصابة يمكن أن تبدأ بشكل غير محسوس تقريبا، ثم يؤدي ذلك إلى تمزق في الرئتين".

لفتت الأخصائية الروسية إلى أنه "لم يجر اكتشاف علاج فعال على مستوى العالم، وربما تواجه روسيا موجة أخرى من المرض".

سريع الانتشار

ترى أوكسانا ستانيفيتش، أن "الفرق الأول بين (كورونا) والفيروس المتحور (دلتا)، أن الأخير نوع جديد من فئة فيروسات الأول، انتشر في مدينة سان بطرسبرج الروسية".

وأكدت أن متحور "دلتا" "طغى بالكامل تقريبا على جميع سلالات (السارس) الأخرى"، مشيرة إلى أن "موسكو تشهد نفس الحالة من انتشار الوباء في مناطق رئيسة أخرى، وغير واضح كيف تسير الأمور في المدن الصغيرة النائية".

"تأتي عينات قليلة إلى قسم تسلسل جينوم وفيروس (كورونا)، بمعهد أبحاث الإنفلونزا (جورجي)، تضيف الطبيبة، وتوضح أن "معظم مقدمي العينات يمكن أن يكونوا مرضى بفيروس (دلتا)".

الأمر الثاني المدهش وفق ستانيفيتش، هو أن "الصورة الإكلينيكية للمرض أصبحت أكثر شدة، وكل طفرات الفيروس تتطور بشكل أسرع، ولاحظت هذا أنا وزملائي المتخصصين بالأمراض المعدية في مستشفيات أخرى". 

وقالت: "الآن ربما تظهر أولى علامات المرض بالأسبوع الأول من حدوث العدوى، والمرض نفسه يظهر بشكل أسرع، وإذا كانت أعراض الفيروس تظهر من 14 إلى 15 يوما في السابق، فربما تظهر الآن من 10 إلى 12 يوما".

الأمر الأخطر

وأشارت إلى أمر مدهش ثالث تنفرد به هذه الموجة، هو أن "تأثير الأدوية المضادة للفيروسات غير مرئي عمليا".

هذا يعني وفق الطبيبة الروسية، أن "الفيروس كان أقل عدوانية في الوقت السابق، وكان يمكن بناء بعض الفرضيات عن تأثير الأدوية المضادة للفيروسات".

وأوضحت أنه "من الواضح الآن أن أي لقاح سواء كان (فافيبيرافير)، و(ريمديسيفير) أو حتى البلازما المضادة للتأكسد، في معظم المرضى لا يؤثر على الفيروس، أو على سرعة إقصائه".

الطبيبة ستانيفيتش، قالت: "ما زلنا نلخص الإحصائيات حول تأثير البلازما في مؤسستنا، ولكن جرى تأكيد ذلك بالدراسات الإكلينيكية الحالية لتأثير تلك اللقاحات على المرضى حول العالم".

وأضافت: "الشيء نفسه ينطبق على البلازما المضادة للتأكسد، وفقا لبياناتنا المحلية، فإن لها بعض التأثير على مرضى الفئات الضعيفة مثل الأورام، إذ يمكن أن تقلل البلازما الخاصة بهم مؤقتا من عبء انتشار العدوى".

"ومع ذلك، فإن هذا لن يدوم طويلا، وسرعان ما يعود الفيروس"، أكدت أخصائية الأمراض المعدية في جامعة "سان بطرسبرج" أوكسانا ستانفيتش لصحيفة "لينتيا. رو " الروسية.

 

أعراض جديدة

فضلت الطبيبة ستانيفيتش، عدم الحديث عن حدوث أعراض جديدة، مشيرة إلى أن "هناك تركيزا على بعض الأعراض التي لوحظت سابقا".

وفي مثال عن متحور "دلتا"، أوضحت أن "أعراض التهاب المعدة والأمعاء أكثر شيوعا، مثل: القيء والغثيان وآلام البطن والإسهال، ويصفها العديد من المرضى على أنها بداية المرض".

"في الطقس الحار، يكون المرضى عرضة أكثر للإصابة؛ لأنه يصعب الإشراف عليهم، بسبب الجفاف، بل يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض تلف الكلى الحاد"، أضافت الطبيبة.

وبينت أن "أولئك الذين تناولوا الأدوية المضادة للفيروسات في العيادات الخارجية عانوا أيضا من تلف في الكلى والكبد"، مشيرة إلى "زيادة اختبارات تحليل وظائف الكبد ومتلازمة انحلال الخلايا".

ثقوب الرئتين

وقالت الطبيبة الروسية: "في السابق كانت النقطة المرجعية الرئيسة لظهور فيروس (كورونا) هي فقدان حاسة الشم؛ لكن مرضى متغير "دلتا" يشعرون بالروائح".

وأضافت: "هناك أيضا نقطة مهمة لاحظناها في هذه الموجة أن هناك مزيدا من التمزقات التلقائية في الرئتين، إذ يتراكم الهواء بين طبقات غشاء الجنب، وتنهار الرئة، ويزيد فشل الجهاز التنفسي".

وأكدت أن "هذه بالفعل حالة جراحية صعبة، فمن الضروري فتح الرئة وإخراج الهواء".

وفي ردها على تساؤل الصحيفة: "هل تحدث مثل هذه التمزقات بالفعل في المراحل الأخيرة من المرض؟".

أوضحت أنه "ليس من الضروري أن يحدث انكماش الصدر التلقائي، ولكن عادة ما تواجه المرضى في مرحلة من المرض، وتكون في معظم الأحيان المرحلة الثانية والثالثة".

وتعتقد أنه "إذا قمنا بتقسيم مسار المرض لثلاثة أجزاء، فإن المرحلة الأولى هي من بداية المرض وحتى اليوم السابع من حدوث الإصابة، وهنا تحدث أعراض فيروسية شديدة مثل الحمى، يمكن أن يرافقها سعال وإسهال".

وختمت: "أما بالنسبة لأعراض فشل الجهاز التنفسي فلا تزال غير واضحة".