خالد سعيد جديد.. غضب مصري بعد كشف وقائع تعذيب بالتزامن مع ذكرى ثورة يناير

12

طباعة

مشاركة

كان "خالد سعيد"، شهيد قانون الطوارئ في مصر الذي سحلته وقتلته الشرطة بمثابة "القشة" التي قسمت ظهر نظام المخلوع حسني مبارك و"أيقونة" ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي تحل ذكراها اليوم مع تسريبات جديدة فاضحة لجرائم شرطة نظام عبد الفتاح السيسي.

وقبل ساعات على ذكرى الثورة، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في 24 يناير 2022، مقطعا مصورا مسربا يظهر تعذيب عناصر من الشرطة المصرية محتجزين بقسم حي السلام في القاهرة، ما أعاد للأذهان ما تعرض له سعيد حتى الموت.

ويبدو أن المقطع التقط سرا من خلال باب الزنزانة من قبل أحد المحتجزين، ويظهر نزيلين معلقين بوضعيات مجهدة، وكان المحتجزان عاريين من الملابس أعلى الخصر، ومعلقين من أذرعهما في شبكة معدنية. 

وأوضحت الغارديان أن لديها مقطعا آخر تحفظت على بثه حماية لهوية المحتجزين؛ لكن ناشطين تداولوه، ويظهر النزلاء داخل زنزانة مكتظة ويعرضون إصاباتهم بالجروح المفتوحة في الرأس والكدمات في الصدر والظهر، ويتهمون ضباط الشرطة والمحققين بضربهم بالعصي.

التسريبات المخيفة تداولها ناشطون بكثرة عبر وسوم عدة أبرزها #تسريبات_سجون_مصر، #ثورة_يناير، #ثورة_25يناير، وغيرها، وعدوها مفتاحا لثورة جديدة مناهضة للظلم المتفشي في البلاد. 

وأشاروا إلى أن الشعب لا يحتاج لهذه المقاطع لإثبات جرائم الشرطة وتعدياتهم على حقوق السجناء والمعتقلين، والجميع يعلم أن التعذيب في أقسام الشرطة والسجون والأمن الوطني واقع.

وأكد ناشطون أن انتهاك حقوق الإنسان في مصر جريمة ممنهجة من نظام السيسي القمعي الذي انقلب على مكتسبات ثورة يناير، مطالبين بإسقاط منظومته الديكتاتورية الفاسدة.

وسخر ناشطون من تناقل وسائل إعلام مصرية، مؤيدة للنظام، نفي مصدر أمني لم تسمه، صحة ما جاء بالمقاطع المسربة، مع الإشارة إلى أنها سربت عن طريق "صفحة أحد العناصر الإخوانية الهاربة خارج البلاد بمواقع التواصل الاجتماعي". 

وبدأ الحديث عن التسريبات بإعلان الناشط السياسي المصري علي حسين مهدي، قبل أيام أن لديه #تسريبات_سجون_مصر، واعدا بنشرها قريبا، مع التنسيق مع الغارديان، لتخرج من خلالها ويكون لها صدى أقوى خارجيا.

وأوضح أنه يفعل ذلك لمواجهة محاولات السيسي الكاذبة بوجود إستراتيجية جديدة لحقوق الإنسان في مصر؛ وما يقابل بالسخرية والاستهجان بين الناشطين.

صفعة للسيسي

وأرفق ناشطون تغريداتهم في ذكرى ثورة يناير  بتسريبات التعذيب وعدوها تأديبا للسيسي، معربين عن أملهم أن تنتصر الثورة في النهاية.

وقال الإعلامي المصري أحمد عطوان إن #تسريبات_سجون_مصر التي أذاعها الناشط علي حسين مهدي ليلة ثورة 25 يناير هي الصفعة واللطمة القوية على مؤخرة الكذابين والراقصين لإنجازات الشرطة.

وأضاف أن هذا ما يجعل هاشتاغ #ارحل_ياسيسي #ثوره_لاسقاط_الجاسوس ترندا لليوم الـ12 على التوالي، موضحا أن التسريب الأول من حجز قسم شرطة السلام.

 من جانبه، قال الصحفي حسن خضري إن "هذه المشاهد المسربة لا تمثل شيئا من حقيقة الواقع الأليم الذي عايشته في عدة سجون مصرية أثناء فترة اعتقالي من 2013 - 2016 في السجون المصرية".

وأكد أنه هناك "ليس لديك حقوق أو كرامة أو إنسانية، أنت مجرد رقم يحل للسجان والجلاد أن يفعل بك ما يشاء وقتما يشاء".

 فيما كتب الناشط الحقوقي أسامة رشدي أن "ثورة يناير ستبقى خالدة في تاريخ هذا الشعب الذي لن ينسى أن الطغمة العسكرية تآمرت عليه وعلى حلمنا بالعيش والحرية والعدالة والكرامة".

وأضاف: "كما لن ننسى تضحيات عشرات الآلاف من المصريين من كل الاتجاهات السياسية الذين ضحوا بأرواحهم أو حريتهم لتحقيق الأهداف العظيمة لهذه الثورة التي ستنتصر يوما".

كلها خالد سعيد

وذكر ناشطون بما حدث لخالد سعيد، مشيرين إلى أن كل المعتقلين والنزلاء في السجون المصرية أصبحوا مجرد تكرار لحالة سعيد وما حدث له.

وخالد سعيد شاب عذب حتى الموت على أيدي مخبري شرطة أرادا تفتيشه بموجب قانون الطوارئ، وعندما سألهما عن سبب تفتيشه مطالبا بإخراج مذكرة رسمية من النيابة، قاما بضربه حتى الموت أمام عدد من شهود العيان في منطقة سيدي جابر بالإسكندرية، ما كان سببا رئيسا في اندلاع الثورة.

وتساءل المغرد محمود: "كام خالد سعيد في الفيديو؟"، مشيرا إلى أن مصر كلها حرفيا صارت خالد سعيد، وأجهزة الأمن والمؤسسات السيادية عائمة في الخيانة والفساد والظلم.

 وكتبت المغردة فاتن عبدالله: "من خالد_سعيد 2011 إلى تسريبات سجون مصر 2022، يا خسارة".  وأكد المغرد معاذ أن "سجون العسكر كلها خالد سعيد".

وقال أحمد عبدالعزيز، عضو الفريق الرئاسي للرئيس الراحل محمد مرسي: "ليس الإخوان المسلمون وحدهم الذين يتعرضون لصنوف التنكيل في السجون المصرية.. فهؤلاء مساجين عاديون وليسوا سياسيين!".

وأوضح أن "هذه هي إستراتيجية حقوق الإنسان التي صدعنا بها السيسي وأبواقه الإعلامية، عليهم جميعا لعنات الله".

النفي إثبات

وانتقد ناشطون تكذيب السلطات المصرية عبر أبواقها الإعلامية لما جاء في التسريبات، متداولين مقطعا مصورا رد فيه الناشط المهدي صاحب التسريبات عليهم بعد اتهامات ساذجة بأن صاحب التسريبات "إخواني وهارب".

وسخر الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، من نفي الحكومة المصرية صحة المقاطع المسربة، قائلا: "الداخلية الشريفة تنفي صحة فيديوهات التعذيب في قسم شرطة السلام أول، التي ظهر فيها المحتجزون بصورهم وبشحمهم ولحمهم!".

وأضاف متهكما: "يعني مفبركة؟ يعني تمثيل؟ أين النيابة العامة المشرفة على أماكن الاحتجاز من هذا العبث؟!".

 من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور خليل العناني: "كما تعودنا فإن النفي الرسمي يعني الإثبات".

ونشرت الناشطة السياسية منى سيف المقطع ذاته، وتهكمت بالقول: مساء الخير على سيادة النائب العام الذي يعمل نفسه غير موجود لما يكون المتهم ضباط.

 وسخر مغرد آخر قائلا: يطبقون الإستراتيجية الوطنية المصرية لحقوق الإنسان على أكمل وجه.  وأشار آخر إلى أن هذا التعذيب يحدث مع مساجين جنائيين داخل الأقسام، متسائلا: "ما بالكم بما يحدث للسياسيين الأبرياء المسلوب حقوقهم وحياتهم المختفين قسريا أيضا؟ أين حقوق الإنسان؟".