علاقتها مفتوحة مع روسيا وأوكرانيا.. ما احتمالية توسط الصين لإنهاء الحرب؟

منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

أعلنت سويسرا موافقتها منتصف يناير/ كانون الثاني 2024، على تنظيم قمة سلام دولية هذا الصيف بشأن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المتواصلة منذ أكثر من سنتين.

وفي ضوء إعلان الصين دراستها حضور مؤتمر السلام الأوكراني في سويسرا، بحث موقع "تيليبوليس" الألماني فرص توسط بكين لإنهاء الحرب والتحديات التي تواجهها لتنفيذ ذلك.

دبلوماسية مكوكية

في مقابلة مع صحيفة "نويه تسورخر تسايتونغ" السويسرية، صرح السفير الصيني في برن، وانغ شيه تينغ، بأن على بلاده أن تمنع الأزمة من أن تخرج عن نطاق السيطرة، معلنا أنها تتابع مؤتمر أوكرانيا عن كثب وتدرس إمكانية المشاركة فيه.

في هذا الإطار، يقول الموقع الألماني إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد مرارا وتكرارا على أهمية إشراك ممثلين من الصين والجنوب العالمي ككل في المناقشات والمباحثات بشأن الحرب.

حيث قال زيلينسكي، على سبيل المثال، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في يناير/ كانون الثاني 2024: "نود بشدة أن تشارك الصين في صيغة السلام الخاصة بنا، وكذلك الانخراط في القمة".

جدير بالإشارة إلى أن خطة السلام الأوكرانية تدعو، من بين أمور أخرى، إلى انسحاب موسكو من جميع الأراضي الأوكرانية، بالإضافة إلى اتهام المسؤولين الروس بارتكاب جرائم حرب. 

ونظرا للوضع الحالي في ساحة المعركة، فإن خطة زيلينسكي لم تحظ بفرصة كبيرة.

وبينما حقق الجيش الروسي أول مكاسبه الإقليمية المهمة منذ أشهر، سافر الدبلوماسي الصيني المبعوث الخاص للشؤون الأوراسية، لي هوي، إلى أوكرانيا وروسيا ودول أوروبية أخرى لاستكشاف التوافق بين الأطراف المختلفة لإجراء محادثات سلام في نهاية المطاف.

وهنا، يلفت الموقع إلى أن الدبلوماسي الصيني زار روسيا وأوكرانيا لأول مرة في مايو/ أيار 2023، قبل وقت قصير من شن كييف هجومها المضاد الفاشل.

وفي زيارته لبرلين أخيرا، حذر لي هوي أيضا من "مزيد من التصعيد في الحرب ضد أوكرانيا، وهو ما لا يتماشى مع المصالح المشتركة للمجتمع الدولي، بما في ذلك الصين وألمانيا".

وفي العموم، يعتقد الموقع الألماني أنه لا يوجد سبب وجيه للتفاؤل بأن جهود الوساطة التي تبذلها الصين سوف تنجح في المستقبل المنظور. 

من زاوية أخرى، ووفقا لتقرير صادر عن "بلومبرغ"، فإن "دعم بكين الدبلوماسي والاقتصادي المستمر لروسيا منذ الحرب يمثل (نقطة شائكة) في العلاقات مع أوروبا".

"وفي حين أصبحت التجارة مع الصين موضع شك أكبر، يدور حديث عن تآكل الثقة في الصين من قبل دول أوروبا"، بحسب ما ورد عن الموقع.

ومن ناحية أخرى، يشير إلى "وجود بعض الشكوك حول اقتراح السلام الصيني المكون من 12 نقطة، والذي قدمته الصين في فبراير/ شباط 2023 لإنهاء الحرب".

علاقة روسيا والصين

وفيما يخص العلاقات الثنائية بين روسيا والصين، ينقل الموقع عن صحيفة "بوليتيكو" قولها إن ممثلي الحكومة الصينية كانوا قد رفضوا الاجتماع مع ممثلي أوكرانيا رسميا في دافوس. 

وحينها، كتبت الصحيفة: "يبدو أن قرار الصين بعدم الاجتماع مع الأوكرانيين كان مقصودا وليس نتيجة لمشكلة في الجدولة".

كما أكد مسؤول أميركي كبير على أن "بكين رفضت طلب كييف لعقد اجتماع في مرحلة ما خلال الزيارات المتبادلة لسويسرا". 

وقال مسؤول أميركي كبير آخر إن "الصين رفضت أي اجتماعات بعد أن دعت روسيا البلاد إلى إنهاء الاجتماعات الدبلوماسية مع أوكرانيا".

وعلى الرغم من حرص بكين على عدم الإضرار بعلاقاتها مع الغرب، أشار الموقع الألماني إلى أنها "رفضت إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا منذ بداية الحرب". 

لافتة إلى أن "العلاقات بين دولتي البريكس، الصين وروسيا، ظلت وثيقة في خضم الحرب". 

وفي هذا الصدد، سبق أن صرح نائب وزير الخارجية الصيني سون وي دونغ، بأن "العلاقات بين البلدين، في ظل القيادة الإستراتيجية للرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أفضل مراحلها تاريخيا".

زيلينسكي يحتاج إلى الصين

في نهاية التقرير، يذكر الموقع الألماني أنه بعد إظهار النتائج فوزه بالانتخابات كرئيس لروسيا، صرح بوتين أن "العلاقات بين روسيا والصين ستتعزز في السنوات المقبلة".

ونظرا لقرب الصين من روسيا، يذهب الموقع إلى أنه "من الصعب على بكين أن تعمل كوسيط في حرب أوكرانيا وإيجاد طريقة للخروج من الأزمة". 

وحتى في أوكرانيا، حيث يتودد زيلينسكي للصين، تظهر الاستطلاعات أن "الناس هناك سلبيون بشكل متزايد تجاه الصين والرئيس الصيني شي جين بينغ".

ولكن زيلينسكي "يعلم أنه يحتاج إلى الصين، ولا سيما للحصول على دعم الجنوب العالمي". 

وفي هذا الإطار، تقول فيتا جولود، رئيسة البعثة الأوكرانية، إن "الشعب الأوكراني ينظر إلى الصين كدولة عدوة".

لافتة إلى أنه "في الوقت نفسه، يريد الرئيس الأوكراني والمسؤولون الأوكرانيون أن تجلس بكين على الطاولة مع دول أخرى لمناقشة عروض السلام التي قدمها زيلينسكي".

وتعتقد فينا جولود أن "أوكرانيا لا تزال ترى إمكانية لعب الصين دور الوسيط، لأن الصين هي الدولة الوحيدة التي تحظى بالترحيب في موسكو وكييف في نفس الوقت".

وفي هذا الصدد، نقلا عن مبعوث الأمم المتحدة، قنغ شوانغ، يشير الموقع الألماني إلى الجهود الدبلوماسية التي بذلتها بكين في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 10 مارس/ آذار 2024. 

مضيفا أنها "تهدف إلى تحقيق حوار مباشر بين روسيا وأوكرانيا وجمع الطرفين على طاولة المفاوضات وإنهاء الصراع، الذي دخل الآن عامه الثالث، أو تحقيق وقف إطلاق النار".

الكلمات المفتاحية