خطاب مزلزل للملثم في الذكرى الأولى للطوفان.. وناشطون: هدم معنويات الاحتلال

25 days ago

12

طباعة

مشاركة

في الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى التي انطلقت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ضد الاحتلال الإسرائيلي، أطل المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيد، كعادته بلثام يغطي ملامح وجهه وجسد ثابت وكلمات كالسيف الحاد، ملقيا خطابا شاملا مزلزلا.

أبو عبيدة، أعلن في كلمة مصورة بثت في 7 أكتوبر 2024، أن خيار المقاومة وقرارها الاستمرار في المواجهة في معركة استنزاف للعدو طويلة وممتدة، ومؤلمة ومكلفة له بشدة، طالما أصر العدو على استمرار العدوان والحرب، داعية لإطلاق أكبر حملة مساندة للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن المقاومة طورت تكتيكاتها وتشكيلاتها القتالية وأساليب عملها بشكل مستمر ومتواصل، وغير متوقع للعدو، بما يتناسب مع الظروف الراهنة، ومع كل السيناريوهات المتوقعة، وبما يضمن نجاح قرارها وخيارها.

واستنكر أبو عبيدة الاحتفاء الصهيوني باغتيال قادة حركة حماس وقادة المقاومة، وعلى رأسهم قائد الحركة إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وعد حفاوة الاحتلال أكبر دليل على أن العدو المتغطرس لا يفهم دروس التاريخ ولا حقائق الواقع ولا ثقافة وإرادة شعبنا وأمتنا، مؤكدا أن فرحة العدو بالاغتيالات هي مُسكّن وهمي مخادع، وفرحة قصيرة، وسكرة طارئة.

وقال أبو عبيدة: "لو كانت الاغتيالات نصرا لانتهت المقاومة ضد الاحتلال، منذ اغتيال الشيخ عز الدين القسام في أحراش يعبد في جنين قبل تسعين عاما".

وأشار إلى مرور عام على عملية الكوماندوز الأكثر احترافية ونجاحا في العصر الحديث، قائلا إن المقاومة ضربت العدو ضربة استباقية هائلة بعدما وصل تخطيطه لضربة كبرى للمقاومة بقطاع غزة مراحله النهائية.

وذكّر أبو عبيدة، بأن معركة طوفان الأقصى جاءت بعدما تغول العدو في الاستيطان والتهويد والعدوان على الأسرى، مشيدا بصمود الشعب صمودا أسطوريا رغم خذلان القريب وجبن الأنظمة وتواطئها ورغم بطش العدو وقوى البغي والعدوان.

ودعا علماء الأمة إلى تجاوز حالة التضامن القلبي واللفظي الخجول وبيان "خطورة ما يتعرض له شعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وبيان فريضة الجهاد ضد عدو الأمة"، متمنيا استنفارا علمائيا في كل الأمة، لتبيان حقيقة الصراع، والبيان الشرعي والواضح والصريح والمتواصل.

وطالب أبو عبيدة بإطلاق أكبر حملة عربية وإسلامية ودولية لإسناد الشعب الفلسطيني، ومواجهة آلة الكذب الصهيو-أميركية المضللة والكاذبة، وحث على شن أوسع هجوم سيبراني على الكيان الصهيوني من كل محبي الشعب الفلسطيني والمقاومة، من خبراء الحرب الإلكترونية.

وبخصوص أسرى إسرائيل لدى المقاومة قال الناطق باسم القسام "حرصنا منذ اليوم الأول على حماية الأسرى لدينا والحفاظ عليهم"، مذكرا بأن المقاومة لديها تعليمات أنه إذا تعرض الأسرى للخطر أو لاشتباكات قريبة يتم نقلهم إلى أماكن أخرى أكثر أمنا".

وشدد على أن الأسرى يواجهون وضعا صعبا ويتعرضون لتقاطع النيران "وربما لنيران العدو نفسه"، مضيفا أن "المخاطر على الأسرى الإسرائيليين تتعاظم يوما بعد يوم، وأن ما حدث مع الأسرى الستة في رفح ربما يتكرر مع آخرين "طالما يتعنت نتنياهو وحكومته الإرهابية".

واحتفى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بخطاب الملثم، وعدوا ظهوره بحد ذاته بمثابة قصف مباشر للاحتلال الذي ألمح إعلامه إلى أن أبو عبيدة تم استهدافه خلال عمليات الاغتيالات الأخيرة، مشيدين بإيضاحه أن انطلاق طوفان الأقصى كان ضربة استباقية.

وأشاروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، و"فيس بوك" وعبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أبو_عبيدة، #أبوعبيدة، #كتائب_القسام، #طوفان_الأٌقصى، وغيرها، إلى أن كلمة أبو عبيدة جاءت شاملة.

وأعربوا عن سعادتهم بافتتاح أبو عبيدة خطابه بإيضاح المكتسبات التي حققتها عملية الطوفان، وفضحه الدعم الأميركي للاحتلال، وشكره لجبهات الإسناد، وتنديده بخذلان الأنظمة العربية، ودعوتهم الضفة الغربية لتصعيد مقاومتها وتقليله من قيمة الاغتيالات، واختتمه بالتأكيد على عقيدة الجهاد أو الاستشهاد.

وتباينت ردود فعل ناشطين حول دعوة أبو عبيدة علماء الأمة لتبيان حكم الجهاد وخطورة عدوان الاحتلال والخروج عن صمتهم بين من رآها دعوة ذكية جاءت في وقتها، ومن رآها في غير مكانها لأن العلماء يلتزمون الصمت ويغضون أبصارهم في تعامي متعمد عن جرائم الاحتلال.

قصف جبهة

وقال الصحفي أحمد منصور، إن أبو عبيدة يظهر في ذكرى مرور عام على طوفان الأقصى ويعكر على نتنياهو صفو نصره الزائف في لبنان ليؤكد أن إسرائيل لا تزال تعيش أجواء أكبر هزيمة عسكرية وإستراتيجية في تاريخها.

 

وأشار الصحفي ياسر أبو هلالة، إلى أنه يتابع 10 قنوات تيلجرام إسرائيلية تضم أبرز الصحفيين الصهاينة، لكن مهنية واحتراف وتطور الإعلام الصهيوني تنهار عند بسطار الرقيب العسكري.

وقال إن أبو عبيدة لا يحتاج لاعتراف الإعلام الصهيوني والغربي، لكن تجاهل خطابه بانتظار التعليمات يكشف قوة الخطاب وهشاشة المتلقي!.

ورد إبراهيم حمدان، على أبو هلالة، مؤكدا أن خطاب أبو عبيدة "هادم لمعنويات جبهتهم الداخلية لذلك يحرصون على عدم تداوله".

ولفت إلى أن الخطاب يوجه لهم رسالة بسيطة مفادها أن المقاومة منتصرة مادام أنها توجه الضربات وتحتفظ بالأسرى.

وأكد الصحفي أحمد حسن الشرقاوي، أن خطاب أبي عبيدة أهم في تأثيره المعنوي على الكيان من صواريخ إيران ضد تل أبيب.

ورأى معتز أسيل، أن كلمة أبو عبيدة صادمة للكيان الصهيوني بعد ما ظن عدد كبير أنه استشهد، قائلا إن استمرار حركة حماس في استهداف عناصر الاحتلال شيء مثير للدهشة.

ضربة استباقية

وتعقيبا على قول أبو عبيدة إن ضرب العدو كان ضربة استباقية هائلة بعدما وصل تخطيطه لضربة كبرى للمقاومة بغزة مراحلة النهائية، قال الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، إن هذه نقطة مهمة جدا لفهم دوافع تنفيذ عملية طوفان الأقصى.

وأوضح أن المَعْنيّ هنا كشف المقاومة مخططا للعدو، يشبه سلسلة العمليات الأمنية والعسكرية التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله، قبيل بدء الهجوم البري.

وعد حيدر محمد الشريف، أهم ما في خطاب أبو عبيدة هو الكشف لأول مرة عن أن هجوم 7 من أكتوبر جاء كضربة استباقية وبعملية نفذتها القوات الخاصة في كتائب القسام بعد كشف المقاومة عن مخطط كبير كان ينوي العدو فعله تجاه غزة.

وأكد أن ذلك يدل على أن المقاومة تفوّقت استخباراتيًا على العدو دون كشف عملية 7 من أكتوبر.

ورأى محمد شعبان أيوب، كلام أبو عبيدة اليوم أن 7 أكتوبر كان ضربة استباقية حيث تأكد لديهم أن هناك حربا شاملة تعد لها إسرائيل على غرة، ردّ على كلّ متحذلق يقول إن التوقيت كان خاطئا وإن المقاومة جرّت على نفسها كيت وكيت.

ظهور الملثم

وحفاوة بظهور الملثم وخطابه، أكدت المغردة نسيبة، أن خطابه لا يشبه باقي الخطابات السابقة، ووصفته بأنه "مُرعب وناري وعظيم وقوي"، قائلة إن ظهور أبو عبيدة بالصوت والصورة هو رمز لهذه المعركة شاء من شاء وأبى من أبى، وفي مثل هذا التوقيت هو صفعة للصهاينة.

ورأت حنان أبو عبيد، أن ظهور أبو عبيدة بعد غياب في هذا اليوم تحديدا هو بحد ذاته هزيمة لكيان الاحتلال.

وكتب المغرد موسى: “مهما عظم الحدث يرقى خطاب أبو عبيدة فوق مستوى الحدث، لا يمكن التعليق ووصف العظمة والعبقرية والشمولية.. الواحد ما فيه إلا أن يقول الحمد والشكر لك يا رب على هذا الناطق بضمير الأمة الحق، على هذا النور، في زمن ظلام التلوث الضوضائي للملوك والأمراء من ذيول الغزاة.”

ودون عبدالباسط يربوع، أبرز ما جاء على لسان أبو عبيدة، قائلا: "الحمد لله الذي شنف أسماعنا بصوت البطل المجاهد أبي عبيدة رافعا معنويات شرفاء الأمة في رسائلته الصوتية حفظ الله المجاهدين وأيدهم بنصر من عنده قريب عزيز".

وأعرب المحامي علي المسلوخي، عن سعادته بظهور أبو عبيدة، وأثنى على خطابه الذي وصفه بأنه "مليء بالعز والكرامة". وأشاد بقول أبو عبيدة "أنه لجهاد نصر أو استشهاد"، قائلا: "نعم أيها الصهاينة نحب أبو عبيدة ونحب المقاومة ونحب فلسطين".

وأثنى سعيد الكرد بكلمة أبو عبيدة وعدها "مهمة جدا"، حيث خاطب فيها الأمة كلها بأنواعها وأشكالها كافة، وأوصل رسالة إلى العلماء أيضا، قائلا إن أهم رسالة هي أن القادم أعظم.

دعوة العلماء

وعن دعوة أبو عبيدة علماء الأمة إلى بيان فريضة الجهاد ضد عدو الأمة، قال الإعلامي التركي محمد صديق يلدرم، إلى هذه الدعوة يجب توجيهها لقادة الدول الإسلامية، مضيفا أن العلماء وباقي شرائح المجتمع مغلوبة علة أمرها.

وأشارت أم عبدالله، إلى أن خطابٌ أبو عبيدة "صريحٌ يدعو إلى نهضة الأمة بشكل جاد.. خاصة علماء الأمة"، قائلة إن من الآن من لم يستجب لهذا النداء منهم يستحق أن يسقط في الوحل مهما كانت محبته وهيبة ودرجة علمه.

 

وفصل فيصل عثمان، مخاطبة أبو عبيدة للعلماء وحثهم على "تجاوزوا حالة التضامن القلبي واللفظي"، بأنه يعني أن يقول "شعاراتكم التي تجترّونها لا قيمة لها"، مؤكدا أن ما ينطبق على العلماء ينطبق على الحكام والمحكومين.

وعاتب عادل ناصر النجار، أبو عبيده لأنه يطلب المستحيل بدعوته للعلماء، مؤكدا أن الأمة بلا علماء والقائمين بتمثيل دور العلماء واخدين أجرتهم، وكلمة الجهاد جريمة يعاقب عليا أولياء الأمور بعد استدعائهم من ناظر المدرسة.

وخاطب أبو عبيدة قائلا: "اذهب أنت وربك والصالحين منكم فقاتلوا فإن الأمة ها هنا قاعدون"، مضيفا: "أحزنني أنك تظن أن في الأمة غيركم".

حرب سيبرانية

واستنهاضا لهمم خبراء الحرب الإلكترونية وحثهم على الاستجابة لدعوة أبو عبيدة لشن أكبر هجوم سييراني ضد العدو، كتب المغرد أحمد: "هل تحب أن تكون جنديا يعمل تحت قيادة أبو عبيدة بشكل مباشر.. الوقت متاح لديك فقد وجّه أبو عبيدة إلى القيام بهجمات سيبرانية على العدو الصهيوني وهذه فرصة".

وأعاد سليم سلامة نشر دعوة أبو عبيدة، متسائلا: "من لها؟".

وأعرب محمود، عن أمله في استجابة الهاكرز لدعوة أبو عبيدة أكتر من أمله في علماء الأمة الحاليين، مطالبهم باختراق مطارات الاحتلال وسفاراته والوزارات، البورصة والمحطات المختلفة، وحصاره من كل الجهات.