"مقاتلات مغيبات".. كتاب جديد ينتقد تجاهل دول العالم للنساء المسلمات

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تحدثت مجلة جون أفريك الفرنسية عن عدة نساء مسلمات "غيرن العالم"، لكن الكثير منهن "غير معترف بهن" في بعض الأحيان.

وتحدثت الصحفية إليز سان جوليان، في كتاب شبابي عن ثلاثين صورة لنساء مسلمات ملهمات.

السيرة الذاتية والمعارك التي قادتها طبيبة النساء التونسية توحيدة بن الشيخ وزميلتها الصومالية حواء عبدي مثيرة للإعجاب على الأقل مثل تلك الخاصة بالكونغولية دينيس موكويجي في جمهورية الكونغو الديمقراطية. 

 لكنهن لم يحصلن على جائزة نوبل أو حتى تم التطرق لقصصهن كثيرا، وفق المجلة.

نماذج مشرفة

بدأت الناشطة البيئية الصوماليّة فاطمة جبريل معركتها ضد قطع أشجار الغابات قبل عشرين عاما تقريبا من جريتا ثونبرج.

 لكنها لم تجد أبدا نفس الاهتمام الذي لاقته نظيرتها جريتا، الشابة السويدية والناشطة الدولية. 

تتحدث المجلة عن أسباب ذلك بالقول: ربما لأنهن كن سابقات (جدا) لعصرهن؟ لأنهن نساء؟ لأنهن لسن غربيات؟ لأنهن مسلمات؟ والبعض من كل هذه الأسباب الأربعة.

على أي حال، تم تسليط الضوء عليهن الآن في كتاب بعنوان "مسلمات حول العالم: في التعرف على نساء ملهمات"، وهو كتاب موجه للأطفال يتتبع السير الاستثنائية وغير المعترف بها في كثير من الأحيان لثلاثين امرأة، اثنتي عشرة منهن إفريقية. 

إذا كانت النساء في التاريخ مغيبات إلى حد كبير، فإن الصمت يصم الآذان حول النساء المسلمات، كما تشير الصحفية إليز سانت جوليان، المتخصصة في حقوق المرأة والإسلام، وهي نفسها كانت قد اعتنقت الإسلام. 

تقول الكاتبة عن ذلك: إنه "يوجد الآن العديد من الكتب عن نساء ملهمات، ولكن عندما يتعلق الأمر بالنساء المسلمات، فإنهن غالبا ما يقتصرن على (الناشطة الباكستانية) ملالا (يوسفزي)، أو في الأدبيات العربية التي يقتصر فيها الحديث عن شخصيات عشن في زمن النبي".

وتضيف "أردت أن يكون للشباب قدرة على التماهي مع شخصيات أكثر معاصرة".

ليس إيمانهم أو ممارستهم للشعائر هو المحدد للشخصيات اللواتي جرى تجميعهن في هذا الكتاب ولكن "الطريقة التي غيرن بها العالم".

وتحدد الصحفية، التي سئمت سماع الأخبار عن النساء المسلمات في وسائل الإعلام أو في دور النشر أن نفس الزاوية التي يرى بها الإعلام المرأة المسلمة تتمثل في الحديث عنهن من منطلق: الحجاب أو الخضوع أو التناقض بين التقليد والحداثة.

مقاتلات مغيبات

نكتشف في هذا الكتاب المصير الاستثنائي لـ"فاطمة الفهرية"، مؤسسة جامعة القرويين بفاس في القرن التاسع، والتي اعتبرتها منظمة اليونسكو الأقدم في العالم، ومتسلقة الجبال المغربية بشرى بيبانو، التي أكملت تحدي القمم السبع (الأعلى في كل قارة) في 2018. 

ولكن أيضا هناك قصص أكثر مأساوية للمواطنة المغربية ثريا الشاوي، أول طيارة في العالم العربي والتي لم يتم توضيح حيثيات قتلها في التاسعة عشرة من عمرها، قبل عيد الاستقلال بيوم واحد.

 وأيضا مقتل للة فاطمة نسومر، المقاومة القبائلية ضد الاحتلال الفرنسي في الجزائر وقد ماتت في سن 33 في زنزانتها.

تقول الفنانة الكوميدية التونسية سامية أوروسمان في مقدمة الكتاب: "عندما كنت أصغر سنا، كنت أرغب في الحصول على كتاب مثل هذا حتى يكون لدي قدوة أتفق معها".

وتضيف في ذات السياق "من الصعب التعرف على الشخصيات التي تظهر في وسائل الإعلام عندما تكون شابا ومن خلفيات تنتمي للأقلية". 

هذه الصور عبارة عن مقتطفات قصيرة: نلمس فيها التراث الموسيقي الهائل للمصرية أم كلثوم والرسالة المطولة للنسوية السنغالية مارياما با.

تتساءل جون أفريك عن خطر ترك القراء متشوقين؟ وتقول إنه على العكس من ذلك، ربما يريدون الذهاب إلى أبعد من ذلك. 

وأيضا تتساءل إن كانوا سيقرؤون الكتاب - وتجيب من جديد: من يدري؟ 

شأن حكايات امتثال محمود (لم تذكر المجلة اسمها الكامل) التي هربت من حرب دارفور منذ نعومة أظافرها. 

إذ تتذكر هذه الشاعرة في قصيدتها الموسومة "إلى أمي"، والتي فازت بفضلها ببطولة العالم في الشعر الحر والشعر لعام 2015 في واشنطن.

تتذكر وضعها في دارفور وتقول: "لم يعد بإمكاني أنا وأمي السير وحدنا إلى المنزل في الشارع". وتضيف في ذات السياق "لم يعد هناك المزيد من الشوارع للسير فيها حيث كنا نقيم".

الأقليات المضطهدة

أعطى المصور إل كي إيماني، مهندس المناظر الطبيعية والذي أبدى جهدا في الكتاب المذكور، ملامحا ورؤية وألوانا خارقة لكل من هؤلاء النسوة.

تصف الكاتبة هؤلاء النسوة قائلة: "إنهن جميعا فاعلات وناشطات، ولديهن طاقتهن وشخصيتهن الخاصة". 

تتبعت الكاتبة عبر روتينها المعتاد من خلال حسابها على منصة إنستغرام، قصصا لملاحم بعض النساء، اللواتي غالبا ما كن من الأقليات.

 ابتداء من المناضلة السنغالية خلال حقبة الاستعمار الفرنسي، وصولا إلى آيسا مايغا في حفلات سيزار للسينما الفرنسية لسنة 2020، عبر سلسلة من الشابات اللواتي كن يرتدين الحجاب بفخر مثلها. 

لا شك أنها شعرت بالإلهام بشكل خاص من صورة إلهان عمر، أول امرأة محجبة ولدت في إفريقيا (في مقديشو) والتي تم انتخابها لعضوية الكونغرس الأميركي في 2018.

فازت الأيقونة الصاعدة في قوائم "الديمقراطيين الشباب" لدى ترشحها، عبر آلية التصويت على تعديل في النظام الداخلي الذي حظر لمدة 181 عاما ارتداء الحجاب في مجلس النواب. وقد أقسمت عقب ذلك على القرآن بدلاً من الكتاب المقدس. 

إذا كان هذا الكتاب مخصصا في المقام الأول للقراء الشباب، فإن أولئك الذين يقرؤون في العمق سوف يملؤون بلا شك بعض الفجوات ويفتحون أعينهم على المعارك الجوهرية.

وهذه المعارك الأم قد تبدأ بأقليات الإيغور والروهينغا، المضطهدين في الصين وبنغلاديش، وفق جون أفريك.