"صرخة انتقام".. موقع بريطاني يتوقع حربا جديدة بين أرمينيا وأذربيجان

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع "بي بي سي" البريطاني الضوء على احتمالات نشوب "حرب جديدة" بين أرمينيا وأذربيجان، نتيجة للأحداث الأخيرة التي وقعت بين الدولتين؛ إذ استردت باكو إقليم "قره باغ" الذي كان تحت سيطرة يريفان منذ عام 1992.

ويرى الموقع بنسخته الفارسية أن على "أذربيجان أن تعمل على تأمين حدودها، وتأمين عمل الاستخبارات لكي تعرف ماذا يحدث في المنطقة؛ وتكون على أتم الاستعداد، وستتبع إستراتيجية جديدة في تأمين دولتها ضد الأعداء، وضد الحرب المحتملة أيضا".

وأشار إلى أن "الحرب الثانية بين أذربيجان وأرمينيا استمرت 44 يوما، وانتهت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وبعد وقف إطلاق النار استردت أذربيجان أجزاء من المنطقة محل النزاع وهي قره باغ والسبع مناطق المحيطة التي كانت تحت سيطرة القوى الأرمينية منذ الحرب الأولى في بداية التسعينيات".

وبعد المعاهدة التي أُبرمت بوساطة روسيا، استقرت القوى الروسية المحافظة على السلام بين البلدين في المنطقة الجبلية لقره باغ ما يقرب من 5 سنوات، التي ما زال يسكنها الأرمن.

فيما قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إن "النزاع حول قره باغ قد انتهى، وكان مرتبطا بالتاريخ".

ولكن يعتقد الخبراء المستقلون أن "النزاع لم يتم حله بأي شكل كان، ويوجد احتمال لاشتباكات كبرى في المستقبل القريب، في الوقت نفسه تزداد صرخة انتقام أرمينيا كل يوم، وتقوم أذربيجان بتعزيز جيشها، وتعد إستراتيجيات جديدة".

مخاوف باكو

وذكر الموقع أن "حكومة باكو تقلق بشكل واضح من نتيجة الأزمة السياسية الحالية في أرمينيا، والتي من الممكن أن تجعلها قوية وتسعى نحو الانتقام".

وخلال فبراير/شباط الماضي، توجه علييف مرات عدة إلى الدوائر السياسية في أرمينيا وخاصة الرئيسين السابقين سيرج سركيسيان، وروبرت كوتشاريان، وقام بتحذيرهم من خططهم لأجل الانتقام، وهددهم بعقوبات شديدة.

واستغل معارضو رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، مخاوف باكو، وادعوا أنه يتمتع بدعم من أذربيجان  وتركيا، وتخاطب وسائل الإعلام المعارضة في أرمينيا باشينيان وفريقه على أنهم القوى الحامية لتركيا، ويسعون من خلال عرض هذا الادعاء أن "يبثوا الرعب في قلوب الشعب، بأنه في حالة استكمال عمله فهناك احتمال هجوم وشيك من أنقرة وباكو".

من ناحية أخرى، أعلنت معظم التقارير عن محاولات روسيا لإعادة تأهيل الجيش الأرمني بعد هزيمته في الحرب الأخيرة، ويعتبر هذا الأمر كذلك أحد مخاوف باكو، وفقا لما قاله  الموقع.

وفي 25 فبراير/شباط 2021، قال علييف: "انتهى عمل الجيش الأرمني، لم يعد هذا الجيش موجودا، ولا يجب أن يوجد، دولة فاشية مثل هذه لا يجب أن تمتلك جيشا، ولن نسمح بتهديد دولتنا مرة أخرى".

ولكن جلال هاروتونيان، وزير الدفاع السابق لحكومة "قره باغ" والذي نُصب لرئاسة خدمة المراقبة العسكرية لوزارة الدفاع الأرمينية، قال في 5 فبراير/شباط إن "أرمينيا ستحاول استعادة أراضيها التي صارت تحت تصرف أذربيجان  في الفترة بين سبتمبر/أيلول إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2020".

وأضاف هاروتونيان: "ستدرك أذربيجان خطواتنا اليوم وغدا، سنفعل أي شيء لاستعادة ما فقدناه، هدفنا الرئيس هو تعزيز القوى العسكرية والحصول على أسلحة جديدة، وتكنولوجيا حديثة".

فيما قال الموقع: "يعتقد الخبراء العسكريون في المنطقة أنه يجب على أذربيجان أن تتعظ من الانتصار في الحرب الأخيرة، وأن تهيأ نفسها للرد على التحديات الجديدة بإستراتيجية حديثة".

وشدد الخبراء على أنه "من الآن فصاعدا يجب أن يكون التركيز الرئيس لأذربيجان على أمن حدودها المواجهة مع عملاء العدو، جمع المعلومات من الأراضي الأرمينية ومنطقة قره باغ، وكذلك ضمان الأمن أساس للحياة في المناطق التي تم استعادتها خلال الانتصار في النزاع الأخير".

كما ذكروا: "لن توجد حرب تقليدية، ربما يتم إنجاز عمليات سريعة ضد الإرهاب في منطقة محددة عن طريق جماعة مدنية، وهذه المسألة هي التي تعزز من دور القوات الداخلية ووحدات مكافحة الإرهاب".

حرب شديدة

من جانبه، قال المدون في الشؤون العسكرية توفيق شاه‌مرادف: إن "أرمينيا تعجز عن المقاومة العسكرية خلال 5 سنوات مقبلة بعد هزيمتها في الحرب الأخيرة؛ ولذلك ستشن حربا شديدة واضحة على أذربيجان عن طريق وسائل الإعلام".

وأضاف "يجب على أذربيجان أن تعد نفسها للحرب النهائية التي من الممكن أن تحدث خلال الـ5 أو الـ10 سنوات المقبلة، فقد أبلت قوات أذربيجان بلاء حسنا خلال الانتصار الأخير لباكو، ولعبت دورا مصيريا".

وأشار "بي بي سي" إلى أنه "في عام 2020 قامت أذربيجان بتخصيص 2.6 مليار دولار من الميزانية للقوى العسكرية، أي أكثر من 376.2 مليون دولار من تكلفة الخطة الموضوعة".

وأوضح أن "هذا المبلغ الإضافي هو لشراء المعدات العسكرية الجديدة، ودفع مرتبات الجنود والعساكر الذين تم إرسالهم إلى المنطقة طوال الحرب الأخيرة، وتنوي حكومة أذربيجان أن تخصص حتى أكثر من 2.7  مليار دولار من الميزانية من أجل الدفاع والأمن القومي".

من جانبه، قال علييف في إحدى أحاديثه: إن "الجيش يجب أن يستخدم أحدث التقنيات وأكثر المعدات تطورا لكي لا يتجرأ أحد على اتخاذ إجراءات استفزازية ضد بلادنا".

وتعد أذربيجان، ثاني المستوردين الكبار للمنتجات الدفاعية والفضائية التركية، حيث اشترت فقط في يناير/كانون الثاني الماضي، معدات من تركيا بلغت قيمتها 39.7 مليون دولار، وفي فبراير/شباط وافقت تركيا على بيع صواريخ كروز الأكثر دقة "إس أو إم" للجيش الأذربيجاني، وهذه الصواريخ صنعتها مؤسسة البحث والتطوير الدفاعي التركي.

وبالإضافة إلى ذلك، ووفقا للتقارير فإن باكو تنوي عقد اتفاقية مع إسرائيل خلال فصل الصيف؛ لشراء أسلحة ذات دقة عالية وكل المعدات العسكرية بحوالي مليارين من الدولارات، وهذه المعدات من المقرر أن يتم تسليمها خلال 5 أو 7 سنوات مقبلة.

وتقوم تركيا وأذربيجان بمناورات عسكرية مشتركة بشكل منظم منذ إبرام معاهدة "التعاون الإستراتيجي والدعم المتقابل" عام 2017.

ومؤخرا، شارك بعض من قوات "الكوماندوز" من جيش "جمهورية نخجوان ذاتية الحكم" (تابعة لأذربيجان) خلال المناورات الشتوية بين أنقرة وباكو التي استمرت خلال الفترة من 1-12 فبراير/شباط الماضي، في ولاية قارص التركية التي يفصلها 6 كيلومترات فقط عن الحدود الأرمينية.

واختتم الموقع مقاله بالإشارة إلى أن "القوات العسكرية الخاصة لأذربيجان وتركيا وباكستان من المقرر أن تقوم بمناورات مشتركة أكثر خلال العام الحالي".