باستهداف مأرب.. "لاكروا": هذه أسباب رفض الحوثيين التهدئة في اليمن

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة فرنسية الضوء على تصعيد جماعة "الحوثي" في اليمن المدعومة من إيران، بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في 16 فبراير/شباط 2021، رفع الجماعة من "قوائم الإرهاب"، التي أدرجها فيها سلفه دونالد ترامب.

وقالت "لاكروا" إنه "بعيدا عن الرد على اليد الممدودة من قبل واشنطن، قرر المتمردون الحوثيون تقديم مصلحتهم في شمال اليمن، واستئناف الهجوم على محافظة مأرب".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "في الوقت الذي أثار فيه انتخاب جو بايدن، الآمال في خفض التصعيد، وربما حتى المفاوضات الرسمية بين الحكومة اليمنية، المدعومة من السعودية، والمتمردين الحوثيين، استؤنف القتال".

وأشارت إلى أن "مدينة مأرب الصغيرة، شهدت تدفقا لمليوني نازح من صنعاء ومناطق أخرى، احتلها المتمردون، لأنها أفلتت من قبضة الحوثيين منذ بداية الحرب الأهلية، التي اجتاحت البلاد عام 2015 بسبب الدعم العسكري السعودي".

صراع رهيب

وشددت الصحيفة على أن "الأمم المتحدة دقت مرة أخرى، ناقوس الخطر في اليمن، حيث تتلاشى في هذا الصراع الرهيب، الاعتبارات الإنسانية خلف الضرورات الإستراتيجية".

وحذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث، أثناء مؤتمر بالفيديو لمجلس الأمن، في 18 فبراير/شباط 2012، من أن هجوم الحوثيين على مدينة مأرب "يهدد ملايين المدنيين، لا سيما مع وصول الصراع إلى مخيمات النازحين".

فيما قال الباحث في مركز "كارنيغي للشرق الأوسط" ببيروت، أحمد ناجي: "في غضون 4 سنوات فقط، نما عدد سكان مأرب 50 ضعفا، مما حولها إلى مدينة كبيرة مزدحمة تقودها حكومة تدعمها السعودية وزعماء القبائل والنخب السياسية والجيش". 

وقد صوّر أحمد الذي زار المنطقة عام 2019، مُجمّعَات الخيام الممتدة على مد البصر في الصحراء.

ولسوء حظ النازحين، فإن العاصمة السابقة لمملكة سبأ، الواقعة في منطقة غنية بالثروات النفطية، هي نقطة الانطلاق لخط أنابيب رئيس يمتد مباشرة إلى خليج عدن في الجنوب، وفق "لاكروا". 

من جانبه، قال الباحث والمتخصص في المركز الوطني للبحث العلمي في اليمن، فرانسوا فريسون روش، إن: "كل من يسيطر على المدينة يتحكم في استخراج وبيع النفط اليمني".

ويتساءل الباحث على حد تعبيره عن السبب وراء تقديم الحوثيين لانطباع بأنهم "لا يلعبون اللعبة"، عندما أعلنت واشنطن انسحابها من التحالف الذي تقوده السعودية.

وأوضحت الصحيفة ان "هذا هو السؤال الذي يطرحه مراقبو هذا الصراع الطويل والوحشي، مع تداعياته السياسية والدينية والقبلية والإقليمية المُتعددة".

من موقع قوة

بالنسبة للباحث روش، قد ترى جماعة "الحوثي" هذا الهجوم على مأرب كوسيلة لمعالجة المفاوضات المحتملة "من موقع قوة"، لكنه لا يستبعد مع ذلك، أن قرار "الاستفادة من الضعف السعودي" كان يمكن اتخاذه محليا، مع العلم أن السعودية "لم توقف قصفها".

من جانبه، قال الباحث ناجي، الذي لا يرى كيف ستتمكن الولايات المتحدة أو مبعوث الأمم المتحدة الخاص من "دفع جماعة الحوثي إلى إبرام اتفاق سلام".

وأضاف الناجي في ذات السياق أن "الحوثيين يسيطرون على معظم المناطق في شمال اليمن (...)"، ولا يريدون الانخراط في عملية من شأنها أن تحرمهم من دور مهيمن في الشؤون الداخلية لليمن".

فيما استنتجت الصحيفة أن "أداء جماعة الحوثي في حد ذاته يترك بعض الباحثين متشككين بشأن إمكانية إجراء مفاوضات مع القوى السياسية اليمنية الأخرى".

وتُذَكّر الباحثة اليمنية ميساء شجاع الدين، وعي عضو في مركز صنعاء بأن "هذه الحركة المسلحة التي تدخل في إطار مشروع ديني -لإعادة تأسيس الإمامة الزيدية (فرع الشيعة) التي حلت محلها جمهورية عام 1962- تتميز أيضا بالولاء المطلق لقادتها والإيمان التام بضرورة تحقيق أهدافها".

فيما أشار ناجي إلى أنه على المدى القصير "هذا لا يعني أن الحوثيين لن يشاركوا في محادثات سلام". 

وأكد في ختام تصريحه أنه "على العكس من ذلك، يمكنهم مواصلة المفاوضات مع الحفاظ على زخم عملياتهم العسكرية على الأرض".

وأودت الحرب اليمنية المستمرة منذ 7 أعوام، بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.