"العدو الأول للثورة".. هكذا وصف سودانيون دور البرهان في المرحلة الانتقالية

12

طباعة

مشاركة

أجمع ناشطون على أن تجاوزات رئيس المجلس السيادي بالسودان عبد الفتاح البرهان، فاقت كافة الحدود، سواء في الخطاب أو الصلاحيات، أو القرارات، واتهموه بحماية رموز النظام السابق عمر البشير، مشددين على تمسكهم بثورتهم ومطالبها.

واستنكر ناشطون عبر تغريداتهم ومشاركتهم في وسوم عدة بموقع تويتر، أبرزها #بعزيمتنا_تنجح_ثورتنا، #تكوين_المجلس_التشريعي، #البرهان، #التطبيع_خيانة، منع إدارة التأمين بالقصر الجمهوري، أعضاء في لجنة "إزالة التمكين" من دخول القصر.

ولجنة إزالة التمكين لنظام الرئيس المعزول ومحاربة الفساد واسترداد الأموال، تشكلت 9 ديسمبر/كانون الأول 2019، وسُمي ياسر العطا رئيسا لها ومتحدثا باسمها، ومحمد الفكي سليمان، نائبا له، ووزير شؤون مجلس الوزراء عمر مانيس، مقررا.

وتضم اللجنة، أعضاء من وزارة الدفاع، والداخلية، والعدل، والحكم الاتحادي، والمالية، والمخابرات العامة، وقوات الدعم السريع، والبنك المركزي، وديوان المراجعة القومي، وقوى "الحرية والتغيير".

وفي 11 فبراير/شباط الجاري، منعت إدارة التأمين بالقصر الجمهوري، عضوي اللجنة، وجدي صالح وصلاح مناع من دخول القصر، بناء على توجيهات من جهات عليا بمجلس السيادة (المشرف على المرحلة الانتقالية ويرأسه البرهان ويتكون من 11 شخصا، 5 عسكريين و5 مدنيين، ومدني متفق عليه من الجانبين).

هذا المنع أثار غضب الناشطين على تويتر، متهمين البرهان ومجلس السيادة بإعاقة عمل اللجنة، واتهموه بـ"معاداة الثورة والتستر على النظام السابق".

وكان صلاح مناع قد أعرب عن عدم رضاه من أداء اللجنة لعدم إجرائها تحقيقات عادلة في البلاغات المقدمة لها، واتهم البرهان بتسهيل الإفراج عن زوجة الرئيس المخلوع عمر البشير، وداد بكر، متهما جهات حكومية بالتراخي في تفكيك النظام السابق.

وفي مسار مختلف، ندد ناشطون بتذرع البرهان بالسلام والتسامح لتبرير تطبيعه مع إسرائيل، مستنكرين زعمه توقيع حكومته على "اتفاقات أبراهام" مع الولايات المتحدة وإسرائيل، لإيمانه بالتسامح وإرساء السلام.

صمت المدنيين

وندد ناشطون بمنع البرهان لأعضاء لجنة "إزالة التمكين" من عملها، وانفراده بالقرارات، مستنكرين صمت باقي أعضاء مجلس السيادة المدنيين على تجاوزاته.

وقال الناشط وجدي أبو يزن: إن "المدنيين مشتتين والشارع مقسوم لدرجة أن البرهان بيمنع وجدي صالح وصلاح مناع من دخول القصر الجمهوري".

وأضاف أن "البرهان لو ما شعر أن المد الثوري إلى حد ما تراجع، لما تجرأ كل يوم ليستفز الشعب، والسبب في تراجع المد الثوري في المقام الأول هو المدنيين في السلطة".

وتساءل محمد حسن بوشي "على ماذا استند البرهان حينما منع وجدي ومناع من دخول القصر الجمهوري؟؟ وما هو موقف الأعضاء المدنيين الستة الموجودين داخل القصر؟؟".

ورد عليه المغرد عمار الكنزي قائلا: إن "البرهان يتخذ قرارات فردية وباقي المجلس قاعد كنب ما قادرين يستوعبوا أن (رئيس) هنا ما بتعني رئيس السودان وأن القرار لازم يكون طالع من كامل المجلس أو بالأغلبية". ونقل أحد المغردين تغريدة ساخرة تفيد بأن "البرهان منع أعضاء اللجنة من الدخول استنادا على نصيبه في ورثة".

 

وأوضح مغرد آخر أنه "مر أكثر من عام ولم يُطبق شعار الثورة الأساسي وهو العدالة"، مؤكدا أن "ما يجري في أروقة القضاء من تراخي مقصود يستدعي تراص كل الثوار لإقالة النائب العام".

معاداة الثورة

وصب ناشطون غضبهم على البرهان واتهموه بمعادة الثورة المنددة بتردي الأوضاع الاقتصادية والمطالبة بالعدالة، والتي دفعت قيادة الجيش، لعزل البشير في 11 أبريل/ نيسان 2019.

وقال المغرد فتح الرحمن: إن "البرهان غير أنه العدو الأول والأخير لتحقيق مطالب ثورة ديسمبر (كانون الأول 2018)، حرية سلام وعدالة، بل أيضا حامي رموز النظام السابق ويمثل أكبر خطر وحجر عقبة أمام استرداد المال المنهوب من قبل أبناء عمومته، وأمام تحقيق الديمقراطية وبناء الوطن".

ورأى مغرد بحساب اسمه "رسالة" أن "(نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو) حميدتي و (رئيس الوزراء عبد الله) حمدوك، والبرهان الخائن أكبر خوازيق الثورة"، مشيرا إلى أن "هذا الثلاثي خدعوا الشعب قبل أن تكتمل الثورة، ولم يحاسب أحد والوضع الاقتصادي منهار".

وأكد أن هدفهم الأساسي "الالتفاف على الثورة وأهدافها وذلك بمساعدة دول الثورات المضادة التي لا تريد لثورة عربية أن تنجح".

تنديد بالتطبيع

واستنكر ناشطون توجيه البرهان كلمة لـ"قمة إسرائيل الطلابية" الافتراضية التي شارك فيها طلاب سودانيون، بقوله إن توقيع نظامه على "اتفاقات أبراهام" يعود لـ"اقتناعها بأهمية نشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب بمختلف أديانهم وأعراقهم".

والسودان برئاسة البرهان، أعلن في أكتوبر/تشرين الأول 2020، إقامة علاقات رسمية مع الكيان الإسرائيلي لينضم إلى قطار المطبعين  ويكون سادس دولة بعد مصر والأردن والإمارات والبحرين، والمغرب.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، وقعت السودان رسميا على "اتفاقيات أبراهام" التي ترتكز على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، والتعاون المشترك في عدة مجالات مع إسرائيل، وتتجاهل إلزام إسرائيل بوقف ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو حتى تأجيلها.

وأكد الباحث في الشأن الإسرائيلي وتقاطعاته العربية والإسلامية والعالمية الدكتور صالح النعامي، أن "البرهان تملق للصهاينة بالقول إن التطبيع معهم جاء لنشر قيم التسامح والتعايش".

فيما قال الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة: "كلما برّروا فضحوا أنفسهم أكثر"، متسائلا: "هل مكافأة الغزاة تسامح؟!".

وسخرت الصحفية إيمان أتويل، من المبررات التي ساقها البرهان، قائلة: "إن الخيانة لا يوجد لها مبرر ولا تسامح ولا تعايش مع محتل".