وكالة فارس: هذا ما سيحدث لو علقت أميركا عمل سفارتها في بغداد

12

طباعة

مشاركة

تحدثت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن مجموعة من وجهات النظر بشأن احتمالية تعليق عمل السفارة الأميركية في بغداد، بعد أن حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، من الإقدام على هذه الخطوة "حال استمرار الهجمات الصاروخية التي تستهدفها".

وفي نهاية سبتمبر/أيلول، دعا مايك بومبيو السلطات العراقية إلى اتخاذ خطوات جدية لوقف هجمات المليشيات على مقر السفارة ، التي تقول تقارير إيرانية إنها تضم الآلاف من قوات المارينز والمدرعات وبطاريات باتريوت الدفاعية.

وكتب الكاتب محمد عبد الحي: "يعد نشر خبر الإغلاق المحتمل للسفارة الأميركية خبرا مفرحا بالنسبة لفصائل المقاومة في العراق". في حين يرى "مايكل نايتس" الكاتب في وول ستريت جورنال أن ذلك سيكون نصرا عظيما لإيران وللفصائل العراقية.

ووصفت وكالة فارس السفارة الأميركية بأنها "أساس قوة المحتلين للسيطرة على العراق"، لافتة إلى أن مساحتها تبلغ 420 ألف هكتار وتعد أكبر سفارات العالم حتى أنها أكبر من الفاتيكان.

وتابعت: "الأكثر من كونها ممثلا دبلوماسيا، أنها تعد قاعدة عسكرية في وسط بغداد، تلك القاعدة التي تعتبر مصدر المعلومات والعمليات الإرهابية في العراق وما وراءه". 

واشتدت الهجمات تجاه السفارة الأميركية وقواتها في العراق خلال الشهرين الأخيرين. وبحسب وكالة فارس فإن العديد من الأحداث وقعت مؤخرا منها وضع القنابل في طريق القوافل العسكرية الأميركية بالإضافة إلى الحملات الصاروخية التي تحولت إلى أمر عادي.

دوافع ونتائج

وحول الدوافع التي قد تؤدي إلى غلق السفارة ذكرت الوكالة الإيرانية أن الهجمات المتعددة على المنطقة الخضراء والسفارة في بغداد، علامة على عدم كفاءة نظام الدفاع الصاروخي للسفارة المعروفة باسم CRM. (مثل صواريخ باتريوت الأميركية التي دفنت في السعودية).

ومن هذا المنطلق، جهزت واشنطن الدبلوماسيين والسياسيين الخاصين بها بالنظم الدفاعية ونقلتهم إلى قاعدة الحرير العسكرية في كردستان العراق.

وتشير وكالة أنباء فارس إلى أن هذا يعد نصرا عظيما لفرق الفصائل حيث يتعطل محور "اتصال الأميركان وقوات الاحتلال والجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم الدولة، وسيعود هدوء واستقرار العراق بغلق السفارة وسيستعيد البلد استقلاله مرة أخرى".

وذكر المستشار الأميركي السابق جون بولتون في مذكراته أن أحد أسباب فشل واشنطن في الإطاحة بنيكولاس مادورو الرئيس الفنزويلي هو التعليق الحر لعمل السفارة الأميركية من قبل الرئيس دونالد ترامب. 

وتقول الوكالة الإيرانية: إن "السفارات الأميركية في العالم ليست فقط مركزا دبلوماسيا، وإنما مؤسسة جاسوسية وقاعدة عسكرية للتدخل في شؤون الدول، وتوجد أخبار على وجه الخصوص تقول: إنه كانت هناك محاولة لفرق الفصائل للهجوم المتسع على السفارة في بغداد قبل الانتخابات (الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني).

واعتبرت الوكالة الإيرانية أن تعليق السفارة في بغداد بمثابة إعلان للحرب على فرق الفصائل، حيث نقلت عن مصادر أمنية أن واشنطن استهدفت 122 نقطة لقوات الفصائل العراقية.

كما ذكرت وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين أميركيين أنه سيتم استهداف أماكن المليشيات الشيعية (الحشد الشعبي) في حال غلق السفارة.

ومن هذا المنطلق، ترى وكالة أنباء فارس أن إنذار الأميركان "يعتبر مجرد حيلة للهجمات متعددة الأطراف ضد فرق الفصائل، وكذلك الهجمات العسكرية، السياسية، والأمنية من قبل المتنفذين في العراق الذين لديهم هاجس تجاه غلق السفارة، ويرون أن بقاءهم مرتبط ببقاء واشنطن".

فبالتزامن مع ذلك، أغلق مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي مكاتب القوات الأمنية المحلية والحشد الشعبي في مطار بغداد.

وتعتقد الوكالة أن غلق السفارة قد يكون قرارا مؤقتا، فقط من أجل قمع فرق الفصائل واستكمالا للفتن والتدخل في شؤون العراق.

 هل هي لعبة؟

ونقلت وكالة فارس الإيرانية آراء بعض المحللين بشأن نبأ إغلاق السفارة وأكدت أن بعضهم يرى أن هذا الخبر "شائعة ولعبة لإخافة الأطراف الأخرى".

ويربط "مسؤولو الغرب في العراق" حياة العراقيين بعلاقتها وتعاونها مع أميركا، وخاصة التعاون الاقتصادي، ويعتبرونها دولة ضعيفة بدونها. ويوضحون علنا أنه ليس لديهم عقوبات شديدة وضغوطات اقتصادية، وأنهم مستعدون للرضوخ في أي شيء من أجل بقاء واشنطن والترحيب بها.

وتشير الوكالة إلى أن هناك أخبارا توضح أن الأميركان يربطون خروجهم من العراق، بالإضافة إلى نزع السلاح وتدمير الحشد الشعبي وفرق الفصائل الأخرى، بالتطبيع بين بغداد وتل أبيب. 

وتابعت: "الأميركان يعلمون جيدا أن المحتل يرحل في النهاية، ولن ينظر الرأي العام العراقي أبدا لوجودهم في العراق نظرة تفاؤل"، معتبرة أن هذه حجة واضحة سواء الحرب مع تنظيم الدولة أو التعاون الاقتصادي والعسكري وغيره.

وأضافت الوكالة أن الأميركان يعرفون أن وجود الفصائل والأمن العراقي غير قابل للتدمير، والقوات الجديدة هي التي ستمسك بزمام أمور مستقبل العراق، حتى لو أصدر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمرا بحلها، "لأنهم أبناء العراق المتعاطفون، وكانوا المنقذين للشعب العراقي في حربه مع تنظيم الدولة ولا يزالون".

واختتمت الوكالة بالإشارة إلى أن غلق السفارة في بغداد خبر جيد، مضيفة: "إذا نجحت فرق الفصائل في اجتياز هذا الامتحان الصعب، فهذه بشرى لطرد المحتلين من العراق عبر استكمال الحرب".